عنوان (8)...
I leave my life in your hands, it’s your call
Fix me if I’m broken and catch me if I fall
أترك حياتي بين يديك، إنها مكالمتك أصلحني إذا انكسرت وامسكني إذا سقطت
حطت يدها على قلبها بخوف و هي تشوفه معطيها ظهره و أكتافه ترتفع
و تنخفض من شدة أنفاسه، رجعت بخطوة مرتجفة لوراء و هي تشوفه يلتفت
لها و يتقدم منها: عـ.ـبدالله..، رجعت بخطوة ثانية لوراء و هي تشوفه
يتقدم منها أسرع و عيونه الحمراء متعلقة بعيونها: عـ.ـبد.. سكتت، جمدت
بأرضها و هي تحس برجفة غريبة فجأة تعتريها، تحس نفسها ضاعت،
ضاعت بين أكتافه العريضة، ضاعت في صدره.
سحبها لحضنه و حاوطها له بأقوى ما عنده، يحس برجفتها، يحس بدقات
قلبها السريعة، يعرف أنها خايفة، خايفة منه بس ما راح يتركها، ما راح
يسمح لها تضيع منه، ما بعد ما إقترب منها لهالدرجة، ما تقدر تسويها فيه،
ما يسمح لها، ما هالمرة، يحترق، كل شيء فيه صار يحرقه، هي في حضنه
بس يعرف أنها مانها له، صارت لغيره، صارت لأقرب إنسان لقلبه، إنسان
أخذ قلبه و صار يعصره بيدينه، أنفاسه صارت تنكتم و دموعه صارت تحرق
عيونه، غمض عيونه و هو يحس بدمعته تطيح و تشق طريقها لذقنه، زاد
من مسكته عليها، دفن رأسه في كتفها و إستسلم لدموعه.
رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي تحاول تستوعب اللي يصير،
محاوطها له بقوة حتى صارت مسكته تعورها، هي من قبل مكسورة و هو
بمسكته بيكسر اللي بقى منها، تتعور، تتعور حتى أنفاسها صارت تضيق،
مانها قادرة تتحرك بس ترتجف بين يدينه، قلبها يرقص بخوف في صدرها،
دقاته راح تتوقف، إرتجفت أكثر و هي تحس بهالشيء الحار اللي صار يبلل
جلبابها، يبللها و يوصل لكتفها و يحرقها، فتحت عيونها بصدمة، يـبـكـي..؟!
حاولت ترفع يدينها لتبعده عنها بس فشلت، كأنها منشلة عن الحركة، مسكته
تمنعها عن أي حركة، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية
بس هم فشلت، غمضت عيونها و هي تحاول تفتح فمها لتتكلم: عـ.. عبد..
قاطعها صوت الدق على الباب و صوت المقبض اللي صار يتحرك بقوة، أصواتهم
العالية و صراخهم صارت توصل لهم.
: عـبـدالله، يـا ولـدي إفـتـح الـبـاب، إفـتـح إيـش صـايـر؟/ عـبـدالله،
إفـتـح الـبـاب، إيـش بـتـسـوي فـي الـبـنـت؟ خـلاص صـارت لـغـيـرك!!
صارت لغيرك
صارت لغيرك
صارت لغيرك
غمض عيونه أقوى عن قبل و هالكلمتين تردد نفسها في مسامعه،
ما عاد يسمعهم، ما عاد يسمع غير هالكلمتين، فتح عيونه، بعدها عنه
و من ثم مسكها من أكتافها بقوة: ليـ.ـش؟ ليـ.ـش؟، و هو يهزها بقوة
و بصراخ: لـــيـــش؟ لــيــش سـويـتـيـهـا فـيـنـي؟!
تتعور، تتعور كثير بس مانها قادرة تنطق بحرف، كيف تنطق و هي
تشوف دموعه تنزل وحدة وراء الثانية، أول مرة تشوف دمعة رجال،
أول مرة تشوف رجال يبكي، يبكي و ليش؟ عـشـانـهـا..!
عبدالله و بنفس حالته: قلت لك أحبك، أحـبـك، لـيـش مـانـك قـادرة
تـفـهـمـي؟ لــيــش؟ فكها و دفعها عنه.
إندقت بالكبتات و صرخت بألم، صرخة لا إرادياً طلعت منها، ما قدرت
تحس برجولها فجلست على الأرض، نزلت رأسها و صارت دموعها
تنزل، دموع تنزل على حالها، تنزل على حاله، ما كانت تعرف أنه
يحبها لهالدرجة، ما كانت تعرف أنه بـ يتأثر كذي، ما تعرف إيش تسوي
أو إيش تقول، هي ما حبته بس صارت تحلم بحياتها معاه، تحلم فيه،
رفعت عيونها له بس ما نطقت بحرف، ما تعرف إذا تقدر تقول له
و لا لأ، تقول أنها ما تريد هالزواج، ما تريده، إنجبرت فيه لأن أساور
هربت، هربت و تركتها، تركتها تحل محلها، نزلت عيونها عنه بسرعة
و حطت يدها على فمها بسرعة تكتم شهقتها، بتخنقها، بتموتها بس
ما راح تبكي أكثر، ما راح تشهق قدامه.
