عنوان (6)...
It’s not those who love that regret it the most
It’s those who cannot for they are empty and lost
ليس أولئك الذين يحبون هم أكثر من يندمون عليه هؤلاء هم الذين لا يستطيعون لأنهم فارغون وضائعون
بريطانيا...
مدينة بريستول...
وقفت سيارتها قدام البناية و إلتفتت له.
إبتسم لها و فتح الباب:
I’ll see you tomorrow
(سأراكِ غداً!)
حركت رأسها بالإيجاب و هو جا بينزل بس مسكت يده بسرعة، إلتفت لها
و هي تكلمت:
Aren’t you going to ask me to come with you
(ألن تسألني بالنزول؟)
رجع، عدل جلسته و سكر الباب، حاوط يدها بيدينه و بهدوء:
Hannah, we talked about this before, you and I..,
umm.. not like this
(هانا، تكلمنا عن هذا سابقاً، أنا و أنتِ..، أمم.. ليس هكذا..)
قاطعته و هي تتنهد:
I know that but till when we’re gonna
(going to) stay like this
(أعلم ذلك و لكن إلى متى سنضل هكذا؟)
سكتت و نزلت رأسها:
Emad, I don’t want to be that lover, I don’t
want to be the “other woman” of that married
man, I can’t
(عماد، أنا لا أريد أن أكون تلك العشيقة، لا أريد أن أكون " امرأة الأخرى"
لذالك الرجل المتزوج، لا أستطيع!)
عماد و هو يمسح على يدها بهدوء:
Hannah, trust me, I won’t stay married for
long, I want you and I want to marry you,
just wait a bit, I’ll get rid of her
(هانا، ثقِ بي، لن أضل متزوجاً بها لفترة طويلة، أنا أريدك و أريد أن
أتزوجك، انتظري قليلاً، سأتخلص منها)
و هو يحاوط وجهها بيدينه:
Will you wait for me
(ستنتظرينني؟)
أخذت نفس و نزلت يدينه، نزلت عيونها ليدينه و من ثم رفعتهم له
و حركت رأسها بالإيجاب.
إبتسم و طبع بوسة سريعة على جبينها:
Thank you
(شكراً لكي)
إبتسمت بس ما تكلمت
أخذ نفس و لف للباب، فتحه و نزل، سكر الباب و هي حركت السيارة على
طول، ضل يشوف عليها لين ما بقى غير طيفها، غمض عيونه و هو يأخذ نفس
بضيق و يزفر، أخذ نفس ثاني، فتح عيونه و مشى للداخل، ركب المصعد و ضغط
على دور شقته، تذكرها فقطب حواجبه، دور شقتهم، نزل عيونه للأرض و هو
يقطب حواجبه أكثر، ما صار له إللا يومين متزوجها بس مانه قادر يتحملها، مانه
قادر يتحمل وجودها، من أمس ما شافها، ما طلعت من غرفتها بس الفكرة أنه بيرجع
للشقة و هو يعرف أنها بتكون فيها تضايقه، تضايقه كثير، كان يتمنى هانا بدالها،
لين ألحين يتمنى هانا بدالها، خايف أنها تمل منه، خايف أنها تمل من كثر ما تنتظره،
تنهد و هو يشوف باب المصعد ينفتح، نزل و صار يمشي للشقة، هانا كانت له كحلم
، حبها و ما صدق لما هي جت تعترف بمشاعرها له، هو، من بين كل الشباب إختارته
هو، سنتين و هي معاه، صبرت عليه سنتين، سكتت و إحترمت قراره بس لين متى؟
حط المفتاح بالقفل، فتحه و من ثم فتح الباب، دخل و سكره، معلقها معاه، ما يقدر
يتركها، ما يقدر لأنه ما يريد غيرها، هي له، ما راح يتحمل إذا شافها مع غيره،
هو منعها من أشياء كثيرة، ما عادت تختلط بالشباب كثير، ما عادت تروح للبارات،
هي تغيرت عشانه، تغيرت و هو بالمقابل راح يتزوج بغيرها و جابها لهنا، جابها
لـهـا..!
رفع عيونه لباب غرفتها المسكر، صعبة يتخلص منها بس مانها مستحيلة، هي
عارفة نهاية هالإرتباط بس موافقة، هو ما جبرها لشيء، ما غصبها لتوافق عليه،
نزل عيونه و صار يمشي لغرفته، ليش يضل يكرر هالكلام لنفسه؟ ليش يكرر هالكلام؟
يا ترى هو خايف و صار يحس بالذنب بإتجاهها؟ يا ترى هو خايف أنه بيظلمها؟
وقف قدام باب غرفته و رفع عيونه لباب غرفتها، يكرر هالكلام و كأنه يريد يقنع
نفسه فيه، يقنع نفسه ليريح ضميره، إرتبك من هالفكرة فبعدها عن رأسه بسرعة،
نزل عيونه و بعدها فتح باب غرفته، دخل و سكره وراه.
غرفة فرح...
