وقفت سيارتها بـ كراج الفلة، نزلت و صفقت الباب بقوة، صارت تمشي للداخل
و هي كل شوي تزفر بقهر، تكلم حالها و بعصبية: قـلـيـل الأدب! إيـش هـالـحـركـة
الـلـي سـواهـا؟ إيـش كـان قـصـده؟ يـحـرجـنـي كـذي و قـدام الـكـل؟ يـحـرجـنـي
بـمـكـان عـمـلـي؟ دفعت باب الصالة و دخلت، مشت للدرج بسرعة و صارت تركب
الدرج، ركبت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب بسرعة، رمت شنطتها على السرير
و من ثم فسخت شيلتها و عبايتها و رمتهم على الأرض، مشت للتسريحة و وقفت
قدام المراية، غمضت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث
و كلامه يدور في رأسها: أنا أحبك يا بسمة، أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك!
فتحت عيونها بسرعة و هي معصبة أكثر، من وين طلع لها هذا؟ ما ناقصها إللا
تتحمل هبال أطفال ألحين؟ سمعت الباب يندق فرفعت عيونها للمراية تشوف عليه
: أيوا!
إنفتح الباب و دخلت بإبتسامة: رجعتي يا بنتي بس ما مريتي علي!
لفت لها بسرعة و صارت تمشي لها، و هي تبوسها على رأسها: آسفة ماما، نسيت
و طلعت لغرفتي على طول!
فاطمة و هي تحط يدها على خدها: تعبانة حبيبتي؟
بسمة إبتسمت لها: لا، ماما، لا تخافي علي، ماني تعبانة!
فاطمة حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها للعباية المرمية على الأرض،
رفعت عيونها لبسمة بإستغراب: بسوم حبيبتي..
بسمة قاطعتها بسرعة و هي تلم العباية و شيلة: كنت بشلهم ألحين!
فاطمة: يا بنتي أنتي بخير؟
بسمة تنهدت، مسكت يدها و مشت للسرير، جلستها و جلست بجنبها، أخذت
نفس و بدت بتردد: ماما، أنا.. أمم.. أنا ما خبرتك عن هالشيء من قبل بس..
بس.. سكتت و هي توها تنتبه لحالها، إيش تقول لها، ما في شيء لتتكلم فيه،
ما في داعي: لا..، و هي تحرك رأسها بالنفي و تبتسم: لا، ماما، ما في شيء!
فاطمة بإستغراب: يا بنتي إيش فيك؟ و هي تحط يدها على جبينها و من ثم
على رقبتها تقيس حرارتها: مانك حارة؟!
بسمة إبتسمت على حركتها و نزلت يدها: خلاص ماما، ما فيني شيء، بس
ضغط الشغل و متضايقة عشان كذي!
فاطمة و هي تقطب حواجبها: ليش تتعبي نفسك كذي، خلاص غيبي بكرة!
بسمة ضحكت: هههه.. ماما، مانها مدرسة أغيب ههههه.. هناك ينتظروني
أكمل أشغالي!
فاطمة إبتسمت: أنا إيش يعرفني بسوالفكم!
بسمة ضحكت أكثر و بعدها حبت تغير السالفة: حنين رجعت من الكلية؟
فاطمة تنهدت و قامت: ما راحت اليوم، تقول ما تريد تروح خلاص!
بسمة قطبت حواجبها بإستغراب: ليش؟
فاطمة و هي تطلع: ما أعرف، روحي شوفيها، يمكن تسمع منك!
بسمة حركت رأسها بالإيجاب و قامت، طلعت من غرفتها و صارت تمشي لغرفة
حنين، وقفت عند الباب و دقت عليه بهدوء، جا لها ردها فدخلت، شافتها جالسة
قدام التسريحة و تمشط شعرها، رفعت عيونها للمراية تشوف عليها، إبتسمت
لها و هي ردت بإبتسامة.
بسمة و هي تجلس على السرير: كيف كان يومك؟
حنين و هي تلف لها: عادي!
بسمة حركت رأسها بالإيجاب: آها، أمم..، و هي تعدل جلستها: أنا إيش سمعت؟
حنين و هي تحرك أكتافها بخفة: إيش سمعتي؟
بسمة: أنتي ما تعرفي؟
حنين و هي تقطب حواجبها: بسوم، إيش في؟
بسمة بجدية: حنين، ماما خبرتني أنك ما عدتي تريدي تروحي للكلية خلاص!
نزلت رأسها و حركته بالإيجاب
بسمة إستغربت من حركتها: ممكن أعرف ليش؟
حنين بدون ما ترفع رأسها لها: ما أريد أروح و خلاص!
بسمة إستغربت منها أكثر: حنين إيش في؟ إيش صاير؟ ما أنتي إجتهدي
لتدخلي هالكلية؟ ما أنتي جبتي النسبة عشان كذي؟ هـ التخصص حلمك،
معقولة تتركيه كذي؟
حنين ما ردت عليها، حلمها بس هو حوله لكابوس، بوجوده ما راح تقدر،
ما تقدر تتحمله أكثر من كذي، راضية تتخلى عن كل شيء، كل شيء بس لتفتك
منه، تجمعت الدموع في عيونها، لفت عنها و عطتها ظهرها: بسمة، لو سمحتي،
إطلعي برع.. أنا ما أريد أتكلم في هالشيء أكثر من كذي!
