ساعة 7:30 العشاء ...
إحدى المساجد...
نزل من سيارته و صفق الباب، إلتفت لأبوه و هو يشوفه يكلم هاشم، مانه قادر
يصدق، مانه قادر يصدق أن في ناس مثله، يهددهم كذي، يلعب عليهم كذي،
يتحكم عليهم، يستغل ضعفهم لصالحه، يستغلهم بهالطريقة، يخدعهم كذي،
خاطره يروح له و يذبحه، يذبحه و يدفنه بيدينه بس يعرف أنه ما يقدر، ما يقدر
ألحين، ما ألحين بس وعد نفسه أنه بيخليه يدفع الثمن غالي، يخليه يندم، يندم
كثير، نزل عيونه عنهم و من ثم رفعها لبوابة المسجد، يشوفه واقف ينتظره
بإبتسامة، إختنق فنزل عيونه عنه بسرعة، إيش يقول له، كيف يبرر اللي بيسويه
فيه، بيطعنه بيدينه، بيموته، بيموته اليوم، رفع عيونه له مرة ثانية و هو يشوفه
جاي له.
إقترب منه وضمه: كيف نفسية المعرس اليوم؟
غمض عيونه بقهر و ما رد عليه، يرد إيش يقول؟!
عبدالله و هو يبعد عنه و يعدل دشداشته من أكتافه: وين البشت، وين المصر؟
أنت كذي معرس بالله عليك؟ حاوطه من أكتافه و صار يمشي للمسجد: لو بس
ملكتي الليلة يا فهوود، ما أقول غير الله يصبرني! دخل المسجد معاه و البقية
لحقوهم للداخل.
بعد صلاة العشاء...
جلس قدام الشيخ و عيونه على عبدالله الجالس بجنب أخوه و يضحك معاه، نزلهم
و من ثم رفعهم للشيخ اللي بدأ يتكلم، بدأ بخطبة بسيطة عن الزواج و حقوق
الزوجين بإتجاه بعضهم و لما خلص من خطبته عدل جلسته و تكلم: فهد عبدالرزاق
الـ....، أتقبل بـ أزهار هاشم الـ....، زوجة لك على سنة الله و رسوله.... إلى آخره!
رفع عيونه لـ عبدالله مرة ثانية، لين ألحين يبتسم و مندمج بسوالفه، معقولة ما سمعه،
ما سمع إسمها، إسم اللي يعشقه؟ يمكن ما إنتبـ..، ما إكتملت هالفكرة إللا و الشيخ
يكرر إسمها مرة ثانية، هالمرة أكيد سمعه، تأكد و هو يشوف إبتسامته تختفي و ملامح
وجهه تتغير، إرتبك و هو يتوقعه يلتفت له في أي لحظة و بالفعل، إلتفت له بسرعة
حتى أنه حس أنه بيكسر رقبته بـ هالإلتفاتة!
سمع إسمها فإبتسم لنفسه، من كثر ما صارت تردد نفسها في مسامعه، صار يسمعها
في كل إسم ثاني، حاول يتجاهل بس سمعها مرة ثانية، هالمرة دق قلبه و إرتبك،
إلتفت له و هو يشوفه يشوف عليه، يشوف عليه و كأنه ينتظر ردة فعله، ردة فعله
هو، ليش؟ يا ترى هو سمع صح؟ سمع الإسم صح؟ ضل يشوف عليه و هو يريد
منه أي شيء يكذب اللي سمعه، يكذب أذونه بس لا، سمع الشيخ يكرر إسمها للمرة
الثالثة، إرتجف قلبه و هو يشوفه ينزل رأسه و ينطقها، ينطق بـ أنـا أقـبـل..!
رجع لوراء يستند بالجدار و عيونه عليه، يحاول يستوعب اللي يصير، الكل صار
يقوم و يمشي له، يمشي ليباركوا له، يباركوه عليها، على أزهــار!!!
قلبه صار يدق بقوة، بقوة و كأنه بـ يخترق صدره و يطلع، أنفاسه صارت تضيق،
تضيق حتى صار يختنق، إمتلت عيونه بالدموع حتى كل شيء صار ضبابي
حوالينه، طاحت دمعته على خده و في وقتها كأنه إستوعب اللي صار، صرخ،
صرخة زعزعت القاعة: فــــــــهـــــــد!!!!!
كان معطيه ظهره لأن ما فيه يواجهه، كان ينتظر، ينتظر هالشيء منه، سمع
خطواته السريعة، فغمض عيونه، حس بنفسه ينسحب من دشداشته بقوة،
ينسحب له!
داره له بقوة، مسك دشداشته من صدره و هو يهزه بعدم تصديق: أزهار؟
أزهـــار؟!
نزل رأسه و ما تكلم
عبدالله و هو يزيد من قبضته عليه: أزهــار؟! لــيــش؟!؟! لـــيـــش؟!
فهد و هو يمسك يدينه: أنا.. أنا آسف!
ما عرف إيش يسوي في هاللحظة، أنا آسف، يتأسف؟ يتأسف على إيش؟
مانه قادر يفهمه، يتأسف على الأيام اللي جلس معاه يسمعه يكلم عن حبه لها،
عشقه و جنونه لها، يتأسف على الليالي اللي سهرها معاه و هو يسمع شكاويه
بعذاب القلب اللي عاشه بسببها، يتأسف على اللحظات اللي تظاهر فيها بالفرحة
لموافقتها عليه، يتأسف على إيش؟ يتأسف لأنه غدر فيه بهالطريقة، يتأسف
على هالخنجر اللي غرسه في قلبه، يتأسف لأنه بيموته، يموته كـذي؟ يـتـأسـف..؟
تجمع الكل حوالينهم بسرعة و هم يحاولوا يبعدوه عنه.
هاشم و هو يسحبه عنه: بعد عنه، بنتي صارت زوجته.. زوجته و أنت مالك
أي دخل فيها..
رفع عيونه له و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، لا و هو يمشي بخطواته لوراء: هي
لي.. هي لي أنا و بس.. لي أنا..، قالها و بعد لف بسرعة و طلع من المسجد،
ركض لسيارته، ركب و حركها بأسرع ما يمكن.
بعد عشر دقائق...
وقف سيارته قدام فلة خالته، نزل و صار يركض للداخل، دخل الصالة و هو
ينادي عليها مثل المجنون: أزهــار!! أزهـــار!!
سعاد لما شافت حالة ولدها، شهقت و قامت بسرعة، و هي تمشي له بخوف
: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، عبدالله حبيبي، خير إيش صاير؟ إيش في؟
ما رد عليها و كأنه ما يسمعها، ركض للدرج و صار يركب لغرفتها!
سعاد خافت أكثر فلحقته و سميرة قامت تلحقهم بدورها.
كانت توها مخلصة صلاتها، قامت تكسف سجادتها و تمسح دموعها اللي
مانها راضية تتوقف، سمعت الصراخ من برع فشهقت، و هي تهمس
لنفسها: عبداللـ.. ما قدرت تكمل إللا و الباب ينفتح بقوة.
دخل بسرعة، سكر الباب و قفله.
حطت يدها على قلبها بخوف و هي تشوفه معطيها ظهره و أكتافه ترتفع
و تنخفض من شدة أنفاسه، رجعت بخطوة مرتجفة لوراء و هي تشوفه
يلتفت لها و يتقدم منها: عـ.ـبدالله..
نهاية البارت...