عدلت جلستها و رفعت عيونها لشاشة اللابتوب، ضلت تشوف عليها لكم من ثانية
و بعدها سوت لها تحديث، ما صار فيها أي تغيير، سوت تحديث مرة ثانية و ثالثة
و رابعة بس ما تغير، آخر مرة سجل حضوره في مدونته قبل ثلاثة أيام و من وقتها
ما في أي أثر له، معقولة يكون صاير فيه شيء؟ بعدت هالفكرة عن رأسها بسرعة
: لا، إن شاء الله خير، إن شاء الله خير! سمعت الباب ينفتح فلفت تشوف عليها.
دخلت الغرفة و قطبت حواجبها: أنتي لين ألحين جالسة قدام مدونته؟
لفت عنها و ما ردت
مشت للسرير و جلست: ممكن أعرف أنتي إيش بالضبط تستفيدي من متابعتك
لهالإنسان؟
سكرت الصفحة و بعدها سكرت اللابتوب، لفت لها، قامت وصارت تمشي للسرير،
جلست و تكلمت: ما أعرف، تعودت أقرأ يومياته، صار لي خمس سنوات أتابعه،
أتابع أخباره، أحس أني أعرفه، أعرف كل شيء عنه، أبدا ما إنقطع لكل هالفترة
فليش ألحين؟
ضحكت و بمزح: يمكن مات ههههه!!
قطبت حواجبها بقوة و ضربتها على كتفها: بسم الله عليه، ليش تتكلمي عنه كذي؟
ما زين، يكون أخو أحد، زوج أحد، ولد أحد!
حركت عيونها بملل: بس مانه ولدك، و لا أخوك، و لا حتى زوجك!
حركت رأسها بالإيجاب: أعرف، بس يكون إنسان مهم في حياة كثير من
الأشخاص!
عدلت جلستها: أتمنى ما يكون مهم في حياتك، لا جنسيته مثل جنسيتك،
و لا لغته مثل لغتك، و لا حتى ديانته، إيش تريدي فيه؟
فكت شعرها، حطت رأسها على مخدتها و تنهدت: أحسه يفهمني!
فتحت عيونها بصدمة: تـكـلـمـيـه؟!؟!
حركت رأسها بالنفي بسرعة: لاآآ!! مستحيل أسويها، أنا بس أتابع أخباره،
مثلي مثل أي أحد يفتح صفحته، سكتت شوي و بعدها كملت: تعودت عليه،
تعودت على الخواطر اللي يكتبها، أحسه حزين و وحيد و مجروح و معصب
و مقهور و مخنوق و ..
مسكت أذونها بسرعة: و و و و بـــــس!!
: ههههههههههههههههههه!
: ما أريد أسمع عنه، خليه يولي، ما لي دخل فيه، إبتسمت بخبث و إقتربت
: اللي يهمني حبيب القلب!
غمضت عيونها و هي تحس بقلبها ينقبض على ذكره، كتفت يدها على عيونها
و تكلمت: إيش فيه؟
إقتربت منها أكثر و صارت تلعب بخصلات شعرها المموجة: فوفو، يا حياتي،
بعد أسبوع و شيء بتتركينا و بتمشي معاه، راح تروحي لبلد الغرب، راح تقدري
بدوننا؟!
خنقتها عبرتها فما ردت
ما حست فيها فكملت: أوووه، أكيد بتقدري، رايحة معاه، أصلا يومين و بتنسينا
و لما أتصل فيك أقول معاك أختك تردي من.. هههههههههه!
حست بدموعها تحرق عيونها، حاولت بقدر الإمكان تمسكها بس ما قدرت،
تدحرجت دمعة من طرف عينها و تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما قدرت
تمسك حالها أكثر من كذي فبكت..!
