الانسان له قيمة عالية لا تقدر بمال ولكن للأسف الانسان الآن أصبح له سعر مثل البضاعة وهناك احصائية حديثة في مجال العمل تقول من ندفع له اكثر يجتهد اكثر بصرف النظر عن امكانياته وقدراته ومستوى ذكائه ،،، وقد تكون النتيجة ان يعمل ويجتهد شخص ليثبت ذاته ويعمل قصارى جهده ،،، ثم يستغنى عنه ويركن على (( الرف )) ويؤتى بشخص آخر سعره أغلى منه بكثير فيعتقدون انه سوف يعمل المستحيل و (( يسوي الهوايل )) كما يقال فسعره يعلو ثم يكتشف بعد ذلك في ميدان الواقع انه لم يفيد ولم يستفد منه ، ولم يعمل أي جديد فيكتشف ان امكانياته وقدراته اقل بكثير من (( سعره )).
هذا طبعا لا ينطبق على الكل ،،، لان ما ينطبق على الجزء لا ينطبق على الكل فقدرات الناس تختلف وتتفاوت كما أن ضمائر الناس وطبائعهم ايضا تختلف وكي تحكم على عمل الشخص لا تحكم عليه بقيمته المادية أي (( بسعره )) لانه ليس بضاعة تشترى او جمادا مستخدما في تكوينه مواد وخامات قد تكون غالية او رخيصة فالصناعة الغالية والمكونات الغالية تزيد من ثمنها فقبل ان نحكم على أي فرد يجب أن نعرف مقدار عطائه فلا المادة ولا عمر الانسان يقيمان الانسـان فكم من فرد اكمل الستين عاما وما زال لديه النشـاط والقدرة على العمل والعطاء والابداع وكم من شاب في العشرين من عمره يضرب به المثل في الخمول والكسل وعدم الابداع.
فاذا اردنا ان نسعر الانسـان فلنسعره بقدرته على العطاء قدرته على العطاء ليس في مجال العمل فقط بل قدرته على العطاء في مجال الابداع عطاؤه لمساعدة الاخرين عطاؤه في حب الناس عطاؤه لادخال البهجه والسرور عطاؤه في محاولة اسعاد الاخرين.
فاذا كان لا بد للانسـان ان يسعر فليسعر بناء على قدرته على العطاء دون انتظار المقابل فانت تساوي ما تستطيع ان تعطيه فالسعر الحقيقي للانسـان هو عطاؤه وليس بغلو المقابل الذي يتقاضاه.