العتاب .. هل بات عربونا للمحبة ؟ الدستور - عرين الزعبي بعلاقتنا مع من نحب،نقع بكثير من الحالات .. فتارة نغضب منهم..وأحياناً أخرى نرضى عليهم.. نبكي منهم مرة ً.. وأخرى نبكي لأجلهم.. نعيش لحظات بقربهم نحس فيها بأننا كل شيء.. ثم يأتي موقف واحد ونشعر لوهلة بأننا لاشيء... ولأنهم قريبون منا..ويحتلون في القلب مكانة نحس دائماً بأن علينا ألا نخسرهم على الرغم من أنهم يخطئون بحقنا بقصد أو بغير قصد ، إلا أننا نتجاوز الأمر ليبقوا أحبة وليبقوا قريبين.. وكما يقول المثل الشعبي..» العتب على قدر المحبة».. فإننا نعاتبهم على تصرفاتهم وكأننا بعتبابنا نلتمس لهم عذراً.. ولأن العتاب بين الأحبة يصفي النفوس ويرحيها..نلجأ إليه.. فنحن بعتابنا لأحبتنا نقدم لهم هدية وهم لايدرون فهل ثمة هدية أجمل من ان تثبت لمن أخطأ بحقك وأساء لك.. بأنك متمسك به.. وما عتابك إلا لأنك تحتاج لتبرير.. ولربما تنتظر التفسير.. ومن باب «العشم» بالمقرب منا نلجأ للعتاب كي لا يبقى للزعل أثر فينا .. فتتصافى نفوسنا ونرجع كما كنا «أحبابا وأصدقاء»..وكأن شيئاً لم يكن.. على العكس تماماً فإن مقدار المودة التي جمعتنا به تزداد.. فالعتاب هو الطريق لصفاء الأنفس. ومن منظور علم الاجتماع فإن العتاب فن فهو مصفٍ للنفوس وغاسل للأحقاد ، وللعتاب فن وقواعد متى ماطبقت أدى العتاب غرضه واستجمع فوائده... ومهما كانت المشكلة الواقعة فإن العتاب يحلها... لأنه راحة للنفس وللضمير فبه الكل يقدم أعذاره واعتذاره ويلوم ويعاتب فلا يبقى للمشكلة أثر ..فتتصافى النفوس وتهدأ القلوب |
|