إستغربت من حالتها بس خافت بنفس الوقت، بعدت يدها من على عيونها،
مسكتها من مرافقها و جلستها: فرح حياتي إيش فيك؟ إيش صار لك؟ ليش
تبكي؟
ما ردت عليها، رمت نفسها في حضنها و صارت تشهق
حاوطتها من أكتافها و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، يا روحي
بس، إيش صار لك أنتي؟ إيـ.. سكتت و ما كملت، توها تفهم عليها، حركت
رأسها بقلة حيلة و زادت من مسكتها عليها، تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه
: ليش وافقتي إذا هالشيء يعذبك كذي؟ كان رفضتيه!
حركت رأسها بالنفي و بعدت عنها و من بين شهقاتها: مـ.ـا قدرت.. ما قدرت..
أرفـ.ـضه.. أحبه.. خفت.. خفت يضيع مني.. خفت..
حركت رأسها بتفهم و رجعت حضنتها، و هي تمسح على شعرها: خلاص هدي
حالك، هو قال أنه رافضك بس مصيره يحبك، بتكوني معاه 24 ساعة، قدام
عيونه، زوجته و حلاله، أكيد بيتعلق فيك، أكيد بيحبك!
ما علقت و ضلت تبكي
أخذت نفس و كملت: خليك متفائلة، أنتي إيش تتوقعي راح يقدر يتركك بعدين،
مستحيل يا حبيبتي، شوفي هالإتفاق اللي هو سواه معاك كيف بينقلب عليه، بيحبك
و بيموت في هواك، بعدين تتذكريني و تقولي بسوم قالت!
بعدت عنها و صارت تمسح دموعها: بـ.ـس هو.. هو.. يحب غيري..
إبتسمت لها و صارت تبعد خصلات شعرها المبللة عن وجهها: إيش يسوي بهذيك،
ما تجي لولا ظفر منك، شقراء و عيونها ما أعرف كيف، لبسها الله يستر بس،
تتوقعي عمي بيرضى بوحدة مثلها؟ حركت رأسها بالنفي: مستحيل!!
نزلت رأسها و صارت تمسح أنفها بكم بجامتها: و إذا ما حبني؟
ضربتها على كتفها بخفة: ما أنتي وافقتي عليه، عيل تحملي!
رفعت رأسها بصدمة
ضحكت: أمزح.. هههههههه.. أمزح!!
قطبت حواجبها: لا تمزحي كذي!
مسكت أذونها: آخر مرة، سكتت شوي و كملت: خليك متفائلة!
حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!
إبتسمت لها: و لا عاد تبكي كذي، ما سمعتي الدكتور إيش قال!
حركت رأسها بالإيجاب و نزلته بحزن: يعني إيش خلاص بخسر نظري!
حركت رأسها بالنفي: لا، إن شاء الله ما يصير كذي! حطت يد تحت ذقنها و رفعت
رأسها لها: عمى ليلي و بس، ما راح يأثر عليك كثير، بس خليك بعيدة عن أماكن
المظلمة!
بعدت يدها و نزلت رأسها مرة ثانية: عمى ليلي إذا ما عالجناه بسرعة راح..
قاطعتها بسرعة: فرح، إيش فيك؟ من متى و أنتي بهالتشائم؟! هذا و أنتي
تتزوجي و بتسافري بعد كم من يوم، خليه يعالجك هناك!
إبتسمت بسخرية: و كأنه يهتم!
حركت رأسها بقلة حيلة: يا بنت تفائلي، تفائلوا بالخير تجدوه!
حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت عليها
قامت و باستها على رأسها: يللا، أنا رايحة أنام و أنتي بعد نامي و بدل
ما تفكري في حبيب القلب اللي ما يدري عنك فكري عن صاحب المدونة اللي
هم ما يدري عنك!
ضحكت: إسمه أنجل ويذ بروكن وبنغس!
(Angel with broken wings)
(ملاك بأجنحة مكسورة)
حركت رأسها بمعنى أنا ما أهتم و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!
