عنوان (5)...
New places, new faces
Life take turns, turns to new surprises
أماكن جديدة، وجوه جديدة الحياة تتناوب، وتتحول إلى مفاجآت جديدة
خطواتهم السريعة كسرت صمت الممرات، نظراتهم متشتتة ما بينهم بخوف
و رجاء، ما يعرفوا كيف يكون، بأي حال، ما يعرفوا إيش السبب، إيش
وصله لهنا، إلتفتت لوراء لتشوفهم يلحقوها، عيونهم مليانة دموع، يمشوا
يد بيد، رفعت عيونها لأمها، يدها على قلبها و عيونها متعلقة عليها، وقفت
لتأخذ نفس تهدي حالها، تهدي حالها لتقدر تهديهم، رجعت بخطواتها لعندهم
و مسكت يد أمها: ماما..، و هي تأخذ نفس ثاني: ماما، حبيبتي هدي حالك،
إن شاء الله ما فيه إللا كل خير!
حركت رأسها بالنفي، حاوطت يدها بيدينها المرتجفة و صارت تسحبها معاها
: ناهد يمة.. إمشي.. خلينا نروح له بسرعة.. ما أقدر.. ما أقدر أهدأ لين
ما أشوفه.. تأخرنا عليه.. خليني أشوفه.. أشوف ولدي!
حاوطت يدينها بدورها و وقفتها: ماما..
إلتفتت لها: ناهد إمشي..، و دمعتها تتدحرج على خدها: إمشي يا بنتي،
إمشي!
ناهد حركت رأسها بالنفي و إقتربت منها، مسحت دمعتها و بهدوء غير
اللي تحس فيه: ماما، هدي حالك، ما نقدر نروح له و أنتي كذي..،
و هي تلتفت لفراس و التوأم: فكري فيهم!
كريمة إلتفتت لهم و هي تشوف التوأم متعلقين بفراس بخوف، نزلت رأسها،
أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها رفعته لهم، فكت يدينها من يدين ناهد
و مدتهم لهم، ركضوا لها بسرعة و تعلقوا فيها، حاوطتهم من أكتافهم
و بهدوء: ما فيه..، و هي ترفع عيونها لناهد: ما فيه إللا كل خير
إن شاء الله!
ناهد حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لفراس، و هي تمد يدها له: فراس
تعال!
مشى لها بسرعة و مسك يدها
ناهد ضغطت على يده بخفة لتهديه و من ثم إلتفتت لأمها و تكلمت: يللا
ألحين، خلونا نمشي!
حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يكملوا طريقهم، وصلوا لغرفته
و صاروا يدوروا على سريره، بعدوا الستارة الأولى، لقوا السرير فاضي،
بعدوا الستارة الثانية، شافوا شاب ثاني، بعدوا الستارة اللي بمقابله، شافوه
متمدد على السرير و مغمض عيونه.
كريمة فكت التوأم بسرعة و مشت له، إقتربت منه و صارت تمسح على
رأسه بهدوء: سـ.ـامي.. يا ولدي..، و دموعها تنزل: إيش صار..
إيش فيك؟
ناهد مشت لها، حاوطتها من أكتافها و بعدتها عنه شوي: ماما، هدي حالك،
و هي تنزل عيونها لسامي: نايم، يرتاح!
كريمة حركت رأسها بالإيجاب، نزلت عيونها له و من ثم نزلت لمستواه،
طبعت بوسة هادية على رأسه و من ثم بعدت عنه، حست بيد يمسك يدها
فإلتفتت تشوف عليه.
فراس و هو يسحب كرسي لها: يمة إجلسي، لا تضلك واقفة بتتعبي!
حركت رأسها بالإيجاب، جلست و مسكت يده، رفعت عيونها لناهد و تكلمت
: كيف صار.. صار.. فيه كذي؟
ناهد نزلت عيونها و ما ردت عليها، أخذت نفس و رفعتهم لسامي، صارت تمرر
عيونها عليه و هي تحارب دموعها، وجهه، جسمه، كلها كدمات، ما تعرف إيش
اللي صار معاه بالضبط، الإتصال اللي جا لها كان من المستشفى، أحد الأساتذة
المشرفين شافه طايح في الصف لحاله و فاقد وعيه، جابه للمستشفى و الدكتور
المختص لحالته إتصل فيها ليخبرها عنه، اللي فهمته منه أن جت له نوبة بنهاية
الدوام و لأن الكل كان طالع فـ محد قدر يساعده، الكدمات سببتها تشنجاته،
تشنجاته خلته يصطدم في الكراسي و الطاولات اللي كانت حوالينه، نزلت عيونها
عنه بسرعة و صارت تمسح دموعها اللي نزلت على خدودها، رفعتهم مرة ثانية
لتشوف أمها تشوف عليها، غصبت إبتسامة على شفايفها و مشت لها، إنحنت
و باستها على رأسها، عدلت وقفتها و نزلت عيونها له، شافته يقطب حواجبه
ويحرك رأسه بخفة، إلتفتت لأمها: ماما، بيصحى! إقتربت منه بسرعة و جلست
على طرف السرير: سامي..، و هي تمسح على خده بهدوء: سامي حبيبي
تسمعني؟!
