السلام عليكم ورحمة ربي وبركاته
اخوتي
من جمع ثلاثة كان سعيدا حقاالشكر على النعم والصبر
على الابتلاء والاستغفار من الذنوب.
قال ابن القيم:
"اذا أنعم عليه شكر..
واذا ابتلي صبر..
واذا اذنب استغفر..
فان هذه الامور الثلاثة
عنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه واخراه، ولا ينفك عبدا عنها ابدا"
واذا اطرقت مليا تحاسب نفسك على تقصيرها وتعظم زلاتها وتخشى من هفواتها
خوفا من باريها وتتغافل عما قدمت من محاسن بين يديها طعما في ثواب خالقها
فتلك امارة على نفس تطلب حياة سعيدة
قال ابن القيم:
"علامة السعـادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره، وسيئاته نصب عينيه،
وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه، وسيئاته خلف ظهره"
فالسعيـد من اتقى خالقه وحسنت معاملته مع الخلق، وشكر النعم واستعملها في طاعته،
وتلقى البلاء بالصبر والاحتساب، وشرح الفؤاد يقينا منه بأن الله يطهره بذلك ويرفع درجاته
واستغفر ربه عن الخطايا وندم على الأوزار.
والشقاء في اتباع الهوى باقتراف المعاصي والسيئات، ولذات الدنيا المحرمة مشوبة بالمضار،
وهي سبب الشقاء في الدنيا والآخرة قال سبحانه:
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)
سورة طه (124)
اي في شدة وضيق.
قال شيخ الاسلام:
" كل شر في العالم مختص بالعبد فسببه: مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم
او الجهل بما جاء به، وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة"
والفرار من الشقاء الى السعـادة يكون بالتوبة والانابة الى الله.
قال ابن القيم:
"ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار"
فاطرق أبواب التوبة وأوصد أبواب المعاصي لتذوق طعم السعـادة، فعافية القلب في ترك الآثام والذنوب على القلب بمنزلة السموم ان لم تهلكه اضعفته ومن انتقل من ذل المعصية الى عز الطاعة أغناه الله بلا مال وآنسه بلا صاحب والشقي من أعرض عن طاعة مولاه واقترف ما حرم الله.