من أقوال الدكتور عائض القرني في الطفولة- لاتقتلوا الطفولة -
من حق الطفل أن يضحك وأن يمزح وأن يلعب،
وهو حق طبيعي اتفق عليه العقلاء وأتت الشريعة بتأييده ،
ففي الحديث:
( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع )
فبعد السبع ابدأ التعليم والأمر والنهي،
قال سفيان الثوري : لاعب ابنك سبعاً وأدِّبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اتركه للتجارب،
فينبغي لنا أن نترك أطفالنا يستمتعون ببراءة الطفولة،
وفي القرآن حكاية عن أبناء يعقوب قولهم لأبيهم
{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ }
ثم قالوا
{ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ }
أرجوك أن تترك طفلك يمزح ويلعب ويضحك ويسابق ويعيش كما يعيش العصفور .. تماماً،
ولا تثقل عليه بحفظ المتون ،
وقراءة مقدمة ابن خلدون ، ومعارضة قصيدة ابن زيدون،
وشرح حاشية ابن القاسم على موطأ مالك !
فقد وجدتُ آباءً بدأوا يحفِّظون أطفالهم المتون في الثالثة والرابعة من أعمارهم،
فعاش الطفل في هم وغم ونكد ، فإذا ضحك الطفل صاح به أبوه : انتبه يا ولد !
وإذا تبسّم قال له: ماا هذا ؟ وإذا لعب قال له نسيت الآية
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وأنكم إلينا لا ترجعون }
وإذا سأل أباه أن يشتري له لعبة انتهره قائلا :
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا - عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ.
فإذا استأذنه أن يلعب مع الأطفال أنكر عليه وقال: أين أنت من قول الأول:
إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ - تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا.
لا تقتلوا البسمة على شفاه الأطفال. كان سيد البشرية ?
رحيماً بالأطفال يمازحهم يضاحكهم يحملهم،
كان يأخذ الحسن والحسين في حضنه ويقبِّل هذا مرّة وهذا مرّة ويقول:
( هما ريحانتايا من الدنيا )
فيقول له رجل: عندي عشرة أبناء ما قبَّلتُ واحداً منهم، فيقول له الرسول:
( وهل أملك .. أن نزع الله الرحمة من قلبك )
إن الطفل بحاجة إلى متعة ذهنية ورياضة جسمية ،
تجعله مستعداً للحياة القادمة حياة العمل والإنتاج ..
فلماذا نستعجل الأيام ونحرمه حقه الطبيعي في اللعب والمزاح والبهجة ؟
إن الإعاقة الفكرية قد يكون سببها أب ظالم شرس ...
يجلس مع أطفاله كأنه الحجاج بن يوسف ،
فيقمع في نفوسهم البسمة ويكبت في أرواحهم الفرحة ،
فيكبرون وفي قلوبهم مرض القهر النفسي والكبت الأسري فينشأ الواحد منهم غير سوّي ،
تشاهد على وجهه سحابة سوداء من الكآبة والحزن
الدفين من آثار الطفولة البائسة المحرومة،
إذا لم يصل أطفالك لدرجة الفرحة الغامرة والاستقبال الحار بقدومك
بحيث أنهم يتسابقون إلى فتح الباب إذا أقبلت فراجع تربيتك لهم
وتحول أنت الى طفل وديع بينهم فتنـزل إلى مستواهم في الحديث،
أسرد عليهم نكات وداعبهم بلطائف وشاركهم لعبهم وسباحتهم وقفزهم
ولا يعني ملاطفة الأطفال ومداعبتهم وتركهم يلعبون إهمال الأدب ،
بل سوف تغرس في قلوبهم الفضيلة بلطفك بهم فتهذِّبهم برفق
وتربيهم بعفويّة من دون أوامر عسكرّية،
إن الطفل لا يعرف إلا أباه .. فهو يراه أشجع من عنترة ..
وأكرم من حاتم .. وأحلم من الأحنف ،
فلنجعل الحب مكان السوط .. والرفق محل العنف .. واللطف مكان الكبت ،
حينها نسعد بأبناء أسوياء يحملون رسالتهم في الحياة
بجدارة ويصلون إلى كرسي الريادة باقتدار ،
وإذا لم يلعب الطفل ويضحك في السنوات السبع الأول من حياته
فمتى يضحك ؟ هل يضحك يوم تقبل عليه الحياة
بمتاعبها وهمومها وأحزانها يوم يحمل
مسؤولية البيت والوظيفة والرزق والحقوق الاجتماعية والواجبات الشرعية وعقوق
الناس وتنكر الأصدقاء وركلات الأعداء ؟
حينها يصرخ القلب المفجوع بحنين:
ألا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً - فَأُخبِرُهُ بِما فَعَلَ المَشيبُ
أعجبني كثيراً فاحببت أن نتشارك به
" أميرة لقلوب ...