بسمة قطبت حواجبها و هي متضايقة منها، إيش فيها هالبنت؟ جنت؟ تتخلى
عن حلمها كذي؟ تترك دراستها؟ تدمر مستقبلها؟ سكتت شوي تحاول تستوعب،
تحاول تبرر حركتها، تفهم ليش تغيرت كذي؟ صار لها فترة مانها على بعضها،
هادية و منطوية على نفسها، ما تكلم أحد، ما تضحك مثل قبل، طول الوقت متوترة،
إيش صار فيها؟ إيش ممكن يصير؟ ليش هم ما يعرفوا؟ قطبت حواجبها أكثر
و هي تفكر، الكلية مختلطة، معقولة يكون أحد إعترض لها؟ معقولة في أحد
يضايقها؟ قامت و مشت لها، حطت يدها على كتفها و بهدوء: حنين، حبيبتي
لا تخبي علي، كلميني، قولي، صار معاك شيء بالكلية؟ أحد قال لك شيء،
ضايقك؟
ما ردت عليها، ما قدرت و هي تحس بالعبرة تخنقها، تحاول تمسك دموعها
بقدر الإمكان بس مانها قادرة، تنزل و تحرق خدودها، تحرقها بهدوء!
بسمة رفعت عيونها للمراية تشوف على وجهها، فتحت عيونها و هي تشوف
دموعها، دارتها لها بسرعة، نزلت لمستواها و بخوف: حنين، إيش فيك؟
إيش صاير؟ ليش تبكي؟ يا حبيبتي لا تخبي علي، تكلمي!
حنين حركت رأسها بالنفي، غطت وجهها و صارت تبكي أكثر
خافت عليها أكثر فسحبتها لحضنها، و هي تمسح على شعرها: حبيبتي إيش
فيك؟ و الله خوفتيني، إيش صاير؟ قولي إيش فيك؟ إيش سووا فيك؟ بعدت
عنها و سحبت يدينها عن وجهها: قولي يا حياتي، إيش فيك؟
حنين و من بين شهقاتها: عـ.ـز.. عـ.ـز..يـ.ـز..
بسمة و هي ما فاهمة عليها: من؟!
حنين بنفس حالتها: مـ.ـا.. أعـ.ـرف.. إيـ.ـش أسـ..وي..يطلـ.ـع.. كـ.ـل
مكـ.ـا..ن.. بـ.ـسـمـ.ـة.. أنـ.ـا إيـ.ـش أسوي..
بسمة ما قدرت تفهم عليها، حضنتها مرة ثانية و صارت تمسح على ظهرها
: أششش، هدي حالك يا حبيبتي، هدي حالك لأقدر أفهم منك! ضلت تمسح على
ظهرها لفترة طويلة لين هدت، بعدتها عنها و هي تشوف دموعها لين ألحين
على خدودها، رفعت يدها و مسحتها، و هي تحاوطها من أكتافها: أهدأ صح؟
حنين نزلت عيونها و حركت رأسها بالإيجاب
بسمة بهدوء: ألحين قولي، إيش مضايقك؟
حنين إرتبكت و ما عرفت إيش ترد عليها، تخبرها، بتفهمها؟ أخذت نفس تتشجع،
جت بتفتح فمها بس تراجعت، ما تقدر، إيش لو ما فهمتها و لامتها هي، لا،
ما تقدر، حركت رأسها بالنفي و ضلت ساكتة.
بسمة زادت من مسكتها عليها لتشجعها: يللا يا حبيبتي، لا تخبي علي!
حنين حركت رأسها بالنفي: ما في شيء.. أنا.. أنا بس متضايقة.. لأن.. لأن..
و هي تفكر: أحس.. أحس نفسي مضغوطة، ما كنت عارفة أن دراستهم بتكون
صعبة كذي.. ماني قادرة أركز معاهم.. ماني قادرة أستوعب نظامهم.. خلاص
أنا ما أريد أدرس، ما أريد أكمل!
بسمة و هي تقطب حواجبها: بس حنين تتركي دراستك عشان كذي؟ لا، يا حبيبتي،
بتتعودي، توك بأولها، تحسي كذي ألحين بس بعدين كل شيء بيكون سهل عليك،
تحملي و حاولي..
قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما أريد.. بسمة.. أنا ما أريد أكمل!
بسمة جت بترد بس شافت دموعها ترجع فسكتت، أخذت نفس بقلة حيلة
و زفرت: مصرة يعني؟
حنين حركت رأسها بالإيجاب بسرعة
بسمة: و إيش تقولي لما بابا يسألك؟
حنين: أنا راح أقنعه بنفسي!
