فاقدون ويعطون
كثيرون هم من يعطوننا
في هذه الحياة ويمدوننا بما نحتاجه
ومانتزود به ونتقوى به
فمنهم من يمدنا بالمال لنستعين به على قضاء الحوائج
ومنهم من يمدنا بالأمل ليحثنا على المواصلة
ومنهم من يمدنا بالنصح لنصحح مسارنا
ومنهم من يمدنا بالقوة بوقوفه معنا جنبا إلى جنب
وهكذا
لكن صنفا قليلا من هؤلاء المعطين
ضرب أروع الأمثلة
وجسد العطاء بمعناه الحقيقي
هم الوحيدون الذين استطاعوا أن يخرقوا قاعدة
(فاقد الشئ لايعطيه)
أتدرون من هم ؟!
هم الذين يمنحوننا السعادة والفرح
وهم يقاسون أنواع الأسى والأذى
هم الذين يتناسون همومهم عند لقيانا
حتى يسعدونا
وتزورهم همومهم عند وضع الرؤوس على الوسائد
هم الذين يمدون إلينا
بيمناهم وردة تفرحنا
ويمسحون بيسراهم دموعا
توالى هطولها ويخفونها
حتى لايزعجنا منظرها
فيسلب سعادتنا
هم الذين يداوون
جروحنا بجميل ابتسامتهم
وطيب لقياهم
وحسن محياهم
رغم أن جروحهم تنزف
هم الذين خففوا عنّا
بضحكهم اللطيف
ومزاحهم العفيف
هموما كمثاقيل الجبال
رغم أن جبال همومهم
الشاهقة الارتفاع
هم بلسم الجروح وسلوة الروح
هم علاج الهموم ودواء المكلوم
هم الذين نسعد بهم ومعهم
هم أصحابنا وأحبابنا
لاحرمنا الله منهم