ثورة الخلايا الجذعية علماء بريطانيون يطورون “دماء” صناعية في المعمل
يبدو أن المستقبل يحمل لنا العديد من الإكتشافات والتطورات التي لم تخطر لنا ببال، فهاهو اكتشاف جديد يدق أبواب الطب ليرفع الكثير من المعاناة عن المرضى وينقذ حياة الكثيرين
فقد طور علماء بريطانيون دماء صناعية في المعمل عن طريق الخلايا الجذعية ومن المتوقع أن تصبح جاهزة للتجربة على الإنسان خلال عامين فقط!
تخيلوا ما سيحدثه هذا الإكتشاف من ثورة وفوائد كبيرة جداً في عالم الطب، فهو يؤمن مصدر جاهز للدماء في أي مكان وأي وقت بغض النظر عن فصيلة دم المريض!
كما أن هذه الدماء تتميز بخلوها من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن توجد في دماء المتبرعين الطبيعية، وسيصبح من الأسهل والأسرع إنقاذ حياة الكثيرين ممن يتعرضون لحوادث على الطرقات أو كالجنود في ساحات المعارك.
من الجدير بالذكر أن الخلايا الجذعية تعتبر خلايا أولية يمكن أن يبنى منها خلايا أخرى لمناطق أخرى من جسم الإنسان، أي أنها تعتبر ”قطع غيار” يمكن استخدامها وقت الحاجة! لذا قام باستخدامها باحثين من جامعتي بريستول وإدنبرج وقاموا بتوليد مئات الآلاف من خلايا الدم الحمراء من خلايا جذعية مأخوذة من نخاع العظم، ولكن للأسف هذا العدد الكبير من خلايا الدم الحمراء لا يكفي حيث يحتاج الشخص العادي إلى حوالي 2.5 مليون خلية دم حمراء في عملية نقل الدم الواحدة.
يتوقف الأمر الآن على نوعية الخلايا الجذعية المستخدمة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، فالباحثين يطمحون لإستخدام خلايا جذعية من الأجنة البشرية في عمر 4 أو 5 أيام و الناتجة عن التلقيح الصناعي والمتبرع بها خصيصاً لصالح البحث العلمي، أي أنها لا تكون أجنة كاملة أو حية بعد، فالخلايا الجذعية في هذه المرحلة من الأجنة يمكنها أن تتضاعف بسهولة مما يولد الكثير من خلايا الدم الحمراء صانعة الدماء المطلوبة، ويقول العلماء أن الخلايا الجذعية المأخوذة من جنين واحد فقط يمكنها أن تولد ما تحتاجه بريطانيا كلها من دماء!
يواجه العلماء الكثير من الإنتقادات بهذا الصدد، حيث أن استخدام الأجنة في الأبحاث العلمية المتطورة يثير استهجان الكثيرين ، ويقول السيد ترنر المدير الطبي لخدمات نقل الدم الاسكتلندية أن هذا الإكتشاف المدهش سيكون ذا فائدة كبيرة جداً وإذا كانت القوانين ستمنع استخدام الخلايا الجذعية من الأجنة فإن العلماء سيحاولون الحصول على خلايا مشابهه من مصادر أخرى.
يذكر أيضاً أن فرنسا تقوم بأبحاث مشابهة لإنتاج دم صناعي وبدأت بالفعل في إجراء تجاربها الأولية على الإنسان.
يبدو أن السباق في أوجه بين كبريات الدول لإنتاج هذه الدماء التي ستحدث ثورة كبيرة حول العالم وستغير الكثير من مجريات الأمور في عالم الطب.