إبتسمت: و أنتي من أهله! تسكر الباب و هي حطت رأسها على مخدتها، ما تريد
تفكر فيه بس خلاص مانها قادرة تبعده عن فكرها، تعلقت فيه من صغرها و ما تعرف
متى حبته، حبته و صارت تحلم في حياتها معاه، ما قدرت ترفضه، خافت يضيع منها،
يضيع حبها الأول و الوحيد، ما كانت سهلة تسمعه يعترف لها بحبه لوحدة ثانية،
يوجع، يوجع كثير هالشعور، حب من طرف واحد، صعبة الواحد يحب و ما يعرف
إيش نهاية هالحب و الأصعب لما تعرف النهاية بس تنكرها..! تقلبت و صارت
على جنبها اليمين، رجعت شعرها على وراء و من ثم شبكت يدينها ببعض و حطتهم
تحت خدها، خايفة من الحياة اللي تنتظرها مع هالإنسان، خايفة موافقتها عليه تكون
أكبر غلطة إرتكبتها في حياتها، تعرف أنها بتتعذب معاه و بتتعذب كثير بس راضية
في أمل أنه بيجي يوم و يحبها، خايفة هالأمل ما يطلع إللا وهم، وهم بتصحى منه
متأخر و بتنصدم بواقعها، بواقع حب فـاشـل..!
بسمة: 24 سنة!
فرح: 21 سنة!
***************************
نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل، شددت من قبضتها على التلفون و هي
تحاول تكتم شهقاتها: أنـ.ا .. أنا ما.. أريد أكون لغيرك.. بموت.. بموت..
جا لها صوته من طرف الثاني: يا حياتي، كم مرة قلت لك، لا تجيبي سيرة الموت
على لسانك، سكت شوي و كمل: أنتي لي و صدقيني أنا ماني متخلي عنك،
لو إيش ما يصير، أنا ما راح أسمح لأي أحد يأخذك مني!
حركت رأسها بالنفي: أنت.. أنت ما تفهم.. هو بكرة يجي.. يجي عشان يشوفني..
خايفة.. خايفة يوافق علي.. أنا.. ما أريد.. غيرك.. ما أريد.. و صارت تشهق.
: أششش، يا حياتي هدي حالك، أنا إيش قلت لك ألحين، أنتي لي و مستحيل تكوني
لغيري، فاهمة، مستحيل!
ما ردت عليه و ضلت بنفس حالتها
: هدي حالك و إسمعيني، حتى و لو وافق عليك، أنتي ما راح تتزوجيه على طول،
ما راح يأخذك بكرة و يمشي، لازم تهدي حالك، هدي حالك و إسمعيني!
رفعت خصلات شعرها الطايحة على وجهها و صارت تمسح دموعها: أسمـ..ـعك..
أخذ نفس و تكلم: بكرة خليك عادية و لا تحسسيهم بأنك رافضة..
رجعوا دموعها و قاطعته: ما أقدر.. أنا..
قاطعها و بنبرة حازمة: إسمعيني و لا تقاطعيني!
سكتت و حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها
تكلم بهدوء: يا حياتي أنا تقدمت لك من قبل و أنتي تعرفي أنهم رفضوني،
حتى و لو تقدمت مرة ثانية راح يرفضوني، بس مثل ما قلت لك أنا ماني
متخلي عنك، بكرة روحي له و سوي نفسك عادية، جاري الكل بسالفة الخطبة،
أنا عندي فكرة، ما أقدر أخبرك عليها ألحين بس ثقي فيني، ثقي أنك ما تكوني
إللا لي!
مسحت دموعها: توعدني؟
: أوعدك!
سكتت شوي و هي تسمعه يأخذ نفس و يزفر: أنا.. أحبك!
: و أنا أحبك، أحبك و أوعدك أني ما راح أسمح لأحد يأخذك مني، ما راح
أسمح لأي أحد يلمسك غيري، أنتي لي أنا و بس، فاهمة؟
حركت رأسها بالإيجاب: آههم!
: يللا ألحين، إمسحي دموعك و نامي، بكرة راح يكون يوم طويل!
حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و حطت رأسها على مخدتها
: إحلمي فيني!
