|
عضويتي
» 2170 |
جيت فيذا
» 23 - 7 - 2012 |
آخر حضور
» 20 - 11 - 2014 (09:19 PM) |
فترةالاقامة »
4577يوم
| مواضيعي » 74 | الردود » 259 |
عدد المشاركات » 333 |
نقاط التقييم » 76 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
المستوى » $17 [] |
حاليآ في » الشرقيه | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية » |
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: اعتذار رواية...تُخلد ذِكرى رجُل
االـــــــفــــــــصــــــل الـــــــثـــــــــانــــــــــي
----------------------------
تبيني صدق ولا ما تبيني ....أنا ماني بلعبه في يدينك...
متى ما تعشقيني تعشقيني .....أبيك ان كان جيتيني حبيبه . .
تجيني بصدق ولا لا تجيني .....أنا ما أجرح مشاعر من عشقني . .
ولا أرضى لي عشقتك تجرحيني....ما دام أني عطيت بكل قلبي . .
مثل ما عطيك من قلبي عطيني.... وإذا بعت العذارى واشتريتك . .
تبيعين الرجال وتشتريني....أنا لي ثارت الغيره بقلبي . .
تقول الجن الأزرق معتريني....أبي وأنتي معي منتي لغيري . .
وإذا كنتي لغيري جنبيني.....أغيب وتذكريني بالحشيمه . .
ولا أمرح في ذراك وتلعنيني .....طويلين الشوارب ما احقروني . .
تبين أنتي تجين وتحقريني .....إذا نفسي رضت لي بالمذله . .
أبذبحني قبل لا تذبحيني......... مادام أني وفي كوني وفيه..
........ لأني ما أخدعك لا تخدعيني ........ [الشاعر حامد زيد]
.................................................. ................................
1978م -1401
بين سطور الحياة وبين أحرف القصائد التي تنبع من تجارب مريره أو سعيده من فرح و دموع تنبع من شجن أو حب...هذه هي الحياة تظل مجموعة من الأسرار وفي كل يوم نكتشف سرا يكاد يغلبنا أو نغلبه...
تخرج ناصر من الثانوية وقد بدى مستقبله مجهولا نوعا ما,سعيدا بالمستقبل الموعود أبن التاسعة عشر أمتلك أحلام كثيرة,سرقت من عيناه النوم طوال تلك السنين,نعم هذا هو ناصر تملئ نفسه الثقة والعزيمة في تحقيق كل الأحلام الكبيره وقد تكون في أعين الغير مستحيله...
ناصر.. يبه أنا فكرت باقتراحك,وحاس أنه يناسبني...
-أنت متأكد...لا توهقني مع أمك...
-يبه أنا باخذ الشهاده من الخارج وإذا رجعت يصير خير,بشوف الوظيفه اللي تناسبني...
-في أي جامعه سجلت؟
-جامعة هامبورغ الألمانية,وبستنى نتيجة القبول...
-الله يعيني على أمك لكن هذا مستقبلك وأنت حر...
أبو ناصر يحاول أن يجمع شتات قلبه قبل الوداع,لقد أصبح مدركاً بأنه وصل الى الفصل ما قبل الأخير من حياة ناصر..
-يبه يبه أبشر إقبلوني
كان واقفا على شؤون المزرعه عندما جاء ناصر فرحا يتخطى كل ما أمامه كالبرق,هذا الصوت الذي أعتاد على سماعه صبحا وعشيه,ذلك الصوت الشجي بلحنه العذب الذي كان يسترق سماعه في ليالي السمر مع أصحابه,فيلبس أبو ناصر طاقية الإخفاء ويسمر مع أبنه وأصحابه,أخنقته العبره وحاول أن يجيد الوقوف على أعصابه,وأدار بوجهه لناصر قائلاً..
-مذابك أركد يا ولد؟..
-يبه إقبلوني إقبلوني...
-مبروك الله يوفقك...
-ومتى العزم يا ناصر..
-بعد أسبوعين بعون الله..
-علمت أمك؟!
-وأشلون أعلمها وأنت محَرص علي ما أخبرها..
-طيب كتم على السالفه وأنا أخبرها بطريقتي..
-أبشر...
عاد أبوناصر في تلك اليله متثاقلاً يعد الخطوات التي تفصل بينه وبين زوجته ويحاول أن يجمع شتات نفسه المتناثرة على صور ناصر التي ستجمد في عروقه الى حين عودته...
