يحكى أنه كانت هناك امرأة
تصنع الخبز لأسرتها كل يوم„
وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا
وتضعه على شرفة النافذة لأي مار
جائع ليأخذه…
وفي كل يوم..
يمر رجل فقير أحدب
ويأخذ الرغيف„
وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت
كان يدمدم بالقول:
“الشر الذي تقدمه يبقى معك..
والخير الذي تقدمه يعود إليك”
كل يوم على هذا الحال..
بدأت المرأة بالشعور بالضيق
لعدم إظهار الرجل للامتنان
للمعروف الذي تصنعه
وأخذت تفكر قائلة:
كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته
الغامضة وينصرف ،
ترى ماذا يقصد؟!!
وبيوم أضمرت بنفسها أمرا:
سوف أتخلص من هذا الأحدب ..
فأضافت بعض السمّ لرغيف الخبز
الذي صنعته
وكانت على وشك وضعه على النافذة.
ولكن بدأت يداها بالارتجاف;
ما هذا الذي أفعله؟!
قالت لنفسها وهي تلقي بالرغيف
ليحترق بالنار„
ثم صنعت رغيف خبز آخر ووضعته
على النافذة..
وكالعادة جاء الأحدب
واخذ الرغيف ودمدم جملته„
كان للمرأة ولد غاب بعيدا وطويلا
بحثا عن مستقبله,
ولشهور عديدة لم تصلها أنباء عنه,
وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما„
في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه
من رغيف الخبز المسموم
دق باب البيت مساء وحينما فتحته
وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب„
حبا متعبا وملابسه شبه ممزقة
وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه
قال:
إنها لمعجزة وجودي هنا!!
على مسافة أميال من هنا
كنت مجهدا ومتعبا لدرجة الانهيار
في الطريق وكدت أن أموت
لولا مرور رجل بي
وكان الرجل طيبا بالقدر الذي
أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله
وقال لي:
أن هذا هو طعامه كل يوم„
واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر
كثيرا من حاجته„
بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام
شحبت وظهر الرعب على وجهها
وتذكرت الرغيف المسموم
الذي صنعته اليوم صباحا..
لو لم تقم بالتخلص منه بالنار
لكان ولدها هو من أكله
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب:
” الشر الذي تقدمه يبقى معك
والخير الذي تقدمه يعود إليك
افعل الخير ولا تتوقف
حتى لو لم يتم تقديره وقتها..
لأنه يوم ما .. حتى لو لم تكن بهذا العالم
سوف يتم مجازاتك..
عن أفعالك الجيدة التي قمت بها
في هذا العالم