( 2 )
الشرود الذهني المستمر والخطير ، إن الحب هو نفسه طاقة لابد أن نحتفظ بشحنته كاملة حتى نستطيع أن نغذي من أمامنا ألا وهي الزوجة في الوقت المناسب بهذه الشحنة الغير مستهلكة المتولدة والمتجددة حديثاً ليكون مشتعلاً على الدوام تجاه من نُحب ، ولكن لايكون ذلك إلا في وقته المخطط له بالعقل وليس يالعاطفة ، ولايكون هذا الحب يُسمى حباً حتى تكون الجهة المقابلة تحمل نفس الثقافة وتشارك الأول بالإشتعال حتى يكون هنالك توازن وتكافؤ متبادلاً وعادلاً بين الطرفين ، ولقد ذكرت أعلاه بأن الحب لابد وأن يكون له أساس صلب وقوي كي يعمّر على مدى الأيام بل الشهور والسنين ولا يفتر لآخر العمر ، وأقصد بالأساس بأن هنالك أموراً لابد أن تسبق الحب لتزيده استقراراً ورونقاً وجمالا وذلك بادخاره إلى أن تحين نقطة الصفر ، ولكي يكون له طعماً يدغدغ الوجدان والمشاعر في كل حين وفي كل لحظة بل وفي كل دقيقة وثانية ، إن الإنسان إذا تنقل من حب إلى حب فقد ساهم في استهلاك وبعثرة هذه الطاقة الحاسة الجميلة وفقدان طعم نكهتها ، وقد يكون لها انعكاسات خطيرة وينتقل الحب من حب إلى كره فيحصل الفشل لا محالة ، إن هذا يطلق عليه من وجهة نظري بما يسمى حب نزوة عابرة سرعان مايتبخر ويذهب جفاءاً إلى عالم النسيان والضياع والمعاناة الغير مبررة ، ليبدأ قصة حب استهلاكي آخر وهكذا دوالي ، ( طاقة مستهلكة ومبعثرة ) إن عنترة ابن شداد عاش في العصر الجاهلي ورغم الفارق في اللون إلا أن عبلة كانت تعشقه لعلمها بأن لدى عنتر حضن الأمان لها ، ورغم أن عنترة فارس مغوار إلا أن سريرته كانت طاهرة ونقية تجاه الجنس الآخر حينما قال في قصيدته المشهورة ( وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ، حتى يُواري جارتي مأوآها ) رسالة إخلاص لمحبوبته عبلة ، فمن منا يفعل ذلك إحتراماً لمشاعر محبوبته ( زوجته ) ونحن الذين نعيش في حضن تعاليم ديننا الحنيف الذي حرم ذلك ، إن المُحب الحقيقي هو الذي يُحب قبل أن يُحب يقضي وقته بالتخطيط السليم لمحبوبته وهي التي لاتزال في علم الغيب ، وذلك باقتناص الفرص الثمينة وتكوين قاعدة صلبة له ولمن يُحب مستقبلاً بإذن الله ، في الوقت الذي يبقى غيره في أحلام وردية ورومانسية واهمة لايصحُ من غفلتها إلا بعد أن تطير الطيور بأرزاقها ، في الوقت الذي تمكن غيره من خلالها بالسعي الحثيث والتجهيز لمحبوبته المنتظرة وتجهيز كل مايدعو إلى سعادتها واطمئنانها وراحة بالها ولأبنائه واستقراره الأسري مستقبلاً مع مرور الأيام بمشيئته سبحانه ، إنني أنصح أقراني من خلال هذا المنبر الشامخ بأن لايقدموا على فكرة الزواج إلا بعد تجهيز عشاً يملكه ، فما هو ذنب محبوبتي التنقل معي من جحر إلى جحر لا أملكه ، إن من حق محبوبتي أن تعيش في عشها ( ملكة مستقرة نفسياً ) ترونق مملكتها كيفما تشاء ومتى ماتريد 0