إبتسمت: إن شاء الله! سمعت ضحكته و بعدها تسكر الخط، إختفت إبتسامتها
و أخذت نفس طويل تهدي حالها، يا ترى يقدر؟ يقدر يوفي بوعده؟ رمشت عيونها
و من ثم رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 12:37، نزلت عيونها و غمضتهم،
باقي 13 ساعة، 13 ساعة و بتشوف هالشخص الجديد اللي جاي ليبعدها منه،
اللي جاي ليسرقها منه، حاقدة عليه و كارهته، كارهته بدرجة أنها خايفة تشوفه،
إيش لو ما قدرت تتحكم بحالها و ذبحته، إيش في وقتها؟ فتحت عيونها و رمشتهم
بهدوء، ليش وافقوا عليه و ما وافقوا على الشخص اللي هي إختارته لنفسها؟
ليش ما وافقوا على الشخص اللي قلبها إختاره لها؟ هو إيش ناقصه؟ قطبت حواجبها،
هم ما يهتموا أصلا، كل اللي يهمهم مصلحتهم، مصلحتهم من وراء هالإرتباط، يريدوا
يستغلوها، يستغلوها و بس، أخذت نفس، تقلبت و غمضت عيونها، بس هالمرة
ما راح تسمح لهم، ما راح تسمح لأي أحد يستغلها، مستحيل..!
أساور: 20 سنة!
شهاب: 22 سنة!
تحت بالكراج...
وقفت سيارتها و هي ترتجف و تحاول تلتقط أنفاسها، نزلت يدينها لحضنها
و شبكتهم ببعض، غمضت عيونها و هي تشكر ربها لأنها وصلت البيت بكل سلام،
حست بحرقة على حاجبها الأيسر فرفعت يدها و حطت أصابعها عليه تتحسسه،
نزلتها و هي تشوفها مدمية، لفت للمراتب الخلفية و سحبت علبة الكلينكس الطايحة
ما بينها، أخذت كم من حبة و نظفت أصابعها، أخذت كم من حبة ثانية و حطتهم
على حاجبها، رفعت يدها اليمين و هي تشوف الجرح الممتد من مرفقها لين تحت،
قطبت حواجبها و بعدها قطبتها أكثر و هي تحس بحرقتها تزيد، أخذت نفس
و رجعت رأسها لوراء تريحه، غمضت عيونها و زفرت: الحمد لك يا رب، الحمد لله!
ضلت كذي لشوي و بعدها فتحت عيونها و رفعتهم تشوف على الفلة، يا ترى
تكون صاحية؟ يا ترى تكون تنتظرها؟ يا ترى تكون خايفة عليها؟ تنهدت و نزل
ت عيونها ليدها، نزلت كم عبايتها لتغطي الجرح، عدلت شيلتها و بعدها لفت للباب،
فتحته و نزلت، سكرته و ضلت تشوف على الشباك المكسور، غمضت عيونها
و هي تتخيله ينكسر عليها، فتحتهم و هي تتمتم لحالها: آخخ، كان يعوور!
لفت و صارت تمشي لباب الصالة، فتحته بهدوء، دخلت و سكرته بنفس الهدوء،
مشت للدرج و جت بتحط رجلها على أولها بس سمعت صوتها فوقفت.
: وينك، صار لي ساعة أنتظرك، خفت عليك!
فتحت عيونها بعدم تصديق، صاحية؟! تنتظرها؟! خايفة عليها؟! إبتسمت
لنفسها و لفت بسرعة تشوف عليها، شافتها تبوسه على رأسه و تمرر يدينها
على أكتافه و كأنها تفحصه، لهالدرجة خايفة عليه؟! و هي؟! و هي ليش
ما تهتم فيها مثل ما تهتم فيه؟! ليش؟ مانها بنتها، ما تخاف عليها؟! كانت برع
البيت من الصبح و توها بس راجعة، ليش ما تسألها وين كانت؟ ليش تعامله
ا و كأنها غريبة؟ لـيـش؟ نزلت رأسها بحزن، لفت و صارت تركب الدرج بسرعة،
مشت لغرفتها، فتحت الباب و دخلت، مشت للتسريحة و هي تفسخ شيلتها
و عبايتها، وقفت قدام المراية و هي تحارب دموعها، مررت أصابعها على الجروح
اللي بوجهها و صارت دموعها تنزل: ماما.. لا تخافي علي.. أنا بخير..