-حبيبتي وشرايك نتعشى برا؟!.
-مذابك دوبنا قبل أمس طالعين..
-ضايق فيني الوسيعه ونفسي نغير جو..
-طيب عطني دقايق أجهز..
ذهبت لتخبر المرأه أنها ستخرج من المنزل لبعض الوقت وتأخذ ما يلزمها من حقيبة الزمن,تسر في نفسها بعض التساؤلات,لقد حفظت هذه المرأة لحن صوت حبيبها وأدركت بأن الزمن سيخبرها بسر جديد,لم تسأل زوجها عن أسباب ضيقه,ما أجمل طباع هذه الزوجه التي تطبعت بالحب لرجل يحيي قلبها عشقاً,فلا تحرجه أو ترغمه على الكلام إلا عندما يريد هو,وتجيد فن قراءة التعابير في وجهه ولا يدرك هذه الرسوم السرمديه سوى عاشق,نعم فقط العشــــاق..
- حيا الله بظيوفنا شو بدكن أكل بعد المقبلات...
-وش تبين أطلب لك؟ّ!
-مثل العاده حبيبي وكل شئ يجي منك حلو..
-طلبنا مثل العاده مشكل مشويات...
-ربع ساعه ويجهز الطلب...
-حبيبي لا تقول بعد العشاء..
-وش قصدك ياعيوني؟!
-أنت فاهم قصدي..قولي وشلي مضيق صدرك العيال فيهم شئ...
-وليش قلتي العيال؟!
-لو العلم فيك كان دفنت همك في حجرتي..
-هونيها مافي شئ,بس ناصر عزم يكمل دراسته بالخارج وكان هذا إقتراحي وسوى الأجرائات وقبلوه..
وهاله من الصمت وغيض دفين لم تعلم أين ستسكبه على أبنها أم زوجها...
-ومذابك ساكته؟...
-وش أهمك فيه سويتو اللي تبونه وجايين تعزموني عليه مثلا؟!..
-محشومه ياأم ناصر بس أنا شايف مستقبله بالخارج أفضل وبعدين أنا سألت عن الموضوع ومستقبله حلو بأذن الله..
-طيب أقلها خذيت رايي منت خسران شئ...
-لا تاخذين بخاطرك مني يالحبيبه وربي ماكنت ناوي أضيق خاطرك وماقد صار شئ,خليه يشوف مستقبله والله الحافظ لا أنا ولا الحكومه بنقصر معاه..
-يعني بيغيب عن عيني شهور وسنين,أبو ناصر أنت عارف وش تقول؟!
-والله قلبي يوجعني مثلك وأكثر, الليالي ما نمتها وأنا أحاتيه بس مستقبله وهو مرتاح ومبسوط عندي أهم من حبي وحرصي بأنه يكون قدامي...
عبرة ألمها تريد أن تخنق الدموع أمام هذه الحقيقة, أمام هذا الرجل الذي أحكم قراره الصائب أمام قلبه,شهيق عميق يتخطى بخيالها أسوار الذكريات ووجع أمومتها...
-وناصر إيش رايه؟!
-متحمس كثير,لا تخافين حنا ربيناه ويشهد الله أن اللي علينا سويناه والحافظ رب العالمين...
-والنعم بالله,الله يبلغنا فيه ياحبيبي...
-أمين...
وأصبحت الأيام تتثاقل على نفس ناصر,وتجري سريعا أمام أعين والديه كم تمنو أن يأمرو الزمن بالتوقف ولكن لا فائده...
رتب حقائب السفر وغداً موعد الرحيل...
في الصباح...
-جهزت كل أغراضك مانسيت شئ تراهي ديرة غربه وما يمديك ترجع...
-ههههها أدري يمه ياحلو مزحك...
-حاول أنك تطبخ في البيت وتخلي عنك أكلهم...
-أنشالله يمه...
-ناااااااصر..
-لبييييه يبه..
-تعال أبغاك بكلمة راس في المجلس...
-نعم يبه...
-ناصر كلمتين أقولها لك وبعدها أسلم عليك...
-أمر يبه..
-ربيتك وعلمتك وصاحبتك ولو شايف أني مقصر قول ياناصر؟!