كانت مكورة نفسها على سريرها و مقطبة حواجبها، رأسها ثقيل و مانها قادر
ة تفتح عيونها، أنفاسها حارة و جسمها يتعرق، صحت اليوم الصبح و هي تشوف
نفسها في البلكون، صحت لأنها حست بأنفاسها تنقطع من البرودة، صحت و هي
تحس نفسها تتجمد و جسمها و كأنه فقد كل حرارته، قومت نفسها بالزور و دخلت
الغرفة، سكرت باب البلكون و مشت لشنطتها، فسخت ملابسها و لبست شيء أثقل،
رمت نفسها على السرير و لحفت نفسها بالبطانية، ما تعرف متى و كيف رجعت
الحرارة لجسمها و بعدها إرتفعت، إرتفعت و هذي حالتها من وقتها، مانها قادرة
تتحرك، مانها قادرة تتكلم، تأن من فترة لفترة، تصحى لشوي و بعدها تغفى.
***************************
مسقط...
مررت يدها المرتجفة على وجهها و هي تحاول تأخذ نفس، رفعت عيونها للساعة
المعلقة على الجدار، 6:10، الشمس بتطلع ألحين و هو لين ألحين ما رجع، قلبها
منقبض عليه و دموعها في عيونها، الشيطان يلعب لعب بفكرها، مرة تتخيله في حادث،
مرة تتخيله مضروب و مرمي، مرة تتخيله طايح في إحدى الفنادق و محد يعرف عنه،
ما تعرف كيف يكون، بأي حال، ما تعرف و عشان كذي خائفة، تدعي من ربها يرجعه
لها سالم، يرجعه لها لأن ما عندها غيره، ولدها، وحيدها، ما تقدر تفقده، ما بتتحمل،
طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، نزلت عيونها و صارت تستغفر،
تستغفر لتبعد هالأفكار عن رأسها، سمعت خطواتها و حست فيها تقترب منها، رفعت
عيونها لها و شافتها تمد لها غلاس ماي، أخذت الغلاس منها و نزلت رأسها
: مشكورة بنتي!
ماري و هي تجلس جنبها: ماما، ما تخاف، بابا عادل بيجي، يجي إن شاء الله
(كلمة لقطتها من كثر ما يرددوها قدامها).
مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله، إن شاء الله! حطت الغلاس على
الطاولة قدامها، أخذت نفس و قامت: أروح أنتظره عند الباب!
ماري حركت رأسها بالإيجاب و قامت بتمشي معاها بس وقفتها.
مريم: روحي شوفي لي وسن و طمنيني عليها!
ماري و هي تحرك رأسها بالإيجاب: زين! لفت و صارت تمشي للدرج.
وقفت تشوف عليها لين ركبت و إختفت في الدور الثاني، عدلت جلبابها و صارت
تمشي لبرع، طلعت للحديقة و مشت لباب الشارع، فتحته و وقفت تلتفت حوالينها،
الشارع هادي، ليتات الفلل تتسكر، كم من سيارة طالعة للدوام و كم من ولد طالع
للمدرسة، نزلت عيونها و هي تحط يد على صدرها و تشدد من مسكتها على جلبابها
: يا رب خير، يا رب خير!
***************************
مدت لهم شنطهم و هي تبتسم لهم: تريدوني أجي معاكم، أوصلكم لين
باب المدرسة؟
حركوا رؤوسهم بالنفي
إلياس: عادي المدرسة مانها بعيدة، بنروح لحالنا!
ناهد حركت رأسها بالإيجاب: أعرف مانها بعيدة بس أنتو ما جا لكم تمشوا
لها من هالحارة، أخاف تضيعوا!
إياس و هو يضرب على صدره: أفــا، أنا معاه و يضيع!
ناهد ضحكت على حركته: هذي الثقة و لا بلاش..، إقتربت منه و صارت تعدل
في كمته: بس أنت خواف، أول واحد بتبكِ إذا ضعتوا!
إبتسم بإحراج و ما رد عليها، بعد يدها و إلتفت لتوأمه: نخبر فراس يوصلنا!
إلياس حرك رأسه بالإيجاب و شافه يطلع من المطبخ: فراسوه بتوصلنا للمدرسة
اليوم؟
فراس و هو يعدل في كمته: لا تناديني فراسوه و بوصلك!
إلياس حرك رأسه بالإيجاب.
فراس و هو يأخذ كتبه: عيل يللا نمشي! صار يمشي للباب بسرعة
و التوأم يلحقوه.
ناهد ضلت تشوف عليه و هي كاتمة ضحكتها، مرجع كمته على وراء، مرفع
أكمام دشداشته و الزر العلوي مفتوح، رايح يضارب و لا رايح يدرس؟! إبتسمت
و حركت رأسها بقلة حيلة، متأثر من أولاد بعمره، يشوفهم و يقلد، لفت و صارت
تمشي لغرفتهم لتشوف سامي، دخلت و شافت أمها جالسة على طرف السرير
و تمسح على رأسه، و هي تقترب منهم: نايم؟
كريمة حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت
ناهد إقتربت من أمها أكثر، حطت يدها على كتفها و بصوت واطي: لا تخافي
عليه، أسبوع و يرجع أحسن من قبل إن شاء الله!