كريمة إقتربت منه أكثر و حاوطت يده بيدينها: يا ولدي.. إفتح عيونك..
إفتحها لنا.. يللا.. يا ولدي إفتح عيونك..
قطب حواجبه أكثر، فتح عيونه شوي بس رجع غمضهم
كريمة و هي تبوسه على جبينه: يا ولدي يعورك شيء.. أنادي لك الدكتور..
و هي ترفع عيونها لناهد: ناهد روحي نادي له الدكتور، روحي..
قاطعها و هو يفتح عيونه، يأخذ نفس و بتعب: يـمـ.ـة..
لمت يدينه لها بسرعة: هذاني جنبك يا ولدي.. هنا!
غمض عيونه لشوي بس رجع فتحهم، رفعهم لناهد و من ثم صار يمرر نظره
للبقية، رجعهم لناهد مرة ثانية و من ثم لأمه: إيـ.ـش صار؟
ناهد و هي تمسح على خده: ما تتذكر؟
حرك رأسه بالنفي: أنا.. أنا.. كنت بالمدرسة و سامر..، قطب حواجبه
بقوة: ما أعرف.. ما أعرف إيش اللي صـ.ـار..
كريمة: خلاص يا ولدي، خلاص، هدي حالك.. هدي حالك..، و هي تبوسه على
جبينه مرة ثانية: ما في داعي تتكلم ألحين، كل شيء بعدين، غمض عيونك نام،
إرتاح!
حرك رأسه بالإيجاب و رجع غمض عيونه.
بعد شوي...
حطت الأكياس على الطاولة بجنب سريره و إلتفتت لأمها.
كريمة: وين أخوانك؟
ناهد: عند البوابة، ينتظرونا، مشت لها و حطت يد على كتفها: ماما، لازم
نمشي، خلصت ساعات الزيارة..
قاطعتها: يا بنتي ما يصير أخليه لحاله، ما يصير!
ناهد بهدوء: ماما، ما نقدر نضل عنده، هذي قوانين المستشفى، هذي مانها
غرفة خاصة، في مرضى غيره، ما يصير! و هي تنزل عيونه لسامي النائم
: شفتيه و الحمد لله، بخير و بكرة بيرخصوه و بيرجع البيت معانا، لا تخافي
عليه، بيهتموا فيه، و هي تأشر على الأكياس: أعرفه ما يحب أكل المستشفى
فـإشتريت له كل اللي يحبه، لا تخافي عليه، كم من يوم و يرجع لنا أحسن من
قبل!
كريمة سكتت شوي و بعدها رفعت عيونها لناهد و تكلمت: ما عاد له بيت
يرجع له!
ناهد قطبت حواجبها و هي مانها فاهمة عليها: ما..
كريمة قاطعتها: خلصت المهلة و نحن ما دفعنا له الإيجار، ما قال بيطردنا؟
ما عاد لنا بيت نرجع له، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما عاد لنا بيت نرجع له!
ناهد تذكرت فأخذت نفس و تكلمت: ماما، لا تخافي، خلاص أنا دفعت له فلوسه
و خبرته أننا بنطلع في هاليومين.. الملحق اللي خبرنا عليه فراس، إتصلت في
صاحبه و كان المفروض ألتقي فيه اليوم بس.. و هي تنزل عيونها لسامي: بس
اليوم ما قدرت فـ بلتقي فيه بكرة، بدفع له المقدم و بعدها كل شهر بندفع له الإيجار
إن شاء الله!
كريمة بإستغراب: متى سويتي كل هذا؟
ناهد إبتسمت لها بهدوء: اليوم الصبح!
كريمة بنفس حالتها: بس الصبح أنتي كنتي بالدوام؟!
ناهد حركت رأسها بالنفي: أنا ما رحت الدوام اليوم..، و هي تأخذ نفس
: رحت الظهر لأقدم إستقالتي..
قاطعتها بصدمة: إسـتـقـالـتـك؟!؟
حركت رأسها بالإيجاب و بنفس هدوئها: ماما، ما وقته ألحين، خلينا نرجع
البيت و في وقتها بشرح لك كل شيء!
كريمة: بس ناهد يمة.. كيف قدمتي إستقالتك و الفلوس، ما خالد..
ناهد و هي تقاطعها: ماما، أنتي كنتي خايفة على سامي و بالك كان مشغول
فيه فما إنتبهتي، أنا أخذت سيارة سمية بنت الجيران عشان نجي المستشفى،
سيارتي أنا.. أنا بعتها!
كريمة بنفس صدمتها: بـعـتـي الـسـيـارة؟؟؟
ناهد حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها، جت بتتكلم بس قاطعتها الممرضة اللي
دخلت عليهم.
الممرضة:
What are you doing here? The visiting
hours are over
(ماذا تفعلان هنا؟ انتهت ساعات الزيارة!)
ناهد حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لأمها: ماما، يللا خلينا نمشي، نتكلم
أول ما نوصل البيت!
كريمة بنفس حالتها: بس ناهد..
ناهد و هي تمسك يدينها و تقومها: يللا ماما، نتكلم بالبيت!