سمع صرختها فخاف، خاف أكثر و هو يشوفها تجلس على الأرض و تنزل
رأسها، نزل لمستواها بسرعة و جلس بمقابلها، ما يعرف إذا يسألها هي
تعورت و لا لأ، اللي هو يحس فيه أكبر، اللي هي تسويه فيه أكثر، من كثر
ما تطعنه ما عاد في مكان للطعنات، قلبه ينزف، ينزف كثير و هي مانها
حاسة فيه، ما يعرف ليش ما تحس فيه، مانه واضح؟ حبه لها مانه واضح؟
ما تقدر تشوف، ما تشوفه، نزل عيونه للأرض بإنكسار و من ثم رفعهم
لها: أزهار.. ليـ..
قاطعته و بدون ما ترفع رأسها له: أساور..، و هي تحاول بقدر الإمكان
تمسك نفسها لا تنهار: أساور.. هربت.. ما سألوني.. ما طلبوا رأيي..،
رفعت عيونها لعيونه: غـ.. غصـ.ـبوني.. غصبوني..
حط يدينه على رأسه: يموتوني..، و بصراخ: يـمـوتـونـي! قام بسرعة
و مشى للباب، لين ألحين يندق و لين ألحين يسمع أصواتهم، فتحه بسرعة
و هو يشوف الكل مجتمع قدامه، مسك يدها و سحبها للداخل: لـيـش؟
خـالـتـي لـيـش؟ هـي لـي أنـا، لـيـش؟
سميرة نزلت رأسها و لا رد
سعاد و هي تلتفت لأختها و من ثم له و بخوف: يا ولدي، إيش صاير؟
إيش في؟ إيش اللي يصيـ..
قاطعها و بنفس حالته: زوجـوهـا، يـمـة زوجـوهـا بـغـيـري..، و هو
يمرر يده على وجهه: بغيري.. بغيـ.ـري..، نزل رأسه و دمعته نزلت
مرة ثانية تحرقه: صارت لغيري!
سعاد إلتفتت لأختها بعدم تصديق: سميرة.. سميرة.. عبدالله إيش يقول؟
سميرة و بدون ما ترفع رأسها لها: مثل ما سمعتي!
سعاد إلتفتت له و هي تشوف دمعته على خده، إنقبض قلبها عليه: عبدالله..،
نزلت عيونها لأزهار و من ثم رفعتهم له، إقتربت منه و حطت يدها على
كتفه: يا ولدي..
قاطعها: هي.. هي.. مغصوبة بس هو..، و هو يرفع عيونه لها: بس
هو إيش غصبه في هالزواج.. ما هو يعرف أني أحبها.. ما هو يعرف
كل شيء.. ليش؟ ليش سواها فيني..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما بخليه..
ما بتركه.. بذبحه.. بذبحه! بعد يدها عن كتفه و طلع من الغرفة بسرعة.
ما فهمت عليه بس شهقت لما سمعت آخر كلمة، إلتفتت لأختها و بعدها
طلعت بسرعة تلحقه، نزلت الدرج و هي تشوفه يركض للبوابة: عـبـدالـلـه!!
يـا ولـدي ويـن تـروح؟! عـبـدالـلـه!! حاولت تلحقه لين برع بس ما قدرت،
وقفت عند باب الشارع و هي تشوف سيارته تتحرك بسرعة جنونية،
تختفي و ما يبقى أي أثر لها، حطت يدها على قلبها بخوف: يا رب خير..
يا رب خير!
غرفة أزهار...
وقفت تشوف عليها و هي تسمع أسئلة الكل، الكل يريد يعرف ليش
سووا فيها كذي، ما المفروض أساور تكون بمكانها، ليش مانها موجودة؟
إيش اللي سمعوا من عبدالله، إيش اللي يصير!
فاطمة و هي تقترب منها و تحط يد على كتفها: يا سميرة تكلمي، وين
أساور، كلما سألناك قلتي صالون و هذا ألحين عبدالله يقول شيء ثاني،
فهمينا إيش اللي يصير، الولد إيش يقول، ما بنتك مخطوبة له، كيف
تزوجوها بغيره، كيف كذي؟
بسمة و هي تجلس بجنب أزهار و تحاوطها من أكتافها: خالتي تكلمي،
اللي سمعناه.. صح؟!
ليلى و هي تمسكها من يدها و تدورها لها: خالتي تكلمي، إيش في؟
أخوي إيش يقول.. زوجتوها بغيره؟
سميرة غمضت عيونها و أخذت نفس لتهدي حالها، فتحتهم و إلتفتت
لـ ماريسا و بهدوء غير اللي تحس فيه: جهزيها، ألحين يجي زوجها
و بيأخذها! قالتها و بعدها طلعت من الغرفة بسرعة، طلعت تاركتهم مصدومين
و مانهم فاهمين اللي يصير، طلعت تمشي لجناحها لأن ما فيها ترد عليهم،
ما عندها شيء تقوله، دخلت الجناح و سكرت الباب وراها!
