مر الوقت وهم جالسين ,, نايف كان يسرق نظرات لهنوف , ونظرات لناديه , البنت شكلها مو طبيعية ,, فأشر لها بيده ..
جت ناديه وقفت فوق راسه : نعم
..... : وش فيك ؟ مو على بعضك اليوم
.... قالت باندفاع بس بصوت حفيف : سالم تركته تعبان وشفت منه مست كول ورجعت دقيت وماردّ
...... : روحي له
..... : بس .. نايف .. كيف اخليكم اخاف تحتاجون شي ؟ (ونقلت نظرانها لهنوف اللي قالت وبكل رضا : روحي لا تتأخرين عليه ,, اكيد ينتظرك
رجع نايف يناظر لها بنظرات اصرار وتأكيد على كلام هنوف
ابتسمت ناديه وكأنها ماصدقت يقولون هالكلام وراحت من عندهم , اما نايف بدوره عطاها ابتسامه رضا ,, وقال بعد دقيقتين وبدون مايلتفت لها : حلو عليك هذا اللون ,,
ابتسمت هنوف باحراج ,, وضحك عليها ,, يمكن لأنه حس ان السوالف اللي ممكن تدور بينهم رح تلطّف الجو شوي ,, وكان اكثر مايتمناه ,, انه يركّز بعيونها طول الوقت ,, عشان يتأكد اذا ممكن بيلقى داخلها حب له ولا لأ .. لكن لانها كانت مستحيه ,, ماحطت عينها بعينه غير ثواني ,, لو انجمعوا ماكملوا دقيقه .. !
(محتــــــــــــــــــــــــاج له .. في درب ما أقوى ظلامــــــــــــــــــــــــــــــــــــه )
مرت ناديه على اعتدال وقالت لها انها بتطلع ,, ركبت السياره وراحت علطول للبيت .. طلعت مفاتيحها بسرعه , فتحت الباب بسرعه ,, قطعت الصاله والمجلس بسرعه ,, حتى توصل لغرفتها ,, مسكت مقبض الباب وفتحته بكل خوف ,, بس كلها دقايق ,, بعدها ارتاحت نفسياً ,, لما شافته نايم على السرير , سكرت الباب ورمت شنطتها وعبايتها على اقرب شي لها ... وركضت له وهي تفك اربطة الصندل من رجلينها ,,
قربت راسها له ,, سمعته يتنفس بانتظام ,, ماكان يشخر ,, كان بالاحرى يزفر بكل تعب ,, بكل ألم ,,
سحبت منديل تمسح له قطرات العرق اللي تكونت على جبهته ,, ثم طالعته بابتسامه ,, وحطت راسها على صدره ,, قريب من قلبه ,, رفعت ذراعه بهدوء ولفتها عليها ,, حس فيها سالم كعادته .. وقال وكأنه بين النوم واليقظه : همممم كنت عارف انك ,, بتجين
..... ابتسمت : عنيده !
شد من لفة ذراعه عليها قصده يقربها اكثر من قلبه ,, وبسبب التعب اللي أخذ مأخذه من الثنين ,, ناموا ,, ودام انهم مع بعض فنادية متطمنه ومو هامها تعرف وش فيه , ودامها جمبه مارح يشيل هم نتايج الفحوصات ..
نرجع للحفل , نايف استأذن وطلع ,,وبقوا البنات في الصاله يرقصون ويستهبلون , ولأنها كانت عائليه مع بعض الاصدقاء ,, ماكان الجو رسمي ابد
ريهام وصبعها يتجه ناحية هنوف : شكلهاااا هههههههههه تحفه والله تحفففففه
......عصبت : انقلعي وش تبيني اسوي والله كان قريب مره مني
...... ضحك الكل ..ومر الوقت بسرعه وهم يتذكرون احداث اليوم ويعيدونها ويرجعون يضحكون ويعلّقون , انتبهت هنوف لولاء الي كانت تمشي وجات قبالها وباستها بابتسامه : مبروك ياقلبي مره ثانيه والله طالعه جنان مسكين نايف اكيد انهبل ... انا طالعه الحين اوكيه ؟
.... : تسلميين بس ليه طالعه اجلسي شوي ؟
.... : ماقدر والله , معليش
ابتسمت هنوف وقالت وهي تطالع فستان صديقتها الفستقي اللي يوصل لتحت الركبة ويعطي شكل جذاب وملفت ,, من فوق لتحت : احس بكره بتواجهين نفس المصير على هالكشخه
ضربتها ولاء برقة : ماتتوبين
.... : والتسريحه نازله شوي مغطيه حاجبك ,, بس خطيره ,, (ومدت يدها وكشفت الجرح اللي تحت قصة الشعر بدون قصد)
..... ابتسمت ولاء وهي تتذكر سبب اختيارها للتسريحه : بعدين اقول لك السالفه , يللا اشوفك على خيير
ضحكت هنوف ,, وبالرغم من انها حاسه بفرحة الكل من حولها لها , الا انها شايله هم شي , ماتدري وشو ..