سؤال غريب أغرق ناصر في أعماق الحياة,صور ألتقطها في مسيرة الزمن عندما كان يحاول الفرار وطلب الحريه أمام سلطة أبيه وقسوته في بعض الأحيان...
-محشوم يبه,يشهد الله أنك ما قصرت معي ولا معا أخواني,وإذا في قصور فهو مني يابوي..
-ناصر أنا رفعت يدي عنك الحين انت مسئول عن نفسك وعن قراراتك في حياتك,اللي بيدي أسويه أنجزته دير بالك على نفسك وأعرف أني معاك بأي قرار تكون مقتنع فيه وأشوفه صح,والأكيد أني مش مسئول عن حياتك أنت مسئول عن نفسك...
وهذه أول مره يشعر بها ناصر أنه سيكون وحيدا,لقد أرتعب قلبه وأصبح قلبه يتمتم بكلمات غريبه لم يعهدها في نفسه يوما ما,
-ياناصر خلينا نصغر خلينا نلعب مع أبوي وندور حضن أمنا في كل الليالي...
لقد شعر ناصر أنه فطم من شئ ما ولكن لم يدرك لحظتها ماهو,هل تريد أن أخبرك ياعزيزي مما فطمت,لقد فطمت من الأمان الذي تجده في حضن أبيك من الأطمئنان والألفه والحب وأجمل لحظات السعادة بين أخوتك من حنان أمك التي تكتحل بالنظر أليك قبل أن تنام في كل ليليه,هذا ما فقدته يا ناصر...نعم لقد كبرت ولن تستطيع أن تنقص من حجمك أو ترجع الزمن لقد كبرت...
لقد ودع أهله في عصر ذلك اليوم وأجتمع بكل الطلاب المبتعثين في الطائره...وبعد الوصول إلى ألمانيا,تيقن بكل حواسه بأنها ليست وطنه...أنها مدينة هامبورج الألمانية عنوان
للدفء ومزيج من السحر والتاريخ فالسفر لألمانيا فسحة رحبة للروح.. سهولها خضراء لا تختفي عن الناظر وطقسها معتدل صيفاً، تتخلله زخات مطر منعشة، بلد يتمازج فيها القديم والحديث بانسجام في مختلف أرجائها الواسعة، فعلى الرغم من كونها واحدة من كبريات الدول الصناعية في العالم، فإن الصورة النمطية الجميلة لألمانيا ما تزال قائمة، حيث تعكس الواجهات الزجاجية للمباني الحديثة في كثير من الأحيان صور الأبراج المزخرفة لكاتدرائيات العصور الوسطى، بينما تطل القلاع القديمة على نهر الراين، وكذلك على خطوط القطارات السريعة التي تربط بين المدن. بلد قدم للعالم عباقرة أغنوا مسيرة الحضارة الإنسانية من جوته ونيتشه وهيجل إلى بيتهوفن وباخ......حسنا لنعود الى عزيزنا ناصر..! لقد عُرض عليه التخصصات الموجوده في الجامعه فأختار دراسة علم الأجتماع,فهو يشعر بأنها مقربه الى نفسه نوعا ما...
وتعرف على أصحابه في السكن وكان منهم ابن عمه كريم الذي
-هلا ومرحبا ياناصر أخيرا شرفت...
-والله لك وحشه ياكسرة العود..!
-أمممممممم نويصر حنا في ألمانيا خلنا حلوين وخل عني ذا الهرج وعلمها في ديرتنا...
-غيرتك الغربه يااااكسرة العود...
-أنت ماتنسى أقول تعال أعرفك على الشباب بس...
في اليوم التالي أصبح يسير في شوارع ألمانيا في أجواء خياليه رائعه وتلك الورود البشريه تعبأ المدينه وتخنق رجالها بشذاها ولكن عزيزنا مدرك بأن مايراه ليست إلا ورود تسعى حثيثة إلا فقد رونقها...وبدأت الدراسة وبدء الوضع جديا بشكل ملفت أمام المحاضرين في الجامعه...مرت السنه الأولى بتفوق فقد تكيف ناصر مع أجواء الغربه سريعا ويرجع الفضل في ذلك لله ثم لوجود أبن عمه,وكانا ينتهزون كل فرص العطل الدراسية للذهاب الى الجنوب ولو كلفتهم الكثير...وبدأ العام الدراسي الثاني بصورة سريعه على نفس ناصر أاااه كم يحب وطنه أنه الجنوب في قلبه وبين عينيه..