و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. أبدا.. ما تعورت كثير.. ما يعور.. و هي
تنزل عيونها ليدها: ما يعور أبدا.. يومين و بشفى.. عادي.. أنتي لا تخافي
علي.. عادي.. لا تهتمي.. لا تهتمي أبدا.. نزلت رأسها، جلست على الأرض
و صارت تبكي: لا تهتمي.. مثل دايما.. و صارت تشهق، ما تعرف كم مر
عليها و هي بنفس حالتها، مانها راضية تهدي حالها، تعبت من هالحال،
ما تشتكي لأحد و ما راح تشتكي بس محتاجة لها، محتاجة لحضنها، لحضن
يحتويها، يهديها و يقول لها كل شيء راح يتصلح، ما تعرف متى راح
يجي هاليوم، ما تعرف إذا يجي و لا لأ..!
سمعت صوت الباب يندق، إرتبكت و صارت تمسح دموعها بسرعة، قامت
و ركضت للحمام، غسلت وجهها و بعدها نشفته بالفوطة، طلعت من الحمام
و هي بعدها تسمع الدق، مشت للباب، حطت يدها على المقبض، أخذت نفس
و بعدها أخذت نفس ثاني، غصبت إبتسامة على شفايفها و فتحت الباب.
رفع عيونه لها و بعدها إقترب منها بخطوة: شفت السيارة متعورة فجيت
أتطمن عليك، أنتي بخير؟
رجعوا دموعها فنزلت رأسها بسرعة: أمم.. ما فيني شيء، حادث..
حادث بسيط!
إقترب منها أكثر، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، ضل يشوف على
جروحها شوي و بعدها إقترب منها أكثر و طبع بوسة هادية على رأسها.
طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، رفعت عيونها له و هو صار
يمسح على خدها بهدوء
إبتسم لها: تعبانة؟
حركت رأسها بالإيجاب
حرك رأسه بتفهم و طبع بوسة ثانية على رأسها: نامي و بكرة أفهم منك!
نزلت رأسها و ما ردت عليه
لف و صار يمشي
رفعت رأسها و شافته يفتح باب غرفته، يدخل و يسكره وراه، نزلت رأسها
و لفت تدخل غرفتها، سكرت الباب و مشت للسرير، جلست و هي تفكر فيه،
لولاه ما تعرف إيش كان بيصير فيها، وجوده حوالينها يقويها، قطبت حواجبها
و هي تتذكر أنه بيرجع يسافر بعد كم من يوم، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها
لمخدتها، مدت يدها و سحبت دفترها من تحت المخدة، فتحته من وسط وين
ما كانت حاطة قلمها، أخذت القلم و صارت تكتب، تكتب أحداث يومها، خوفاً
من أنه بيصير فيها مثل اللي صار قبل، خوفاً من أنها بتنسى كل شيء صار
بحياتها، خوفاً من أنها بتنسى نـفـسـهـا..!
أزهار: 23 سنة!
طلع من غرفتها و هو يفكر فيها، يعرفها، بتخبي و ما راح تخبره باللي صار،
تفضل تكتم كل شيء لنفسها و لا تشارك مع أحد، هي كذي، كتومة، مزاجية،
غريبة في أوقات، هبلة، دفشة و مجنونة في أوقات ثانية، فتح باب غرفته و دخل،
سكره و صار يمشي للتسريحة، مرات يفكر عندها إنفصام بالشخصية، إبتسم
على تفكيره، بس يمكن ليش لأ؟! رمى مفاتيحه و محفظته على التسريحة و بعدها
طلع تلفونه من جيب بنطلونه و حطه عليها، مشى للكبتات و أخذ بجامته، غير
ملابسه و بعدها صار يمشي للسرير، جا بيجلس بس رن تلفونه، رفع عيونه
للساعة المعلقة على الجدار، 1:30، إبتسم لنفسه، تكون هي، مشى للتسريحة
بسرعة، أخذ التلفون و رد:
I was waiting for your call
(كنت بإنتظار إتصالك)
وصل له صوتها الناعم:
I miss you
(إشتقت لك)
تنهد و صار يمشي للسرير:
Me, too
(و أنا أيضا)
رمى حاله على السرير و كمل:
Don’t worry, I’ll be there in a week
(لا تقلقي، سأكون هناك في أسبوع)
ردت عليه بصوت مخنوق:
You’ll be here and you’ll be married
(ستكون هنا و ستكون متزوجاً!)