***************************
غمضت عيونها و من ثم فتحتهم، رمشتهم كم من مرة بهدوء و بعدها
رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 11:30، أخذت نفس و جلست،
رفعت رأسها تشوف عليهم، مغطين نفسهم من شعرهم لين أصابع رجولهم،
شكلهم ناموا، أخذت نفس ثاني و بعدت البطانية عنها، قامت و صارت
تمشي لشنطتها، أخذت جلبابها، لبسته و من ثم طلعت من الغرفة و سكرت
الباب بهدوء، إلتفتت حوالينها، البيت هادي و الليتات بعضها مسكرة، شكل
الكل نايم، مشت للمطبخ و فتحت الباب الخلفي، جلست على الدرج و رفعت
عيونها للسماء، طيبين و يحاولوا يتأقلموا معاها، ما تعرف إذا هم راضيين
فيها و لا لأ بس تعرف أنه ما لهم إللا يرضوا، هو الأكبر فيهم، أبوه و أمه
منفصلين، هي تزوجت و عايشة حياتها مع غيره و هو تاركهم في هالبيت
و ما يسأل عنهم، كل اللي يسويه يرسل لهم مصروفهم الشهري، ما عندهم
أحد، هو أكبرهم و محد يتحكم فيه، هو صاحب قراره بنفسه!
تنهدت و سندت رأسها بطرف الباب، غمضت عيونها لشوي تريحهم بس
فتحتهم بسرعة، تعبانة بس مانها قادرة تنام، النوم مجافيها، كلما تغمض
عيونها يجوا في بالها، ما تعرف كيف يكونوا، بأي حال، يدوروا عليها؟
تذكرت فقطبت حواجبها، اليوم الملكة، إيش قالوا لهم، كيف ردوهم؟
فضحتهم بين الكل، نزلت رؤوسهم للأرض، نزلت رأسها و هي تحس
بدموعها تتجمع في عيونها، مانها سهلة تتركهم كذي، مانها سهلة
تخونهم كذي بس هم مانهم راضيين يفهموا أنها ما تقدر بدونه، حياتها
معاه و مستحيل تكون مع غيره، مانهم راضيين يفهموا أنها بتموت مع
غيره، ما راح تقدر، ما بتقدر بدونه، تدحرجت دمعتها على خدها و تلتها
دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما حست بحالها إللا و هي تبكي، ما راح
يسامحوها، مستحيل يسامحوها!
: أساور!
سمعت صوته فإرتبكت، مسحت دموعها بسرعة و لفت عنه بحيث
عطته ظهرها
إقترب منها بهدوء و جلس على الدرج بجنبها، أخذ نفس و تكلم: ندمانة؟
حط يده على كتفها و دارها له: أساور، ندمانة عشانك إخترتيني عليهم؟
نزلت رأسها و حركته بالنفي
حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: عيل إيش في؟ ليش تبكي؟
نزلت رأسها مرة ثانية و رجعوا دموعها: ما راح.. ما راح يسامحوني..
أبداً ما راح يسامحوني..
رفع رأسها له مرة ثانية و صار يمسح دموعها: لا تبكي، بـ يسامحوك،
أوعدك أني بخليهم يسامحوك!
رفعت عيونها لعيونه: كـ.ـيف؟
إبتسم لها بهدوء و مسك يدها: راح أثبت لهم أنهم غلطوا برفضهم لي،
راح أثبت لهم أني أحبك و سعادتك مع غيري مستحيلة، راح أثبت لهم
أن حياتك مانها إللا مع شهاب!
أساور: توعدني؟
حرك رأسه بالإيجاب: أوعدك يا حبي، أوعدك!
نزلت عيونها: إيش لو ما إقتنعوا بكل هذا؟
زاد من مسكته على يدها و إبتسم أكثر: عادي و لا يهمك..
رفعت عيونها له بإستغراب و هو كمل
شهاب بنفس إبتسامته: بعد عشر سنوات بنروح لهم في إحدى الأعياد
و بـ نأخذ أحفادهم معانا، بيلين قلبهم علينا و يسامحونا، نهاية سعيدة!
و صار يضحك.
قطبت حواجبها: شهاب أكلم جد أنا!
شهاب و هو يضحك: هههه.. أحم.. و أنا، سكت شوي و أخذ نفس،
أخذ نفس ثاني و تكلم: يا حبيبتي خلينا ما نفكر فيهم ألحين، كل شيء
في وقته، ألحين بس خلينا نفكر في بكرة!
رفعت حاجبها: ليش، إيش في بكرة؟
إبتسم: ليش، نسيتي؟، و هو يحرك حواجبه بخبث: ملكتنا!