بسمة سكتت شوي و بعدها تكلمت: إنزين ليش ما تغيري تخصصك، خذي
لك تخصص أسهل من كـ..
قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: خلاص أنا ما أريد.. ما أريد!
بسمة تنهدت بقلة حيلة، قامت و قومتها معاها: إنزين ما في داعي لكل هالدموع،
بسك تبكي، أخذتها لسريرها و جلستها: إرتاحي و لا ترجعي تبكي، فاهمة!
رجعت خصلات شعرها المبللة بدموعها على وراء و حركت رأسها بالإيجاب
بسمة إبتسمت لها بهدوء و عدلت وقفتها: أنا بروح لغرفتي!
حنين نزلت عيونها و ما ردت.
مشت للباب و فتحته، لفت تشوف عليها شوي: نسيت أخبرك، ملكة أساور
قدموها، بتكون في الأسبوع الجاي، ما أعرف ليش مستعجلين!
حنين ما علقت
بسمة تنهدت بقلة حيلة، ما تكلمت أكثر من كذي و طلعت تمشي لغرفتها،
دخلت و سكرت الباب، مانها مقتنعة بكلامها بس ما عندها إللا تصدقها، تنهدت
مرة ثانية و رمت نفسها على سريرها، طرى في بالها فقطبت حواجبها، شاب
صغير، يكون عمره 20 أو أقل، توه قبل فترة متوظف عندهم، دوم كان يشوف
عليها بنظرات غريبة و اليوم ما تعرف إيش صار له، إعترف لها قدام الكل،
قال لها أنه يحبها و يريدها بالحلال، ما تعرف كيف تفسر حركته، جرأة و لا
وقاحة؟ عصبت عليه كثير و بنفس الوقت إنحرجت، أول مرة أحد يعترف لها،
أول مرة أحد يشوف عليها بهالنظرة، إحمروا خدودها على هالفكرة و رمشت
عيونها بحياء، إنتبهت لحالها فجلست بسرعة، حركت رأسها بالنفي تبعده عن
رأسها، طفل صغير، متأثر من أفلام هاليومين قال خليني أجرب عليها، إبتسمت
بسخرية: قال أحبك قال! قامت و صارت تمشي لكبتاتها، أخذت فوطتها و مشت
للحمام، تأخذ لها شور تريح حالها.
***************************
عدلت عبايتها على رأسها و حملت وسن، إلتفتت لباب المطبخ و هي تنادي
عليها: مـاري، يا بنتي وينك؟ أريد أروح لهم قبل المغرب، يـللا!
ماري طلعت بسرعة، مشت لها و مدت لها صحن الحلاوة.
مريم و هي تأخذ الصحن: متفشلة منهم بس ما عندي إللا أروح و أعتذر منهم،
و هي تلف للباب: يللا أنا رايحة!
ماري حركت رأسها بالإيجاب و مشت للمطبخ، تكمل شغلها.
طلعت للحديقة و مشت لباب الشارع، كان مفتوح من قبل فطلعت تمشي لفلة أيوب،
كانت واقفة الصبح عند باب الشارع، شافت الشرطة تسحبه للسيارة، راحت لهم
و خبرتهم أنه ولدها، شرحت لهم حالته، بكت لهم لين رضوا يتركوه، هي و ماري
سحبوه و جروه للداخل، أخذوه لغرفته، شارب أكثر من عادته، ما كان قادر يوقف
على رجوله و لا حتى يفتح عيونه، ماري ساعدتها تمدده على سريره و بعدها راحت
تنام، المسكينة سهرت طول الليل تنتظره معاها، أما هي، ما طاح لها جفن من
وقتها، ما قدرت تنام، نظفته و غيرت ملابسه، جلست عنده، تبكي عليه و هو
و لا حاس فيها، تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم لنفسها: أستغفر الله و أتوب إليه،
أستغفر الله العظيم!
وقفت عند باب الشارع المفتوح و طلت على الداخل: هود، هود! ما جا لها رد،
علت صوتها شوي: هــود، هــود!
سمعت خطوات أحد جاي لها فوقفت تنتظر.
طلع لها و وقف قدامها: نعم!
مريم إبتسمت له: كيف حالك ولدي؟
فراس بإستغراب: بخير!
مريم: أمك موجودة؟
حرك رأسه بالإيجاب
مريم: ناديها لي!
فراس بنفس حالته: من أقول لها!
مريم إبتسمت له أكثر: قول لها، جارتكم مريم!
حرك رأسه بالإيجاب و صار يركض للداخل و هو يصرخ: يـممممـة!!
جارتنا مريم تريدك!
ضحكت على حركته و وقفت تنتظرها
طلعت لها بعد فترة و هي تعدل جلبابها، مشت لها و هي تسلم عليها
: السلام عليكم!
مريم إبتسمت لها: و عليكم السلام، و هي تمد لها الصحن: بيت مبارك
إن شاء الله!
كريمة إبتسمت لها و هي تأخذ الصحن: الله يبارك فيك، ليش كلفتي
على نفسك..
مريم و هي تقاطعها: أي كلافة، هذا واجبنا!
