[ الفصل العاشر ]
هتف بقلق ، وخرجت شهقتا من صدرة: من انت ؟!
نظر الية الشخص الغريب ، وجهة ملطخ باالجروح ،
تحركت شفتاة وهو يتفحص سيف بنظراتة : ناصر
سيف خرجت بؤبؤة عيناة بدهشة ، ونطق بفرحة تغمر قلبة
هتف : حقا انت ناصر
ناصر حدق بعيني سيف ليتذكر وجهة ، وطال النظر حتى تعبت عينية
اطبقهما لثواني ،
فتح عينية مرة اخرى وتذكر سيف الصغير التي كبرت ملامح وجهة عن قبل،
انقبضت عضلات وجهة وابتسم : هل انت سيف؟
سيف ابتسم بوجهة رغم جروحة : نعم انا سيف
ااينك كل هذة السنوات اين اختفيت ؟
،ضما بعضهما بشوق ـ لصداقتهما الطفولية ،
/ ناصر صديق سيف في الطفولة /
ناصر : لم اتوقع يوما من الايام ان التقي بك
كم انا سعيد لرؤيتك
كيف حالك ؟!
سيف تدارك نفسة قبل ان تخرج دموعة من عينية الحمراويتين وتتدحرج : ااتسألني عن حالي
وانا بهذا المكان!
الحمدلله على كل حال
ناصر زمزم شفتية ، ووضع كفة على كتف سيف يواسية ،
هتف بقلق : اعرف ذلك انا لله وإنا الية لراجعون
سيف : اين كنت كل تلك السنوات ولم ارك من ذو الطفولة
ناصر لمعت عيناة ببريق الالم وشد شفتية ليجر نبرة صوتها تتحدث: سأخبرك
//
:
:
//
إياد اخذ الطفل وذهب ليدفنة
ورنيم ودانة وسمية ، يصرخان بفزع
مما حدث
انا لله وإنا الية لراجعون
//
إياد بعد ماحفر الحفرة الصغيرة لقبر الصغير ،
عيناة تسيل بدموعة لايستطيع ايقافهاا،
دفنة وكل ثانيتا ودقيقة تمر كاالمرارة علية وعلى رنيم ودانة
وهما ينظران الية وهو يدفنة
نهض ليصلي ومعة مازن وياسر يقفان بجوارة ،
ورنيم ودانة ذهبوا بعيدا قليلا ليصلوا العصر
، الكل يردد ، لاإالة الاالله ،
لاحول ولاقوة الا بالله ،
//
:
//
في السجن
الغرفة صغيرة وسلالم الباب ضيقة ، والسجناء كثيرون بهذة الغرفة الصغيرة
والارض باردة وخالية من أي فراش
والجدران متسخة باالدم والغبار وكتابات اقلام باهتة
ناصر اطبق عينية ، وسالت تلك الدموع المتحجرة
على خدية المجروحتين ، من قصتا مجهولة !
سيف نضر الية وهو يحترق من داخلة على صديقة ،
هتف ليواسية بعدما زمزم شفتية ولامس يدي ناصر : كان الله في عونك
رفع بصرة علية ، وارتمى بحضن سيف وهو يجهش في البكاء
/ تحدث ناصر عن قصتة لسيف /
/ بعدما غادر ذلك الحي الذي كان يسكنة الهدوء /
/ وتترتسم في الرجال والنساء تلك البسمة الرائعة /
/ لقد اخبرة ابية الذي رباة انة ليس ابية الحقيقي /
/ وانة مجهولة الهوية ، ولاكنة يعرف امة وانها امريكية /
/سافر لامريكا ليكمل دراستها بحساب ابية المربي /
/ ولكي يبحث عن امة الحقيقية /
/ لم يجدها قط ، /
/ وذات يوما تعارك مع احد الشبان ودخل السجن /
/ خرج من السجن بعد خمس سنوات /
/ وقرر انة يعود للعراق /
لانة اضاع كل شي دراستة وامة /
عاد الى الحي عمرة ان ذاك خمستا عشر سنة ،
/ سكن في غرفة صغيرة مأجرة /
/ واكمل دراستة /
/ وسكن بنفس ذلك الحي الذي يسكنة اهل رنيم /
/والتقى في رنيم حين كانت في اتجاهها للمدرسة /
/ اخبرها من يكون ، وكل يوما يلتقي بها لانه احبها من قلبة/
/ولاكنها كانت تتجاهل حديثة معها /
/ولم يلتقي في سيف او يرة /
/دخل السجن منذ بداية الحرب /
سيف هتف بأذن ناصر : انا معك وسأزوجك
ابتسم ليدخل السرور في قلب ناصر
نضر ناصر لسيف لحضات وارتسمت بسمة سخرية مائلة في شفتاة !
وهو يفكر برنيم وطيفها بعينية يعيق عنة الرؤية ،
صوت سيف اوقضة من سباتة ، وابتسم في وجة سيف بلطافة: لم اخبرك
أنـــي متزوج
الا تذكر ابنت عمي رنيم
انها زوجتي
ناصر خرجت عيناة من مكانها وهو يحدق بنضراتة بغصب صامت
وشهقة تعلو صدرة بقوة وتألمة
نهاية الفصل
[ الفصل الحادي عشر ]
وشهقة تعلو صدرة بقوة وتألمة
هتف بقلق " يتمنى ان الذي سمعة سراب او تشابة اسماء"
" لاكن الحقيقة اصطدمت بة "
هتف وهو يضيق عينية : ماذا قلت ؟!
