بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
انتشروا بشكل غريب وعجيب حتى تراهم على الهواء يشاهدهم الملايين .. صار الناس يشاهدوهم وهم يتناولون وجباتهم عياناً بياناً دون إنكار أو تقزز .. وسول الشيطان الفكرة أن هذه هى الحرية ولابد من المناقشات والمحاورات وبالطبع كلام على خلاف عليه ولكن أين الطرف الثانى .. لقد مر عمرو بن العاص مع أصحابه على بغل ميت قد انتفخ ، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم .
وهذه كلمات لم أصل لكاتبها على روعتها :- " إن الغيبة هي شهوة الهدم للآخرين، هي شهوة النهش في أعراض الناس وكراماتهم وحرماتهم وهم غائبون. إنها دليل على الخسة والجبن، لأنها طعن من الخلف، وهي مظهر من مظاهر السلبية، فإن الاغتياب جهد من لا جهد له. وهي معول من معاول الهدم، لأن هواة الغيبة، قلما يسلم من ألسنتهم أحد بغير طعن ولا تجريح " .
وقد كتب د. رشاد محمد البيومي فى مقالته تبيان وتذكرة : " أسأل هؤلاء: ترخصتم حتى أصبحتم آلة في يد بعض المذيعين؛ "الذين ليس لهم همٌّ إلا الإساءة إلى الجماعة وإلى تاريخها ورموزها"، يستحضرونكم في مجالس الغيبة والنميمة في كل وقت وفي كل مكان " ويقول :- " كيف استبحتم لأنفسكم أن تضيّعوا أوقاتكم في محاورات مع من في سنّ أبنائكم وأحفادكم يستنطقونكم بكل سفساف القول وفحش الكلام؟! كيف رضيتم لأنفسكم أن تنهشوا في أعراض أناس تعاملوا معكم وعشتم بينهم تحت مظلة العمل لله، وأن ترموهم بكل أنواع الشتائم والمهاترات؟! "
ويقول د . فتحى يكن فى كتابه الإيدز الدعوى :- " احتراف النقد والغيبة والنميمة: من عوامل الفتن التي تشق الصفوف وتنقض الغزل، وتأتي على البنيان، احتراف النقد وامتهان الغيبة والنميمة، وتتبع العورات، وتطاول الألسن، وشيوع ذلك وانتشاره واستساغته وعدم استرذاله، بحجة تصحيح الأوضاع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
وأقول ما قاله قاله النبى صلى الله عليه وسلم :- " إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! " صحيح مسلم (2581)
وانظر إلى خير الناس ليس بكثرة الصيام ولا بكثرة القيام بل :- " خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده "
وفى النهاية اذكر إخوانى المشاهدين لمثل هذه البرامج التى ملأتها الغيبة السامع شريك المغتاب ، ولزاماً عليه أن ينصر أخاه في غيبته ويرد عنه. وفي الحديث " من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ". " من رد عن عرض أخيه في الدنيا رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ". وإلا ترك هذا المنكر وقام ..