بريطانيا...
مدينة بريستول...
كان واقف قدام الكبتات يرتب ملابسه و ملابسها فيها، لف يشوف عليها
شافها على السرير، متمددة على بطنها و شعرها مغطي وجهها، شكلها نايمة،
نزل عيونه عنها، لف للكبتات مرة ثانية و صار يكمل اللي كان يسويه، إندق
الباب فلف يشوف عليه.
فتح الباب بهدوء و دخل، نزل عيونه لها و من ثم رفعهم له:
Dinner is ready
(العشاء جاهز)
ماكس حرك رأسه بالإيجاب و لف للكبتات:
Give me a minute
(إعطني دقيقة!)
إيريك حرك رأسه بالإيجاب و طلع من الغرفة.
ماكس ترك اللي بيده و مشى للسرير، عدل المخدات و من ثم حمل مايسي
و مددها على جنبها، مرر يده في شعرها بهدوء و بعدها إقترب منها و طبع
بوسة هادية على خدها، عدل وقفته، غطاها بالبطانية و بعدها طلع من الغرفة،
مشى للمطبخ و شافه جالس على طاولة العشاء ينتظره، سحب كرسي بمقابله،
جلس و صار يأكل بهدوء.
إيريك:
Is she sleeping
(أهي نائمة؟)
ماكس حرك رأسه بالإيجاب و ما رفع عيونه من صحنه
إيريك:
Is she better now
(أهي أحسن الآن؟)
ماكس حرك رأسه بالنفي و تنهد:
She stopped talking, she doesn’t speak
(توقفت عن الكلام، أنها لا تتحدث)
و هو يرفع عيونه لـ إيريك:
The doctor says she’s traumatized; she needs
time to get better
(الطبيب يقول بأنها مصدومة، ستتحسن مع الوقت)
إيريك حرك رأسه بالإيجاب و نزل عيونه لصحنه بس رفعهم لماكس
مرة ثانية لأنه صار يتكلم.
ماكس:
He’ll pay; he’ll pay for everything he has done
to us
(سيدفع، سيدفع لكل شيء فعله بنا)
إيريك:
What are you going to do to him? He’s your
father
(ماذا ستفعل به؟ أنه والدك)
ماكس رفع عيونه له بعصبية:
He’s not my father
(أنه ليس والدي!!)
إيريك بهدوء:
Max, even if you deny it, you can’t change the
fact that he is your father
(ماكس، حتى إن كنت تنكر ذلك، لا تستطيع أن تغير تلك الحقيقة!)
ماكس قام بعصبية:
HE’S NOT MY FATHER
(أنـه لـيــس والـدي!!)
و هو يمشي للغرفة:
And I’m not going to let him go this easily,
he’ll pay. He has to pay
(و لن أتركه بهذه السهولة، سيدفع، سيدفع الثمن غالياً)
دخل الغرفة و سكر الباب وراه.
إيريك ضل يشوف على الباب المسكر لكم من دقيقة، حرك رأسه بقلة حيلة
و نزل عيونه لصحنه، تنهد، قام و صار ينظف الطاولة.
غرفة ماكس و مايسي...
إنسدح على السرير بجنبها، قربها له و حاوطها لصدره، غمض عيونه بقهر
و من ثم فتحهم و صارت دموعه تنزل، دموع القهر، دموع تحرق قلبه، صار
لها يومين ما نطقت بحرف، ما يعرف إذا بتنطق و لا لأ، حالتها صارت تجننه،
طول الوقت ترتجف و عيونها معلقة على السقف، تجي لها نوبات البكاء و لما
تهدأ تنام، يحس نفسه يعيش بماضيه مرة ثانية، يعيش اللي عاشه مع أمه،
خايف عليها و بيموت من خوفه، خايف يخسرها، هو ما يقدر يتحمل خسارة
ثانية، هي كل اللي بقت له، هو يعيش عشانها، حياته ما لها أي هدف بدونها،
يريدها ترجع تتكلم مرة ثانية، ترجع مثل أول، يريد يسمع سوالفها الطفولية،
يسمع ضحكتها، إشتاق لصوتها، إشتاق لـ مايسي، حاوطها له أكثر و صار
يبكي بصمت.
