تحية طيبة أخوتي الكرام.....
الشخص الذي يظن أنه عاش ماض مؤلم هو في الحقيقة غير قادر
على تخطيه ...
لذا تجده يلازمه في كل يوم من أيام حياته
يصحبه معه أينما ذهب لتصبح وظيفة...
هذا الماضي أن ينغص من كل فرحة يشعر بها
في الحاضر...
إن تذكر الألم يؤثر في جودة الحياة التي نعيشها
ليس المهم نوع الماضي الذي عشنا
المهم كيف تعاملنا مع محتواه ...
هل وقفنا عنده ...
محاولين تفسير دوافع الآخرين؟
أو صنفنا أنفسنا على ضوئه بأننا ضحايا ؟
نلوم أنفسنا على مشاكلنا
ونتذكر الطرق التي أفسدنا فيها حياتنا
نلوم الآخرين الذين تسببوا في جرحنا
هنا يكون ماضينا ليس في صفنا وإنما يظل
واقف في المكان الذي اخترنا أن نضعه فيه
ونوظفه فيه كحاجر في طريق نمونا
يغلف الفرص بغلاف الحواجز والعقبات ....
نرى الفرصة عقبة ونقف عندها
ولن نتجاوزها إلا بتغيير نظرتنا لنوعية تجاربنا
والفوائد التي تطرحها .
عندما لا نتعلم كيف نحدد غضبنا
وننفس عنه بطريقة صحيحه
عندما لا نعبر عن مشاعرنا ونكبتها فإننا نكون محاصرين في العديد
من علاقاتنا
وغارقين في متاعبها وضغوطها ....
لا شيء في حياتنا يحدث من تلقاء نفسه
هناك علاقة بين العقل والجسد ....
عندما تتوقف عواطفنا ولا يجد الغضب متنفس له
لن نحصل على الصحة العاطفية
ونبدأ بحصد الخسائر تلو الخسائر
وكنتيجة لكل ذلك يبدأ الجسد بالانهيار
ويظل دوما بمتناول أيدينا الاختيار بين أن نظل غارقين في مشكلاتنا
أوأن نفعل كل ما في وسعنا لتخطيها .
إن كانت لدينا قناعة تامة في أن الله مالك لنا ومتصرف فينا
تصرف المالك الرحيم في أقداره وأوامره ونواهيه
وهو ناصرنا ومتولينا ودافع المضار عنا
ويصل بنا لما ينفعنا من حيث لا نشعر بلطفه
ندرك مع كل ذلك أن كل ما حدث من ماض كان لصالحنا
حتى إن لم نعي ذلك بوقته
فالله أعلم بما يصلح لنا وما يناسبنا كل فرد على حده
من بره ورحمته بنا أن يسير لنا من الأقدار
والأوامر والنواهي ما يصل بنا إلى معرفة أنقي وأقوى ما فينا ...
مع كل ما يحدث لنا إن رسخت فكرة أن الله ناصرنا...
مهما كثرت همومنا فإن تلك الفكرة تكون دافعة
لأي ألم يصيب الروح أو يجعلها أسيرة للماضي
أو لأي ألم حدث أو يحدث الآن
يقيننا من أن الله دافع المضار عنا يجعلنا ندرك
ما حدث لنا ليس ضار فنتوقف برهة لننظر له
ونستخرج منه الفائدة التي لم نكن لندركها
إن لم نمر بتلك الصعوبة أو الموقف أو أيا كان .
بالمصاعب والمآسي والمشكلات نصل برحمة الله وفضله
إلى ما ينفعنا من حيث لا نشعر
قد تلهينا الحياة ...
وكل منا يحتاج في وقت ما ...
إلى تذكرة وتنبيه لشيء فاتنا لم نتعلمه
لخطأ في أنفسنا لم نصلحه
لقسوة في قلبنا لم نقتلعها
لدرس يلزمنا استيعابه ولم نستوعبه
ولأشياء كثيرة نحن بحاجة لتعلمها
علينا أن نتخلص من أي جزء من تلك التجربة
سبب لنا الألم ونحتفظ بذلك الجزء المهم منها
والذي ساهم في اكتمال روحنا
ووهبنا المزيد من الخبرة .....
هي فكرة لك أن ترسمها كيفما شئت...
وفي كل مرة ترسمها بطريقة مختلفة
تطرح لك فائدة جديدة .