هل يشبهكـــ اسمكـــ
أيكفيك أن تبوح باسم إنسانٍ ما..... لا يعني للعابرين به أي شيء حين لفظوه كي يحددون ما يحبه و ما يكرهه و كي يعرفون لون عينيه وخديه وصوت ضحكته وما هو وزنه .... وهل هو واقعيٌ جديٌ أم يجيد المزاح ويحترف النكتة....!!
كنت أحمق مرةً حين ظننت أن أسماءنا التي تعب بانتقائها أهالينا لها علاقة بدواخلنا ....
مرةً صادفت ( شريف ) الذي لم يكن شريفاً ..
وأخرى صادفت ( وفاء ) التي لم يكن الإخلاص من صفاتها
وفي المرة الأخيرة مررت ب( أمل ) ... فترقرقت بعيني دمعة حزنٍ عليها..
فقد كان التشاؤم يلف أعماقها .. كما الدوالي تلتف على عود قصب!!
حين تصادف في طرق الحياة الشائكة فتاةً جميلةً .... تتخيل أن اسمها لا بد وان يكون جميلاً كطـلـّـتها ... وآخر ما تتوقعه أن يصدمك الاسم الذي لا يليق بحروفه الغليظة المفخّمة مع تقاطيع وجهها الناعمة الرقيقة.....
وقد يغير الاسم - الذي لا علاقة له بشخصيتها أبداً- اندفاعك تجاهها ورغبتك باقتحام أسوار كبريائها كي تحفل بفرصة محادثتها....
وبكل حماقةٍ متوقعة من سخرية الحياة.... تجذبك مرةً حروفٌ منسّقة ومتناغمة مع حلمك لاسم يمر بسمعك بين ملايين الأسماء ....
بضعة حروف تعبر بك فتعمّر لك بيتاً وحديقة فرح وتنثر لك الحب مع صاحبة الحلم المنتظر ...
دون ان ترى سوى اسمها ... اسمها الذي يجعلها تتراءى أمامك أميرةً خارجةً من الأساطير وقصص الأطفال ... تنسج بخيالك الواسع كبحر حياة تضمّـكما معاً وتجهد نفسك بالبحث عن فتاة الاسم الجميل
تتعب فكرك وتحضّر للقاءٍ يكون بداية انطلاق قصة اسمين يليقان ببعضهما وتتعانق حروفهما كغـصنين ...
وتحدث الصدمة المفاجئة....!!!!!!
تسقط دعائم منزلك وتذبل أشجار حديقتك بنظرة ......
حين تصبغنا الأسماء بألوانها المتعددة ..... هل تزيل من دواخلنا اللون الأزلي لأطباعنا....!!
وهل تستطيع أن تمحي من ذاكرة الزمن .... ما رسمته شخصياتنا من قبح وجمال لا لون له ولا رائحة..... سوى انه يحظى بشكلٍ هندسيٍ يبقى يمثلنا ما بقيت الحياة ...
وما بقي الناس يختلسون الذكرى من جيب الأيام ....!!!
فهــلــ يشبــهكـ اسمــــكـ