***************************
مسقط...
ساعة 3:30 الفجر...
المطار...
تعلقت في أبوها و هي تحس بالعبرة تخنقها.
إبتسم و صار يمسح على رأسها بهدوء: فرح، يا حبيبتي ديري بالك على
حالك، و هو يبعدها عنه: أنتي رايحة مع زوجك، ليش كل هالخوف، كم
من شهر و راجعة إن شاء الله!
نزلت رأسها و ما تكلمت.
علي و هو يرفع عيونه لعماد: ما أوصيك يا ولدي، دير بالك عليها!
غصب إبتسامة على شفايفه: لا توصي حريص يا عمي!
علي و هو يحاوط فرح من أكتافها: هي أول مرة تطلع من البلد، أول مرة
بتبعد عنا لكل هالفترة، خلي عيونك عليها، لا تضيع مني مناك!
عماد بنفس إبتسامته: إن شاء الله! إلتفت لأبوه، إقترب منه و باسه على
رأسه: يللا يبة، بنمشي ألحين!
هاشم و هو يحرك رأسه بالإيجاب: دير بالك على حالك و عليها، أول
ما توصلوا، إتصلوا فينا طمنونا!
عماد حرك رأسه بالإيجاب، إلتفت لفرح و مد يده لها: يللا خلينا نمشي!
نزلت عيونها ليده و من ثم رفعتهم له
عماد و هو يمد يده أكثر: يللا!
رفعت يدها له بإرتباك و حياء و حطته في يده، مسك يدها و هي
إبتسمت لنفسها بحياء.
إنتبه لخدودها المحمرة بس ما علق، إلتفت لعمه و من ثم لأبوه: يللا،
مع السلامة!
علي و هاشم: مع السلامة/ بحفظ الرحمن!
لف و صار يمشي للبوابة معاها و هو ماسك يدها، لف لوراء و هو
يشوفهم يمشوا، وقف و فك يدها بسرعة.
قطبت حواجبها على حركته و رفعت عيونها له بإستغراب.
عماد و هو يلتفت لها: قلت لك من قبل، لا تتوقعي مني! لف عنها
و صار يمشي.
إنصدمت منه، نزلت رأسها و من ثم رفعته له، رمشت عيونها بعدم تصديق
و صارت الدموع تتجمع في عيونها، لهالدرجة؟!
وقف و إلتفت لها: كيف ما ناوية تجي؟
نزلت رأسها مرة ثانية، مشت له و هي تحارب دموعها!
***************************
يوم جديد...
وقف قدام التسريحة و هو يمشط شعره، حط المشط و أخذ ساعته، لبسها
و من ثم عطر من كم من عطر و بعدها صار يعدل في كمته، لف و صار يمشي
لباب الغرفة، فتحه و طلع، مر من جنب باب غرفته المسكر، تذكر فقطب حواجبه،
أمس شافه مع كم من شاب يدوخوا، لما سأله أنكر هالشيء بس مانه قادر
يصدقه، ما يعرف لوين يريد يوصل هالولد، مشغول باله عليه، طلعاته كثرت،
سهراته برع البيت كثرت، حركاته صارت تتغير، يرد و يعلي صوته عليهم،
كل شيء فيه يتغير، بالأول كان يفكر أنها فترة مراهقة و بتعدي بس شكله
غلطان، ما راح تعدي على خير، حرك رأسه بقلة حيلة و بعدها صار ينزل
الدرج، شافها جالسة على طاولة الفطور لحالها فمشى لها: صباح الخير!
إلتفتت له بإبتسامة: صباح النور!
فهد و هو يسحب كرسي بمقابلها و يجلس: نمارق طلعت للدوام؟
رنا حركت رأسها بالإيجاب
فهد: و أنتي ليش بعدك ما طالعة للجامعة؟
رنا: ما عندي محاضرات اليوم، ما بروح!
