كل يوم..طفل يولد .... ويموت إنسان وإنسان..!!
كل يوم ... والأسواق مزدحمة بمن يشترون الفساتين والملابس
لذلك الطفل القادم.... بينما هناك آخرون يعدون كفناً لراحل!!
كل يوم... يوجدهناك احتفتلات ومناسبات جميلة ....
وبالمقابل آخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم !!
والحياة مستمرة
يولد الطفل باكيا وأهله من حوله يضحكون ...
تتلقفه الأيدي..تحنو عليه ... وتربيه وينشأ وينمو..ولكن القدر بالمرصاد ...
يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه..هم نفسهم اليوم يبكون رحيله!
والحياة مستمرة
ينازل الأبطال في معارك الحياة بضراوتها..وقساوتها.. وكل ما فيها ...
ويعيش تلك الأيام بمختلف أشكالها وصورها ... يمزح مع هذا ويتعارك مع ذاك...
يتآخا مه هذا ....ويهجر ذاك..
يودع صديقا..ويفارق حبيباً..ويتعرف من جديد علىآخرون وآخرون
والحياة مستمرة
يكبر..ويترعرع .... وينسى من رحلوا عنه ....ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه ...
ويمشي في زحمة الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها... وولكن لها نهاية حتما .!!!
يشهد ماسي الآخرين ويحزن لحزنهم .... يشاركهم أفراحهم....يختلط معهم...
والحياة مستمرة
يكبر جسمه...وينمو عقله.... تزداد تجاربه وخبراته..ولكن سرعان ما ينسى معظمها..
ويغفل عن بعضها ... ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها ...
يتزوج..ينجب أطفالا..يربيهم....ويصبحون أكثر منه طولا وقواما ..
والحياة مستمرة
هنا ... وفي معتركات الحياة هذه .. ينسى الإنسان لماذا خُلق؟؟
وهل فقط من أجل هذه الحياة قد خُلق؟؟!!!
يقف قليلا... بل كثيرا ... .يتأمل حاله الآن ....يتذكر ماضيه..يسترجع أيامه
ليكتشف أنه نسي في زحمة تلك الحياة .. بعضا من ممتلكاته... بل وفقد صاحبا مخلصا..
وودع هناك بالأمس القريب أخا وفياَ ...فينتبه لنفسه ويقول لها :
هل انا انسان أسير بلا هدف ؟؟؟!!!!
يصمت ... يطيل صمتع بعض الشيء.... ثم يأخذ نفساً عميقا وطويلا....
.ثم يعترف: الحيـــاة ستزول!!
نعم .... انها ستزول هذه المرة
تماما كما زاااااال هؤلاء....وستنتهي تماما كما انتهى أولئك الأحبة والأصدقاء!!
يعاود الصمت ثانية ... ولكن بتمعن هذه المرة وكأنه يسأل نفسه من جديد :
ترى هل فقدت كثيرامن تلك الأشياء المهمة أيضاً؟؟
يا إلهي .. اني أسمع تثاؤباً بداخلي....ترى من هذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو؟؟
هل هو أحد الأموات .؟؟؟؟
ربما ..!!
ولكن الأموات لا ترجع ...
صحيح ولكن الضمائر تصحو !!
نعم انه هو ضميري إذن!
اهلا وسهلا ..عمتَ صباحاً أيها الضمير..ما أطول ما نمت!!
أكان يجب علي أن أمر في تلك المراحل كلها كي تصحو .؟؟؟
أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كل هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟
لِمَ جرحتُ من جرحت؟ لم ظلمتُ من ظلمت؟
لِمَ قسوت؟ لم تكبرت؟
لم خدعتني وسرقت أحلامي ودست على كل من هم حولي بدعوى أن الحياة تستمر ..!!!
يبدو انك لم ولن تفهم ما أقول لانك كنت نائما حينها ...
اعتذر لك لانه ليس على النائم حرج .. فما بالك بالميت !!!!!!!!!!!!
مرة أخرى أعتذر لك ...كنتَ تغط في سبات عميق يا ضميري!!
لكن ألم يكن هناك(ما ينبهك سوى أحداث مزقت قلبي كي تصحو .!!
ألا يوجد (منبه) أو (جرس) أو يد توقظك ؟؟؟
نعم..كان يوجد
كنتَ أسمع (منبه) قوي يقول:
(ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
وكان (رنينه) لا ينقطع... .لكنك لم تستيقظ!!
كيف تسهر يا ضميري من أجل حسابات دنيا ولا تسهر من اجل سعادة الأخرة .؟؟
هل كنت تعلم أن الحياة مستمرة ؟
الحياة لن تستمر..
لو كانت مستمرة..لاستمر أبي وجدى ولم يمت أحد منهم .
لو كانت هكذا..لاستمر صديقي ولم يرحل . ... ولم يغب يوما .
لابد أن هناك نهاية..وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنتَ تنتظر نهايتي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا ستنتهي؟؟
لا تنطق ولا تتكلم..أعرف..كنتَ نائما يومها!!
أعترف أيها الأحبة أنه قد ضاع مني الكثير في طرقاتي ومحطاتي تلك .
ولكن يبقى السؤال :
أولئك الذين أخطأت في حقهم..أين سأبحث عنهم ليسامحوني؟؟
أولئك الذين ظلمتهم يوما ... .أين سأجدهم ليعفو عني؟؟
بل ... حتى أنا ..كيف سأسامح نفسي..
وكيف سأغفر لها غفلتها كل تلك الفترة والعمر قد ولى دون عودة .؟؟؟
بل هناك مصيبة وذنب اخر :
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت..فهل هناك من (المساحات) ما سيمحيها؟؟
هناك جملة قلتها....أي صدأ هذا .. ..الذي سيجعلها طي النسيان؟؟
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا..
(عن اليمين وعن الشمال قعيد)
لقد دوَّنا كل كلمة..كل زلة .....كل (تفاصيل)الحياة لحظةً بلحظة..
ولكن هناك سؤالا اخر :
أين كل ما ضحيتُ من أجله؟؟ أين هو؟؟
هل بات ســـرابا ..!!!! ..نعم ... هو سراب لا محالة..
سراااااب لا محالة