كريمة إبتسمت لها أكثر: تسلمي، و هي تأشر على الملحق: تفضلي!
مريم: دام فضلك، مشت معاها للداخل و جلست بالصالة، جلست وسن
على الأرض بجنبها و إلتفتت لكريمة.
كريمة بصوت عالي شوي: ناهد يمة، تعالي ضيفي جارتنا أم..، إلتفتت لمريم
اللي فهمت عليها و تكلمت: أم عادل، و كملت: ما في داعي يا أمي، ما أريد
أكلف عليكم!
كريمة: إيش هالكلام يا أم عادل، أول مرة تجي لعندنا، أنتي سويتي واجبك
و ألحين هذا واجبنا!
مريم إبتسمت لها و سكتت.
طلعت لهم ناهد بعد فترة، سلمت عليها و قدمت لها صينية قهوة و غيره،
جلست بجنب أمها تسمعها تكلمها، مرت عشر دقائق و هم يتعرفوا على بعض،
يتكلموا عن الأولاد و غيرهم و بعدها بدت بتردد: أنا يا أم ناهد.. ما أعرف إيش
أقول لكم، أنا جيت لأعتذر منكم على اللي صار الصبح!
كريمة ما فهمت عليها: يا أم عادل تعتذري على..
مريم و هي تأخذ نفس: اللي كان طايح في بيتكم الصبح ولدي، عادل!
كريمة حطت يدها على قلبها: ولدك؟
ناهد رفعت عيونها لمريم و هي تشوفها تنزل رأسها، نزلت عيونها عنها
و ما تكلمت.
مريم حركت رأسها بالإيجاب و هي تتنهد: ولدي، ولدي..، و هي تنزل
عيونها لوسن: أبو هالصغيرة!
كريمة نزلت عيونها لوسن و سكتت، ما عرفت إيش تقول لها.
مريم و بدون ما ترفع عيونها لهم: هالمسكينة إنحرمت من أمها، ماتت بيوم
ولادتها، ألحين أبوها يلومها على اللي صار، تنهدت بقلة حيلة و رفعت عيونها
: ضاع ولدي بدونها، مانه راضي يقتنع بأن اللي صار حكمة رب العالمين،
هي ماتت و هو.. و هو بيموت حاله وراها!
كريمة حطت يدها على كتفها: لا تقولي كذي، قولي الله يهديه، الله يهديه
إن شاء الله!
مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: الولد ضاع مني خلاص.. ما شفتيه اليوم،
ما عدت أعرفه.. ما عدت أعرف ولدي، ما قدرت تمسك حالها أكثر فصارت
تبكي.
كريمة ما عرفت إيش تسوي، إلتفتت لناهد و أشرت لها تأخذ وسن و تمشي،
قامت بسرعة، حملتها و مشت للغرفة، كريمة إقتربت من مريم أكثر و صارت
تهديها.
غرفة ناهد...
دخلت الغرفة بسرعة و مشت للسرير، جلست و جلست وسن قدامها، رفعت
عيونها للباب و هي تسمع أمها تحاول تهدي فيها، تواسيها بـ كل شيء يتصلح،
خلي أملك بالله كبير، نزلت عيونها لوسن و هي تفكر في حالها، مسكينة، يتيمة
الأم و الأب كذي، فاقدة حنان الإثنين، ما عندها شك بأن جدتها ما مقصرة معاها
بس الأم و الأب غير، مسكت يدينها الصغيرة و حاوطتهم بيدينها، صغار حتى
ضاعوا، إبتسمت و رفعت عيونها لوجهها و هي تتأملها، خدودها وردية و مدورة،
عيونها وساع و كحيلة، أنفها و فمها صغير، سمت بالله و هي تسحبها لحضنها،
و هي تبوسها على خدها: قمر ما شاء الله، أكيد ما طالعة عليه، طالعة على أمك
الله يرحمها!
مسكت خصلة من شعرها بيدينها الصغيرة و قربته لفمها
ناهد فكت شعرها من يدها بسرعة: كخخ! ما حلو!!
إبتسمت لها إبتسامة تبين غمازتها!
ناهد إبتسمت و هي تسحب خدودها: يا الله، حلللوة أنتي حتى أني
أريد آكلك!
إبتسمت لها أكثر و كأنها فهمت عليها
ناهد ضحكت و هي تحس نفسها تجن بإبتسامتها، سحبتها لحضنها مرة
ثانية و هي تكلم حالها: معقولة يلومك أنتي، لا، لا، أكيد جن!
بعد فترة...
وقفت عند باب الشارع مع أمها و هي تشوف مريم و هي حاملة وسن تمشي
لفلتها، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم و هي تشوفها تدخل من باب الشارع
و ما يبقى غير طيفها، إلتفتت لأمها و هي تشوفها تحرك رأسها بقلة حيلة.
كريمة: مسكينة و الله هالحرمة، رحمت حالها!
ناهد لا تعليق.
كريمة و هي تمشي للملحق: الله يقويها يا رب و يكون في عونها!