وفي استراحه ثانيه .,, كان عرس الرجال .. الطق قايم والوناسه مالها آخر ,, نايف جالس على الكرسي ويوزّع ابتسامات للكل , وكل شوي يوقف ويسلم على احد ,, ويرجع يجلس ,, قام لما حس بأحد واقف بيسلّم ,, واختفت ابتسامته لما شاف اللي قدامه هو ضاوي , ضاوي ,, ضاوي ,, وابتسامه كبيره تعلو وجهه ,,, سلموا على بعض بحراره وكأن كل واحد يبغى يرمي همّه على الثاني ,, كانوا يعزّون بعض ,, لكن بعد اللي عرفه نايف وصدّقه بنفسه بدون ما يتأكد يحس احيان ان ضاوي ماله ذنب , واحيان يحس ان الذنب كله عليه
ضاوي : بس هاه , مو تسحب علينا وتنسى طلعات البر
..... : هههه افا , وانا اقدر , لازم لي طلعه معكم نصيد فيها
..... : اكيد ,,(ويضحك ) تراني مو مصدق وبظلّ لبكره اقول لك مبروك
..... ابتسم نايف وقال بصوت واطي : تسلم عقبالك ,,
رد له الابتسامه ومشى من عنده , وتركه في تساؤلاته ,,
كانت أسيل واقفه عند المرايه ,, وتمسح بيد بقية مكياجها , وماسكه بيدها الثانيه الجوال
...... : دلع قلت لك نايف زوج بنت خالتي احلى من هنوف , بس ولو بندر ولد خالي احلى
..... بعصبيه مصطنعه : انتي شكلك غرقانه في بندر وهايمه فيه , كل ماقلتي جمله لازم تحطين اسمه
..... : طب وانتي ليش معصبه ؟
..... : انتي اللي مدري وشقصتك تحبين الولد وتحبيني , مايصلح ,, وجهي مشاعرك لولد او بنت
..... : انتي حبيبة قلبي ومافيه شي بيغير علي ,, بس انتي عارفه مستحيل اتزوجك في النهايه وين انا قاعدين فيه , شي طبيعي افكر في احد ثاني واكوّن حلم واضمن مستقبلي
..... انقهرت : احسن تستاهلين اصلا انتي تقولين انه مو معطيك وجه , وبعدين انتي غبيه ليه تقولين له انك تحبينه ؟
...... : وربي ماقلت له مدري كيف هو يعرف كل شي عني كل شي ,, الله يستر لا يعرف عن سوالف المارلبورو والله اروح فيها, هالايام نظراته لي تخوف ,, بس اللي يقهرني زياده انه يدري اني احبه واموت فيه بس شاف نفسه علي , دايم يتبسّم لي ويضحك ويسولف ويمدحني ,, ويطالعني بنظرات تدوّخني ,, يتعمّد لأنه يدري اني احبه لكن ما أحس فيه حب من ناحيته
..... : طيب هو اصغر منك يمكن يبي له وحده اصغر منه
..... : لا مو على كيفه بندر لي انا
..... : شوفي اذا جلستي طول الوقت تسولفين لي عن بندر والله بسكر , انا مشتاقة لك ومن زمان ماشفتك ابي نسولف سوا و لازم نتقابل بعد
ابتسمت اسيل وقالت وهي تمشط شعرها : ماعندي غير دلوعه وحده ومقدر عليها ,, هي عندي بالدنيا , احبها واموت فيها ,, وتسوى كلللل الناس , واي شي تبيه انا حاضره
..... ضحكت بدلع : ايه , احسب بعد ..
ووين ماكان بندر ,, كان الهدوء يحيط به من حوله ,, وكأنه غرقان بتفكير عميق ,, مو شي غريب عليه ,, من فتره قريبة وهو على نفس الحالة
انتبه له عبد الملك وحرك يده في وجهه : ياهووه اللي ماخذ عقلك
..... : اسيل
..... استغرب عبد الملك , وش فيه هذا علطول تكلم , صح عادته مايكتم شي بقلبه بس ولو : خير وش فيها وش شايف عليها
...... : مافيها شي (وبانت على وجهه الضيقه ) غير ان بنت خالتك مدري عمتك هذي شكلها مارح تتسنع ابد
..... : ليه وش القصه ؟
..... : ولا شي
..... : اجل ليه شاغله بالك وقالبه حالك ومدري وش جالك ,, لهالدرجه ؟ لايكون ...
