.
.
.
بعض الناسْ لا يتڪّلم ڪّثيرّا و لا تڪّادّ تسْمع صَوتهَ في المجالسْ و التجمعات،
بل لو رّاقبتهَ لرّأيتهَ لا يتحرّڪّ منهَ إلا رّأسْهَ و عيناهَ،
و قدّ يتحرّڪّ فمهَ أحيانا و لڪّن بالتبسْم ... لا بالڪّلام !
و مع ذلڪّ يحبهَ الناسْ و يأنسْون بمجالسْتهَ .
,
ڪّما أن من أبرّز سْمات العظماء وأصَحاب النفوذ والتأثيرّ فيالمجتمعات هَي الاسْتماع والإصَغاء إلى ڪّلام الآخرّين.
فليسْ ڪّثرّة الڪّلام دّليلاً على قوة الشخصَية ولا قوة التأثيرّ بل رّبما ينتهَي ڪّثرّة الڪّلام إلى ما لا يحمدّ عقباهَ من النتائج .
فإذا زادّ الڪّلام عن حدّّهَ ابتلي بالتڪّرّارّ وتوضيح الواضحات التي هَي من مسْتهَجنات البلاغة ،
وبالعڪّسْ من ذلڪّ فقدّ أورّثت التجارّب وما أثبتهَ علماء النفسْ الاجتماعي في أن الاسْتماع الجيدّ
من أهَم الأدّوات الرّئيسْية للوصَول إلى قلوب الآخرّين و التفاهَم المثمرّ معهَم !
الاسْتماع إلى الناسْ فن و مهَارّة ،
بعض الناسْ ينسْى أن اللهَ قدّ جعل للإنسْان لسْانا واحدّا وأذنين ... !
ليسْتمع أڪّثرّ مما يتڪّلم فعودّ نفسْڪّ على الإنصَات لڪّلام الآخرّين وحتى لو ڪّان لڪّ على الڪّلام ملاحظة فلا تتعجل .
,
قال بعض الحڪّماء :
" إذا جالسْت الجهَال فأنصَت لهَم ... وإذا جالسْت العلماء فأنصَت لهَم ..
فإن في إنصَاتڪّ للجهَال زيادّة في الحلم ، وإن في إنصَاتڪّ للعلماء زيادّة في العلم !
()*
إذن لتڪّن مسْتمعا ماهَرّا
أنصَت !
هَز رّأسْڪّ متابعا ؛
تفاعل بتعابيرّ وجهَڪّ ..
وانظرّ إلى أثرّ ذلڪّ فيمن يتڪّلم معڪّ .. سْواء ڪّان ڪّبيرّا أو صَغيرّا !
برّاعتنا في الاسْتماع إلى الآخرّين
تجعلهَم بارّعين في محبتنا و الاسْتئناسْ بنا . .
دّمتم بِ رّضآ الهَدّوء الجذآب