ناهد: آمين، و هي تدخل وراها: كم صار له و هو على حالته هذي؟
كريمة و هي تجلس: سبعة أشهر، ماتت زوجته لما ولدت بنته، و هو من
وقتها كذي!
ناهد جلست قدامها و ما تكلمت، معقولة كان يحبها لدرجة أنه يضيع حاله كذي؟
هي ما تنكر أنه الفقد صعب و صعب كثير، هي فقدت و إيش كثر الليالي اللي
بكت فيها، اعتصر قلبها فيها، لين ألحين تبكي، لين ألحين تحزن بس تقوي
حالها عشان اللي حوالينها، تقوي حالها عشانهم، ليش مانه قادر يكون مثلها،
نزلت عيونها و هي تقطب حواجبها، يا ترى حبه لها كان أقوى من حبها له؟
يمكن، يمكن لأن هي حاولت تتناسى أما هو ضل متعلق فيها، يتشبث فيها
و بذكرياتها بكل طرق الممكنة، تنهدت و قامت تمشي للغرفة.
***************************
نزل عيونه لساعته و من ثم رفعها لهم، شافهم متقدمين عنه بكم من خطوة،
رنا تتكلم و أزهار تضحك، أساور تمشي بجنبها و الخدامة تمشي وراها، تنهد
و صار يلحقهم، يحس شكله غلط بينهم، ما يعرف إيش جاي يسوي بالضبط،
يدفع؟ كان يقدر يعطي رنا الفلوس و هي بتدفع بس ما يضل يلاحقهم كذي،
من محل لمحل، هي ساكتة طول الوقت و ما تنطق بحرف، رنا و أزهار
ما يعجبهم شيء، مل منهم و حاول يأشر لرنا كذا مرة بس هي ما فهمت عليه.
رنا و هي تأشر على إحدى المحلات: خلونا ندخل هذا المحل، بابا يعرف صاحبه،
أستاذ عدنان، أكيد بنحصل اللي نريده!
وقفت و هـ الإسم يتردد في مسامعها، قطبت حواجبها و هي متضايقة، حاول
تبعده عن رأسها بس ما قدرت، رفعت عيونها لهم و هي تشوفهم يدخلوا المحل،
جت بتمشي بس داخت، غمضت عيونها بقوة و هي تحس بالصداع اللي بيفجر
رأسها، فتحتهم و حست بالدوخة مرة ثانية، خافت تطيح فمدت يدها تمسك أقرب
شيء لعندها، غمضت عيونها مرة ثانية و هي تقطب حواجبها بقوة، هالمرة
الومضات غريبة، بأشكال غريبة، ضلت على حالتها لكم من ثانية لين إختفى
الصداع و إختفت الومضات، حست بدموعها تتجمع في عيونها فضلت مغمضة
عيونها تأخذ نفس لتهدي حالها، فتحتهم بسرعة لما سمعته يكلمها!
فهد بتوتر: أنتي.. أنتي بخير؟
إرتبكت من حالها و هي تشوف نفسها ماسكة يده و متعلقة فيه، فكته
بسرعة و بعدت عنه.
لمح دموعها فتوتر أكثر: أنتي بخيـ..
قاطعته و هي تنزل رأسها: أنا.. أنا آسفة! قالتها و بعدها لفت عنه
و صارت تمشي للمحل بسرعة.
قطب حواجبه بإستغراب و ضل يشوف عليها لين دخلت المحل، نزل عيونه
ليده و هو يشوف علامة أظافرها، كانت ماسكته بقوة و كأنها بتغرس أظافرها
في يده، رفع عيونه و صار يمشي للمحل، دخل و شافها منزلة عيونها
و مقطبة حواجبها، قطب حواجبه أكثر و بعدها إنتبه لحاله، نزل عيونه عنها
بسرعة و مشى لأخته.
بعد نص ساعة...
رفع عيونه لها و هو يشوفها تمشي للفلة، دخلت و تسكر الباب وراها بس هو
ضل يشوف على طيفها، ما حس بحاله إللا بضربة على كتفه، نزل عيونه
بإرتباك و من ثم إلتفت لها
رنا بإبتسامة خبيثة: خلاص، دخلت بسك عاد، و هي تبتسم أكثر: و أنا
أقول ليش مقدمين الملكة، أتاريك ما قادر تصبر أكثر!
ما رد عليها و لف للقدام، حرك سيارته و رن تلفونه، أخذه و نزل عيونه
للشاشة، عبود يتصل بك، إبتسم، رفع عيونه للشارع و رد: كنت ألحين
بتصل فيك..، وينك؟..، آها..، لا، خليك، ربع ساعة و أنا عندك إن شاء الله..،
أوكي..، بشوفك..، باي!
شافته يحط التلفون فتكلمت: من؟
فهد بدون ما يلتفت لها: عبدالله!
إحمروا خدودها من طاريه، نزلت عيونها بحياء و تكلمت بتردد: إيش..
إيش يريد؟
ما إنتبه لحالتها فرد: عادي و لا شيء، جالس على الشاطئ و يريدني
أروح له!