فهد حرك رأسه بالإيجاب و صار يفطر بهدوء، حس بعيونها عليه فرفع
رأسه لها: إيش في؟
رنا و هي تنزل عيونها لصحنها و من ثم ترفعهم له: كلمني بصراحة!
إستغرب منها بس حرك رأسه بالإيجاب
رنا: إيش رأيك بأساور؟
فهد إستغرب منها أكثر: ليش تسألي عن رأيي فيها؟ ما أنتي تعرفيه!
رنا حركت رأسها بالإيجاب: ما راح تتراجع، يعني ما بتغير رأيك فيها؟
فهد قطب حواجبه: رنا إيش في؟ ليش، إيش صاير؟ ما أنتي إخترتيها لي،
ألحين بعدما وافقت عليها تريديني أرفضها!
رنا و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ما قصدي كذ..
فهد و هو يقاطعها: عيل كيف قصدك؟
رنا و هي تعدل جلستها: ما أعرف، أحس أننا إستعجلنا، أحسها
ما تناسبك!
فهد بنفس حالته: ليش؟ إيش صاير؟ أنتي شفتي منها شيء؟
رنا: لا، بس كنت أتمنى أن زوجة أخوي تكون وحدة ممتعة ما مملة
مثلها!
فهد رفع حاجب و هي تبلعمت
رنا: أقصد.. أقصد.. وحدة مثل أختها، مثل أزهار!
فهد بعدم تصديق: أزهار؟!
رنا حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت: يا أخي هالبنت حبوبة، تنحب
بسرعة ما مثل أختها، مغرورة و شايفة نفسها علينا!
فهد إبتسم بس ما رد عليها
رنا بتفكير: لا، أصلاً أنا غلطت بالعكس تناسبوا بعض، خلي
غروركم ينفعكم!
فهد: هههههههه!
رنا ضحكت و صارت تكمل أكلها.
فهد نزل عيونه لصحنه، تخيلها فإبتسم لنفسه و في خاطره: وحدة
مثل أزهار؟! حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها، أخذ نفس و بعدها
صار يأكل.
***************************
كانت الحصة الأخيرة، حصة فاضية لأن الأستاذ مانه مداوم، الطلاب مشغولين،
البعض طربان، يغني و يطبل، البعض يضحك و يسولف و البعض الآخر
(شلة الدحاحين) مشغولين بحل واجباتهم و المذاكرة، بس هو مانه و لا
واحد من هذولا، جالس في آخر الصف، بجنب الشباك و سرحان في ساحة
المدرسة، هادي و ساكت بعكس اللي يحس فيه، فكره معاهم، مع اللي لازم
يسويه، ما هو قال أنه بيدور على بيت، ما هو وعدها؟ وعدها بس ألحين
يحس نفسه مانه قدها، يحاول بس مانه قادر، خمسة أيام مرت بسرعة
و هذا ألحين ما بقى لهم غير يوم واحد، يوم واحد و بيمر في غمضة عين،
بسبب عصبيته، بسبب تهوره وصلهم لهنا، ما يعرف إيش يسوي، ما يقدر
يخليها تتحمل مسؤولية الكل بنفسها، ما يقدر لأنه ما عاد صغير، لازم
يساعدها، يوقف بجنبها يكون سندها، يكون الرجال اللي تقدر تعتمد عليه..!
تنهد و نزل عيونه لساعته، 1:30، باقي نص ساعة ليدق الجرس، يريد
يطلع بسرعة، يطلع عشان يروح يدور في الحارات القريبة، يدور على بيت،
رفع عيونه للشباب و صار يمرر نظره من عليهم، يمرر نظره بهدوء و يتأملهم،
يا ليته يقدر يكون مثلهم، يعيشوا بلحظتهم و ما همهم شيء، ما همهم أبداً،
نزل عيونه و من ثم رفعهم لهم، شافهم يشوفوا عليه بنظرات ما قدر يفهمها
بس تضايق، نزل عيونه عنهم بسرعة و رجع لف للشباك.
إلتفت لهم و إبتسم بخبث، قام و هم قاموا معاه، صار يمشي له و هم يمشوا
وراه، سحب كرسي بجنبه، جلس و أشر لهم يجلسوا، سحبوا كراسي من
حوالينهم، جلسوا و هو بدأ: سامي!