قامت و هي مستغربة و مانها قادرة تصدق اللي سمعته، فكت يدينها منها
: لحـ.. لحظة!
ناهد: ماما..
قاطعتها و هي تلتفت لسامي: بس شوي!
ناهد حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت.
مشت له و إقتربت منه، باست عيونه المغمضة بهدوء و بعدها عدلت وقفتها،
عدلت له لحافه و بعدها أخذت نفس و إلتفتت لها.
ناهد مسكت يدها و صارت تمشي معاها لبرع الغرفة.
بعد نص ساعة...
ناهد و هي تمد لها مفاتيح السيارة: مشكورة سمية، لولاكـ..
قاطعتها و هي تأخذ المفاتيح منها: ناهد، إيش هالكلام، بتزعليني منك،
ما في بيننا أبداً، لا عاد تشكريني كذي!
إبتسمت لها بهدوء: شكراً!
ضحكت و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: أنتي ما يفيد معاك!
ناهد إبتسمت أكثر: يللا، مع السلامة!
سمية و هي تدخل: مع السلامة، سلمي لي على خالة كريمة!
ناهد: يوصل، إن شاء الله! لفت و صارت تمشي للبيت، نزلت عيونها
و صارت تتذكر اللي صار...
ركبت المصعد و ضغطت على دور 8، دور مكاتبهم، رفعت عيونها على الأرقام
و هي تشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، تضيء و تقترب للرقم 8، تقدر تحس
برجفتها، تقدر تسمع دقات قلبها تزيد و تسرع، هي أخذت قرارها خلاص، ما راح
تتراجع لو إيش ما يصير، رفعت عيونها للأرقام و هي تشوف رقم 8 يضيء،
توقف المصعد و إنفتح الباب، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية،
طلعت من المصعد و رفعت عيونها لباب مكتبه المسكر، صارت تمشي له بخطوات
هادية، خطوات تبين العكس اللي تحس فيه، إقتربت منه أكثر و أكثر، رفعت يدها
و حطته على المقبض، أخذت نفس و جت بتفتحه بس وقفتها.
فاطمة: ناهد، إيش تريدي من خالد؟
ما ردت عليها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، لفت و شافته يشوف
عليها و هو مرفع حاجب.
خالد و هو يتكتف: ما تعرفي تدقي على الباب؟
ما ردت عليه، إقتربت من طاولته و وقفت قدامه، نزلت شنطتها و فتحته، طلعت
منه ظرف أبيض و حطته على الطاولة و هي ترفع عيونها له: ماني محتاجة لك،
ما راح أحتاجك!
نزل عيونه للظرف و من ثم رفعهم لها: إيش هذا؟
ناهد بنفس هدوئها: إستقالتي!
رفع حاجبه أكثر من قبل، رجع لوراء و ريَّح ظهره بظهر الكرسي: من جدك؟
حركت رأسها بالإيجاب: ما في بيننا أي عقد ليربطني بالشركة، ما كان في من
البداية، أنا ما عدت أشتغل عندك، ما راح أشتغل بعد اليوم!
ضل ساكت لشوي يشوف عليها بدون أي كلمة و بعدها إبتسم و عدل جلسته:
بتخسري كل اللي عندك!
ناهد: أخسر كل اللي عندي بس ما أخسره لك!
إبتسم أكثر و قام يمشي لها: مانك سهلة!
ناهد: ماني مثل ما توقعت!
إقترب منها و صار يمرر نظره من عليها بخبث: و عشان كذي تعجبيني!
نزلت عيونها و هي متضايقة و مرتبكة من نظراته المتفحصة، ما حبت تبين
له فرفعتهم له مرة ثانية: لهنا و خلصنا!
حرك رأسه بالإيجاب و هو يرجع بخطوة لوراء، إلتفت للطاولة و سحب الظرف،
فتحه و طلع الورقة، صار يقرأ فيها لكم من ثانية و بعدها نزلها للطاولة، أخذ قلم
و وقع عليها، إلتفت لها و هو يردد كلامها: لهنا و خلصنا!
ما إستوعبت حركته، معقولة يخليها تروح بهالسهولة؟ معقولة يتركها كذي؟
نزلت عيونها للورقة و من ثم رفعتهم له بعدم تصديق.
إبتسم لها و إقترب منها مرة ثانية و هو يمد الورقة لها: و أنا ماني مثل
ما توقعتي!
ضلت منزلة عيونها للورقة الممدودة لها لشوي، رفعت عيونها له و من ثم
نزلتهم للورقة مرة ثانية و هي تمد يدها بتردد: شكراً! مسكت الورقة من طرفها
و جت بتأخذها بس هو كان ماسكها، رفعت عيونها له، شافته يبتسم لها بخبث،
إرتبكت ففكت الورقة بسرعة، لفت وجت بتمشي بس مسك يدها و سحبها له،
فتحت فمها لتتكلم بس كتم صوتها بيده اللي حطها على فمها، سحبها له أكثر
حتى صار ظهرها ملاصق لصدره، حاولت تفك نفسها منه بس ما قدرت، حاولت
أكثر بس هو حاوطها له أكثر بحيث يمنعها من الحركة.