رنا و بنفس حالتها: و تروح؟
فهد حرك رأسه بالإيجاب: بوصلك و بروح له، سكت شوي و كمل: طلع
ولد خالتهم!
رنا ما فهمت عليه: من؟
فهد: عبدالله طلع ولد خالتهم، خالة أساور!
رنا إبتسمت: جد؟!
فهد حرك رأسه بالإيجاب و كمل: و خطيب أختها، خطيب أزهار!
فتحت عيونها بصدمة: جــــد؟!؟!؟!
إستغرب من ردة فعلها، رفع حاجب و إلتفت لها
حست في حالها فتكلمت بسرعة تتدارك الموقف: أقصد.. أقصد جد خطيبها؟
فهد و هو يرفع حاجبه أكثر: يعني أكذب أنا؟
رنا: لا، أنا..
لف للقدام و قاطعها: خطيبها، يحبها أو خليني أقول يعشقها!
خنقتها عبرتها، نزلت عيونها بسرعة و لفت للشباك، يعشقها؟! يعشق غيرها؟!
طاحت دمعتها على خدها، إرتبكت فمسحتها بسرعة، صار لها فترة مسكنته في
قلبها، صار لها فترة تفكر فيه، من كثر ما يتكلم فيه، يمدحه قدامها، تعلقت فيه
و عشقته، شافته كذا مرة و زاد تعلقها فيه، ما تعرف إيش كانت متوقعة، ما تعرف
إيش كانت تنتظر منه، شاب ما يعرفها، ما شافها و لا مرة في حياته، ما يعرف
عن وجودها، كيف راح يعرف بأنها تحلم فيه، كيف بيحس فيها؟ هي غبية أصلاً،
ما كانت لازم تحبه بس ما قدرت تتحكم في قلبها، ما قدرت تمنعه، غمضت عيونها
و هي تحس بدموعها تحرقها، كل أحلامها اللي بنتها عليه إنهدمت في هاللحظة،
طلعت مانها إللا أحلام وهمية، مانها إللا ســراب..!
***************************
بريطانيا...
مدينة بريستول...
فتح لها باب الشقة، دخلت و هو دخل وراها، إلتفت لها، شافها تجلس على
الكنبة و هي تمرر أصابعها في خصلات شعرها الشقراء، إبتسم و صار
يمشي للمطبخ:
What do you want to drink
(ماذا تريدي أن تشربي؟)
سحبت الريموت من على الطاولة و شغلت التلفزيون:
A cup of coffee would be fine
(كوب قهوة سيكون جيداً)
إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب:
It’ll be ready in a minute!
(سيكون جاهزاً في دقيقة)
حركت رأسها بالإيجاب و لفت للتلفزيون، ضلت تقلب في القنوات لكم
من دقيقة لين جا لها، جلس بجنبها و مد لها كوب الكوفي تبعها، إبتسمت
و أخذت الكوب، لفت للتلفزيون و من ثم رفعت عيونها لباب غرفتها المسكر،
نزلتهم و من ثم إلتفتت لعماد:
Is she in there
(أهي في الداخل؟)
عماد رفع عيونه للباب و ضل يشوف عليه شوي، صار له يومين ما شافها،
ما يسمع لها حس و لا كأنها موجودة، ما يعرف إذا هي تطلع من الغرفة لما
هو يكون طالع من الشقة، ما يعرف إذا هي تأكل و لا لأ، إلتفت للمطبخ يشوف
على الثلاجة، الأكل اللي جابه من يومين غير ملموس و محطوط بالثلاجة،
معقولة جالسة على لحم بطنها من يومين؟ لا، أكيد تطلع و تأكل بس هو
ما يشوفها، إنتبه لحاله لما حس بيدها على كتفه.
هانا و هي تعيد سؤالها:
Is she in there
(أهي في الداخل؟)
عماد حرك رأسه بالإيجاب
هانا:
When are you going to introduce me to her
(متى ستعرفني بها؟)
عماد رفع حاجبه بإستغراب:
You want to meet her
(تريدي أن تقابليها؟)
هانا حركت رأسها بالإيجاب
عماد بنفس حالته:
Why
(لماذا؟)
هانا حركت أكتافها بخفة:
I don’t know, just want to see her! Is she
prettier than me? Could she steal you
from me
(لا أعلم، فقط أريد أن أراها! أهي أجمل مني؟ أتستطيع أن تسرقك مني؟)
عماد ضحك بخفة و حاوطها من أكتافها:
Don’t worry, no one can steal me from you
(لا تقلقي، لا أحد يستطيع أن يسرقني منكِ!)