كريمة: إن شاء الله! سكتت شوي و بعدها بعدت البطانية عنه.
ناهد إستغربت من حركتها و بنفس حالتها: ماما، أنتي إيش تسوي؟
ألحين بتصحيه!
ما ردت عليها، رفعت قميصه من بطنه و بعدها إلتفتت لناهد: يا بنتي،
كل هذا بسبب النوبة؟ النوبات دوم تجي له، أبدا ما سوت فيه كذي،
ليش ألحين؟!
ناهد قطبت حواجبها و هي تشوف على الكدمات المخضرة، إقتربت منه
و نزلت قميصه، مسكت يد أمها و قومتها: ماما، خلينا نتكلم برع!
حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاها، طلعت وراها و سكرت الباب بهدوء،
إلتفتت لها و جت بتتكلم بس قاطعها صراخهم.
دخلوا و هم يصرخوا بخوف: يـممممـة!!! نــاااهـــد!!
إلتفتوا لهم بسرعة: بسم الله، إيش فيه/ خير، إيش صاير؟!
فراس بنفس حالته: يمة.. يمة في واحد ميت في الحديقة!!
كريمة شهقت و حطت يد على قلبها: بسم الله، بسم الله، أنت إيش تقول؟!
فراس و هو يحرك رأسه بالإيجاب: و الله، ميت و في حديقتنا، و هو يمسك
يد ناهد: تعالوا، تعالوا..، و هو يسحبها: شوفوه!
ناهد رفعت عيونها لأمها بسرعة: ماما، أنتي إتصلي في الشرطة و أنا
أشوفه و أرجع!
كريمة حركت رأسها بالإيجاب و بتوتر: يا بنتي لا تقتربوا منه كثير!
ناهد: إن شاء الله! طلعت مع فراس و صارت تمشي بخطوات سريعة، خائفة
بس ما تريد تبين لهم، بيخافوا أكثر، جمدت و هي تشوف هالجسم المرمي
في نص الحديقة، بلعت ريقها و هي تسمي بالله و تستغفر، حست بيد فراس
تترك يدها، نزلت عيونها و هي تشوفه يتقدم له، مسكت دشداشته من ظهره
و سحبته لها بسرعة: لوين رايح؟
فراس و هو يرفع رأسه لها: ما تريدي تشوفي وجهه؟
حركت رأسها بالنفي
فراس و هو يلتفت له: خايفة منه؟!
ناهد إلتفتت له و هي تبلع ريقها: ماني.. ماني خايفة!
فراس فك نفسه منها و ركض له بسرعة
ناهد فتحت عيونها و بخوف: فــرااس، إرجع بسرعة، تعال لعندي!
فراس حرك رأسه بالنفي و نزل لمستواه
ناهد بنفس حالتها: فــرااس لاآآ!
فراس و هو يقطب حواجبه: ريحته خايسة!
ناهد قطبت حواجبها: فراس ما زين تقول عن الميت كذي..
فراس و هو يقاطعها: و وجهه يخوف..، رفع يده لناهد و صار يأشر
لها: تعالي ناهد شوفيه!
ناهد حركت رأسها بالنفي
فراس: تعالي!
ناهد أخذت نفس تشجع حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و ثالث، زفرت و تقدمت
لهم بخطوات مترددة، وصلت لفراس و نزلت عيونها لوجهه، رمشت عيونها
بخوف، وجهه مغطى بشعر، خصلات شعره الطويلة، المموجة و المتشابكة
ببعضها تغطي عيونه و أنفه، لحيته الطويلة تغطي باقي وجهه، ملامحه
مختفية، يشبه الإنسان من عصر الحجري، دشداشته متركفسة و مبقعة،
زر العلوي مفتوح و الأكمام وحدة مرفوعة و الثانية نازلة، نزلت عيونها عنه
بسرعة، حطت يدينها على أكتاف فراس و هي تقومه و بصوت واطي: يللا
فراس، خلـ.. خلينا نمشي.. للداخل، ألحين توصل الشرطة و تتصرف
معاه.. يللا!
فراس و هو يفك نفسه منها: ناهد خليني!
ناهد و هي تسحبه و بنفس حالتها: فراس يللا، ما أنت قبل شوي كنت
خايف منه!
فراس و هو يدفعها: كنت بس ألحين أنتي معاي!
ناهد بصوت عالي شوي: فـراس على الداخل و ألحين!
فراس حرك رأسه بالنفي
ناهد و هي تقطب حواجبها بعصبية: فراس يللا!
فراس بصوت عالي: قلت لك لا يعني لاآآآآآآ!
ناهد و هي تمسكه من يده و بحزم: يــللا!!
فراس بصراخ: لاآآآآآآآآآآآآ!!!
: هيي.. بس.. خلو.. ني أنام..