إحمروا خدودها فنزلت رأسها بحياء، شهقت و هي تشوف يدها في يده،
سحبته بسرعة و قامت تركض عنه، ركضت للغرفة و هي تسمع ضحكته،
فتحت الباب و دخلت، سكرته و إستندت به، نزلت عيونها ليدها و ضحكت
بخفة على حالها، أخذت نفس و مشت لفراشها، ما المفروض تحرم نفسها
من هالفرحة بسببهم، إذا كانوا يحبوها جد بيفرحوا عشانها، بيفرحوا
و يسامحوها، يمكن ما ألحين بس مع الوقت كل شيء بيتصلح، هي بنتهم،
مصيرهم يرضوا عليها، بيرضوا، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة،
فسخت جلبابها و إنسدحت، غمضت عيونها بس فتحتهم مرة ثانية، رجعت
غمضتهم و هي تحاول تنام، تنام و تحلم في بكرة!
***************************
حطتها في حضنها و هي تحركها بهدوء، تحاول تنومها بس هي مانها
راضية تنام، كانت حرارتها مرتفعة اليوم و طول الوقت تبكي بس من نزلت
حرارتها سكتت، تبتسم و تلعب معاها، تمسك أصابعها الطويلة و تلعب معاهم،
إبتسمت على شكلها و طبعت بوسة هادية على خدها و هي تمسح على
شعرها بهدوء: يللا يا حياتي نامي، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار
و نزلتهم لها: نامي عشان أقدر أرجع البيت، ماما تكون تنتظر.. ما كملت
كلمتها إللا و تلفونها يرن، مدت يدها و أخذت التلفون من على الكمدينة،
إبتسمت و هي تشوف الرقم، نزلت عيونها لوسن: ما أنا قلت لك! أخذت
نفس و ردت: أيوا ماما!
كريمة: يا بنتي تأخرتي اليوم!
ناهد و هي تبتسم لوسن: ماما، بنومها و بجي، أنتي لا تنتظريني،
قفلي الباب و نامي، أنا معاي مفتاحي!
كريمة: بس يا بنتي تأخر الوقت، كيف تمشي على الشارع كذي بنص
الليل، أنا برسل لك سامي ألحين و أنتـ..
قاطعتها بسرعة: يا ماما، يا حبيبتي، لا تخافي علي، ما يبعدنا إللا فلتين،
ما أقدر أتركها كذي أخاف تعذب خالتي مريم، أول ما تنام برجع، نامي،
لا تخافي علي!
كريمة سكتت شوي و بعدها تكلمت: عيل خليك عندها لا ترجعي إذا
تأخرتي أكثر!
ناهد و هي تقطب حواجبها: ماما..
كريمة و هي تقاطعها: ما مريم خبرتك من قبل، تضلي عندها أحسن
بدل ما ترجعي في هالوقت!
ناهد و هي تقطب حواجبها أكثر: أيوا خبرتني بس هذا بيتنا قريب
فـ ليش أضل..
كريمة و هي تقاطعها مرة ثانية: يا بنتي ما أقول لك على طول بس
الليلة، إسمعيني زين، إذا ترجعي، ترجعي ألحين برسل لك سامي،
إذا لا فخليك هناك!
ناهد سكتت بقلة حيلة و ما ردت عليها، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها
تشوف عليها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة، جا لها صوت أمها فنزلت
عيونها.
كريمة: ها، إيش قلتي؟
ناهد و هي ترفع عيونها لمريم و من ثم تنزلهم لوسن: أمم، إرسليه
بجي ألحين!
كريمة: ألحين يجي!
سكرت منها و رفعت عيونها لمريم اللي جلست على طرف السرير
بمقابلها: أمم.. خالتي!
مريم بإبتسامة: أيوا يا بنتي!
ناهد و هي تنزل عيونها لوسن: لين ألحين مانها راضية تنام و تعرفي
أمي.. أمم.. تريدني أرجع البيت..
مريم حركت رأسها بتفهم و أخذت وسن من حضنها: و لا يهمك يا بنتي،
بنومها الليلة!
ناهد إبتسمت و قامت: عيل بمشي ألحين!
مريم و هي تعدل جلستها: يا ليتك تضلي عندنا دوم، بوجودك أحس
الحياة ترجع لـ هالفلة!
إبتسمت أكثر و باستها على رأسها: تسلمي خالتي!
مريم: و الله يا بنتي ما بس أنا حتى ماري حبتك، صار عندها أحد
تكلمه غيري أنا!
ناهد إبتسمت: ماني رايحة لبعيد، بكرة من الصبح راجعة لكم!
مريم: إن شاء الله!
إبتسمت، أخذت شنطتها من على الكمدينة و طلعت لبرع الغرفة، نزلت
الدرج و طلعت للحديقة، مشت للباب و جت بتفتحه بس إندفع للداخل بقوة،
رجعت بخطوة على وراء بخوف و هي تشوفه يدخل بسرعة، رفع عيونه
لها و من ثم نزلهم و صار يمشي للداخل، وقفت بنفس مكانها بدون أي
حركة، تحس بأنفاسها تنقطع كلما تطيح عينه في عينها، يخوفها هالإنسان
يخوفها كثير، بلعت ريقها و إلتفتت تشوف على المدخل، الباب مسكر، مانه
موجود بس تقدر تشوف أثره لين ألحين، أثر الهالة السوداء اللي تحاوطه،
أثر الجو المظلم و الكئيب اللي يحاوطه!