إبتسمت و رفعت عيونها لباب الغرفة:
But I still want to see her
(لا زلت أريد أن أراها)
عماد إبتسم و قام:
Then, wait a bit, I’ll call her for you
(إذاً، إنتظري قليلاً سأناديها لكي)
هانا حركت رأسها بالإيجاب و هو صار يمشي لغرفتها، وقف قدام الباب
و دق عليه بهدوء، ما جا له أي رد، دق مرة ثانية، ما في أي رد، دق مرة
ثالثة و هم ما في أي رد، قطب حواجبه بإستغراب، إلتفت لـ هانا، شافها تأشر
له بمعنى إفتح الباب، حرك رأسه بالإيجاب و لف للباب، حط يده على المقبض
و فتح الباب بهدوء، دخل بخطوة و طاح عيونه عليها، خصلات شعرها الطويلة
متناثرة على وجهها و مخدتها، و يدينها و حدة على بطنها و الثانية تتدلى من
طرف السرير، إنفجع من شكلها فمشى لها بسرعة، جلس على طرف السرير
بخوف و توتر: فرح، و هو يبعد شعرها عن وجهها: فرح! فرح تسمعيني؟
قطب حواجبه و هو توه يحس بحرارة جسمها المرتفع، هالبنت تغلي، إرتبك أكثر
و هو توه ينتبه للعرق و ملابسها المبللة، قومها بخوف و سند ظهرها بصدره،
و هو يضربها على خدها بخفة: فرح! فرح، إفتحي عيونك! فرح! شافها تقطب
حواجبها أكثر و تأن، خاف أكثر، رفع عيونه للباب و بصوت عالي:
Hannah!! Hannah! I need your help
(هانا! هانا! أحتاج لمساعدتك)
نزل عيونه لفرح بخوف و من ثم رفعهم للباب، جا بينادي عليها مرة ثانية
بس شافها تدخل من الباب.
هانا و عيونها على فرح و بخوف:
What’s the matter? Is she fine
(ما الأمر؟ أهي بخير؟)
عماد و بنفس حالته:
I don’t know.. I.. she has a high fever we need
to take her to the hospital now
(لا أعلم.. أنا.. لديها حمى.. حرارتها مرتفعة جداً، يجب علينا أن
نأخذها للمستشفى!)
هانا حركت رأسها بالإيجاب:
My car is here, let’s go
(سيارتي هنا، هيا بنا!(
عماد حرك رأسه بالإيجاب بسرعة، حط رأسها على مخدتها و قام يمشي لشنطتها:
Her clothes are wet, we need to get
her changed
(ملابسها مبللة، يجب علينا أن نبدل لها ملابسها)
فتح الشنطة بسرعة و أخذ أول قطعتين جت قدامه، قميص علاقي و بنطلون
طويل لأحدى بجاماتها، قام و مشى لها، جلس على السرير و قومها مرة ثانية،
حط يده على قميصها و بعدها إنتبه لحاله و إرتبك، إلتفت لهانا و هي فهمت
عليه، مشت له و أخذت الملابس منه، قام و مشى للباب، لف عنهم و هو يمرر
يده على وجهه بتوتر، معقولة يهملها كذي؟ من جابها هنا ما سأل عنها، ما مر
عليها، تركها و لا همه، تركها كذي، إذا صار لها شيء إيش بيسوي في وقتها؟
كيف بيرد على عمه؟ بأي وجه؟ هي وافقت تجي معاه بس ما وافقت على كذي،
سمعها تناديه فلف يمشي لهم بسرعة، أخذ جلبابها المرمي على الأرض
و لبسها إياها، حملها و إلتفت لـ هانا.
هانا و هي تركض للباب بسرعة:
I’ll start the car
(سأشغل السيارة)
عماد حرك رأسه بالإيجاب و طلع يمشي للمصعد، إنفتح له الباب قبل
ما يضغط على الزر.
رفعوا عيونهم له و من ثم نزلوها لها.
عماد بتوتر:
Could you get down, so I could get in
(أتستطيعان أن تنزلا لأركب أنا!)
مسك يدها و نزل من المصعد بسرعة، لف يشوف عليه و هو يركب و باين عليه
التوتر، نزل عيونه لوجهها و تذكرها، بنت اللي كانت نايمة على البلكون، ضل
يشوف عليها لين تسكر باب المصعد، نزل عيونه لـ مايسي و هو يشوفها مثبتة
عيونه على الباب، حملها و صار يمشي للشقة، فتح الباب و دخل، مشى للصالة
و نزلها، مشت للكنبة و جلست بهدوء، ضلت جالسة لكم من ثانية و بعدها تمددت
و غمضت عيونها، مشى لها و نزل لمستواها و هو يمسح على رأسها بهدوء:
Are you tired
(أأنتي تعبة؟)
فتحت عيونها تشوف عليه بس ما ردت
ماكس و هو يمرر أصابعه على خدها بهدوء:
Maisy, aren’t you going to talk to me
(مايسي، ألن تتكلمي معي؟)
ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة.
تنهد بقلة حيلة، إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها:
I love you
(أنا أحبك!)
غمضت عيونها و ما تكلمت.
تنهد مرة ثانية و قام، ضل يشوف على وجهها لفترة و بعدها لف و صار
يمشي لغرفة إيريك، دخل و شافه معطيه ظهره:
Eric
(إيريك!)