نزلوا عيونهم له و هم يشوفوه يتحرك، شهقوا و بعدوا عنه بكم خطوة
بسرعة
فراس و هو يتعلق في ناهد بخوف: ناهد تكلم.. ناهد يتكلم!
ناهد نزلت عيونها له و هي تشوفه يحك يده و يتمتم بكلام غير مفهوم لنفسه
: خلونـ.ـي.. ليش مفتحين.. الستائـ.ـر.. سكرو.. ها.. روح.. روحوا..
عني.. خلوني.. أنـ.ـام.. و هو يكتف يده على عيونه: سكـ.ـروا.. ستارة..
سكروهـ.ـا!!
ناهد رمشت عيونها بعدم تصديق، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها أخذت نفس
ثاني، زادت من مسكتها على فراس لتهديه: مانه.. مانه ميت، يتكلم..، و هي
تبعد فراس عنها بهدوء: يتكلم يعني مانه ميت.. يكون مجنون.. مجنون
أو سكير!! مسكت يد فراس و صارت تمشي للداخل: خلينا نروح لماما و نشوف
إذا إتصلت بالشرطة و لا لأ! إلتفتت تشوف عليه و من ثم لفت عنه و صارت
تمشي أسرع و تسحب فراس وراها.
بعد عشر دقائق...
وقفوا عند باب الملحق و هم يشوفوا الشرطة تقومه و تأخذه معاهم و هو يصرخ
و يسب فيهم، مانه مجنون بس سكير، بيأخذوه للمركز و بيحطوه في الحجز لين
ما يرجع له وعيه، شافوهم يطلعوا من باب الشارع بس ضلوا يسمعوا صراخه.
كريمة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة
إلا بالله، و هي تدخلهم للداخل: يللا يا أولاد على الداخل!
نزلوا عيونهم و صاروا يدخلوا.
دخلت، سكرت الباب و قفلته: أستغفر الله، الله يعين أهله عليه، الله يعينهم عليه!
ناهد تنهدت بقلة حيلة و من ثم إلتفتت لأخوانها: تأخرتوا على المدرسة، و هي
ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار: خلص الطابور، ما راح يدخلوكم
ألحين!
كريمة و هي تلتفت لهم: خلاص، روحوا ناموا بكرة ناهد توصلكم لمدارسكم
و تكلمهم بنفسها!
حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يمشوا لغرفتهم و هم يتكلموا عنه!
***************************
وقف عند باب مكتبه و دق عليه بهدوء، جا له صوته من وراء الباب يسمح له
بالدخول، دخل و شافه يكلم تلفون، رفع عيونه له و من ثم رفع سبابته بمعنى
دقيقة، حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي لطاولته، سحب كرسي بمقابله و جلس،
ينتظره يخلص مكالمته، نزل عيونه للأوراق الموجودة على الطاولة و من ثم
رفعهم له، نزلهم مرة ثانية و إقترب بكرسيه شوي، أخذها و صار يتصفحها، عقد
الشراكة بشركات هاشم الـ...! رفع حواجبه بإستغراب و من ثم رفع عيونه لأبوه
، شافه يسكر التلفون و يمد يده له.
فهد و هو يمد العقد له: يبة، أنا ماني فاهم، كيف..
عبدالرزاق و هو يأخذ العقد و يقاطعه: هاشم ساعدني كثير يا فهد، لولا هالعقد
كان نحن رايحين في ستين داهية!
فهد: بس يبة شروط هالعقد أبداً مانها مقبولة، أنت كيف وقعت عليه..
عبدالرزاق و هو يقاطعه مرة ثانية: ما يهم، ما راح نتكلم عن شروطها مرة
ثانية!
فهد و هو يقطب حواجبه: بس يبة..
عبدالرزاق بنبرة حازمة: فهد، ما راح نتكلم فيه، سكت شوي و كمل: ما في
داعي نتكلم قدام أمك و أخوانك خلاص، ما لازم يعرفوا!
فهد: يبة ما أنت قلت..
عبدالرزاق و هو يقاطعه: قلت بس ألحين أقول لا!
قطب حواجبه أكثر، نزل رأسه و أخذ نفس، رفعه له و تكلم: قالوا لي
أنك طلبتني!
عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب و بهدوء: طلبتك لأكلمك بس ما في العقد،
العقد صار و خلاص، ما لكم أي دخل فيه!
فهد: عيل؟
عبدالرزاق: ملكتك قدمناها لأسبوع الجاي!
فتح عيونه بصدمة: إيــش؟!؟!
عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب ليأكد له: خلاص، ما في داعي للخطوبة،
بنفس التاريخ حطينا الملكة!
فهد بنفس حالته: بس لـيـش؟ هذي الملكة ما كانت بعيدة أصلاً، ثلاثة أشهر
و بس.. ليش مستعجلين كذي؟
عبدالرزاق: إيش فيك أنت؟ المهم أنك تتزوج، إيش الفرق بعد ثلاثة أشهر
و لا ألحين؟
فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، لا، يبة ما ألحين، أنا ماني مستعد للزواج،
ما بهالسرعة..
