اغرورقت عيني بالدموع عندما تأملت ورق الشجر
كيف يتقلب بلفع ولسع من الريح تارة ثم بدهس من قدم إنسان تارة أخرى
و رغم ذلك هو غارق في تسبيح الله متقلبا !
تفكرت في نفسي! وحالي!
وحال البشر مابين حزن وفرح!
فعلمت أنني لا أغرق كما ورق الشجر يفعل! في نعمه طاعة!
بل في نقمة حياة! .... ما أعجلك يا إنسان! ,, حقآ ما أعجلك!
إنما التوفيق لمن أخلص!
فاللهم وفقنا لكل خير,,, وجنبنا عن كل شر!
هي السعادة أن تحيا بقلب مؤمن راضي قانع متأني في سيره غير عجول!
فلتنظر يا إنسان في نفسك ,, وتأملها جيدا يآ مكتئب أو(طفشان)
أتعلم! ,,, أن السعيد لا يتذوق معاني الطفش في حياته !
لأن الطفش مأخوذ من اليأس ثم القنوط والعياذ بالله!
فلماذا لا تكن مثل ورقة الشجر!
في تعبدها لله رغم ظروفها وتقلباتها وتغير لونها وملمسها
مع مرور الفصول لكن لا تزال تتقلب ولو تفتت أجزآء!
ذلك جزء مما تأملته قبل شهور!
فكان له الأثر في نفسي ...
♥♥
تأكد أن الله ما يُنْزِل بك شيئاً إلا وهو مابين (رحمـة ،مغفرة،بلاء ،إختبار)
وفــي ذلك كله خير ..
فلا تجزع ولا تسخط لا بظاهر ولا باطن ، فبطون التسخط
والجزع هو أنين قنوط صادر من قلب لم يتدفء بنهر اليقين
ولم يلج به نور ضياء الـحمد ..
لذلكـ زد معرفتكـ بالله .. لتزداد شدة وقوة على مصائب الدنيا
........ فتجد الحياة الفريدة التي لا يتذوقها إلا مختصين من خلقه...
♥♥
يآ مترفاً في التفاني لأزهار الخريف الراحلة!
ويآ صائباً شوكة تحسبها خفيفة في قلب أخيكـ!
ويآ قاذفاً حروفاً تلهب كجمرة ملتهبة بظهور أناس يحملون لك المحبّة!
تاملوا معي يا أحبة ... أن هذهـ الدنيا ما نحن فيها إلا ... "عابروا سُبل"
تنفسوا بعمق وأخرجوا كل زفرات الأنين في دواخلكم
تجمّلوا وتمضمضوا بعسل الحديث
قدموا للاخرين الشيء الجميل الكثير الذي تجدون في المقابل لانفسكم منه جزء
فكلنا إلى الله يوماً راحلون!
♥♥
ستُفنى الأرض ومن عليها إلا الله!
إن تخلصنا من حب الدنيا والله لنجد لذة الزهد فيها ويراع الروح المثمر!
أنا وأنتم كلنا بشر ...
لماذا لا نسأل انفسنا!؟
ماذا نريد ولماذا! نحن نعيش ونتنفس بل الله منعم علينا
باعظم النعم وهي أن جعل القلب ينبض في الدقيقة ويضخ
الدم لتتحرك أعضائنا وجعلها تتحرك إلى ما نريد!
بعضنا يعصيه وبعضنا يرضيه!
كالإنسان المشلول فهو محروم من نعمة أن يستطيع
أن يحرك يده إلى ما يريد أو رجله او أي جزء شلّ الله له
أما تدرك يا عاصي الله ألم تدرك يا ناظراً إلى الحرم
ألم تدرك يامن زرعت حزناً بقلب مظلوم ...
أن الله منعم عليك بهذه النعمه يمهلك فلعلك تعود إليه!
♥♥
,, فهو الرفيق الذي يمهّل راكب الخطيئة ومقترف الذنب ولا يعجل بعقوبته
لينيب إليه ويعود إليه ..
وهو الجواد لذاته ، و جُودُ كلِّ جوادٍ خَلَقَه الله ويَخلُقُه أبداً أقلُّ من ذرَّةٍ
بالقياس إلى جُودِه ، فليس الجواد على الإطلاق إلَّا هو ، وَجُودُ كلَّ جوادٍ
فَمِنْ جُودِه ، ومحبّته للجود والإعطاء والإحسان والبر والإنعام والإفضال فوق
ما يخطرُ ببال الخلق أو يدور في أوهامهم....
هو الجواد لذاته ، كما أنه الحيُّ لذاته ، العليم لذاته السميع البصير لذاته، فجُودُهـ
العالي من لوازم ذاته ـ والعفو أحبُّ إليه من الإنتقام ، والرحمةُ أحب إليه من العقوبة
والفضلُ احب إليه من العدل والعطاء أحب إليه من المنع.
,,وهو الديان المجازي المحاسب جامع الأولين والآخرين يوم القيامه عراة
ليس عليهم ثياب، حفاة بلا نعال غرلاً ...
وإذا عرف العاقل أن الله سبحانه ديّان وأن القيامة يوم جزاء وحساب يوم لا ينفع
إلا العمل الصالح وانه سيلقى الله شاءت نفسه ترك الدنيا أم أبت!
وأنه في ذلك اليوم سيجد أعماله التي فعلها بالدنيا محضرة بلا إنقاص
خيرها أو شرها حسنها أو سيئها فإنه سيحسب وجوده في ذلك المشهد العظيم
الذي لا تقول فيه نفس إلا "نفسي نفسي!"
♥♥
قال ابو الدرداء رضي الله عنه : قال: " البر لا يبلى ، والإثم لا ينسى ، والديَّان لا ينام
،فكن كما شئت ، كما تدين تدان"
♥♥