: ناهد!
إنتقزت من مكانها و هي تشهق بقوة
إستغرب منها: بسم الله الرحمن الرحيم، إيش صار لك أنتي؟
إلتفتت له و هي تحط يدها على قلبها تهديه: خو.. خوفتنـ.ـي!
إبتسم و مسك يدها و هو يطلعها لبرع: هذا أنتي ألحين خائفة، إيش
لو رجعتي لحالك بعدين، ما أعرف إيش كان بيصير فيك!
إبتسمت و ضربته على كتفه بخفة: طلعت وراي فجأة يعني ما تريدني
أخاف!
ضحك: طلعتي خوافة ههههههه!
إبتسمت أكثر و صارت تقرصه على كتفه: سموي بلا ضحك!
سامي: ههههههههههههههههههه، فك يدها و صار يمشي بخطوات
أسرع: تعالي يالخوافة إلحقيني!
ناهد ضحكت و صارت تركض له: إذا مسكتك ما بفكك إللا و أنا أشد
أذنك و أحمرها!
سامي: ههههههههههههههههههه!
ضحكت أكثر و صارت تركض له بأسرع ما عندها
عند عادل...
سحب كرسي، جلس و حط الكمادة على فكه، نزل عيونه لكفه و هو يشوف
الجرح اللي فيه، تضارب مع شباب بالبار اليوم، مانه قادر يتذكر السبب بس
كل اللي يعرفه أنهم إستفزوه، إستفزوه و هو ما قدر يمسك حاله، طردوه
من البار و منعوه من أنه يقترب من الفندق مرة ثانية، كانت يده تنزف كثير
فـ ما دخلوه لفنادق ثانية، ما كان عنده إللا يرجع البيت، يرجع لهنا، رمى
الكمادة على الطاولة و قام، طلع من المطبخ و صار يركب الدرج لجناحه،
دخل و مشى لغرفته، حط يده على المقبض و جا بيفتح الباب بس وقف،
صار له زمان ما دخل الغرفة في هالوقت و هو صاحي، ما يتذكر متى كانت
آخر مرة دخل فيها كذي، نزل عيونه و من ثم رفعهم للباب، لحظة.. يتذكر،
يتذكر أنه تأخر عليها مرة و وقف قدام الباب بنفس هالوقفة، يتذكر أنه وقف
يفكر في عذر، يرتب كلماته في جملة ليقولها لها، يتذكر عتابها عليه، يتذكر
زعلها منه، يتذكر وعده لها، يتذكر كل شيء، يتذكر كل شيء يتعلق فيها!
أخذ نفس و فتح الباب، تقدم بخطوة للداخل و إلتفت للسرير، تمنى يشوفها
لـ لحظة، يشوفها زعلانة منه ليقدر يراضيها، يشوف دموعها ليقدر يمسحها،
يشوفها قدامه ليدفنها في صدره و يحس فيها، يشوفها لـ لحظة، لحظة و بس،
نزل عيونه و مشى للكبتات، أخذ بجامته و غير ملابسه، فتح كبتاتها و أخذ
أحد قمصانها، مشى للسرير و بعد البطانية، عدل طرفها من السرير و من ثم
مدد قميصها عليه، مشى للتسريحة و أخذ عطوراتها، رجع للسرير و صار يرش
على القميص، حطهم على الكمدينة و مشى لجهته، إنسدح و من ثم تقلب يشوف
على طرفها، سحب القميص لحضنه و غمض عيونه، غمض عيونه و هو يريد
يغرق نفسه في ريحتها!
***************************
رفعت عيونها للساعة، 3:45 الفجر، نزلتهم للأرض و هي تشد على عبايتها
بخوف و إرتباك، صار لها أكثر من أربع ساعات جالسة بنفس جلستها، جالسة
بغرفته، مرة ترفع عيونها للباب، مرة ترفعهم للساعة و مرة تنزلهم للأرض،
ما شافته لين ألحين، مانه موجود، أمه دخلتها لهنا و جلستها على هالكنبة و بعدها
طلعت، ما نطقت بأي حرف لها، ما تكلمت، مانها راضية فيها و هي تقدر تشوف
هالشيء، كيف ترضى و هي كانت تتوقع شخص ثاني في محلها، ما راح يرضوا
فيها، ما راح يتقبلوها، و هي؟ و هي راح تقدر؟ ما تعرف إيش اللي ينتظرها،
أي حياة بتكون هذي اللي بتعيشها من اليوم، تعيشها معاهم، تعيشها..، و هي
ترفع عيونها للباب اللي إنفتح، تعيشها مـعـاه..!