-ناصر..ناصر..ناااصر
-مذابك وشتبي..فهد لا تسويلي سالفه مع الدكتور كل مره أنطرد وأنت السبب..!
-أقولك أسمع يا بويا,شوف هادي البنت ترى من زمان وهي تناظرك وأنت ولا أنت هينا..
-أي وحده؟!..
-هاذي أم زغود..[بمعنى ذات الخدود الممتلئه]
-ناااااااااصر..
-نعم يا دكتور..
-أنتبه للدرس وكف عن الأحاديث الجانبيه..
-دكتور هذا فهد من اليوم يتكلم وأقوله أنتبه للدرس ومش راضي..
فهد صديق ناصر بنفس المرحله الدراسيه وشريكه بالسكن,أنسان بسيط وعفوي وصاحب شخصيه مرحه,وهو من سكان منطقة الحجاز في السعوديه...
حسنا لقد أخذ تسديده غير متوقعه من ناصر الذي لم يعتد على مقالبه الجنونيه إلى الأن...فأسر فهد بنفسه وقال..
-أشبوه هادا الراجل قلب الطاوله علينا...
-فهد, غت أووووووت.[بمعنى أخرج لو سمحت]
أااااااخ منك ياناصر لا تريد الوقوع أبدا,حسنا لقد أنتهى الدرس وعادو الى المنزل مرهقين من الدراسة,أجتمع أفراد العائله الشبابيه على طعام الغداء,حسنا ناصر لن يكترث بالوضع الراهن,ويمارس حياته كيفما يريد...
-بعض الناس يتغدو ولاهمهم أشبناااا ماتدينا ريق حلو راضينا مثلاً...
تجمعت أنظار الحضور المليئه بالأستفهام نحو فهد...فرد كريم قائلا..
-من تقصد بكلامك؟!
ولا زال ناصر غير مكترث بالوضع الأستفهامي...
-ناصر تغدى عليك بالعافيه..
-مذابك تراني ماني بناقصك, فيني نوم وحدي تعبااان..
-أشبنا يابريئ يا مسكين إنتا..
-أقول لا يكثر عندك هرجه قولها وإلا أسكت..
-أقولك خير وتقلبها عليا شر وتمقلبني مع الدكتور شكلك مانت صاحي,مالك صحوبيه يا ناصر..
-توك تدري...
-وش السالفه يا شبااااب..
-ولد عمك الخبل هادا,نبهته على وحده من الطالبات الظاهر كِدا أنها معجبه فيه وتديه نظرات من ست شهور والأخ خارج نطاق الخدمه...
-أحلاااااااا يا رجال ياخطيرررر..
-أقول خلو عني الهرج البايخ...
-يا ثقيييييييل ما نقدر خف علينا....
بدأو أصحابه بممازحته قليلا,وأنتهى ذلك اليوم,ولكن هذه الأنشوده أوقدت في قلب ناصر دفئا,لم يعي أنها ستكون أملا يوقد حياته..
كاترين طالبه متميزه في جامعتها وكانت محبوبه من الجميع,تملك شخصيه أجتماعيه جريئه,طموحه لمستقبل تعليمي أفضل,تملك قوام جميل بيضاء البشره تكسو حرارة الشمس خديها حمرة الفراوله,لم تستطع أن تخبئ إعجابها بناصر منذ ستة أشهر,ولم تستطع أن تحرم عيناها لذة النظر إليه,حين يتحدث أو يضحك أو يسرح أو أو أو...نعم أنه ناصر ذلك الشاب الوسيم صاحب العين المغمسة بالعسل صاحب البشره الحنطيه,والشعر الخفيف الذي يكسو لونه سوادا, متوسط الطول,له عارض يلفت الأنظار,تملئه القوه والثقه....
-كاترين فالتكفي عن النظر إليه,فهو ليس سوى عربي...كاترييين
-نعمممم,دعيني وشأني يا جوليا.
-أظن إنكي لن تستمري كثيرا بإرسال الرسائل البصريه لهذا العربي..وستملين من هذه اللعبه في النهايه..
-سوف أحادثه...
-ماذا قلتي هل جننتي ياكاترين,أرجوكي أنسي الموضوع حتما أنتي لا تقصدين ذلك...