قطب حواجبه و هو يتذكرها، ما عنده حل ثاني، حاول يقنعهم بس هم مانهم
راضيين يقتنعوا، مستحيل يقتنعوا، مجبور، مجبور يتحملها، يتحملها لفترة
و بعدها بيطلع أي عذر، أي عذر ليفتك منها، هو ما يريدها و هي تعرف هالشيء،
هو ما يريد يظلمها و عشان كذي إعترف لها، وافقت عليه و وافقت على كل
شروطه، ما راح تنظلم و ما راح تتأذى! إنتبه لحاله على صوتها
: Are you with me
(أأنت معي؟)
أخذ نفس و حرك رأسه بالإيجاب:
Don’t worry, Hannah, she doesn’t mean anything
to me.
I love you and I want, only, you
(لا تقلقي، هانا، أنها لا تعني لي شيئاً، أنا أحبك، و أريدك أنتِ فقط!)
سمعها تتنهد بس ما تكلمت فكمل:
Trust me
(ثقي بي!)
: I trust you
(أثق بك!)
إبتسم:
Then, see you soon
(إذاً، أراكِ قريبا!)
: I hope so
(آمل ذلك!)
ضحك و هي ضحكت و بعدها سكرت التلفون، رفع التلفون يشوف على الشاشة،
جننته هالبنت، بالأول كانت مجرد زميلة بالدراسة و بعدها صارت صديقة و ألحين
حبيبة، حبها ما بيده، يعرف هي غير، جنسيتها مختلفة، لغتها مختلفة، ديانتها
مختلفة، بس هالأشياء صارت ما تهمه، اللي يهمه أنه يعرف أنها تحبه، تحبه
هو و بس، يعرف أنها ما تناسب عيشتهم، ما راح تقدر تتأقلم مع حياته إذا
جت هنا بس هو راضي يضل عندها، هو يقدر يتأقلم معاها فليش يجبرها على
شيء هي ما تقدر عليه، هو يحبها و راضي يتغير عشانها..!
عماد: 25 سنة!
***************************
غمض عيونه و من ثم فتحهم و هو يحس برؤيته اللي صارت ضبابية، قطب
حواجبه و هو متضايق من أصوات البوري للسيارات اللي صارت تجاوزه، نزل
الشباك و طلع رأسه: يـ.ـا حيواان.. ولد الكـ.ـلب.. زادهم كم من سبة و هو
يتلعثم بكلماته، دخل رأسه و هو توه ينتبه لسيارته اللي إنحرفت عن الطريق،
جا بيدعس على البريك بس دعس على البنزين، ما حس بحاله اللي و هو يصدم
أحد أعمدة الكهربائية بطرف الشارع، رمش عيونه مرة، مرتين، ثلاث مرات
و هو يريد يستوعب اللي صار، عصب، فتح الباب و نزل من السيارة، صار
يمشي للعمود و هو يترنح بمشيته، وقف بجنبه و صار يضربه و يصرخ عليه
: يــا حـقـيـر.. مـا شفت .. السيارة.. هــا؟؟ ما شفتها جـايـة لك؟؟ ليش
ما تحركت.. كــلـــب!!! و هو يحاول يدفعه: تحرررك.. تحرك مـ.ـن هنا..
تحرررك..، عصب أكثر و هو يشوف العمود جامد بمكانه، رجع على وراء
و رفع رأسه يشوف إرتفاع العمود، إبتسم: سـامحتك.. هالـمـ.ـرة.. مرة الجاية..