قرب شفايفه من أذنها و بهمس: ما بهالسرعة؟ حابة تشكريني، إشكريني بطريقة
ثانية! نزل يده عن فمها و جا بيدورها له بس هي كانت الأسرع فكت نفسها منه
و دفعته عنها بقوة.
رجع بخطوة متعثرة لوراء، تدارك و عدل وقفته، رفع عيونه لها و بنفس
إبتسامته: و أقوى مما توقعت!
ما عرفت إيش تسوي في هاللحظة، كان خاطرها تذبحه و تدفنه بيدينها، إنسان
مثله لازم ينمحي من الوجود، ينمحي عشان تفتك البشرية من وساخته، تفتك
للأبد بس ما تقدر، ما تقدر و هي واقفة قدامه كذي، واقفة برجفتها، دموعها
في عيونها و أنفاسها مضطربة، يعرف أنها خائفة منه، يعرف أنها ضعيفة،
لفت عنه بسرعة و صارت تمشي للباب.
إبتسم أكثر و صار يمشي وراها: خلينا نتلاقى في المستقبل، نتذكر، و هو
يشدد على الكلمة: أيـامـنـا!
ما ردت عليه فتحت الباب و صارت تمشي للمصعد بخطوات أسرع...
قطبت حواجبها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعده عن رأسها، خلاص
ما عاد تشوفه بعد اليوم، ما عاد يقدر يوصل لها، ما عاد يقدر يأثر فيها،
كل شيء إنتهى، أخذت نفس و إستندت بالجدار، رجعت رأسها لوراء و غمضت
عيونها، و هي تأخذ نفس ثاني: كل شيء إنتهى، الحمد لله، و هي تغطي
وجهها: الحمد لله!
: نـاهـد!
نزلت يدينها و إلتفتت تشوف عليه
فراس: إيش فيك واقفة برع، يللا تعالي، يمة تنادي عليك!
حركت رأسها بالإيجاب: جاية، و هي تعدل وقفتها: إدخل و أنا بلحقك!
فراس حرك رأسه بالإيجاب و لف يدخل.
رجعت إستندت بالجدار و رفعت عيونها للسماء، بدت تتظلم و النجوم صارت تلمع،
إبتسمت و هي تكلم حالها: بكرة يوم جديد، بداية جديدة، و هي تنزل عيونه: بداية
جميلة إن شاء الله! إبتسمت أكثر لنفسها و بعدها صارت تمشي للداخل.
***************************
بريطانيا...
مدينة بريستول...
صحى من النوم و فتح عيونه، صحى و هو يحس أنه توه بس يرجع لحياته
الطبيعية، توه بس يرجع لروتينه، تعود على حياته بهالمدينة، تعود على كل
شيء فيها، كيف ما يتعود عليها و هي تجمعه فيها، تجمعه باللي يعشقها،
إبتسم، قام و صار يمشي لكبتاته، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها، يحاول
يمسك حاله، يتدارك لا يركض لها مثل المجنون، يركض لها و يسحبها له،
يحاوطها لصدره و يسمع دقات قلبها قريبة من دقات قلبه، يستنشق ريحتها
و يلعب بخصلات شعرها، تنهد و حط يد على قلبه يهديه، مجرد التفكير فيها
يسوي فيه كذي، إيش لو يشوفها قدامه ألحين؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة،
هو يريدها له، يريدها بس بالحلال، كثير من اللي يعرفهم غلطوا هالغلطة بس
هو مانه مثلهم، هي فاهمته و راح تصبر عليه، راح تصبر عليه لأنها تحبه
و هو لازم يصبر، يصبر لين ما يقدر يقنعهم بحبه لها، لين ما يقنعهم يتقبلوها،
يصبر عليها لين ما..، قطب حواجبه و هو توه بس يتذكرها، لين ما يتخلص
منها، فتح الكبتات و هو يقطب حواجبه أكثر، ربط نفسه ببلوى، ما راح يقدر
يتخلص منها، ما بهالسهولة، أخذ له ملابس، أخذ فوطته و سكر الكبتات بقهر،
ما يريد يظلمها بس ما بيده شيء يسويه لها، غمض عيونه، أخذ نفس و من
ثم صار يمشي للحمام.
طلع بعد فترة و هو يجفف شعره بالفوطة، حط الفوطة على السرير و لبس
ملابسه، صار يمشي للتسريحة و هو يسكر أزرار قميصه، كل شيء مثل ما تركه
قبل ثلاثة أسابيع، ما كأنه غاب عن هالمكان، مشط شعره و بعدها عطَّر من كم
من عطر و طلع من الغرفة، مشى للمطبخ و فتح الثلاجة، فاضية مثل ما كانت،
سكرها و رفع عيونه لباب غرفتها المسكر، تكون صاحية؟ صاحية و يمكن جوعانة،
ما شافها تأكل بالطيارة، إلتفت يشوف على باب الشقة، يطلع و يشتري كم من شيء
و يرجع، رجع لف لباب غرفتها، يخليها لحالها؟ ما راح تضيع، إبتسم لنفسه على
هالفكرة و صار يمشي لغرفته، أخذ محفظته و بعدها طلع من الشقة.
