سأل الصفاءُ يوما الجفاء : ما الذى جفاكَ !؟ رد الجفاء و قال : قلوباً تجمدت الدماء في عروقها عيونا جفت الدموع في جفونها ... أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها هذا الذي جفاني قال الجفاء : و أنت يا صفاءُ ما الذي صفاكَ !!!؟ رد الصفاء و قال : قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضي ربها ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها هذا الذي صفاني آية في كتاب ربي تدبرتها يوماً قوله تعالى : " فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِي
سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) المائدة
فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل
أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقل
لنأخذ منها العبر و العظات
اللهم لا تكلنا لانفسنا طرفة عين
ولا تجعلنا من النادمين
واحفظنا في عبادك الصالحين