قطب حواجبه و هو متضايق أكثر، مانه فاضي لهم، ما ألحين، يكفيه اللي
هو فيه، ما ناقصه، هم ما يريدوا إللا المشاكل، يستفزوه لأنهم يعرفوا طبعه،
ما بيسكت و بيرد عليهم، بس ما اليوم، تعبان و ما فيه للمشاكل، لو إيش
ما يصير ما يرد.
إبتسم لهم و من ثم حط يد على كتفه: سموي أكلمك أنا!
بعد يده عن كتفه بس ما رد و لا إلتفت
إلتفت لهم و من ثم رجع إلتفت له، حط يده على كتفه مرة ثانية و داره
له بقوة: لما أكلمك لف علي!
بعد يده عنه بسرعة، قام و بهدوء غير اللي يحس فيه: سامر،
ما اليوم!
سامر إبتسم أكثر: ليش؟ خايف منا هالمرة؟!
جت له رغبة بالضحك بس مسك نفسه، إكتفى بإبتسامة تهكمية، لم دفاتره
و جا بيمشي بس وقف قدامه، نزل عيونه، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم
رفعهم له: سامر ماني فاضي لك، ما اليوم، أجلها!
سامر: ماني مؤجلها!
سامي: و يعني؟!؟
سامر و هو يسحب دفاتره من يده: يعني و لا شيء! جلس على الكرسي
و صار يتصفحهم.
ضل يشوف عليه لكم من دقيقة بلا أي كلمة، حاول يهدي حاله،
حاول يتماسك.
سامر ضل يتصفح الدفتر لفترة و بعدها مده له!
سامي: خلصت؟
سامر و هو يحرك رأسه بالإيجاب: آههم!
سامي مد يده ليأخذ الدفتر بس سامر تركه لـ حتى يطيح!
قطب حواجبه على حركته بس ما علق، نزل لتحت و مد يده ليأخذه بس
سامر حط رجله عليه، غمض عيونه ليهدي حاله، فتحهم و من ثم رفعهم
له: لوين تريد توصل؟
سامر و هو يأشر على الدفتر: يناسبك هالمكان، إقترب منه شوي
: تحت رجولي!
ما قدر يمسك حاله، قام و مسك دشداشته من صدره، قومه و دفعه للجدار
: تخسي أنت و ألف من أمثالك، لما أتوطئ في بطنك بتكون أنت تحت
رجولي ما العكس! فكه و ساعده يعدل وقفته: بس مثل ما قلت لك، ماني
فاضي لك اليوم، ما اليوم! لف عنه و صار يمشي بس وقفه.
سامر و هو يمشي له و بسرعة: سـامـي!!
سامي لف يشوف عليه إللا بـ بوكس على وجهه، طاح على الأرض
و جمد.
سامر إقترب منه بسرعة و ركله في بطنه بأقوى ما عنده، زاده ركلة ثانية
و ثالثة و رابعة و هو ما يتحرك من مكانه، شلته تشجعه و الطلاب البقية
واقفين و مانهم مستوعبين اللي يصير، سامر مانه حاس بحالة، مانه قادر
حتى يشوف أنه طايح بلا حركة، جسمه متيبس و مانه قادر يدافع عن حاله،
ضل يضربه لين فجأة إنتفض جسمه و بدت تشنجاته، فتح عيونه بصدمة
و بعد عنه بسرعة، توه ينتبه أنه جت له نوبة، دق جرس الطلقة و الطلاب
صاروا يلموا أغراضهم و يطلعوا و كأنهم يتهربوا من اللي يصير، سامر
رفع عيونه لشلته بإرتباك و من ثم نزلهم لسامي.
: سامر إمشي خلينا نروح، قبل ما يدخلوا علينا و نطيح بمشاكل!
سامر إلتفت له: نتـ.. نتركه؟؟!
حركوا رؤوسهم بالإيجاب، مسكوا يده و صاروا يسحبوه معاهم: دقيقتين
و بترجع حالته طبيعية، هو دائماً كذي!!