ضلت تشوف عليه و هو منزل رأسه، يتنفس و يزفر بقوة، أكمامه مرفوعة
و كمته ماسكها في يده اليسار، دشداشته مغبرة، مغبرة و مبقعة، مبقعة..، و هي
ترفع عيونها لوجهه المجروح، مبقعة بدمه، رفع عيونه لها و هي إرتبكت أكثر
فنزلتهم بسرعة، حست فيه يقترب منها فخافت و وقفت، رفعت عيونها له، شافته
يقترب أكثر، غمضت عيونها بسرعة و رفعت يدينها تصد كل اللي بيسويه فيها،
بنظراته حست أنه بيذبحها، ضلت على نفس حالتها لكم من دقيقة و لما ما حست
فيه، نزلت يدينها بتردد و فتحت عيونها، شافته واقف قدامها، إرتجفت بخوف
و رجعت بخطوة متعثرة لوراء: لا.. لا تذبحـ.ـني..
قاطعها و بهدوء غير اللي يحس فيه: إطلعي برع!
أزهار بنفس حالتها: هـ.ـا؟
فهد بنبرة حادة شوي: إطـلـعـي بـرع!
تسمعه بس من الخوف مانها قادرة تفهمه
إقترب منها بسرعة و مسكها من مرفقها وهو يسحبها للباب: إطــلــعــي
بــرررع! إطـــلــعـــي! دفعها لبرع الغرفة بسرعة و صفق الباب بأقوى
ما عنده.
رمشت عيونها بخوف و هي تشوف على الباب المسكر، رفعت يدينها
المرتجفة و مررتهم على وجهها، دموعها تتعلق برموشها، تتعلق و بعدها
تطيح و تحرق خدودها، إلتفتت تشوف على الممر الفاضي و أبواب الغرف
المسكرة، نزلت عيونها للأرض و صارت تبكي بصمت.
داخل الغرفة...
إستند بالباب و غمض عيونه، أخذ نفس و من ثم أخذ نفس ثاني و زفر
بقوة، فتح عيونه و صار يمشي للتسريحة، وقف قدام المراية يشوف
على وجهه، شفته السفلية منشقة و متورمة، عيونه مخضرة، خده مجروح،
أنفه لين ألحين ينزف، نزل عيونه لـ دشداشته، مدمية و زر العلوي مفكوك
أو بالأحرى مقلوع و متعلق بخيوطه الباقية، سحبها بقوة و قلعها بقهر،
فسخ دشداشته بسرعة و رماه على الأرض، لف يشوف على كتفه، متعور،
الكدمة محمرة و بدت توضح، سحب كرسي التسريحة و جلس، مال بجسمه
على قدام و حط كفوفه على عيونه، أخذ نفس و صار يتذكر اللي صار...
لف بسيارته لشارع البحري و عيونه على شاشة تلفونه يشوف على إسمه
المضيء، تلفونه ما سكت و لا لدقيقة، شوي و يحترق من كثر إتصالاته،
ما يعرف إيش يتوقع منه، ما يعرف إيش بيسوي فيه، بس هو قرر، قرر
يخبره بكل شيء، يعرف أن و لا شيء بيتصلح بس ما راح يضل ساكت،
يبرر اللي سواه، هو ما كان عنده خيار ثاني، ما حطوا له أي خيار، كل
الطرقات تسكرت في وجهه، مجبور، مجبور و يتمنى هو يفهم هالشيء،
رفع عيونه للشارع و هو يشوف سيارته واقفة بطرف الشارع و هو
واقف و مثبت عيونه عليه، إرتبك من نظراته، يحرقه و هو بـ هالبعد منه،
إيش لو يوقف قدامه، أخذ نفس يهدي حاله و وقف سيارته بجنب سيارته،
جا بيلف بس ما حس بحاله إللا و هو ينسحب لبرع.
مسكه من دشداشته، سحبه لبرع و من ثم دفعه بقوة، ثبته على السيارة
و بصراخ: هـي مـغـصـوبـة بـس أنـت إيـش غـصـبـك عـلـيـهـا؟ لـيـش
سـويـتـهـا فـيـنـي؟ و هو يزيد من قبضته عليه: فـهـد لـيـش؟
حاول يأخذ نفس و حط يدينه على يدينه: عبد.. ما قدر يكمل لأنه سحبه
مرة ثانية و دفعه عنه بقوة، تعثر بكم من خطوة على وراء و جا بيطيح
بس تدارك، جا بيعدل وقفته بس هو كان أسرع، مسكه من كتفه، داره له
و ضربه بوكس بأقوى ما عنده، طاح على الأرض و هو يحس بأنفه اللي
نزف بضربته، غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس ثاني يهدي حاله،
مسح الدم بيده و من ثم رفع رأسه له: عبدالله إسمعني..، ما قدر يكمل
لأنه مسكه من أكتافه مرة ثانية و وقفه، وقفه ليضربه بوكس ثاني ليطيح
مرة ثانية، رفع رأسه له و بصوت عالي شوي: عـبـود إسـمـعـنـي..
مسكه من أكتافه و وقفه مرة ثانية و هو يشدد من قبضته عليه: إيـش
تـريدنـي أسـمـع؟ إيـش بـ تـقـول هـا؟ أنـت أخـذتـها مـنـي؟ أخـذت
أزهـار مـنـي!
