حينَ غابتِ الشمسُ في فصلِ الخريف ولم يبقى سوايَ وذاكَ الشفقُ الأحمر
تبعثرت أوراقي
وتطايرت وُريقاتُ الخريفِ أمامي
فقد أذهلتني بـِ أسرابِها المُلونه
وجعلتني أرتعِشُ رعشاتٍ خريفيه
وبدأتُ معها إحدى حِكاياتي التي سقطت من قلبي سهواً هذا الصباح
وعلى رائِحةِ القهوةِ سـَ أطرحُها أرضاً على هذا البياض
في يومٍ من أيامِ الخريف
رأيتُكَ تعبُرُ إحدى الطُرُقات
تتناثرُ بينَ أقدامِكَ بقايا أوراقُ الخريف
على ذاكَ الرصيفُ المُجاور كُنتُ أراقِبُكَ عن كثب
وعلى هذا الرصيفِ ليسَ من أحدٍ سواكَ أنت و أوراقُ الخريف
عبرتَ من تِلكَ الطُرُقات دونَ أن ترآني
حتى أنكَ لم تلحظ وجودي
وكيفَ لكَ أن تلحظني و أنتَ لاتعرِفُ من أكونُ أصلا ..؟!
ضللت أرقُبُكَ من مسافةِ أمتارٍ هيَ ماتفصِلُني عنك
أترى هذا السكون
كما رحلتُ من هُناك بقيَ كُلُ شيءٍ على حاله
حتى تلكَ القطةُ باتت على أثارِ قدميكَ يامن رحلتَ دونَ أن تراني
ألهمكَ الطريقُ بـِ مُتابعتِ السيرِ للأمام
ولم تستطِع أن تلتفِتَ قليلاً لـِ الوراء
لم تشعُر بـِ أنَ ظِلكَ أجبرني على أن أتبعَ الأثر
وكأنكَ إحدى شُجيراتِ الخريفِ و أنا من أوراقِكَ التي سقطت سهواً
نعم
قد أسقطني رحيلُكَ عن مكاني
وها أنا أسقُطُ رويداً رويداً
وصلتُ لـِ شفا حُفرةٍ من هذهِ الأرض
فـَ وقعتُ عليها و تكسرت أطرافي
حاولتُ لملمتَ أشلائي
ولكن هيهاتَ أن أجمعني من دونِك
لم أستطع منعَ نفسي من الإصفرارِ قهراً
أتوكأُ على غُصني الذابِلِ
حتى ترحمني بعثراتُ الرياحِ فـَ أطير
أيا خريفَ العُمرِ لاتمضي دونَ اللِقاء
سـَ أبقى مُصفرةً حتى أراهُ مُقبِلاً من هذا الطريق
سـَ أعودُ لـِ أعقِدَ وثاقي بـِ إحدى الأغصانِ الذابله كـَ حالي
ولاتخف على سقوطي
فـَ أنا سـَ أنتظِرُ أن تقطِفني حتى وإن مرت أعوامٌ و أعوام
ها أنا على هذا الغُصنِ أترآني