نظاراتك السوداء
يَقُوْل بَعْض الْعُلَمَاء الْمُعَاصِرِيْن :
بَعْض الْنَّاس يَرَتَدِي عَلَى عَيْنَيْه نَظَّارَة سَوْدَاء يَرَى كُل شَيْء امَامَه اسْوَد
بِسَبَب نَظّارَتُه ..
فَالشَّمْس سَوْدَاء وَالْقَمَر اسْوَد .. وَالْثَّوْب الْابْيَض اسْوَد.. وَهَذَا مِثْل مَن يَحْمِل نَفْسا ً شّكَاكِه مُرِيْبَه تَظُن الْسَّوْء فِي كُل احَد
و تَظُن ظَن الْسَّوْء فِي كُل انْسَان ..
وَتَعْتَقِد ان الْنَّاس يُدَبِّرُوْن الْمُؤَامَرَات ..
وَان الْتُّجَّار يُغْشَوْن وَالْعُلَمَاء يَكْذِبُوْن وَالْوُلَاة يُظْلَمُوْن ..
وَالْدُّعَاة يْخرِفُون ..
فَقَط هُو الْمُصِيْب وَحْدَه ..
وَنَصِيْحَتِي لِمَن هَذَا حَالُه ان يَخْلَع نَظّارَتُه الْسَّوْدَاء
وَيَلْبَس نَظَّارَة بَيْضَاء لِيَرَى بِهَا جَمَال الْوُرُود
وَاطْلَالَة الْصَّبَاح .. وَبَسْمَة الْطِّفْل .. وَخُضْرَة الْرَّوْض ..
وَبَرِيق الْذَّهَب ..
بِحَسَب نَفْسَك تَرَى مِن حَوْلِكـ..
فَإِن كُنْت مُؤْمِنا ً مُحِبّا ً كَرِيْما ً فَالَنَّاس عِنْدَك مُؤْمِنُوْن مُحِبُّون صَادِقُوْن كُرَمَاء ..
وَان كُنْت عَاصِيّا ً جَافِيّا ً غَضُوْبا ً مُنْتَقِمَا ً ..
فَالَنَّاس فِي نَظَرِك اهْل لِلِإِنْتِقَام وَالْتَّشَفِّي وَالمؤْآخِذّة وَالْمُحَاسَبَة
مَا احْسَن الْنَّفْس الْرَّاضِيَة الَّتِي تُحِب الْخَيْر وَتَعْفُو عَن الْخَطَأ
وَتَتَجَاوَز عَن الزَّلَّة وَتَنْسَى الْاسَاءَة ..
وَمَا اظْلَم الْنَّفْس الْامَّارَة الَّتِي تُنْكَد عَلَى الْغَيْر وَتَغْفُل الْاحْسَان .. وَتَحْفَظ الْخَطَأ .. وَتُسَجَّل الْغَلَط..
انَهَا نَفْس مَرِيْضَة ..شَافِى الْلَّه صَاحِبُهَا..
عِنْدَنَا امْرَاض فَعَلَيْنَا جَمِيْعا ً ان نَتَوَجَّه الَى صَيْدَلِيَّة
مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
وَنَطْلُب الْشِّفَاء مِن الْلَّه
{ وَإِذَا مَرِضْت فَهُو يَشْفِيْن }.
.
.
د.عَائِض الْقَرْنِي