كانت متمددة على السرير و مثبتة عيونها على السقف، الغرفة هادية، هادية
بدرجة أنها قادرة تسمع أنفاسها بنفسها، تسمعها و تسمع صوت عقارب الساعة
المعلقة على الجدار، هذي حالتها من أول ما وصلت لهنا، شقة صغيرة، مكونة
من غرفتين و مطبخ صغير متداخل بالصالة، شقة تجمعهم ببعض، تجمعهم..،
و هي تحرك عيونها للجدار اللي يفصل ما بين غرفهم، تجمعهم كذي، رمشت
عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه و ثبتتهم على الجدار، قال لها تأخذ راحتها
بس ما تقترب من غرفته، ما تقترب منه، حذرها تتدخل في حياته، شرَّط عليها
تعيش على قوانينه، تتقبل حياتها الجديدة، حياتها الجديدة و المؤقتة، مانها قادرة
تتخيل أيامها معاه، مانها قادرة تتخيل اللي ينتظرها معاه، رافضها و هي تعرف
هالشيء بس لمتى راح يضل رافضها؟ كلمة يـمـكـن تضل تردد نفسها في مسامعها
و تجدد الأمل في قلبها حتى تقنعها، تقنعها أن بيجي يوم و يحس فيها، راح يجي
بس تصبر عليه، يمكن صبرها يطول بس بالنهاية راح يجي لها، يجي لها
و يكون لها هي و بـس..!
غمضت عيونها و أخذت نفس طويل، فتحتهم و رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار،
2:15، هذا بتوقيت بريستول، إلتفتت للكمدينة، مدت يدها و سحبت ساعتها، رفعتها
تشوف الفرق، 6:21، أربع ساعات، أخذت نفس ثاني و جلست، رجعت شعرها لوراء
و بعدها صارت تلمهم بملل، رفعتهم و ربطتهم بإهمال، رجعت عيونها للجدار
و تنهدت، يكون صاحي و لا نائم؟ إذا صاحي، إيش يكون يسوي ألحين؟ يفكر فيها؟
إبتسمت على هالفكرة بس إختفت إبتسامتها بسرعة، تفرح نفسها على الفاضي،
مانه مهتم فيها، مانه مهتم بس..، و هي تبتسم لنفسها مرة ثانية، بيهتم مع الأيام،
حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، قامت و صارت تمشي لشنطتها، من
دخلتها الغرفة ما حركتها من مكانها، نزلت لمستواها و بعدها صارت تلتفت حوالينها،
توها بس تنتبه، الغرفة ما فيها غير السرير و الستارة اللي تغطي باب البلكون،
ما في كبتات، ما في تسريحة، ما فيها شيء يجملها، قطبت حواجبها، غرفة بيضاء
بسرير أبيض، كأنها غرفة المستشفيات!
نزلت عيونها للشنطة مرة ثانية و فتحتها، أخذت جلبابها، لبسته و قامت، مشت
للباب، فتحته و طلعت، مانه في الصالة، رفعت عيونها لباب غرفته المسكر، بعده
نائم؟ لفت و جت بتدخل غرفتها مرة ثانية بس سمعت الباب ينفتح، رفعت عيونها
لباب غرفته، بعده مسكر، إلتفتت لباب الشقة، شافته يدخل و يسكر الباب.
رفع عيونه لها و من ثم نزلهم و صار يمشي للمطبخ
قطبت حواجبها بإستغراب و ضلت تلاحقه بعيونها، ما كان موجود بالبيت؟
تاركها لحالها، حركت رأسها بعدم تصديق و تكلمت: أنت.. أنت كنت طالع؟
حط الأكياس على طاولة المطبخ و بدون ما يلتفت لها: أنتي إيش تشوفي؟
فرح بنفس حالتها: تاركني حالي؟
عماد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: تاركك لحالك، إيش فيها يعني؟!
فرح بعدم تصديق: بدون ما حتى تخبرني؟
إلتفت لها، إستند بالطاولة و تكتف: تريديني أستأذن منك؟!
تضايقت من أسلوبه: لا، بس على الأقل تخبـ..
عماد و هو يقاطعها: يعني إيش تريديني أعطيك تقرير لكل طلعاتي؟
فرح و هي تقطب حواجبها أكثر: أنا ما قصدت..
عماد و هو يقاطعها مرة ثانية: أعتقد أنك تعرفي هالشيء من قبل، أنا ما راح
أغير في حياتي بمجرد أنك دخلتي فيها، و لا شيء راح يتغير، أنا..، و هو
يمشي لها: أنا أدرس و راح أطلع و أغيب كثير و راح تضلي لحالك، وقف
قدامها: لا تتوقعي مني أني بترك كل شيء بس عشانك!
فرح نزلت رأسها و هي تحارب دموعها: ماني متوقعـ.ـة!
حرك رأسه بالإيجاب: زين! أحسن شيء تسويه أنك تتعودي على كذا!
حركت رأسها بالإيجاب بس ما رفعته له.
ضل ساكت شوي يشوف عليها و بعدها صار يأشر على الأكياس: إذا حابة
تأكلي، شوفي لك من هناك!
رفعت عيونها للأكياس و ما ردت.
