شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

#1 25 - 3 - 2012, 02:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه الدنيا نتعرض ونتوقف أمام كثير من المحطات , فمنها ما تكون سبب في حزننا ومنها ما تكون سبب في فرحنا , سأضع أمام ناظركم بعض هذه المحطات بقلم أمير الغرباء وبتعابير قلبه أرجوا أن تنال رضاكم وإعجابكم .

محطات رحلة الحياة

محطة يدخلها ويقف فيها جميع الناس , وهي محط مبنية على الفطرة السليمة والبراءة الصادقة , وقد تكون هذه المحطة ورقة بيضاء يكتب فيها تعابير شخصية الإنسان المستقبلية , وقد تكون لهذه المحطة ذكريات في بعض الأحيان نشعر أنها مؤلمة وفي البعض الأخر نجد العكس , لكنها بشكل عام محطة قاسية بعض الشيء لأننا نتذكر فيها ذكريات مهما كانت جميلة لكنها قاسية على النفس . ياليت قلبي قلب طفل لا يعرف الأحزان .

محطة لا يستطيع كل الناس الوقوف فيها لأنها تتطلب جهد كبير وتضحيات كثيرة , فهي محطة جميلة يسعى الكثير من الذين يتصفون بصفة الخيانة للوقوف فيها لكن لا يستطيعون ذلك . وهل يصلح الزمن ما كسر الناس لا أعتقد ذلك .

محطة رائعة قد يفرح الإنسان عند الوقوف فيها وقد يحزن ويندم كثيراً لأنه توقف فيها , لكن الذي يلفت الأنظار في هذه المحطة أننا نكون في بعض الأحيان لا نملك رادع يردع تكوين الصداقات سواء كانت صداقة الطفولة أو صداقة الدراسة أو صداقة الجيران أو أو أو , وقد نندم في بعض الأحيان لأننا نكتشف أن هؤلاء الأصدقاء لا يستحقون أي تضحية قدمت لهم في سابق الأيام وقد تكون الصداقة أروع شيء في الحياة إن كانت مبنية على محبة الله . أهـ كم أنتي قاسية أيتها المحطة .

في بعض الأحيان نشعر بالجزع , ومرحلة الجزع مرحلة خطيرة يصل إليها الإنسان بعد أن يتعرض لصدمة مؤثرة تحول حواسه الخمسة الى حاسة واحدة وهي الحزن واليأس , وفي هذه الظروف القاسية وبعد أن تخالطت الأفكار والظنون يبزغ ضوءمن بعيد إلا وهو ضوء الأمل يتمسك به الإنسان لكي يستطيع أن يبدأ حياة جديدة بعيدة عن شيء إسمه اليأس .

وهي محطتي المفضلة , لطالما أردنا الإبتعاد عن هذه المحطة لكننا لا نستطيع ذلك والشيء العجيب في هذه المحطة أنها قد تكون ملازمة لنا في حياتنا أو تكون في بداية حياتنا أو في نهايتها مع ملاحظة أن هذه المحطة تأتي بعد كل فرح , فلا تحزنوا مازال في العمر بقية .

وهي محطة بعيدة جداً عن مكان توقفي في هذه الحياة , قد يسعى كل إنسان لأن يتوقف أكثر فترة ممكنة في هذه المحطة لكن ينسى ما يتعرض له من حزن وألم وهموم كثيرة في هذه الحياة لكن مهما توقفنا في هذه المحطة ومهما مكثنا فيها فلا بد أن يأتي يوم ونغادرها , فلا تفرحوا فرحاً كثيراً حتى لا تحزنوا .

هي محطة خطيرة يسعى كل إنسان لعدم التوقف فيها لأنها تقلب كيانه بشكل كبير وتزرع في نفسه الشكوك التي تحوله من إنسان مسالم الى إنسان يسعى لكي يظلم الكثير من الناس , ومع كل الأسف توقف الكثير من الأشخاص في هذه المحطة وقاموا بنشر الظنون السيئة التي تعبر عن فطرتهم الخبيثة , أسأل الله أن يحفظ الجميع من هذه المحطة .

هي محطة يشعر من خلالها الإنسان بوجع كثير وقد لا يكون هذا الوجع الذي يتعرض له في البدن فهناك ألم يقع في البدن وهناك ألم يقع في النفس وهناك ألم يقع في القلب فيجب على الإنسان الحذر كل الحذر من هذه المحطة لأنها محطة مؤلمة في بعض الأحيان وقد تكون صدماتها قوية لا يستطيع الإنسان تحملها .