-بل أقصده ناصر لم يفهم نظراتي ويتعمد دائما تجاهلي,فليس لي حلا غير المواجهه...
-وجون ماذا ستقولين له...
-أرجوكِ أنسيه قليلا ودعيني أحلم,لقد أمتلك ناصر قلبي وكياني من دون شعور!...
-أفهم من كلامك إنكِ تحبينه...
-بل أعشقه...
-حتما إنكِ جننتي....
وتوالت الأيام على كاترين لتنتهز فرصة الحديث مع ناصر...
وبينما كان يسير في ساحة الحرم الجامعي برفقة زميله فهد,تقدمت كاترين نحوه قائله..
-هاااي ناصر!..
حاول أن يوزع أنظاره حول المكان ليبحث عن مصدر الصوت...
-هاو أر يو؟ ! [بمعنى كيف الحال]
-ناصر يالخبل رد...
لقد دهش ناصر من جرأة كاترين,نعم لقد حاول المبادرة في التعرف عليها,لأنه أصبح مدركا بأن هذه النظرات تخبأ سرا عميقا وراء عينيها لقد أصبح يلاحظ الوضع منذ فتره,ويحاول هو أيضا أن ينتهز الفرصه للحديث معها رأفتا بخجلها الذي منعها,ولكن يبدو أن الرد جاء سريعا...
-أم فاين,ثانك يو.. [أي أنا بخير وشكرا على السؤال]
-أنا كاترين زميلتك بنفس التخصص..
-مرحبا بك,هل تريدين شيئا؟!..
سكون غريب أرتاب كاترين من أسلوبه المستفز...
-أحببت أن أخبرك بأن دكتور مادة علم الأجتماع وضع جداول البحث وأنت من ضمن المجموعه البحثيه برئاستي,لقد أحببت التعرف على المجموعه لتعاون أفضل...
-ومتى نبدأ هذا البحث؟!..
-في الغد,سوف نجتمع بأفراد المجموعه في بيتي,يسرني قدومك,وهذا هو عنوان البيت وأن لم تستطيع الوصول بادر بالأتصال بي...
لقد سعت كاترين حثيثه لأقناع الدكتور بأنظمام ناصر الى مجموعتها,فلم ترغب في تضييع هذه الفرصه الثمينه...
-أشبناااا يا حلو الطير بقفصه ولا إيش الهرجه...
-أسكت أنت موفااااهم...
-طب فهمنا أنا بالي طويل وسميع على الأخر...
لقد شرح ناصر لصديقه فهد الموقف وبالطبع لم يسلم عزيزنا من التعليقات,ولكن بدا فهد حريصا بأن يستغل ناصر هذه الفرصه ولا يضيعها من بين يديه...
-هلو كاترين..
مفاجأه غير متوقعه ناصر يتصل...
-هاي ناصر أين أنت؟!
-أنا أمام المبنى في أي طابق تسكنين؟...
-في الطابق الرابع,شقه ثمانيه...
-جوليااااااا أنقذيني أنه أتي...
-حسنا هوني روعك وكوني عاديه فالكل موجود أرجوكِ أمسكي أعصابك وأنشغلي بموضوع البحث قليلا,لا تظهري عواطفك بشكل ملفت أمامه فأن العرب أمثاله يرون الفتاه المحبه بعين الأزدراء فيجب أن تكوني ثقيله بإحساسك نوعا ما....
-هاااااي ناصر تفضل الكل موجود...
-هل تأخرت,أعتذر عن التأخير...
-لا لم تتأخر كثيرا...
وجلس ناصر مع أفراد المجموعه وأخذ بالتعرف عليهم فلم يجد بينهم عربي واحد فدفن هذا الأستفهام في نفسه خوفا من طرح السؤال على أذهان الموجدين قد يكون من المحتم لديهم أن يدفنوه في أرض الظنون والرمي بسهام الأتهامات العنصريه للعرب في ذلك الوقت...
-ناصر هل تحبذ النبيذ الأحمر أم النبيذ الأبيض؟!..
-شكرا لك,أحبذ عصير الفراوله أو التفاح...
علامات الدهشه تملئ عقول الحضور,وكاترين...
لقد أتقن ناصر اللغه الأنجليزيه في فتره قصيره وكان التعامل معه أسهل بكثير....
-حسنا لقد إنتهينا,بعد أسبوع سنجمع العناصر كلها...