عماد و هو يمشي لغرفته: و أنا أتوقع زيارة فأتمنى أنك تأكلي بسرعة
و ترجعي لغرفتك، ما أريدها تتضايق بوجودك!
رفعت عيونها له بصدمة: بـتـجـي هـنـا؟!
فتح باب غرفته، إلتفت لها و بنبرة حادة: ليش عندك مشكلة؟
نزلت عيونها بسرعة تخفي دموعها عنه: أنا.. أنا..
قاطعها و هو يمشي للكنبة: تعالي، إجلسي خلينا نتكلم!
ما تحركت من مكانها، لفت و عطته ظهرها، رفعت يدها و صارت تمسح
دموعها بسرعة، في هاللحظة أكد لها أنه كل اللي كانت تفكر فيه قبل شوي
ما كانت إللا آمال كاذبة تقنع نفسها فيها، يبكيها، يجرحها أو حتى يذبحها،
ما راح يهتم، أبداً ما راح يهتم.
جلس على الكنبة و رفع عيونه لها: فرح، تعالي خليني أوضح لك كل شيء،
أوضح لك مرة ثانية!
فرح ما تحركت و لا تكلمت
عماد ضل يشوف عليها شوي و بعدها قام و مشى لها، حط يده على كتفها
و دارها له، شاف دموعها تنزل وحدة وراء الثانية، حرك عيونه بملل و تكلم
: ليش الدموع ممكن أعرف؟ ما أنتي تعرفي كل شيء عني من البداية؟
ما أنا خبرتك ماني متزوجك إللا لأراضي يبة، عيل ليش كل هذا؟ فرح ما في
داعي، دموعك ما راح تفيد، قلت لك تعودي، أسرع ما تعودتي يكون أحسن!
مسحت دموعها و رفعت عيونها له: أنا.. آسفة.. نزلتهم و صارت تمشي
لغرفتها: لا تهتم بوجودي.. ما راح أضايقكم! دخلت غرفتها و سكرت الباب
وراها.
تأفف و بعدها حك رأسه بقلة حيلة، مشى للكنبة و رمى حاله عليه!
***************************
مسقط...
طلع من غرفته و هو مقرر أنه يفاتحهم بالموضوع اليوم، صار له يومين
يحاول يتشجع بس كلما يجي يفتح فمه يتراجع، مانه خائف من موضوع الخطبة،
هي موافقة على كذا، بس خائف من ردة فعلها لما تعرف أنه هو بنفسه إختارها،
إختارها لأنه يحبها، خائف أنها ما تتقبل هالفكرة، صار ينزل الدرج و عيونه عليها،
رفعت عيونها له و إبتسمت، رد لها بإبتسامة و صار يمشي لها، إقترب من عندها
و باسها على رأسها.
زبيدة إبتسمت و صارت تمرر أصابعها على ذقنه: نعيماً!
عبدالرحمن إبتسم: الله ينعم عليك! و هو يجلس على الكنبة بجنبها: خالتي وينها؟
عقيلة و هي تطلع من المطبخ: هنا، و هي تمشي لهم: وين أروح يعني؟
عبدالرحمن: فكرتك رجعتي البيت!
عقيلة و هي تجلس على الكنبة المنفردة بمقابلهم: لا، ماني راجعة ألحين، بطبخ لكم
عشاء و بعدين برجع!
عبدالرحمن: نتعبك معانا!
عقيلة إبتسمت و بمزح: تعبتوني، كل شيء أسويه مرتين، أطبخ لأولادي و أجي أطبخ
لكم، أنظف بيتي و أجي أنظف هنا، أغسل هناك و أغسل هنا!
عبدالرحمن ضحك و زبيدة تكلمت: تشتكي؟
عقيلة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أشتكي عشان هذا، و هي تأشر على عبدالرحمن
: يحس فيني و يرحمني، يتزوج و يجيب وحدة تشل همكم عني!
زبيدة و هي تلتفت لعبدالرحمن: سمعت خالتك إيش تقول، صرنا هم!
عبدالرحمن إلتفت لخالته و من ثم لأمه: يمة تعرفيها خالتي، ما تقصد..
عقيلة و هي تقاطعه: لا يكون أخذتي في خاطرك؟ و هي تقوم و تمشي لها
: زبيدة تعرفيني، ما أقصد..
زبيدة و هي تقاطعها: لا قصدتي و أنا فهمت عليك، لمتى راح تضلي تشلي و ترفعي،
تعبناك كثير، خلاص ما راح نتعبك بعد اليوم، خليك مع أولادك و لا عاد تجي، أنا
و عبدالرحمن نسوي أشغالنا لحالنا! إلتفتت له: يللا يا ولدي، خذني لغرفتي!
عبدالرحمن بهدوء: يمة، خالتي..
قاطعته و هي تلتفت لأختها: روحي بيتك، لا تتأخري عليهم!
عقيلة و هي تقطب حواجبها: زبيدة أنا..
قاطعتها و هي تلتفت لعبدالرحمن: خذني لغرفتي!
عبدالرحمن بنفس هدوئه: يمة..
زبيدة بحزم: خذني لغرفتي!