عبدالرزاق و هو يقاطعه بنبرة حادة: أنا عطيت الرجال كلمتي، تريدني أتراجع
ألحين و أقول له ولدي مانه مستعد!
فهد: بس يبة..
عبدالرزاق و هو يقاطعه و بنفس نبرته: فهد، هالملكة بتصير بعد أسبوع يعني
تصير، أنا ما أريد أجازف، ما أريد أي شيء يخرب علاقتي بهاشم..، سكت شوي
و أخذ نفس يهدي حاله، قام و مشى له، حط يده على كتفه و بهدوء: يا ولدي
كل شيء مرتبط بهالعقد، أنا ما أريد أعطيه سبب ليلغي شراكته فينا، ما ألحين!
فهد غمض عيونه بقلة حيلة، أخذ نفس و زفر، فتحهم و إلتفت لأبوه: بعد أسبوع!
عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب
فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: خلاص يبة، بعد أسبوع عيل!
عبدالرزاق إبتسم و صار يطبطب على كتفه: كنت أعرف أنك بترضى، ولدي
و ما راح ترفض لي طلب!
فهد نزل عيونه و من ثم نزل يده بهدوء: برجع لمكتبي إذا ما عندك شيء ثاني؟
عبدالرزاق و هو يرجع لكرسيه: تقدر تروح!
فهد لف و صار يمشي للباب، فتحه و جا بيطلع بس وقفه
عبدالرزاق: فهد!
وقف، إلتفت له بس ما تكلم
عبدالرزاق: إطلع من وقت اليوم و مر على خطيبتك، خذها و روحوا
إختاروا الشبكة!
فهد نزل عيونه: إن شاء الله! لف و طلع من المكتب، سكر الباب بهدوء غير
اللي يحس فيه و من ثم صار يمشي لمكتبه بسرعة، دخل و سكر الباب، أخذ نفس
و زفر بقهر، هو مانه رافضها و لا أنه رافض الزواج بس الفكرة انه بيرتبط
في وحدة غريبة و بهالسرعة، مانها مقبولة، فسخ كمته و صار يمشي لكرسيه،
سحبه و جلس، هو غلط، غلط لما وقع على هالعقد، لو كان يثق فيه شوي و ينتظر،
كان هو بنفسه دور حل لمشكلته بس ألحين خلاص، ما عاد في يده شيء يسويه،
ما عاد في شيء غير أنه يرضى بقراراته و يسكت، قطب حواجبه بقوة و سحب
إحدى الملفات، صار يتصفح فيه بسرعة، يشغل باله فيه لينسى بس فشل، رمى
الملف على الطاولة و زفر بقوة، يكره أحد يتخذ قراراته بداله، ما يحب يمشي
على كلام أحد، ما يحب أحد يتحكم فيه كذي، رجع ظهره لوراء و صار يمرر يده
في شعره بقلة حيلة، أسبوع، أسبوع و حياته راح تتغير، بتدخل فيها أساور،
البنت اللي ما يعرف عنها غير أنها تدرس مع أخته، ترسم وعلى قولة أختها
تحفظ الوجوه بسرعة، تذكرها بيوم الحادث فقطب حواجبه، بس شكلها ما حفظت
وجهه، أهم وجه لها و ما قدرت تتذكره، غمض عيونه و تنهد: إيش اللي
ينتظرني معاك يا أساور؟ إيش لازم أتوقع منك؟!
***************************
الأستاذ يشرح، الطلبة يشاركوا و يجاوبوا بس هو مانه معاهم، مثبت عيونه
على كرسيه، فاضي من يومين، ما له أي أثر، ما يعرف إيش صار معاه، كل
اللي يعرفه أنه المشرف أخذه للمستشفى بس إيش صار فيه بالضبط ما يعرف،
مانه قادر يداوم يعني مانه بخير، معقولة تكون حالته خطيرة، خطيرة بدرجة
تسبب له الموت، بلع ريقه بخوف، نزل عيونه عن كرسيه و بعد هالفكرة
عن رأسه، حس بيد على كتفه فإلتفت له.
إلتفت لكرسيه و من ثم له: تفكر فيه؟
سامر حرك رأسه بالإيجاب: ما كان المفروض نتركه كذي!
: أعرف بس..
سامر و هو يبعد يده عنه: ما تعرف، أخذ نفس بضيق و زفر: مصطفى، أنت
مانك قادر تفهم، أنا ضربت الولد لما هو كان جامد بمكانه، ما كان قادر يدافع
عن حاله..
مصطفى و هو يقاطعه: بس أنت ما كنت تعرف!
سامر: بس كنت أعرف أنه مريض..
مصطفى و هو يقاطعه مرة ثانية: لا تلوم نفسك على اللي صار فيه، ترى
النوبة ما جت له بسببك!
سامر حرك رأسه بالإيجاب: أعرف بس كنت هم أعرف أنه يمكن يطيح بأي
وقت بسبب هالمرض!