وبدأ الجميع يخرج من بيت كاترين ولا زال ناصر يراجع نقاط البحث,وأخذت كاترين ترقب عينيه ووضعية جلوسه الفذه,وقد بدى ناصر منهمكا في بادئ الأمر في البحث,وبعد وقت ليس بكثير أدرك أنه الوحيد الذي تبقى من أفراد المجموعه...
-حسنا كاترين علي الذهاب شكرا على كل شئ...
-لا ياناصر أتذهب الأن الوقت ما زال مبكرا,أرجوك فالتبقى إلا العشاء فلقد حسبت حسابك,أرجوك لا ترفض دعوتي فأمي وأبي سيعودون بعد قليل ويشاركونا تناول طعام العشاء...
شعر ناصر بإحراج كبير أمام دعوتها فرد قائلا..
-أناااااااااا...
-أبلييييييييز ناصر...
-حسنا,ومتى سيحظر والداك؟
-بعد قليل,لقد ذهبوا الى التسوق من متجر قريب من هنا,أتريد قهوه..
-لا بأس...
وأصبح ناصر يتثاقل الجلوس على الأريكة يسعى بشكل حثيث للبحث عن وضعية جلوس مريحه ينسى بها مرارة هذا الموقف...
-وهذه هي القهوه الألمانيه أرجو أن تعجبك...
-شكرا...
-ناصر من أي العرب أنت؟!
-من السعوديه....
-وااااااو كم رغبت بالتعرف على هذا البلد كثيرا...
-لماذا؟!
-لقد عمل أبي في السعوديه منذ عامين لمدة سنه كان محاظرا سياسيا لأحد الجامعات هناك وقد جلب لنا صور رائعه عن طبيعة البلاد وأهم الثقافات مثل الزنادريه..
-ههههههها أنها الجنادريه أنه مهرجان وطني يقام كل عام لدينا...
-نعم أنه كذلك,وهل ترقص مثلهم يا ناصر؟!
-بالطبع أنا أحب ذلك كثيرا وتكثر في المناسبات رقصات تخص قبيلتنا في السعوديه...
-ولما قبيلتك بالذات هل الرقصات تخصها؟ّ
-لا بل لكل قبيله رقصتها المميزه ولكن نبدو متشابهين قليلاً...
-أنه صوت الجرس حتما أنهم والداي...
-هاااااااي ناصر...هاو أر يو؟!
-أنا بخير وشكرا على السؤال وأنت كيف صحتك؟!
-أنا بخير,وأخيرا رأيناك يا ناصر لقد شوقتنا كاترين لرؤيتك بحديثها الدائم عنك...!
وتمتم ناصر في نفسه قائلا..
-من متى المعرفه,ناس غريبه بجد...
-ماذا قلت؟!
-لقد سررت بمعرفتكم....
-لقد أخبرتنا كاترين عن تفوقك الدراسي وأنك من أقوى المنافسين لها في المستوى الجامعي...
-لم أدرك ذلك الى منك...
-أهلا وسهلا بضيفنا...
-أنها أمي يا ناصر...
-مرحبا أن كاترين تشبهكِ كثيرا...
-الكثير يقولون ذلك ولكني لم ألحظ ذلك...
-هههههه تبغي تتشببين غصب...!
-ماذا قلت يا ناصر؟!..
-أقول أنك جميله...
-شكرا هذا من ذوقك....
- أمي أبي ناصرلقد حضرت طعام العشاء...
وبدئ الجو متناغم وهادئ قبل تناول طعام العشاء,ثم بدئت العائله الكريمة بتلاوة صلاة الشكر قبل تناول الطعام بالمنهج المسيحي,وظل ناصر يرقب بصمت ودهشة مما يرى وعِلم أن الصمت خير وسيله للنجاة من الأنتقاد أو السؤال...
-بسم الله الرحمن الرحيم...
لقد قصد أن يعلو بصوت لا يخفته ليسمع الموجودين ما يقول...وأصبح الوضع مرادفا لما حصل منهم قبل قليل,وأصبح ناصر يحاول البحث عن إطراء أو شئ ما لكسر حاجز الصمت قليلا...
-لقد فاجأتني كاترين عندما أخبرتني أنك زرت السعوديه...
-نعم لقد زرتها للعمل بها كمحلل سياسي بأحد جامعات مدينة الرياض وبعض مدن المملكه,كانت تلك الأيام جميله بالفعل,فأنتم شعب كريم ومعطاء..
