( خارجَ السَّربْ ) وعن حكايَا لمْ يُدونها " التاريخُ " بعد وعن حنينٍ لمْ يختبئ ، وعن غيابٍ لمْ تنتهي فصوُله الخريفية على عتباتِ اللقاء .. مللتُ الكتابة عن نوافذي المُهترئة / وعن أحلامي المبتورة وعن أقصوُصة طفولتي وعن غصّة ذكرياتي !! وعن شحوب إنتظاري وسكرةُ الفراق .. سَ أدعُو [ قلمي ] لئن يتجاوز قانوُن الحُزن المُنصرم ويُحلق خارج سرب الجُنون ويتمرّد على الأبجديات الإعتيادية لِ يُبقي على الخرائط وصمتي ( غُربةْ ) صُورتك باتت مهجُورة بين أغبرة أدراجيْ ! وتسجيلاتُ صوتك باتت مُهمَّشة على رفوُف أمسيْ وقُبلاتكَ مابقيَ من عبقُها شيء مُستقر بين أضلُعي وضحكاتُك / همساتُك .. لمْ تعُد تسَّتحضرني من بينَ ضجيج العابرينْ تُرى إلى أي حدٍ غرّبتني عن مدائنُ روُحك .. ؟ ( كذبةٌ لعيَّنة ) أتذكُر أدمعُك التي بللت بها أطرافُ رسائِلي ! وأطراف أناملي / ومازالتْ عالقة بِ ثيابي .. وعلى دفاتِري خلَّدتها مازال نزيفُها حتى الآن يئنُّ بِ صدري ومازلتُ أصرُخ بِ وجه زيفها : لمْ تكذِبي ، لمْ تكذِبي .. فَوالله ما آمنتُ بِ كذبة ! ورويتُها على مسامعُ رفاقِي وصدحتُ بها في قصائِدي سوى " أكذوُبة بُكاءكَ على أعتابِ فُراقيْ " .. أخبرنَي بأنها كانت أصَّدق مِن عشقك من عهوُدك مِن وهم بقاءُك أخبرنَي بأنكَ بكيتَ نجلاءُك بِ عين مُحبْ ! وإنتحبتُ على أبوابِها بِ قلبٍ يعتصرُ إنكساراً ، أخبرني بِ أنكَ العاشق الأول الذي شهدَت مساءاتُ الحنين على أدمعهُ الصَّادقة الموجُوعة على ضفافُ غيابِي .. أخبرني بِ أنكَ الرجُل الوحيد الذي إمتهنَ عارَ البُكاء فِي مُجتمعٍ أحمق يُحرّم خطيئةُ الدمعِ عَلى الرِجالْ .. وتباهَى فِي مجالسُ الرجَال بِ صوتٍ مُجاهرْ : نعمْ أنا بكيتُ مِن أجل رحيلَ تلكَ " الشامِخة " ..! ( هذيانٌ مشرُوع ) إحدَى يديَه كانت مُنهمكة بِ العبث في خُصلات شَعريْ والأخرَى كان ينفُث بِها " سِيجارتهُ " إلتقطتُها منه بِ غضبْ وبِ إمتعاضٍ ممقوُت وهمستُ لهُ : دعهَا تلكَ اللَّعينةْ فلنْ أسمَح بِ أنْ " تُشارَكني فيَك " ! ( كِبرياء ) كُل ضحكاتِي زائِفة !! أخبئُ خلفها الكثيرُ من الخيباتْ / والكثيرُ من الحُزن القاتِل فَ إنْ سمعتني يوماً أقهقه بصوتٍ لامُبالي .. فَ إِعلم بأني أنزفُ شجناً وأُكابرْ !! ( تحررٌّ ) لمْ أُخلق لأكوُن صيدة سهَلة يستلذُ بِ طُعمها كُل عابرْ أوْ لِ تلتهم أنوُثتي نشوَة " رجُلٍ ساقِط " !! أو لِ تنتشِي أذني بِ سمفوُنية الخَطايا الغَزلية الماجِنةْ ، خُلقتَ من نسلَ رجلٍ حُرَّ ! ومن [ سُلالةٍ شرقيَّة عريقةْ ] تعلمتُ مِنها كيفَ يكُون طعمَ الحُرية والعزَّة وكيفَ أتباهى بِ جُلباب طُهري .. . في ظلَّ زمانٍ رخصت فيه قيمُ العفة تعلمتُ أنْ أترفَّعُ عن كُل إبتذال !! ( نوبةٌ ثائرةْ ) من تُرعبه الحَقائق وتُفزعه أنباءُ الصَّدقْ ! ويجلدهُ سياط الواقع بِ قسوة .. فَ ليتحاشَى قراءتي / ويحذَر تتَّبُعي فأنا لستُ مِن الكُتاب الذين يُرصَّعُون " لونَ الحقيقة " !! ويقنعُون القارِئ بأن في نهاية الرَّواية يتزوجُ الأبطال وبأن قُبلة سحرية قد تُعيد الحياة لِ [ عاشِقة ] لستُ من الأدباء الذين يُطوَّقون المعاني بِ زمهريرٍ مُصطنع أنا أنقشُ على دفاتِري ملامحٌ مُشرَّدةْ !! وتفاصيلٌ باهِتة / وأوجاعٌ رثَّة / وعورَة جرحٍ مضموُرْ وحكَايا بائِسة / ووجوُه مخضَّبة بِ دماءٌ شاحبةْ ، وأحلامٌ غضَّة وهنت عَلى عُكاز الصَّبرْ مما راق لي |
|