ما بسامحك.. و هو يحرك سبابته بالنفي: نو.. نو.. نو.. ما بسامحـ.ـك..
لف و صار يمشي للشارع، وقف على الرصيف و هو يأشر للسيارات عشان
توقف له، كلما تمر سيارة من قدامه و ما توقف، يطيح في صاحبها سب و يدعي
عليه، ضل على نفس حالته لأكثر من ربع ساعة لين توقفت له سيارة تاكسي،
ركب و تمدد على المراتب الخلفية، فك زر دشداشته و غمض عيونه: خذنـ.ـي..
لبـ..ـيتي..
لف عليه صاحب التاكسي و تكلم: وين بيتك؟
فتح عيونه و رجع غمضهم و هو يحك خده: هـ.ـنـاك.. شارع الفـ..لل.. خوير..،
و صار يتمم بكلام غير مفهوم: خذني.. حبيـ..ـبتي.. مـ.ـا أر..يد.. أتأخـ.. ر..
أنت.. ما تعرف.. إشتقـ..ـت.. لها.. أحـ..ـبها.. راحت.. و صار صوته يختفي
شوي، شوي لين سكت و غفى.
تنهد بقلة حيلة و حرك سيارته، قدر يلتقط خوير و شارع الفلل فحرك سيارته
لهالمنطقة
بعد عشرين دقيقة ...
إنتقز و هو يحس بشيء بارد ينكب على وجهه، فتح عيونه و هو يقطب
حواجبه بقوة: بعد.. عني..
صاحب التاكسي و هو يمسك يده: تعال يا أخوي، إنزل، وصلنا لشارع الفلل!
فك يده منه و رجع غمض عيونه: أي شـ.ـارع؟!
أخذ نفس طويل و زفر: صبرني يا رب! مسك يده مرة ثانية و صار يسحبه
لبرع السيارة
قطب حواجبه أكثر من قبل و هو يحس نفسه ينسحب، و هو يحاول يفك يده
: هيي.. فكني.. خليني.. خليني..
ما رد عليه و ضل يسحبه لين طاح من السيارة
جلس على الأرض و صار يحك رقبته
حرك رأسه بقلة حيلة: شاب في هالعمر و تدمر حالك كذي؟
رفع عيونه: أي عمر؟!
تنهد و صار يمشي لسيارته: ما أقول غير الله يهديك و يصبر أهلك عليك!
ركب بسرعة و حرك السيارة
ضل جالس بمكانه شوي و هو يلتفت حوالينه، إبتسم لنفسه، قام وصار يمشي،
عدى أول فلة بس رجع لها مرة ثانية، وقف قدام باب الشارع و هو يحاول يفتحه،
ما إنفتح فكمل طريقه، وصل للفلة الثانية و حاول يفتح الباب بس ما إنفتح،
قطب حواجبه و كمل طريقه، وصل للفلة الثالثة و حاول يفتح الباب بس هم
ما إنفتح: زعلانـ.ـين مني؟! رفس الباب بقهر و بعدها صار يكمل طريقه للفلة
الرابعة، فتح الباب و إنفتح، إبتسم و دخل للحديقة، مشى للدرج و صار يركب
بس تعثر و طاح: آآآآآآخخخخ.. صرخ بقهر: إيـش فـيـكـم عـلـي؟!؟
: رجعت!!
رفع عيونه لها و إبتسم: يمة حبيـ.ـبتي..
أخذت نفس تهدي حالها و من ثم مشت له، نزلت لمستواه و قطبت حواجبها
و هي متضايقة من ريحته، تنهدت بقلة حيلة، مسكته من أكتافه و صارت توقفه
: يللا يا ولدي، قوم، خلينا ندخل!
إبتسم لها أكثر و حرك رأسه بالإيجاب، حط يده على الدرج و صار يحاول
يرفع نفسه: يمة.. لا تزعلي مني.. لا تتركيني.. لا تكوني مثلها.. تركتني..
تركتني.. راحت..