مصطفى: يعني إيش ألحين؟
سامر و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف، و هو يتنهد: ما أعرف إيش
لازم أسوي!
مصطفى سكت و ما تكلم، إلتفت للقدام و حاول يركز مع الأستاذ.
***************************
طلعت من غرفتها و مشت للباب المقابل، وقفت و دقت عليه بهدوء، ما جا لها أي
رد، دقت مرة ثانية و هم ما في أي رد، ما كانت متوقعة إللا كذي، حطت يدها على
المقبض و حركته، ما إنفتح الباب، لين ألحين مقفول، إقتربت أكثر و حطت أذنها
عليه، ما في أي صوت لها، يمكن غفت، تنهدت بقلة حيلة و بعدت عن الباب، لفت
و صارت تمشي للدرج، صحت الصبح لتصلي الفجر و مرت على غرفتها، ما قدرت
تدخل لها لأن الباب كان مقفول بس قدرت تسمع شهقاتها، جلست طول الليل تبكي
و تشهق، كان خاطرها تهديها، كان خاطرها تحضنها و تقول لها كل شيء يتصلح
بس ما قدرت، ما تقدر و هي تعرف أنها لو إيش ما قالت لها ما راح تقدر تقنعها،
هي عنيدة و جالسة على نفس كلامها، تحب شهاب و ما تريد غيره، هذا بسبب
عنادها كل شيء بيتدمر، منعوها من الجامعة و الملكة قدموها، خايفة عليها، خايفة
أنها تسوي شيء بحالها، تموت نفسها عشانه، تعوذت من الشيطان تبعد هالفكرة
بسرعة عن رأسها، نزلت الدرج و شافت الصالة فاضية، مشت للكنبات و جلست،
أخذت الريموت بس رن التلفون، إلتفتت له و من ثم مدت يدها و سحبت السماعة،
حطته عند أذنها و تكلمت: ألو!
جا لها صوت رجال، صوت غريب عنها: ألو، السلام عليكم!
أزهار و هي تحاول تتذكر الصوت: و عليكم السلام!
الرجال: هذا بيت هاشم محمد الـ.....!
أزهار حركت رأسها بالإيجاب: أيوا!
الرجال: من معاي؟
أزهار قطبت حواجبها: من المتصل؟ ما أنت؟ ما المفروض أنت تخبرني
من أنت بالأول!
سكت شوي و بعدها تكلم بتردد: أزهار..، أزهار يا بنتي هذي أنتي؟
قطبت حواجبها أكثر: أمم.. تعرفني؟
تكلم بسرعة: يا بنتي أنا عدنان..
أزهار بإستغراب: عدنان؟!؟
الرجال: أنا خـ..، ما قدرت تسمع التكملة لأن إنسحب التلفون من يدها، إلتفتت
لها بسرعة و شافتها تحط السماعة عند أذنها و هي ترفع عيونها لها.
سميرة: أخوي غلطان! و سكرت.
أزهار و هي مستغربة من حركتها و متضايقة بنفس الوقت: ماما، ما كان غلطان،
يعرفني، ليش سكرتي؟
تكلمت و هي تجلس على الكنبة: ما يعرفك، غلطان، صار له ساعة يتصل
و يسأل عن أزهار..
قاطعتها: أيوا و أنا..
سميرة و هي تقاطعها: مانك أزهار الوحيدة في العالم!
أزهار سكتت، مانها الوحيدة بس ما تعرف ليش تحس أنه كان يقصدها، نزلت
عيونها للتلفون، يا ترى من يكون؟ ليش يريدها؟ كيف يعرفها؟ إيش يقرب لها؟
يا ترى يكون من أهلها؟ ما هي دوم تحس بأن هذولا مانهم أهلها؟ يمكن هو
أبوها الحقيقي، شهقت، أبوها؟ رفعت عيونها لسميرة، شافتها تشوف عليها
و هي مرفعة حواجبها، نزلت عيونها عنها بإرتباك و صارت تمشي عنها بسرعة
وقفت و هي تسمع رنين التلفون، إلتفتت لها، شافتها ترفع السماعة و بعدها تشوف
عليها، حركت يدها بمعنى روحي، نزلت عيونها و مشت للمطبخ، دخلت، سحبت
كرسي، جلست و هي تهمس لنفسها بإسمه: عدنان، عدنان، عدنان!! سامعة فيه
من قبل بس متى؟ ما تعرف، مانها قادرة تتذكر، مسكت رأسها و نزلته و هي
تحاول تضغط على ذاكرتها بس ما قدرت، بعدت يدينها و هي تتنهد بقلة حيلة،
يمكن جد غلطان و هي على الفاضي تفكر كذي، كل هالشكوك ما لها داعي،
تتخيل و تتمادى بخيالها، سمعت بخطوات من وراها، عدلت جلستها و من ثم
إلتفتت لها.
سميرة و هي توقف بجنب باب المطبخ: زينة ألحين متصلة، فهد راح يجي
العصر بيأخذ أختك عشان يشتري الشبكة، أنتي و ماريسا بتروحوا معاهم!
