عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 12 - 2012, 02:19 PM   #13


الصورة الرمزية همس المشاعر

 عضويتي » 2700
 جيت فيذا » 14 - 12 - 2012
 آخر حضور » 13 - 11 - 2013 (08:01 PM)
 فترةالاقامة » 4401يوم
مواضيعي » 63
الردود » 2508
عدد المشاركات » 2,571
نقاط التقييم » 111
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $40 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » المملكة العربية السعودية
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور همس المشاعر عرض مجموعات همس المشاعر عرض أوسمة همس المشاعر

عرض الملف الشخصي لـ همس المشاعر إرسال رسالة زائر لـ همس المشاعر جميع مواضيع همس المشاعر

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

همس المشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انا قرائت هذا وانتم ماذا قرائتم



وانا قرات إن وضعنا دموع باراك أوباما في سياقها
ليون برخو

كي يكون النص نزيها علينا وضعه في سياقه العام. هذا ما نحاول أن نلقنه لطلبتنا من السويديين الذين يقرأون في قسم الصحافة والإعلام في جامعتنا. التعامل مع السياق الإنساني للنص يعد عاملا أساسيا لفهمه وتفسيره.

وكي أقرّب مفهوم السياق للقارئ اللبيب، أذكر هذا المثال: لنفرض أن زيدا قال ''عمرو يستحق العقاب لأنه يسيء معاملة قرينته وأولاده''. إذا نقلنا قول زيد كما هو دون ذكر ما يقترفه هو من انتهاكات موثقة بحق عائلته، عندئذ نكون غير نزيهين في عملية نقل المعلومة، رغم أننا نقلناها كما هي. إن ذكر مساوئ عمرو دون ذكر مساوئ زيد لا يخدش مصداقية نقل المعلمومة، بل مصداقيتنا كبشر، ويشير إلى ازدواجية، لا بل نفاق موقفنا.

غياب السياق الإنساني العام في نظري هو السبب الرئيسي لعدم فهمنا لحقيقتنا الاجتماعية التي ستجعل من عمرو شخصا ذا سلبيات، بينما تبقي زيداً دون سلبيات رغم امتلاكه لها.

والسياق كان مدار المحاضرة العامة التي ألقيتها على نحو 200 طالب سويدي هذا الأسبوع وهم في طريقهم لتبوء مناصب إعلامية وصحافية في هذا البلد الراقي. بلد راق لأنه يسمح لي أن أدرس السياق الإنساني، مستشهدا بأمثلة من النفاق والازدواجية التي ما زالت قائمة في نظامه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بحرية ودون مساءلة.

وكي أبرهن لهم كيف يؤدي غياب السياق إلى قصور في فهم المتلقي للمعلومة، استشهدت بقرار حكومي جديد يقضي بمنع الجنود السويديين العاملين في أفغانستان من ارتداء بزاتهم العسكرية فور وصولهم للبلد، لأنها تحوي مواد كيماوية مشعة، أظهرت الأبحاث أن لها أعراض جانبية خطيرة على الأطفال.

تلقف الإعلام الخبر واحتل الصدارة في نشرات الأخبار والصحف. ولكن مع الأسف الشديد فشل الإعلام السويدي في وضع هذا الخبر المهم ضمن سياقه الإنساني العام. وقلت للطلبة إن النزاهة الصحافية تقتضي أن نذكر أو نضمن في نقلنا للمعولمة الجديدة والمهمة، على الأقل، جملة واحدة مثلا: ''وماذا عن الأطفال في أفغانستان؟'' أو: ''ولم يذكر التقرير إن كان الجنود سيستمرون في ارتداء بزاتهم المعاملة بالمواد الكيماوية في أفغانستان عند احتكاكهم بالأطفال''. أو: ''ولم يذكر التقرير إن كان ارتداء هذه البدلات العسكرية من قبل الجنود قد أثر سلبا في الأطفال الأفغانيين، أو سيمنع ارتداؤها هناك أيضا، علما بأن استخدامها يعود إلى غزو أفغانستان في عام 2001''.

وعرجنا أيضا على الدموع التي ذرفها باراك أوباما بعد مقتل قرابة 30 شخصا في أمريكا، معظمهم من الأطفال، في جريمة نكراء شنيعة هزت العالم بأسره. البكاء يعبر عن مشاعر إنسانية جياشة، ودموع باراك أوباما عبرت عن خلق إنساني رفيع. ولكن في كل ما قرأته لم ألاحظ إعلاميا واحداً كانت له الجرأة أن يضع نقل المعلومة عن بكاء أوباما ضمن سياقه الإنساني العام. أن يبكي أقوى رجل في العالم على الضحايا الأبرياء من أبناء شعبه، معلومة لا بد للإعلام من نقلها. ولكن ألم يكن من الإنصاف التذكير أيضا بالأبرياء الآخرين، ولا سيما الأطفال الأبرياء الذين قُتلوا ويقتلون بأسلحة أمريكية ومن قبل جنود أمريكيين في أمصار العرب والمسلمين مثلا؟

تقول الفيلسوفة الشهيرة هنّا أرندت، التي درست الجرائم التي اقتُرفت في أوروبا، ولا سيما المحرقة: إن أخطر شيء يواجه العالم هو عندما يضع الأقوياء وأصحاب السلطة فيه معيارين مختلفين لإنسانيتنا كبشر - أي أنا وأهلي وحزبي وغيره بشر والآخرون بشر ولكن ليس بنفس المقدا


 توقيع : همس المشاعر

أنا ذقت من ضيم الزمن ماتكلمت
الصمت له في بعض الاحيان ميزات....


رد مع اقتباس