فهم بندر قصده وقال بسرعه : لا , بس تقهرني احيان ,,
..... : الله يهديها اسيل احيان اسلوبها لك عليه شوي تحملها شوي مافيها شي
..... : والله انت اللي مو فاهم شي ! عبد الملك , انا بس كنت بقول لك اني ابي اتفاهم مع البنت وأأدبها في كم شغله .. لاتلومني بعدين وتقول لي ليه سويت كذا
.... بان على وجه عبد الملك اعتراض كبير , بس قال بصوته الهادي : لا يابندر لاتدخّل نفسك مايخصك لو البنت غلطت بشي عندها اهل يربونها ويأدبونها انت مالك دخل , وبعدين اسيل كبيره مو صغيره تحاسبها انت
...... : مين قصدك اهل ان شاء الله خالتي نوره اللي كنها ريشه في مهب الريح ؟ ولا عاد ذاك الأهبل عبد الله الزم ماعليه فلوسه , تدري انت انه يقول للبنات لفوا ورق عنب وسمبوسه وبيعوها على بيوت الحاره بدال مانتوا قاعدين فاضين ؟ مثل هذا تبيه يربّي ويسنّع ؟
فتح عبد الملك عيونه على آخرهم : اول مره اسمع هالكلام , والله حرام
قال بندر وهو يقوم للمكتبه ويلبس نظارته ويسكر ازار قميصه : واتوقع فيه اكثر بعد ,, الله لا يبلانا بس
قام عبد الملك من مكانه وقال وهو يحاول يقنع بندر : طيب قول لي وش سوّت البنت وافكر معاك بطريقة مافيها مشاكل وهبل ومافيها زعل ,, وان شاء الله بنلقى حلّ معتدل
ماحب بندر يقول لأخوه , لأنه وببساطه مايبيه ياخذ فكرة سيئه عن اسيل , كفايه انه قال له اللي براسه , بس كان يحس انه مخنوق ولازم يقول لأحد , على الأقل تجي في اخوه وهو محل ثقه
ابتسم لأخوه وبدون ماينطق بكلمه مسك العطر وعطّر نفسه ,, دخل جواله والمفاتيح بجيبة وطلع ,,
فهمه عبد الملك ,, ولأنه كان حاس بالطفش راح للمطبخ بعد مادار على الشقه كلها ,, الثلاجه فااااضيه مافيها شي غير بعض الاشياء الضروريه , ضحك على نفسه .. فتح الفريزر لقى فيه كيس ذره ,, وابتسم بسعاده , كأنه شايف رز برياني ,,
هم ماياكلون في البيت كثير , بس يجيبون اشياء مثلجه ويقلون اشياء بسيطة ,, وخاصة عبد الملك اللي له خلق على المطبخ ,,
بوجه طفشان طلّع الكيس وفرغ نص محتوياته في صحن صغير ,, فتح الثلاجه واضاف للذره شوي زبده ,, ورش عليها ملح ,, ودخلها بالمايكرويف وعلى وجهه ترتسم ابتسامه رضا كبيره
< ياعمري فرحان لقى شي ياكله شكل ماله خلق يطلع من البيت ..
(إنكـــــــــــــ ـ ــ ـ ــ ـــــ ـ ـ ـ ــــــ ــ ـ ـــــــــــــــــــار )
اخذها وراح للغرفه بسرعه ,, هالأيام صايره عنده عاده جديده ,, الورده ! بس يطلعها ويتلمس اوراقها ,, ويقربها منه يشمّها ,, كان باقي فيها ريحه شوي ,, وعلى الرغم من اصفرار اوراقها وتحول نهاياتها للبني ,, الا انها كانت صامده بروعه ,, بالرغم من الايام الكثيرة اللي مرت عليها ,, كان يحس بشي غريب ,, شعور اول مره يراوده ,, مايدري وش معناه ولا بسبب ايش ,, بس اللي يعرف , ان هالورده صارت تشكل جزء كبير في حياته , لازم كل يوم يطلّ عليها ويشوفها ,, ويتأكد انها موجودة وبخير ,, وكل ما رجعت في راسه سالفة الورده يحاول يتناساها ,, ويقنع نفسه ان هالورده اعحبته لأنها ورده ,,, وكل الورد حلو ! (إيه هذي الفكره حلوه .. الورد حلو وانا اخذت هذي الورده لأنها حلوه , بس انت ياما شفت ورد احلى وش معنى يعني ؟ يعني هذي بالذات اللي اعجبتك ؟ اكيد انها تتعلق بشي او تذكرك بشي ؟ لا لا عادي بس شفتها واخذتها , اقول بقوم اشغل الراديو يمكن التهي بشي يطرد هالفكره من راسي )
قام عبد الملك وشغله , بس كان فيه برنامج سخيف لأبعد حد,, ضحك على نفسه لأنه ماخذ اجازه من برنامجه وبيرجع له ان شاء الله الاسبوع الجاي ,, اخيرا بيشغل وقته شوي بدال هالطفش .,, , اخذ شريط محمد عبدو من الدولاب وصار يدوّر لين لقى الأغنية اللي يبغاها ,, شغلها وجلس على الارض وسند ظهره للسرير .. وتنهد بابتسامه مريحه ,, لما سمع صوت محمد عبدو بدى يغنّي ..
أميرة الورد ,, ليه الورد مفتونك ؟
ليه بحياته يحـــــاول ,, يشبه ألوانك
< ويقول يبغى يشغل نفسه بموضوع ثاني !