أزهار و هي تأشر على نفسها: أنا؟
سميرة: أنا إيش قلت ألحين، لازم أكرر نفسي؟
أزهار و هي تنزل عيونها: آسفـ..
قاطعتها: أنا خبرت أختك تتجهز، إن ما جهزت لين العصر ما تلوم إللا
حالها، روحي فهميها من ألحين!
أزهار حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله! قامت: بس ماما، طلعتنا كذي
معاه غلط، هو ما ممتلك عليها، مانه إللا خطيبها، بعده غريب، غلط نركب
بسيارته!
سميرة بنبرة حادة: ألـحـيـن أنـتـي تـعـلـمـيـنـي إيـش الـصـح و إيـش الـغـلـط؟
أزهار نزلت رأسها: ما قصدي..
سميرة قاطعتها و بنبس نبرتها: قـلـت لـك رايـحة يـعـنـي بـتـروحـي!
لفت و صارت تمشي عنها: مـانـكـم لـحـالـكـم، أخـتـه بـتـكـون مـعـاكـم،
مـانـي غـبـيـة أخـلـيـكـم مـعـاه كـذي!
أزهار رفعت عيونها تشوف عليها، تنهدت بقلة حيلة و غمضت عيونها، أخذت
نفس و فتحتهم، أخذت نفس ثاني و طلعت تمشي للدرج.
غرفة أساور...
وقفت عند الباب بخوف و توتر و عيونها مرة تتحرك للنهاية الممر و مرة
لها، إلتفتت للممر و هي تسمع خطوات أحد، إلتفتت لها بسرعة و مشت لها
: ماما، خلاص في أحد تو يجي، أنا بعدين في يحاسب.. ماما خلاص!
أساور بعدت التلفون من عند أذنها و رفعت عيونها المليانة دموع لها
: ماريسـ.ـا.. بس شوي..
ماريسا و بنفس حالتها: ماما سوي بسرعة!!
أساور حركت رأسها بالإيجاب و رجعت حطت التلفون عند أذنها: شهـ.ـاب الله..
الله يخليك.. سوي شيء، والله ما أقدر.. ما راح أسمح لأحد يلمسني.. ما راح
أقدر...، لا، ما أقدر أصبر أكثر من كذي.. ما في وقت..، أنت تفهم؟ أقول لك
أسبـ.ـوع..، شهاب مستحيل.. مستحيل...، ألحين عرفت أني.. أني ما أهمك...،
لا.. أنت تخدعني..،
ماريسا و هي تقترب منها و تحط يدها على التلفون: ماما، خلاص..
أساور و هي تبكي أكثر: شهاب أنا راح أموت حالي تسمعني.. أموت حالي
بس ما أكون لغيرك.. بموت...، لمتى أجاريهم؟ دوم تقول كذي...، توعدني..،
توعدني...، متى؟ شهاب لا تخدعني...، لا تتركني.. لا تتركني..!!!
ماريسا سحبت منها التلفون بسرعة: خلاص.. خلاص!! أخذته و مشت للكمدينة
بسرعة، أخذت صينية الغداء و بعدها صارت تمشي للباب بسرعة، جت بتطلع بس
طلعت قدامها، إرتبكت فنزلت عيونها و مشت عنها بسرعة.
ما إهتمت لها، دخلت و شافتها واقفة، مغطية وجهها و تبكي، مشت لها بسرعة،
حاوطتها من أكتافها و صارت تمشي للسرير، جلستها و جلست بجنبها، و هي
تبعد يدينها عن وجهها: أساور، حبيبتي لا تسوي كذي في حالك! و هي تمسح
دموعها: يا حبيبتي أنتي غالية علينا، دموعك غالية علينا!
حضنتها و صارت تشهق أكثر
أخذت نفس و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، هدي حالك، كل هذا
لمصلحتك يا حبيبتي، شهاب ما يصلح لك، ما يصلح لك، يكلمك و يخدعك بكلامه
الحلو، أنتي إيش يعرفك أنه ما يكلم غيرك من وراك، كل اللي يصير، يصير
للأحسن، عائلة أبو فهد، عائلة محترمة و معروفة، فهد..، سكتت تفكر فيه،
ما تعرفه لتحكم عليه بس تكلمت لتهديها: شاب طيب و بيحبك و أنتي مع الوقت
بتحبيه و تنسي شهاب، خلاص، لا تبكي، و هي تمسح على رأسها بهدوء
: لا تبكي!
بعدت عنها و نزلت عيونها: أزهـ.ـار.. إتـ.. إتركـ.ـيني لحالي..
أزهار حركت رأسها بالإيجاب و قامت: لا تبكي مرة ثانية!
أساور حركت رأسها بالنفي: ما راح أبـ.ـكي!
أزهار مشت للباب، مسكت المقبض و إلتفتت لها: العصر بنطلع للسوق معاه،
جهزي حالك!
رفعت عيونها لها و ما ردت
أزهار ما تكلمت، طلعت و سكرت الباب وراها.