فهد و هو يقطب حواجبه بقوة و بهدوء غير اللي يحس فيه: ما أريدها،
تسمع ما أريد.. ما كمل إللا بـ بوكس ثاني.
رجع خطوتين على وراء بس تدارك قبل ما يطيح، رفع عيونه له، شافه
جاي له، جا بيمسكه بس هالمرة هو كان أسرع، سحبه من دشداشته، داره
و كتف يدينه وراء ظهره و بصوت عالي: إسـمـعـنـي..
فك نفسه مرة ثانية و دفعه عنه: مـا أريـد أسـمـعـك، مـا أريـد أسـمـع
و لا شـيء مـنـك، بـذبـحـك، تـسـمـع بـذبـحـك!
فهد و هو يقترب منه و بنفس الصراخ: إذبـحـنـي، سـوي فـيـنـي
الـلـي تـريـده بـس بـالأول إسـمـعـنـي!
عبدالله رفع عيونه له و من ثم نزلهم و ما تكلم
إقترب منه بخطوات هادية بعكس اللي يحس فيه، أخذ نفس و حط
يد على كتفه: عبود و الله ما أريدها..
دفعه عنه بقوة: إذا مـا كـنـت تـريـدهـا لـيـش وافـقـت عـلـيـهـا؟
فهد: لأنـي..
ما قدر يكمل لأنه إقترب منه بسرعة، طيحه على الأرض و بعدها طاح فيه
ضرب، حاول يبعده عنه بس ما قدر، حاول يصد ضرباته بس هم ما قدر
، ما حس بحاله إللا و هو يضربه بدوره!
بعد نص ساعة...
يحاول يشدد من قبضته على صدره بس من التعب مانه قادر، عيونه في
عيونه و يدينه على رقبته، أنفاسه منقطعة بس مانه راضي يفكه، فكه
من صدره و تكلم بصوت مخنوق: فـ.ـكـ.ـنـي!
ضل يشوف في عيونه لكم من ثانية و بعدها إرتخت مسكته من على رقبته،
بعد يدينه و طاح بجنبه، تمدد على الأرض بتعب، غمض عيونه و هو يحاول
يلتقط أنفاسه.
ضل هو الآخر متمدد بدون أي حركة، يتنفس و يزفر، المكان صار هادي،
قبل شوي كانت أصواتهم العالية و صراخهم على بعضهم تضج الشاطئ
بس ألحين ما تنسمع غير الأمواج و أنفاسهم المنقطعة، غمض عيونه
و حاول يأخذ نفس طويل، زفر و أخذ نفس ثاني، قوم نفسه و جلس،
نزل عيونه للأرض و من ثم إلتفت له: ألحيـ.ـن.. ألحين إسمعـ.ـني!
فتح عيونه و رفعهم للسماء، أخذ نفس و من ثم إلتفت له
فهد و هو يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: و الله رفضتها.. رفضتها
و قلت لهم ما أريدها بس..، و هو يأخذ نفس ثاني: بس ما كان عندي
خيار ثاني..، نزل رأسه و بقهر: أبوها.. هاشم.. هاشم..، و خبره
بكل اللي صار: ما شفت أحقر منه.. ما شفت مثله، ما قدرت أرفضها..
ما كان عندي إللا أرضى و أسكت.. ما كان عندي خيار ثاني، والله
عبود..، و هو يقترب منه و يجلسه: و الله ما أريدها.. ما أريدها!
عبدالله غمض عيونه بقوة و نزل رأسه: بس أنـ.ـا أحـ.ـبها!
فهد و هو يحاوطه من أكتافه و ينزل رأسه: أنا.. آسف، آسف!
عبدالله و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: إيش.. إيش بتسوي فيها؟
فهد إلتفت له و ما تكلم
عبدالله و هو يرفع رأسه له: فهد توعدني بشيء؟!
فهد ضل يشوف عليه بدون أي كلمة
عبدالله و هو يحط يده على كتفه: أوعدني أنك ............!
بعد شوي...
ضمه له و صار يمسح على رأسه: سامحني!
غمض عيونه، فتحهم و من ثم بعد عنه: مانك قادر تفهم اللي
أحس فيه، ما راح تقدر!
فهد أخذ نفس: أعرف، سكت شوي و تكلم: إصبر علي شوي و أوعدك
أني بكون قدها!
عبدالله: توعدني أنك بتوفي بوعدك؟
فهد حرك رأسه بالإيجاب: أوعدك!
عبدالله نزل رأسه و مرر يدينه في شعره، ما تكلم و صار يمشي لسيارته.
ضل واقف بمكانه، يلاحقه بعيونه، شافه يفتح الباب و يركب، لف
و جا بيركب سيارته بس وقفه.
عبدالله: فهد!!
لف يشوف عليه
إبتسم و دموعه تلمع في عيونه: لا تأذيها!
إحترق قلبه و هو يشوف إبتسامته بدموعه، نزل عيونه عنه بسرعة
و ما رد عليه، يحسه منخدع فيها، مستحيل تطلع مثل ما هو متوقعها،
بنته، مستحيل تكون أحسن منه، ما رفع عيونه له إللا لما سمع السيارة
تتحرك...