سيف نضر الية " وهو يفكر بداخلة لما تلك النضرات العابرة
" لاتبالي ياسيف انت تتوهم "
سيف نطق بنبرة جدية وهو ينضر الية : قلت لك انا متزوج من رنيم ابنت عمي
الا تذكر عندما كنا اطفالا صغار وهي تلعب معنا ،
، ناصر كالصاعقة ارتمت على رئسة ،
، فالخبر فاجأة ،
يريد ان يتحرك ، شفتاة تجمدت بمكانها دون حراك
وعينية معلقة بعيني سيف المندهشة ،
والامــل الذي تعلق بة قلبة قد طار من امامة بثواني معدودة
" لااصدق هذا لما لما يارنيم "
" تزوجتي سيف وانتي تعلمين كم احبك "
" انهض ياناصر من احلامك حتى لو لم تتتزوج سيف ستتزوج غيرة "
" لانها لاتحبك "
سحب نفسا عميقا بداخلة ، ورمش بعيناة
وانزل راسة محاولا مجاملة سيف البريء
نطق اخيرا : وفقك الله
سيف مازل مندهشا من ردة فعل ناصر
" هل ياترى يحبها "
" لااعتقد فهو لم يرها قط "
" لالاتتوهم ياسيف انة صديقك مستحيلا هذاا!"
،سيف اوما براسة ليطرد تلك الافكار من مخيلتة ،
، خرجت اصوات بطن سيف من جوعة ،
اغمض عينية بألم : كم انا جائع
يال الحمقى
" حسبي الله ونعم الوكيل "
ناصر بداخلة نارا تغلي وتتأجج بغيرتة من سيف
ونارا اخرى بجوع بطنة ،
//
:
//
بعد مرور ساعتين
وهم حزينين على فراق الطفل الصغير ابن بدر
إياد واقفا وينقل بصرة بينهم : هيا انهضروا للسيارة
لنبحث عن طعام
،، الكل ميتا من الجوع والعطش ،،
//
تقدم إياد ليركب السيارة ،
وبداخلة ، يخاف ان ينفذ وقود السيارة !
"ستكون مصيبة وقعت على رأسنا "
ركبت رنيم ودانة وياسر وسمية في الخلف ،
وفي الامام ركب مازن بجانب إياد الذي يسوق السيارة
نظرت سمية بتجاة ياسر واندهشت من طيلة نظراتة اليها !
واعتقدت انة يحقد عليها " اشاحت بوجهها بتجاة للنافذة "
وسرقت نظرتا سريعة بتجاهة ، لتكشف خبايا تلك النظرات
ولاكنها لم تستوعب نظراتة ومعانيها ، تجاهلت الامر بأخذ نفسا
عميق ، وهي تتذكر الطفل بحزن ،
//
ركبوا السيارة والكل صامت
/ حرك إياد السيارة ، وهو ينظر للامام بتجاهة ـ
وافكارة وذكرياتة وحزنة وقلقة
اجتمعتا بعقلة ،
، ينظر للاتربة تلاطم عجلات السيارة ،
خرج الى رصيف الشارع
،ا خذ انفاسة بخوف من الذي ينتضرهم ،
//
رنيم
بداخلها
" اكاد اموت من الجوع "
اخذت انفاسها ، وابتسمت بسخرية بغضب ،
وضعت راسها على النافذة الزجاجية وهي تتذكر
وجة سيف ، اشتدت عبراتها ، وتحس ان نضراتا تراقبها
نظرت بجانبها الى دانة وهي تشد شفتيها وعيناها تغرقانها باالدموع ،
ومازن الذي يراقبها من خلال المراة الامامية التي تعكس صورتها البائسة ،
رنيم اعادت نظرها الى النافذة وحيث الشارع وحيث الصمت باالشوارع ،
وسيف لم يخرج من فكرها قط ،،
مرت ساعة
اوقف إياد السيارة
وهو ينظر الى محل الحلوى أمــامة
يتمنى ان يجد يشيا يأكلة ،
نزلوا جميعا ، وحمدوا الله انة لايوجد جنود بهذا المكان
دخلوا جميعا المحل ، واخذوا ماوجدوة ليسدوا جوعهم
،، بعد ماانتهوا
ذهبوا الى المسجد المجاور للمحل
دخلوا لدورات المياة ـ اعزكم الله ـ
وصلوا صلواتهم الفائتة
//
رنيم واقفة وهي تصلي
وتدعي الله
ان يفرج كربتهم
وان يحفظ بلادهم
وان يحفظ سيف ويرجع لهم
//
خرجوا بعد ماانتهوا جميعا
ركبوا االسيارة وإياد ينظر للوقود الذي يكاد ان ينفذ لم يتبقى الكثير ،
اتجة الى اقرب مكان ،
بعد مرور تلك الدقاق
والصمت اسكن المكان
،،
وقفت السيارة وانتهى وقودها
إياد ضرب السيارة بكفة بغضب : تبا ً
،،
نزل ونزلوا جميعا
وتجهوا مشيا على الاقدام الى المزرعة
لانها قريبة
، السيارات من حولهم مكومة ،
ولاترى الا القمر صاطع والنجوم لامعة ،
والضلام اليل اسود كــاحل ،
يمشون وهم متخبطين لايستطيعون الرؤية ،
وقلوبهم تذكر الله
لتقوى على المصائب
،،
سمعوا اصوات صواريخ
بتجاههم
رفعوا رأوسهم جميعا بدهشة
تغمر احشائهم ،
وترجف اجسادهم بخوف يقلقهم
نهاية الفصل