هل شعرت يوماً بالبهجة والسرور ..
إثر كلمة حلوة وجميلة قد قيلت فيك...؟؟
هل بكيت بشدة..
أو دمعت عيناك حينما قام أحدهم بالترحيب بك..
ترحيباً حاراً دال على الإشتياق والفرحة.؟؟
هل شعرت يوماً بأن أحد الأشخاص
قد نال على رضى قلبك وإبتسامتك
بسبب كلمة بسيطة حلوة...؟؟
هل شعرت بأن هناك أشخاصاً قد دخلو إلى قلبك..
من غير أن يطرقوا الأبواب..!!
كل هذه الأسئلة تتمحور إجابتها حول شيء واحد...
ألا وهي الكلمة الحلوة...
 
فالكلمة الحلوة الطيبة..
تتغلغل إلى أعماق النفس البشرية من غير إستئذان..
وتستوطن هناك..
تجعل لها مكان في قلب الإنسان..
حتى وإن حاول أن يطردها فإنه لا يستطيع البتة..
تريح الأعصاب...
وترسم إبتسامة لا إرادية على شفاه البشر..
تلطف الأجواء..
وتكــسر جميع الحواجز..
وأهم من ذلك..
أنها تزيح البغضاء...
تجعلها تتحول إلى محبة ومودة...
تأمل معي...  كيف أنك إذا تكلمت بكلام فاحش.. كلام بذيء.. كله سباب وشتم.. فالكل من حولك ينفر منك.. ومن أسلوب وطريقة كلامك...!!
أما اذا تكلمت بكلام معسول ... يشوبه الطيبة والمودة.. فالكل... وبلا تردد سيأتي للتعرف عليك... ونتساءل هل الكلمة الحلوة صعبة؟
إذا كان الجواب نعم صعبة
فلماذا؟ وإذا كان الجواب لا . .ليس صعبة .. إذا أين هي؟
قال صلى الله عليه وسلم
ما كان الرفق في شيء إلا زانه،
و لا نزع من شيء إلا شانه
"صحيح
والكلمة الحلوة من أُسس صناعة الرفق
إن الألفاظ الحلوة المعسولة بجانب رقتها فهي تحمل الإحترام والتواضع فى حروفها . .
بل هذا جوهر رقتها . .
إذا إنطلقت من قلب تأبى إلا أن تستقر فى قلبٍ آخر..
ما هو وقع الألفاظ الطيبة على الآخرين؟
أَلَمْ تَرَكَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25)﴾ هل تأملت أثر الكلمة الحلوة؟
أحدهم ذهب الى مكة للعمرة دعا فى طوافه ما إستطاع
أن يدعو ثم كتب رسالة جوال قصيرة تقول
اني أُحبك وقد تذكرتك وأنا فى الحرم ودعوت لك
ثم أرسل الرسالة الى قائمة طويلة من الأسماء مخزنة فى جواله ..
يقول هذا الرجل إستمرت الردود
تأتي إليه لفترة طويلة
حتى أن بعضهم ذكر أنه بكى
من الرسالة لتأثيرها البالغ فى نفسه ..
بالطبع أن كل من إستلم الرسالة إعتقد أنها موجهه اليه وحده ..
هل تأملتم ماذا فعلت هذه الرسالة القصيرة ؟ ..
يشهد التاريخ أن هناك أُناس أذابوا القلوب بمعسول كلامهم . . وأُناس تلقوا كلمة حلوة فى لحظة ما
وإختفى صاحب الكلمة وبقيت الكلمة
تتربع فى ذاكرتهم
وبين أجمل ذكرياتهم
يشتمون من رحيق رقتها كلما تنفست فى ذاكرتهم
حري بنا أن نجعل الكلمة الحلوة الطيبة هي لبنة بناء ألفاظنا فى تعاملاتنا مع بعضنا البعض ..
فالنسطرها ونبوح بها
وكم هو جميل أن نجعل الكلمات الرقراقة
تكشف ما فى أنفسنا من مشاعر
نحو من نحب وأن نروض أنفسنا
وندرب ألسنتنا لنترجم مشاعر الحب والإحترام
بأحلى الكلمات والألفاظ ...
قيموا أنفسكم هل أنت ممن ينادي الآخرين بأحسن الألفاظ ؟
هل أنت ممن يتجنب الصراخ إذا تحدث؟
هل أنت ممن يفكر فى إنتقاء أحسن الألفاظ قبل أن يُطلقها ؟
هل أنت شجاع فى إستخدام الكلام المعسول مع إختلاف الناس؟
هل أنت تتجنب أن ترد على المسيء بالإساءه ؟
هل أنت ممن يحاول أن يزيد رصيده من عذب الكلام ؟
هل أنت ممن تلفت إنتباهه الكلمة الحلوة ؟
هل أنت ممن يتحكم فى الفاظه حال الغضب؟
كل ما كانت إجابتك بــ نعم
أكثر فأنت تتحلى بأجمل الصفات
التي لا شك أنها تزيد من المحبين لك ..
وكل ما كانت إجابتك بـــ
أكثر فأنت تحتاج أن يزيد رصيدك
من الكلام الحلو وتربي لسانك عليه
وختاما...
تصدق بكلامك
لنتفق من الان..
ان نجعل الكلمة الطيبة
شعار لحل خلافاتنا
فبها تذوب المشكلات و تصفو النفوس
و ترتفع المعنويات و يزداد الترابط الاخوي
|
|