إلتفت لخالته و بعدها قام و إلتفت لأمه، حملها بهدوء و حطها على كرسيها، صار
يدفعها لممر غرفتها و هو عيونه على خالته، شافها تشوف عليه فأشر لها تنتظر،
حركت رأسها بالإيجاب و هو دخل الممر، أخذها لغرفتها و دفع الكرسي لعند السرير،
جلس على السرير و مسك يدها: يمة، معقولة زعلتي من خالتي؟
زبيدة: مانها أول مرة تسمعنا هالكلام..
قاطعها بهدوء: بس يا يمة، يا حبيبتي خالتي تعرفيها، دوم تمزح متى قصدت هالكلام؟
ما يصير تزعلي منها كذا، هي..
زبيدة و هي تقاطعه: و تدافع عنها؟ أنتي ولدي و لا ولدها؟
نزل رأسه بقلة حيلة: يمة..
قاطعته مرة ثانية و هي تسحب يدها منه: عبدالرحمن أنت وعدتني.. وعدتني أنك
ما تزعلني..
رفع عيونه لها و هو يشوفها تشوف عليه بزعل، نزل رأسه و من ثم نزل من على
السرير و جلس على ركبه قدامها: يمة، حبيبتي أنتي تعرفي أني ما أقدر على زعلك،
خلاص ما راح أتكلم فيها أكثر من كذي بس..، و هو يحاوط يدينها بيدينه: سامحيها
عشاني، سامحيها و آخر مرة، أوعدك لا هي و لا أنا بنزعلك بعد اليوم!
سكتت شوي تشوف عليه: دوم توعدني..
قاطعها: و ماني على وعدي؟!
زبيدة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: بلا، بس..
عبدالرحمن إبتسم لها بهدوء: سامحيها بس هالمرة!
سكتت شوي و بعدها حركت رأسها بالإيجاب: سامحتها!
عبدالرحمن إبتسم أكثر و قام: أروح أناديها لك!
زبيدة مسكت يده بسرعة: ما ألحين، و هي تلتفت لسريرها: أريد أرتاح
ألحين بعدين بكلمها!
حرك رأسه بالإيجاب و رجع لها، حملها و حطها على السرير، و هو يبوسها
على رأسها: إرتاحي، بعدين بجي لك بالعشاء و الأدوية!
إبتسمت له و حركت رأسها بالإيجاب.
عدل وقفته و بعدها لف و طلع من غرفتها، سكر الباب و تنهد بقلة حيلة، مشى
للصالة و شافها جالسة على الكنبة تنتظره: خالتي!
مسحت دموعها بطرف شيلتها و بعدها رفعت عيونها له
مشى لها بسرعة و جلس جنبها: أفـا! و هو يقرصها على خدها: عقيلة تبكي؟!
بعدت يده عنها و ضربته على كتفه بخفة
عبدالرحمن ضحك و مسك يدها، و هو يبوس كفها: خلاص لا تزعلي، مانها
زعلانة منك!
عقيلة و هي تحرك رأسها بالنفي: حبيبي أنت تعرف، كنت أمزح..
عبدالرحمن قاطعها بإبتسامة: أعرف، و هو يأخذ نفس: بس يمة..
عقيلة نزلت رأسها: ما راح تسامحني!
حاوطها من أكتافها: سامحتك!
عقيلة و هي تحرك رأسها بالنفي: تقول سامحتني بس أعرفها ماخذة في
خاطرها علي!
عبدالرحمن تنهد: تعرفيها فـ ليش قلتي اللي قلتيه؟
عقيلة: ما كنت أقصدها بالكلام، كنت أقصدك أنت، تقتنع و تخلينا نخطب لك
مرة ثانية!
عبدالرحمن تنهد مرة ثانية، فكها و ريح ظهره على الكنبة: كنت راح أفاتحكم
بهالموضوع!
عقيلة إلتفتت له: جد؟
حرك رأسه بالإيجاب: جد! و هو يتنهد للمرة الثالثة: بس ما أحس أن الزواج
يناسبني، و هو يلتفت لممر غرفتها: ما يناسبني!
عقيلة إلتفتت للممر و من ثم له، حطت يد على كتفه و ما تكلمت.
إلتفت لها و تكلم: ما خبرتك من قبل بس في بنت..
عقيلة و هي ترفع حواجبها: بـنـت؟!؟
عبدالرحمن إبتسم على حركتها و حرك رأسه بالإيجاب: كنت راح أخبركم تخطبوها
لي بس ما أعتقد أنه يصير ألحين، إختفت إبتسامته و هو يتذكر، نزل رأسه بقلة
حيلة: أنا تسرعت، تسرعت كثير!
عقيلة و هي مانها فاهمة عليه: إيش..
عبدالرحمن و هو يرفع رأسه لها: خالتي أنا قلت لها أني بخطبها من أهلها، تسرعت،
ما كان لازم أكلمها، هي مختلفة، لا هي راح تقدر تتقبل يمة و لا يمة بتقدر..، حط
يدينه على رأسه: ما كان لازم أفاتحها بالموضوع.. أنا غلطت، غلطت كثير، إذا تزوجتها
بدون ما أخبرها باللي نعيش فيه راح أظلمها و إذا خبرتها ما أعتقد أنها بترضى
في هالعيشة!
