لا بد أن نعلم أبناءنا وأطفالنا احترام القوانين والنظم مهما فعل الآخرون ومهما تجاوزوا ومهما حدث من تغيرات؛ لأننا لن نوافق أن يتحول المجتمع إلى غابة يحصل فيها كل فرد على حقه باستخدام قوته وعضلاته. ليست الشجاعة أن يضرب طفلك من ضربه، وليس جبنا أن يلجأ إلى من يتصور أنه يستطيع أن يأخذ له حقه في إطار من النظام واحترام القانون، قولي لابنك إذا ضربه أحد أو أسقطه أو أخذ منه شيئا أن يلجأ إليك إذا كنت موجودة أو يلجأ إلى أم الطفل إذا كانت موجودة أو يلجأ إلى مشرفته؛ لأنهن المسئولات عن حفظ النظام وتطبيق القانون. ولا تقولي له اضرب من ضربك أو أسقط من أسقطك لأنك تعلمينه حينئذ منطق الغاب وستكونين أول من يشتكي به؛ لأنه سيطبق عليك نفس القاعدة وهي أخذ ما يتصور أنه حقه بيده.. وعندما يعلو صوته ويقوى ساعده فلن تستطيعي أن توجهيه بأي صورة لأنه قد تعلم أن يستخدم يده في حسم المواقف وألا يحترم نظاما أو قانونا. إننا نعلمه ألا يسكت على الخطأ وألا يرضى بالظلم، ولكن في نفس الوقت أن يسلك في سبيل الحصول على حقه الطرق الشرعية، وألا يلجئه تجاوز الآخرين للحدود أن يتجاوزها.. حتى لو بدا هذا الطريق صعبا أو كما يدعي البعض غير مناسب لواقعنا الحالي الذي يحصل فيه الجميع على حقوقهم بالقوة. فرق بين أن نعلمه احترام نفسه وحفظه لحقوقها وبين أن نعلمه مبدأ الطغيان والقوة الغاشمة، إننا لو علمنا أولادنا منطق الغاب فلا نلوم إلا أنفسنا إذا أكلهم من هو أقوى منهم أو حتى لو أكلونا هم أنفسهم لأننا أصبحنا ضعفاء. سنظل بشرا محتفظين بإنسانيتنا ولن نجعل منطق الغاب يغلب أو يحكم مملكة الإنسان، ليكن ابنك إنسانا يعرف حقوقه وواجباته في إطار النظام والشرعية وسيعرف كيف يدافع عن حقه بغير تجاوز. |