السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعلم رحمني الله وإياك أن مدار السعادة الدنيوية و الأخروية مبناهاعلى أمرين :
1/ الإخلاص للحق . 2/ الإحسان للخلق .
وقد ورد في ذلك آيات عدة منها قوله تعالى :
{ كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين }
وقال تعالى :
{ خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه . إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين }
فأساس السعادة :إخلاص التوحيد للخالق ، والإحسان للخلق
والحديث التالي يقرر الجانب الثاني من هذه المسألة ..
ألا وهو الإحسان للخلق ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ، ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ،كما يفسد الخل العسل "
حسنه الألباني في صحيح الجامع .
فنبدأ مع أول نقطة فيالحديث :
أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس " ، وقد جاء في الحديث الآخر :" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " .
فقرر هنا الأمر مجملا ، ثم بدأ يفصله بعدة مقاطع ، فذكر أن من أحب الأعمال إلى الله عزوجل سرور تدخله على مسلم ، فالإبتسامة وسيلة دعوية أخوية وقد ورد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم :
" مارأي الا مبتسما"..
فأنت بابتسامتك هذه تدخل السرور على قلب أخيك المسلم ،
وكذلك بفعلك وعملك فتكسب الاجر والثواب من الله .
ومن المعلوم أن هذه الدنيا لاتخلو من الهموم و الغموم و الأنكاد ، فأنت بفعلك هذا و بابتسامتك هذه تنفع أخاك المسلم .
بحيث تفرج عنه هذه الهموم ولو بعضها ، وقد ورد عن أصحاب ابن تميمة شيخ الإسلام عليه رحمة الله أن اصحابه كانوا يقولون :
تكتنفنا المصائب والهموم والأحزان فإذا رأينا وجهه تكشف عنا الهم .
فالأمر ليس بالأمر الهين ولكن اين المتيقض له ..
مما رآآآق لي