لحُزْنَ آخِرَ مَحَطاتي
لَيالٍ دَميمَةٍ تَسْكُنُ الْمَكانَ ..
ظَلامٌ حالِكٌ يُغَطي قَلْبٌ عَطِشَ مِنَ الْغِيابِ
وَتَأْتي الذِّكْرِياتُ تَحومُ وَتَحْمِلُ مَعَها الآهاتَ
وَأَحاديثَ الْعُشَّاقَ تَضَعُ بَيْنَ عَيْناي قِصَةَ عِشْقي الْمَريرَ
لِيَنْقَبِضَ قَلْبي كُلَّما تّحّسَّسْتُ ألَمَ الْفُراقَ !!
ما أَصْعَبَ أَنْ يَكونَ الرَّحيلَ فَقَطْ لِشَأْنِ الرَّحيلَ
ما أَصْعَبُ حينَ تَتَأَرْجَحَ أَحْلامي بَيْنَ الْحَياةِ وَالْمَوْتِ
وَيَسْكُنَني تَساؤُلٌ ساذِجٌ يَسْكُنُ عَقْلي !
لِمَ قَرَّرَ الرَّحيلَ عَني؟
لِمَ ترَكَ جَرحٌ غائِرٌ يَجوبُ داخِلي؟
سَئِمْتُ مِنَ حَياةِ الحُزْنَ وَالْأَلَم
إِلى مَتى أَتَعَثَّرُ بِالْوَجَعَ؟؟
إِلى متى؟؟
أَرْفُضَ الْحالَ وَأَسْتَنْكِرَ أَحْوالَ نَفْسي
سَأَجْعَلُ نِهايَةٌ لِحِكايَةَ جَرْحي
وَسَأَجْعَلُ الْحُزْنَ آخِرَ مَحَطّاتي
لَنْ أَدَعُ الذِّكْرَياتَ تَغْزو عَقْلي وَذِهْني
وَلَنْ اسْتَسْلِمَ لِعِشْقَ قَلْبي الذَّي عانى هَلَعَ الْفُراقِ
وَلنْ أَكونَ ذلْكَ الْعاشِقَ كَسير الْجَناحِ
ذو اللَّوْنِ الشَّاحِبِ
كَـ وَرَقَةِ الْخَريفِ
تَرْتَمي وَتَتَطايَرُ في الْهَواءِ.!
وَلَنْ أَدَعُ الْنْدَمَ يَحْويني
وَلَنْ أَنُدَمُ
حينَ شَرَعْتُ مَكاناً وَسَطَ الْقَلْبَ لـِ نارٍ تَشْتَدُّ حَرارَتُها وَتَلْتَهِمُني
وَجَعَلَتَ في صَدْري الْعَتْمَةَ لا تَنْطَفِئُ
حانَ الأَوانَ لِأَرى حَياتي تَبْدَأَ خَطَواتِها مِنْ جَديد
بِقَلْبٍ مُبْتَهِجٌ
وَروحٌ تَمْتَلِىُء بِالْكَثيرِ مِنَ الْأَزْهارِ
سَأَتَنَفَّسُ هَـواءَ الْعِشْقَ لِلْحَياةِ التِّي تّكْسوها الأَنَسَ
وَتَلْبِسَ ثوبَ الرَّبيعَ
سَأُمْلِئُ عُيوني فَراغَ الأَماكِنَ مِنْ بَعْدِهِم
سَـأُعَري لَيْلي مِنْ بُكائِهِم
وَسَأُخْبِرُ نَهاري أَني أَنا مازِلْتُ مِنْ الأَحْياءِ !
فَأَنا قَدْ مَلِلْتُ قَسْوَةَ مَلامِحَ الحُبِّ عِنْدَما تَسْكُنَ مَلامِحي.
ومَلِلْتُ أَحْتَمِلُ ضَبابَ ذِكْرى الْأَحْزانِ
أَكْرَهُ أَن تَكونَ نِهايَتي فيها .
مما لامس اوتار قلبـــــي.