ربما تطرق إلى هذا الموضوع بعض الاخوان ولكني سأتناوله من وجهة نظري الخاصة وهو زواج الرجل بعد الخمسين وعادة مايكون هو الزواج الثاني ومما لاشك فيه إن الشرع قد أباح التعدد قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة . الآية3سورة النساء ) ولا خلاف على ذلك إطلاقاً فهذا شرع رب العالمين.
ولكن للآسف إن الغالبية عندما يبررون الترغيب بالزواج الثاني يأخذون أول الآية ويتجاهلون قوله تعالى في نهاية الآية
( فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) . فالله سبحانه وتعالى عليم بعبادة ويعلم إن هناك فروقات فرديه بين البشر فليس كل الناس قادرين على العدل فما أجمل قول رب العالمين وما ارحمه بنا عندما قال فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة والعدل لايكون فقط في الملبس والمأكل والمشرب فيتجاوز ذلك بكثير من المعاملة والملاطفة والحقوق الزوجية التي يعرفها الجميع .
فالمسألة إذاً ليست الزواج باثنتين أو ثلاثة والسلام بل مايترتب عليه هذا الزواج وما يحصل بعده وهذا هو ما أود أن أتكلم عنه في هذا الموضوع فعندما يتزوج الرجل من امرأة ثانيه يكون عمرها غالباً بالعشرينات أو اقل وهو تجاوز الخمسين هل ترون عدل في ذلك فالمسألة ليست في الزواج فقط بل في مايترتب عليه هذا الزواج من المشاركة والمودة المتبادلة بين الزوجين وهل هي متكافئة وما ينتج عن هذا الزواج من أولاد ولا يقتصر على ذلك فقط بل يتواصل الأمر إلى تربية الأبناء وتنشئتهم النشأةالصالحة ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم .
فاغلب الدراسات الأسرية التي تهتم بالأسرة والمجتمع اغلبها أفادت إن سبب انحراف الكثيرمن أبناء الأسر ناتج عن إما كون الأب من مدمني المخدرات أو من أصحاب السجون
أو من إهمال الأب لأبنائه نتيجة زواجه الثاني وتخليه نهائياً عن واجباته تجاه أبنائه من زوجته الأولى مما ينتج ضياع الأسرة وتفككها ولا يقف على هذا الحد فحتى أبناء الزوجة الثانية
يحتاجون إلى رعاية وتوجيه ومتابعة مستمرة وهو مالا يستطيع القيام به هذا الزوج وذلك لتقدمة بالعمر فتخيل أخي الكريم عندما يكون عمر الوالد يتجاوز السبعين ولديه أبناء في سن المراهقة فكيف يستطيع متابعتهم لحظه بلحظه وخصوصاً نحن في زمن أصبحت فيه التربية صعبة للغاية وذلك للمغريات والملهيات العديدة الموجودة في هذا الوقت من الفضائيات والانترنت والتي تتطلب من الأب معرفة جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة
حتى لايعتبر جاهل ففي هذا الوقت أصبحت الأمية ليست فيمن لايعرف القراءة والكتابة فقط بل تعدت ذلك بكثير .ولا انسي تربية الشارع فالشارع الآن ليس الشارع السابق الذي يتذكره
أبائنا في الماضي فاختلف الوضع كثيراً فالشارع الآن فيه الطالح أكثر بكثير من الصالح وهنا تكون تربية أخرى وهي تربية الشوارع والتي تنتج مزيداً من الضياع بكل اشكالة .
فهل تتوقعون من رجل تجاوز السبعين من العمر القدرة على متابعة الأبناء المراهقين في ظل وجود المبررات التي ذكرتها أعلاه .
ختاماً إن كتابة هذا الموضوع ليس اعتراضاً على الزواج من ثانية فهو شرع رباني قد أحله الله سبحانه وتعالى لمعشر الرجال ولا أرى فيه بائساً متى توفرت المسببات لذلك .
لكن مايهمني هو نتائج هذا الزواج وماذا يحصل بعد ذلك من ضياع للأبناء والأسر في حالة عدم استطاعة الرجل على القيام بواجباته تجاه زوجاته وأبنائه .
قال صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).
تحياتي للجميع ....