عقيلة: يعني بتحرم نفسك من هالفرحة عشان أمك؟
عبدالرحمن بقلة حيلة: عندك حل ثاني؟
عقيلة: بس هي موافقة!
عبدالرحمن و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح توافق إذا قلت لها أني
إخترت البنت بنفسي!
عقيلة سكتت شوي و بعدها إبتسمت: ما لازم تعرف!
رفع رأسه لها: كيف؟
عقيلة: أنا بكلمها و أقول لها أني إخترت لك البنت بنفسي، هي ما لازم تعرف!
عبدالرحمن حرك رأسه بالنفي: و البنت؟ إيش راح أقول لها؟ كيف راح أفهمها
موقف يمة؟ كيف راح أفهمها حالتها؟
عقيلة بهدوء: ليش ما تأخذها للدكتو..
قاطعها: خالتي أنتي تعرفي موقفها من هالشيء، ما أقدر أكلمها مرة ثانية،
ما تقتنع ما ترضى، تفكرنا نفكرها مجنونة!
عقيلة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: الله يهديها! سكتت شوي و بعدها كملت
: سوي مثل ما أقول لك عليه، أنا بكرة بكلمها عن موضوع الخطبة و أنت كلم
البنت عنها، مانها سهلة بس حاول تفهمها، أمك من البداية كانت كذي يا ولدي
بس هي خسرت كثير، صارت تتحسس على كل شيء و تخاف بسرعة!
عبدالرحمن: تتوقعيها ترضى؟
عقيلة: إن شاء الله!
عبدالرحمن و هو يتنهد: إن شاء الله!
عقيلة و هي تعدل جلستها: ألحين خلينا عن هالسالفة و خبرني أنت من
وين و متى عرفتها؟ من إسمها و بنت من؟ ناس نعرفهم؟
إبتسم و إلتفت لها: تشتغل معاي من سنة، إسمها نمارق عبدالرزاق
الـ..، و .. صار يخبرها عن كل شيء يعرفه عنها!
***************************
سكرت الستارة بسرعة و هي تبتسم لنفسها بحياء، شافته يوقف سيارته
قدام الفلة، ينزل و يرفع عيونه لشبابيك غرفتها، ما شافها بس الفكرة أنه جاي
عشانها بتموتها من الحياء، وصل أمه و أخته لعندهم قبل ساعة و راح، رجع
لهم ألحين، ما نزلت لهم، ما تعرف كيف تتصرف لأنها تعرف أنهم جايين عشان
يخطبوها، مانها متعودة على هالشعور، مانها متعودة على أحد يفكر فيها كذي،
يهتم فيها كذي، يحبها كذي، رفعت يدينها و حطتهم على خدودها المحمرة تقيس
حرارتها، مرتفعة، إبتسمت أكثر و مشت لسريرها، جلست و شبكت يدينها ببعض،
مرتبكة نوعاَ ما، حياة جديدة، حياتها معاه، ما كانت تفكر فيه بس ألحين صارت
تحلم فيه، رفعت عيونها لباب غرفتها و هي تسمعه يندق، إرتبكت أكثر، قامت
و مشت له، فتحته و شافت الخدامة.
الخدامة: مدام يناديك!
أزهار و هي تأشر على نفسها: تناديني أنا؟!
الخدامة و هي تلتفت حوالينها: ماما ما في غير أنت!
أزهار إبتسمت لها بإحراج: دقيقة و نازلة!
الخدامة حركت رأسها بالإيجاب: تعال بسرعة، مدام سميرة يريدك!
فتحت عيونها و بتلعثم: مـ.ـدام سمـ.. سميرة؟!؟
الخدامة و هي تحط يدها على جبينها: ماما وش فيك أنت، مريض؟
نزلت يدها و هي منحرجة من حالها: لا، لا، بنـ.ـزل.. بنزل ألحين!
الخدامة و هي تلف عنها: إنزل بسرعة!
أزهار: إن شاء الله! لفت و مشت للتسريحة تشوف نفسها، عدلت شعرها
و هي تشوف على ملابسها، قميص بكم طويل و تنورة طويلة، مستورة، مشت
لكبتاتها بسرعة، أخذت شيلة و حطتها على أكتافها، هو بالحديقة، ما راح يدخل
بس إذا دخل بتلبسها، أخذت نفس و طلعت تنزل لهم، شافتهم جالسين بالصالة،
إقتربت منهم بخطوات مرتبكة، مستحية و تكلمت: السلام عليكم!
إلتفتوا لها: و عليكم السلام!
إقتربت من خالتها، و هي تبوس يدها و رأسها: كيفك خالتي؟
سعاد إبتسمت لها: الحمد لله، أنتي كيفك يا حبيبتي؟
أزهار: الحمد لله، إلتفتت لـ ليلى و سلمت عليها و بعدها إلتفتت لأمها،
جت بتجلس جنبها بس وقفتها.
سعاد: أزهار!
أزهار و هي تلتفت لها: ها؟
سعاد و هي تأشر بجنبها: تعالي يا بنتي، إجلسي بجنبي!
بلعت ريقها و مشت لها، جلست مكان ما كانت تأشر و شبكت يدينها ببعض.
يتبع..