رجعوا دموعها، رمت حالها على السرير و دفنت رأسها في مخدتها،
ما تعرف إذا تقدر تثق فيه و لا لأ، ما تعرف إذا بيكون قد وعده و لا لأ،
من البداية و هو يقول لها تجاريهم، تجاريهم و هذا اليوم وصلت لهنا،
خلاص، ما بقى للملكة شيء، راح ينكتب إسمها بـ إسم غيره، راح تكون
لغيره، ما تقدر تتحمل هالفكرة، تموتها، هي مستحيل تسمح لهالشيء يصير،
بتصبر عليه يومين أكثر، بتجاريهم ليومين أكثر بس إذا هو ما تصرف
عيل هي بـ تتصرف بنفسها، إذا هي ما كانت له عيل لغيره ما راح تكون!
العصر...
وقف سيارته قدام الفلة و إلتفت لها، شافها تبتسم له و تحرك حواجبها بخبث،
حط يده على رأسها و دوره للقدام: خلي عيونك هناك و إتصلي فيهم،
خبريهم أننا ننتظرهم!
حركت رأسها بالإيجاب و هي تنزل يده: إن شاء الله!
أخذت تلفونها و إتصلت على رقم أساور، قطبت حواجبها: لين ألحين مسكر!
إلتفتت له: تلفونها مسكر من الصبح، ما جت الجامعة اليوم فإتصلت فيها لأتطمن
عليها بس ما قدرت أوصل لها، يمكن مريضة!
فهد لف يشوف على الفلة: يعني ألحين؟
رنا رفعت عيونها للفلة، حركت أكتافها بخفة و ما ردت.
ضلوا على نفس حالتهم لكم من ثانية و بعدها شافوا باب الشارع ينفتح،
طلعت الخدامة و هم طلعوا وراها.
رنا و هي تعدل جلستها: يمكن شافونا من الشباك!
فهد ما رد عليها و لف يشوف على قدام!
إنفتح باب السيارة من طرف رنا، دخلت أزهار، سلمت و من ثم صارت تزحف
للباب، دخلت الخدامة بعدها و من ثم دخلت أساور و سكرت الباب.
رفع عيونه للمراية يشوف عليهم و كتم ضحكته، نزلهم و في خاطره: شالين
حمولة! تكلم بسخرية: خلاص؟!
رنا فتحت عيونها على أسلوبه، ضربته على كتفه بخفة و بصوت واطي
: حرك السيارة!
إبتسم لنفسه و حرك السيارة، إستغرب شوي و رفع عيونه لها، معقولة ما ردت،
ما هي تنتظر لتلتقط شيء لترد عليه، كانت مرة وحدة، يمكن هو حكم عليها غلط،
مانها كذي، نزل عيونه للشارع و من ثم رفعهم لها مرة ثانية، منزلة عيونها،
وجهها متغير، ما مثل ما شافها من قبل، ما عاد في جروح، بشرتها بيضاء صافية
اليوم بس عيونها لين ألحين صغيرة، إبتسم و نزل عيونه للشارع مرة ثانية،
لين ألحين مانه قادر يصدق أنه عبدالله يحبها، معقولة تكون قاسية لدرجة أنها
تعذبه لكل هالفترة؟ إيش فيها لتقدر تأسره و تعلقه عليها كذي؟ إيش فيها لتخليه
يموت في هواها؟ رفع عيونها لها و هو يشوفها مرفعة عيونها له، إرتبك فنزلهم
عنها بسرعة، رفعهم لأساور و قطب حواجبه، وجهها متورم، عيونها وارمة،
خدودها محمرة، يمكن هي جد مريضة، تكلم و هو حاط عيونه عليها: إن ما كان
اليوم يناسبكم، عادي، بأخذكم للبيت و بجي لكم بكرة؟
أزهار رفعت عيونها له بإستغراب: تكلمنا نحن؟
نزل عيونه للشارع و حرك رأسه بالإيجاب: أكلمكم!
رنا إلتفتت له و هي مستغربة بدورها: ليش إيش في؟
فهد و هو يرفع عيونه للمراية يشوف عليها: شكلها مريضة!
رنا لفت تشوف عليها و هي توها تنتبه لها: أساور أنتي بخير؟!
أساور اللي من أول ما ركبت السيارة سرحت، ما حست بحالها إللا ألحين،
إرتبكت و هي تشوف كل العيون عليها: هـ.. ها؟
أزهار تكلمت بسرعة تتدارك الموقف: لا، لا هي بخير، ما فيها شيء..
بخير الحمد لله!
رنا إلتفتت لأساور لتتأكد منها: أنتي بخير؟
حاولت تغصب إبتسامة على شفايفها بس فشلت، نزلت رأسها و حركته
بالإيجاب: أنا.. أنا بخير!
رنا إبتسمت لها و عدلت جلستها، إلتفتت لفهد: تطمن بخير!
فهد رفع عيونها لها، شافها تلف للشباك، نزل عيونه للشارع و بعدها
عم الصمت.
يتبع...