رجع من سرحانه و بعد يدينه عن عيونه، شبكهم ببعض و نزلهم،
ضل على نفس جلسته لكم من ثانية و بعدها قام و مشى لكبتاته، أخذ له
ملابس و دخل الحمام، طلع بعد فترة و هو يعدل قميصه مشى للباب
و فتحه، شافها واقفة مكان ما كانت، وجهها محمر و دموعها تتدحرج
على خدودها وحدة و راء الثانية، ما رفعت رأسها له و هو نزل عيونه
عنها، فتح الباب أكثر و بنبرة حادة: تعالي، إدخلي!
ما تحركت من مكانها
رفع عيونه و هو توه ينتبه لها، رجفتها لين ألحين باقية، خايفة منه،
أكيد خايفة بس هو مانه هنا ليهديها، تكلم و بنفس أسلوبه: أزهـار
إدخـلـي!
رمشت عيونها بخوف و ما تحركت من مكانها
أخذ نفس و لف عنها، سكر الليتات و مشى للسرير، رمى حاله عليه
و سكر الأبجورة: متى ما دخلتي، سكري الباب! قالها و بعدها تقلب
و غمض عيونه.
رفعت عيونها للغرفة تشوف عليه، متمدد و معطيها ظهره، الغرفة مظلمة
بس إضاءة ليتات الشوارع جاية من الستائر الخفيفة اللي تغطي الشبابيك
و إضاءة الممر اللي هي واقفة فيه يرسم ظلها على عتبة الباب، أخذت
نفس تهدي حالها و صارت تمسح دموعها بكم عبايتها، ما يصير تضل
واقفة هنا، مررت نظرها للأبواب المسكرة في الممر و من ثم رجعته له،
نام، ما راح يأذيها، على الأقل ما اليوم، أخذت نفس ثاني و أخذت خطوة
مترددة للداخل، أخذت خطوة ثانية و ثالثة و بعدها لفت تسكر الباب،
سكرته و هي تشوف الغرفة تتظلم أكثر، إلتفتت و صارت تمشي للكنبة،
حفظت مكانها من كثر ما كانت جالسة عليها، إقتربت منها و مدت يدها
تتحسسها، جلست و رفعت ركبها لها، لمتهم لصدرها و بعدها إلتفتت
للسرير، حطت رأسها على ركبها و ثبتت عيونها عليه.
***************************
الصبح – ساعة 7:00...
وقفت سيارتها في مواقف الشركة و زفرت، أخذت شنطتها من المرتبة
اللي بجنبها و نزلت، قفلت سيارتها و صارت تمشي للبناية، ما قدرت
تنام الليل و هي تفكر فيه، تفكر فيها، مانها قادرة تفهم ليش أبوها أصر
عليه ليأخذها، مانها قادرة تفهم ليش هو وافق بهالسهولة، كل اللي يعرفوه
أنه البنت الصغيرة رفضت و هم عرضوا الكبيرة عليهم، معقولة بهالسهولة؟
هم إيش يخبوا عليهم؟ هم يستروا على إيش؟ ما تعرف، تنهدت بقلة حيلة
و ضغطت على زر المصعد، إنفتح لها الباب فدخلت، لفت و شافته يدخل وراها!
إبتسم لها: صباح الخير!
نزلت عيونها عنه بحياء: صباح النور!
ضغط على دور مكاتبهم و تسكر الباب، نزل عيونه للأرض و من ثم
رفعهم لها، جا بدري اليوم، ما كان متوقعها، كان مفكر أنه بيخلص
أشغاله من وقت عشان في البريك يقدر يكلمها بس هي هنا ألحين
و هو متأكد محد غيرهم بيكون موجود، ما عنده أحسن من ألحين
ليكلمها، شافها تعدل شيلتها، حركة يمكن تسويها لأنها مرتبكة من
نظراته، نزل عيونه عنها، كلم زوج خالته و راح يخطبها معاه من
أبوها، لين ألحين ما جا له الرد، ما يعرف هي على إيش ناوية،
يمكن تريد تعذبه، ليش، هي تعرف بمشاعره بإتجاهها عشان تسويها،
لا، ما يتجرأ يعترف لها، هو لين ألحين مانه مصدق أنه طلب منها
تتزوجه وجهاً لوجه، لحظة تهور بس لحظة ما ينساها في حياته كلها،
إبتسم على هالفكرة بس إختفت إبتسامته و هو يشوفها تنزل من المصعد
و تمشي لمكتبها بسرعة، لازم يكلمها، إذا هو جد يحبها لازم ما يخبي
عليها، ما يظلمها بـ هالإرتباط، نزل من المصعد و رفع عيونه للساعة
المعلقة على الجدار، 7:09، في أقل من ساعة هالمكان راح يمتلي
بالموظفين، ما عنده إللا ألحين، أخذ نفس يتشجع و من ثم مشى لها،
وقف عند مكتبها و تكلم: نمارق!
يتبع...