ما ردت عليه، حاوطته من أكتافه و صارت تساعده على المشي، أخذته لجناحه،
فتحت الباب و صارت تمشي معاه للغرفة، فتحت الباب و مشت للسرير، ساعدته
ينسدح و حطت رأسه على مخدته
غمض عيونه و هو يتمتم بكلام غير مفهوم: حبـ.ـيتها.. أكث..ـر.. مـ..ن
الكل.. بس.. زعلت.. راحـ.ـت.. را.. حـ.ت.. را..حـ.ـت..
ما تكلمت، مشت لرجوله و فسخت نعلانه، سحبت البطانية و غطته، جلست
على طرف السرير و صارت تمسح على رأسه بهدوء
: تركتني.. يمـ.ـة.. لحا.. لي.. ليـ..ش.. سو..تها.. فيـ.. ني .. ليش..
ما أريد.. أعيش.. بدونها.. ما بدونـ..ها.. بـموو..ت.. بموت.. بموت..
إقتربت منه و باسته على رأسه، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي فصارت
تبكي بصمت، وحيدها، ما عندها غيره، يدمر حاله و قدامها، يألمها، تتقطع
و هي تشوفه بهالحال بس ما تعرف كيف تمنعه، حاولت كثير بس فشلت، فقد
رغبته في الحياة، هي ماتت و هو بيموت وراها، بيموت إذا إستمر على هالحال،
خايفة عليه، خايفة أنه بيطلع في يوم و ما يرجع لها، إيش بتسوي في وقتها؟
ما تقدر تخسره، هو كل اللي بقى لها، هو كل اللي عندها، مسحت دموعها و هي
تدعي ربها أنه يرجع مثل أول، يرجع يعيش..! أخذت نفس و قامت، مشت لباب
الغرفة بس لفت تشوف عليه، أخذت نفس الثاني و طلعت، سكرت الباب و صارت
تمشي لباب الجناح، طلعت و مشت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب، فسخت جلبابها
و مشت لسريرها، جلست و صارت تستغفر، حطت رأسها على مخدتها و هي بنفس
حالتها، بعد فترة ثقلت عيونها فغمضتهم بس فتحتهم بسرعة و هي تسمع صوت
صياحها، جلست بسرعة و هي مفزوعة: بسم الله، بسم الله! قامت وصارت تمشي
لباب الغرفة بسرعة، فتحته و طلعت، شهقت و هي تشوفه حاملها من يد وحدة
و يمشي لها بعصبية و يصرخ.
: يـممممـة!! كــم مــرة قـلـت لـك ما أريــدهـا، مــا أريــدهـا حـوالـيـني!!!
بــذبــحــهــا!!!!
شهقت مرة ثانية و مشت له بسرعة، سحبتها من يده بسرعة و حاوطتها لصدرها
و بخوف: بسم الله عليها، بسم الله!!
لف و بنفس حالته: شـفـتـهـا مـرة ثـانـيـة فـي جـنـاحـي والـلـه بــذبــحــهــا!!!!
ما ردت عليه و صارت تمشي لغرفتها و هي تحاول تهديها، كان بيخلع يدها
الصغير، بيكسرها، صغيرة، ما تتحمل قسوته، ما تتحمل، يلومها و هي تعرف،
يلومها على اللي صار، مسكينة، إيش غلطتها، ولدت يتيمة الأم، إنحرمت من
حنان الأم و هذا هو ألحين بيحرمها منه، بيرحمها من أبوها..!
الأم: مريم-50 سنة!
عادل: 30 سنة!
وسن: 7 أشهر!
.
.
.
.
.
و بـــس.. هذي كانت البداية.. تعرفتوا على الشخصيات و راح تتعرفوا عليهم
أكثر مع البارتات الجاية..
في كم من شخصية باقية.. بتظهر في البارتات الجاية إن شاء الله..
البارتات الجاية راح تكون في الماضي.. قبل 10 أشهر.. راح نعيش معاهم
موقف، موقف لين ما نوصل للمواقف اللي بالبداية..
يا ترى من إرتبط في من و كيف إرتبطوا في بعض؟!