منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان". و منذ أيام قليلة، هنأنا بعضنا بقدومه.. فقد هل الهلال، مع النداء الشهير: "يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أدبر.." و اليوم، فاجأتني هذه الحقيقة : انقضى النصف الأول من رمضان!! كيف..؟ متى..؟ لماذا..؟ سبحان الله.. رمضان.. هذا الضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر.. مضى نصفه.. "و النصف كثير".. وهنا لي وقفة مع نفسي، و معك أختي.اخي.. ماذا تغير فيك يا نفس منذ 10 أيام؟ أين أنتم الآن من ختم القرآن؟ كم فطرتم من صائم؟ هل تصدقتم؟ ما هي أحوالكم في القيام؟ مواظبون، خاشعون؟ أم..؟ أرجوكم، هذه فرصتكم..الآآآآن.. الآن، تستطيع تشخيص الداء و تحديد الدواء. .الآن، صفدت الشياطين، فعالجوا هذه النفس الأمارة لتصير نفسا لوامة، فمطمئنة.. هل وصلتم رحمكم؟ هل تعدون أنفسكم من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات؟ أم..؟ لله عتقاء من النار، في كل ليلة من رمضان.. فهل يا تراكم عتقتم؟ هل اجتهدتم في طلب العتق، أم رضيتم أن تكونوا مع الخوالف..؟ أرجوكم، اجعلوا همتكم عالية.. صحيح، سيكون ذلك متعبا، ولكن.. "و إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام" فكونوا أصحاب نفس "كبيرة".. و اغنموا هذه الأيام المباركة بطاعة الله.. و استكثروا الحسنات.. و قولوا "هل من مزيد".. و جاهدوا أنفسكم، عسى أن تفوزوا بالعتق، و رضا الرب، و حسن الخاتمة، و علو الدرجة.. بعد أسبوع سنستقبل العشر الأواخر ـ إن كان في العمر بقية ـ.. و سنشد المئزر.. و لكن ، سيصعب على من "أدبر" في العشر الأوائل، أن "يقبل" في العشر الأواخر!! و بعد أيام، سنهنئ بعضنا بقدوم العيد.. و شتان.. بين من يهل عليه هلال شوال و هو معتق من النار مغفور الذنب.. و بين من يهل عليه، و هو كما هو، أسير النار و الشهوات و المعاصي.. مما راق لي " أميرة القلوب |