سامر حرك رأسه بالإيجاب و طلع معاهم بسرعة، تاركين سامي مرمي
على الأرض، بـ تشنجاته يصطدم بكل شيء حوالينه..!
***************************
ركبت المصعد و ضغطت على دور 8، دور مكاتبهم، رفعت عيونها على الأرقام
و هي تشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، تضيء و تقترب للرقم 8، تقدر تحس
برجفتها، تقدر تسمع دقات قلبها تزيد و تسرع، هي أخذت قرارها خلاص،
ما راح تتراجع لو إيش ما يصير، رفعت عيونها للأرقام و هي تشوف رقم 8
يضيء، توقف المصعد و إنفتح الباب، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت،
حاولت مرة ثانية، طلعت من المصعد و رفعت عيونها لباب مكتبه المسكر،
صارت تمشي له بخطوات هادية، خطوات تبين العكس اللي تحس فيه،
إقتربت منه أكثر و أكثر، رفعت يدها و حطته على المقبض، أخذت نفس
و جت بتفتحه بس وقفتها.
فاطمة: ناهد، إيش تريدي من خالد؟
ما ردت عليها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها!
إستغربت منها بس ما علقت.
بعد فترة...
طلعت من مكتبه بسرعة و هي تحارب دموعها، إلتفتت حوالينها بإرتباك
و هي تشوف الكل مشغول بشغله، نزلت عيونها و هي تعدل شيلتها، مشت
للمصعد بسرعة، ضغطت على الزر كم من مرة بإرتباك بس ما إنفتح لها
الباب، إلتفتت لتشوف على مكتبه، شافته يوقف بجنب الباب بإبتسامته
الخبيثة و يغمز لها، نزلت عيونها بسرعة و ركضت للدرج، صارت تنزل
بأسرع ما عندها و دموعها تحرق خدودها.
بعد شوي...
وقفت قدام باب بيتها و نزلت عيونها لشنطتها، فتحته و هي تشوف
على الفلوس، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، رفعت
عيونها للباب و هي تكلم حالها: كل شيء إنتهى، خلاص، إنتهى!
حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، أخذت نفس مرة ثانية و فتحت
الباب، دخلت و شافتهم جالسين بالصالة، أول ما شافوها، قاموا.
كريمة و هي تقوم بإرتباك: ناهد أمي!
إرتبكت من حالتها: خير ماما، إيش في؟
كريمة و هي تمشي لها: سامي ما رجع.. ما رجع من المدرسة!
ناهد و هي تمرر نظرها لأخوانها و من ثم ترفعهم لأمها: كيف يعني؟
و هي تأشر على فراس: هذا فراس موجود، ما هم دوم يرجعوا مع
بعض!
فراس و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أيوا بس اليوم هو خبرني أنه
بيرجع لحاله، فلما دق جرس الطلقة أنا طلعت و ما إنتظرته!
ناهد رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم نزلتهم لأمها
و مشت لها: لا تخافي ماما، يمكن رايح يدور في الحارات و عشان
كذي تأخر!
كريمة بنفس حالتها: بس هو بالأول يرجع البيت يطمني و بعدين
يروح، اليوم ما رجع.. ولدي ما رجع..
ناهد لمحت دمعتها فحاوطتها من أكتافها بسرعة: ماما، هدي حالك،
ما يصير كذي، ما فيه شيء إن شاء الله.. قاطعها رنين تلفونها، بعدت
عن أمها و فتحت شنطتها، طلعت تلفونها و هي تشوف الشاشة تضيء
برقم غريب، ردت و هي تحطه عند أذنها: ألو... و عليكم السلام...
رفعت عيونها لأمها و بعدها نزلتهم بإرتباك: أخوي... أيوا... فتحت
عيونها: إيــش؟!؟!
كريمة حطت يدها على قلبها: ولدي إيش فيه؟.. سامي.. يمة سامي..
إيش فيه..
ناهد نزلت التلفون بيد مرتجفة، رفعت عيونها المليانة دموع لأمها: ماما..
سامي، سامي.........!
نهاية البارت...