لف له و من ثم تكلم بإرتباك:
Sir, I’ll talk to you later
(سيدي، سأكلمك لاحقاً)
سكر منه و رفع عيونه له بإرتباك:
When.. when did you guys come
(متى أتيتما؟)
ماكس بإستغراب:
A little while ago
(قبل قليل)
و هو يفسخ جاكيته:
Who were you talking to
(مع من كنت تتحدث؟)
إيريك إرتبك أكثر، و هو يبلع ريقه:
No one, no one.. important
(لا أحد.. لا أحد مهم!)
ماكس رفع حاجب بشك بس ما تكلم، لف عنه و صار يمشي لبرع الغرفة:
I’ll make dinner tonight
(سأقوم بإعداد العشاء الليلة!)
إيريك ما رد عليه، تنفس بإرتياح و هو يشوفه يطلع، جلس على سريره و حرك
رأسه بقلة حيلة، ما يعرف إذا اللي يسويه صح و لا لأ بس كل اللي يسويه،
يسويه لمصلحتهم!
الفجر...
إحدى المستشفيات...
كان جالس على كرسي بجنب سريرها و عيونه على وجهها، قدروا ينزلوا
حرارتها بس لين ألحين ما صحت، نزل عيونه ليدها يشوف على إبرة المغذي،
قطب حواجبه و من ثم رفع عيونه لوجهها، كله بسببه هو طلب منها ما تطلع
له و هي راحت تسكر نفسها في الغرفة كذي، لو كان صاير فيها أي شيء
ما كان بيقدر يسامح حاله، هي أمانة، أمانة برقبته، لازم يحافظ عليها، لازم
يحميها، ما يرميها كذي، إيش لو ما يحبها، إيش لو ما يشوفها كشريكة حياته،
هي قبل ما تكون زوجته، تكون بنت عمه، لازم يحترم هالعلاقة، ما فكر كذي،
ما قدر يفكر، تنهد بقلة حيلة و رجع ظهره لوراء، رمش عيونه بتعب و من ثم
غمضهم ليريحهم، يريحهم لكم من دقيقة بس غفى، ما صحى إللا بعد ساعتين،
فتح عيونه و هو يشوفها صاحية و تحاول تجلس، قام بسرعة يمنعها، حط
يدينه على أكتافها و صار يمددها مرة ثانية: فرح خليك!
فرح و هي تقطب حواجبها: أنا..
عماد بسرعة: كنتي تعبانة و حرارتك كانت مرتفعة، ما عرفت إيش أسوي
فجبتك للمستشفى!
فرح و هي توها تنتبه للغرفة البيضاء اللي هي فيها: مسـ.. مستشفى؟!
عماد حرك رأسه بالإيجاب
نزلت عيونها ليدها و هي تشوف على الإبرة، رفعتهم له و هي تحاول تتذكر
اللي صار، نزلتهم ليدها مرة ثانية و هي تحس بيدينه تحاوطها، فتحت
عيونها و رفعتهم له مرة ثانية.
عماد و هو ينزل رأسه: فرح أنا.. أنا آسف!
فرح نزلت عيونها عنه و ما ردت
عماد و هو يمسح على يدها بهدوء: أنا آسف.. أعرف كل اللي صار،
صار بسببي، أنا جبتك لهنا المفروض أنا أهتم فيك.. بس.. بس حاولي
تفهميني.. أنا كنت مقهور.. أبوي غصبني فيك يا فرح.. أنا أبداً ما كنت
أريد هالشيء يصير، لو كان عندي خيار، كان ما طلبت منك تتزوجيني..
تجمعت الدموع في عيونها و رفعتهم له
عماد إقترب منها شوي و بنفس هدوئه: فرح أنتي تعرفي أنا أحب هانا..
و أنا ما راح أقدر.. أقصد أنا و أنتي.. نحن ما راح ينفع.. بدل ما ننقهر
من بعضنا، نزعل و نلوم بعضنا.. خلينا نبدأ من جديد.. خلينا نبدأ بصداقة..
نزلت عيونها عنه و صارت دموعها تتدحرج من طرف عينها، ما تعرف
إيش ترد عليه، يريدها تبدأ صداقة؟ ليش، هو لين ألحين مانه قادر يحس فيها؟
مانه قادر يشوف أنها إيش كثر تحبه؟ مانه قادر يفسر دمعتها؟ لفت وجهها
عنه و ما ردت.
حط يده على خدها و رجع وجهها له: فرح، لا تبكي، أنا.. أخذ نفس: أنا
أعرف أنك كنتي حاطة آمال على هالزواج.. كل بنت تحط آمالها و تحلم..
بس زواجنا أنتي عارفة نهايته من البداية.. صارحتك بكل شيء من البداية..
ما حبيت أخدعك و أعلقك فيني، ما حبيت أسويها فيك.. أنا ماني لك إللا ولد
عم، لأننا تزوجنا فأنتي تحسي حالك مجبورة تحبيني.. بس لا تغصبي حالك
على كذي.. أنتي ما تحبيني و لا أنا راح أقدر!
.يتبع...