في يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ماس/آذار من عام 2011 ضربت موجات تسونامي هائلة السواحل الشرقية لجزيرة توهوكو اليابانية عقب زلزال عنيف بلغت قوته الدرجة التاسعة على مقياس ريختر. كان مركز الزلزال في المحيط الهادي على بعد 70 كيلومتراً شرق الجزيرة وعلى عمق يقارب الـ32 كيلومتر. وَلّد هذا الزلزال المريع موجات بحرية عالية للغاية تجاوز بعضها الأربعين متراً وتوغلت في عمق الجزيرة اليابانية لمسافة تجاوزت العشرة كيلومترات محدثة دماراً وخراباً في غاية الفظاعة في عدة مدن وقرى، وخلفت أكثر من خمسة عشر ألف قتيل وملايين المشردين وخسائر مادية قدرت بأكثر من ثلاثين مليار دولار!!
وقد تم تناول ذلك في عالم الإبداع في أكثر من موضوع مثل:
قد يظن البعض أن بلداً تعرض لكارثة كتلك لن تقوم له قائمة إلا بعد عشرات السنوات، لكن بعد أحد عشر شهراً فقط من الكارثة يقدم اليابانيون لنا وللعالم درساً جديداً في التعافي السريع من الكوارث والنوازل والعودة إلى الحياة من خلال هذه الصور التي قدمتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP):
حيث قدمت الوكالة لقطات ومشاهد صورت من نفس الأماكن عقب الكارثة وفي يناير الماضي. وضحت هذه الصور مقدار العمل الجبار الذي أنجز في هذا الوقت القياسي والذي بالفعل يدفع اللإنسان لإكنان عميق الاحترام لهذه الأمة القوية العاملة المجتهدة المحبة للحياة. وأترككم مع الصور:
وختاماً أريد القول أن هذا الإعجاز الياباني ليس غريباً عليهم فهذه الأمة كانت عام 1945 عقب الحرب العالمية الثانية مدمرة تماماً. ليس مادياً فحسب بل وحتى نفسياً. لكن في ثلاثة عقود من الزمان أصبحوا ثاني قوة اقتصادية في العالم ولديهم أفضل النظم الصحية والتعليمية وأطول معدل للأعمار. ما يميز اليابنيين هو إيمانهم العميق بأنفسهم وقدراتهم وتخطيطهم السليم ونظرتهم المستشرفة بالأمل نحو المستقبل، ولعلنا في حاجة إلى إحياء هذه القيم في أنفسنا من أجل إعادة بث الحياة في حضارتنا العريقة.