-شكرا على الإطراء...
-هذه ليست مجامله بالفعل هذا ماشعرت به ولكن تبدو الرياض وجده حاره والأجواء مختلفه جدا في الجنوب لقد تعرفت على أصدقاء كثر وكان منهم صديقي عبدالله زميلي في الجامعه ورجل لطيف جدا أخذني بجوله جميله في الجنوب أنها منطقه جميله جدا وبها أسرار دفينه لا يعلمها إلا سكانها,هل تصدق بأني أشتقت للرقص معهم على لحن الطرق الجنوبي...
-بالتأكيد أنت تمزح,هل تريد أن تخبرني أنك تجيد الرقص السعودي بهذه الطريقه...
-حتما أنه كذلك لقد تعلمت ذلك من صديقي فكنت مصاحب له لأغلب المناسبات الأجتماعيه هناك...وأن لم تصدق هيا فالنرقص....
-لا داعي لذلك فأنا لا أكذبك...
-في أي منطقة تسكن ياناصر...
-حتما أنك ستسعد,أنا من سكان الجنوب...
-وااااااااااو حتما أنك تعرف الطرق الجنوبي...
-أفكووووورس...[أي بمعنى طبعا أو أكيد]
-أرجوك أن تسمعني إياها لقد أنساني الزمن كلماتها ولكني أشتقت للحنها...
لقد شعر ناصر بموقف محرج وأصبح يراجع دفاتره باحثا عن الأسباب الحقيقية التي أوصلته الى هذا المكان,نظر الى الجميع بنظره سريعه ليستطيع قياس أهتمامهم بحديثه...ثم قال..
-حسنا ولكني لا أؤيد صوتي أبدا...
-أبي أن ناصر يملك صوتا رائعا ويحترف العود العربي و الأورغ كثيرا وجرسه الموسيقي يجذب الجميع لسماعه...
لقد تفاجأ ناصر بكلامها كثيرا وكيف أستطاعت أن تجمع كل هذه المعلومات...فرد قائلا..
-حسنا أنا لا أذكر بأني قلت لكي كل هذه المعلومات؟!!
أطبق السؤال فمها وضاعت الإجابه بحمرة وجنتيها...فأنقذ الأب الموقف وقال..
-هيا يا ناصر فالتسمعنا أبليييز..
-لالالالالالا يالالالاله مثلوث ومترابع أحباب,أااااه لالاله,أاااه أن قلت لي خير فما منك خيره يالالاله النشايب والأمور الصعبه,ليش يا قدمي عديت في النشايب,أمشي درب السهل أن كان لك عين ترى بها,لالالالاله قد عاد شايب راعي الجذعه قد هو كبير وقد عاد شايب,خلها للذي في حبها وأعتنى بها,يالالالاله...
توقف ناصر عن اللحن فجأه, فقال أبو كاترين..
-ناصر لماذا توقفت,أن صوتك ولحنك رائع جدا...
-نعم أنه رائع...[علقت الأم قائله]
-حسنا يكفي الى هنا, الأيام القادمه سأسمعك المزيد...
-إن الحانك عذبه ياناصر,حسنا لقد طبخت هذه المعكرونه أتمنى أن تعجبك...
-شكرا لكم, أنها لذيذه يا كاترين...
وذهب أبو كاترين الى محور أخر للقاء بناصر...
-ناصر ما رأيك بألمانيا؟...
-أنها جميله ولها سحرها الخاص...
-وأين تجولت فيها؟...
-لقد أشغلتني الدراسه كثيرا ولكني أخذت جوله بنهر الألستر,وذهبت لزيارة مبنى البلديه الفخم لأغراض بحثيه...
-هناك أماكن جميلة جدا ألا تريد أن تراها؟...
-أبي سأصحبه بجولة سياحيه ينسى عقله بها!!..
-وش ناويه علي هالألمانيه,الله يستر...
-ماذا تقول؟!
-أقول أن ألمانيا جميله ويجب أن أتعرف عليها جيدا...
-هل تقبل أن أخذك بجوله سياحيه ليومان فغدا وبعد غد أجازه دراسيه...هاااا مارأيك؟!
وتمتم قائلا..
-هذا اللي تبينه أصلا, بنشوف وش أخ
| | |