كانت هذه المحطة في سابق الأزمان من أروع وأحلى المحطات في هذه الدنيا البسيطة الى أن وصلنا الى حاضرنا المؤلم الذي غير هذه المحطة وجعلها محطة يسعى إليها الناس ويسعون للوقوف فيها لكن ينتابهم شعور مخيف ألا وهو الحذر من لدغات هذه المحطة فقد تأخذ بيد الإنسان الى طريق السعادة وقد تأخذ بيديه الى طريق التعاسة وشتان بين الطريقين . كم هي مؤلمة هذه المحطة .

هي من أصعب المحطات التي يتوقف فيها الإنسان , وفي هذه المحطة ألام كثيرة قد تكون بسيطة وقد تكون قاسية قاسمة للظهر , فقد تكون الخيانة من صديق أو حبيب أو قريب وبرأيي أصعبها خيانة الحبيب الذي نفديه بالغالي والنفيس ونضحي من أجله ويجازي كل هذه التضحيات بالخيانة . يارب إنك تعلم ما في قلوب عبادك فأجعل من خانوا يشعرون قليلاً بألام من خانوهم .

هي محطة قاسية يتوقف الإنسان فيها بعد أن يشعر بشعور غريب وإحساس مريب ألا وهو التجاهل من قبل الآخرين , فقد تكون بين أناس كثر وتشعر أنك غريب , وقد تكون بينهم وتشعر أنك وحيد , فلا تتجاهلوا الآخرين حتى لا تندموا وتشعروا بتجاهل الآخرين لكم .

محطة يتجه إليها كل الناس وكلاً حسب حاجته وأمره , فهناك من يمكث فيها بسبب مفارقة أحبابه أو أصدقائه أو أي أحد كان له أثر في نفسه , وهناك من يمكث فيها لأنه شعر بالظلم , وهناك من يمكث فيها لأنه شعر بحاجته للبكاء بسبب هموم الحياة وما يصاحبها من ألام كثيرة . أهـ كم أنا محتاج للمكوث في هذه المحطة .

هي محطة بعيدة كل البعد عن طريق كل المحطات فهي محطة لا يتوقف فيها الإنسان في أي ظرف من الظروف , لأن هذه المحطة هي أول درجات الفساد لا يجوز التوقف فيها حتى لا نتعرض للوقوع في باقي الدرجات . لا أسامح من كذب على أمير الغرباء مهما كانت مبرراته .

هي محطة عكس محطة الكذب , فهي المحطة التي يكون فيها النجاة في حياتنا بشكل عام , فكما قالوا النجاة في الصدق وهل هناك شيء أروع من أن يعيش الإنسان صادق من نفسه ومع الأخرين لا أعتقد ذلك , فأجعلوا هذه المحطة ملازمة لكم في رحلة الحياة .

هي أخر المحطات في رحلة الحياة , وهنا يكون التوقف إجبارياً وليس له موعد سابق , فعلينا أن نحسن الوقوف في المحطات السابقة لأن لا يمكن أن يكون رفيقنا فيها إلا خلاصة عملنا في سابق المحطات فإن كانت خلاصة أعمالنا طيبة كان طريقنا طيب , وإن كانت خلاصة أعمالنا خبيثة نساق بهذه الخلاصة الى السوء , فلا تستهينوا في هذه المحطة وأذكروها في كل وقت ولا تنسوها فقد يفاجئ الإنسان في الوقوف فيها في أي وقت . أسأل الله أن يحسن خواتيمنا في هذه المحطة .

وهي محطتي الخاصة التي وكلت بإدارتها وعينت نفسي أميراً عليها في داخل مملكتي الخاصة , قد تشعر في هذه المحطة بالفرح والحزن والكذب والصدق والحب والخيانة والألم والظن والأمل وحتى الموت لكن قد تتذكر عندما تشعر بإحدى هذه المشاعر أنك غريب وما أقساه من شعور قاسي على النفس في بعض الأحيان , وقد يظن البعض في ذكر هذه المحطة أن المقصود هو غربة الوطن لكن أنا لم أتطرق لهذه الغربة فهي غربة واضحة وغير غامضة , لكن الحمدلله على كل حال . أسأل الله أن لا يتعرض أحد لشعور الغربة اللهم أمين .

الموضوع الأصلي :‎ محطات رحلة الحياة || الكاتب : || المصدر : شبكة همس الشوق