أعاد الفتح صياغة تاريخ كرة القدم السعودية ، بالتتويج بطلاً للدوري السعودي رسميا لموسم 2012- 2013 قبل نهاية المسابقة بجولتين ، عقب فوزه المستحق اليوم على ضيفه الأهلي بهدف دون رد في المبارة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الجولة ال 24 .
الهدف الغالي أحرزه دوريس سالمو في الدقيقة 29 ،ليهدي الفتح أغلى ثلاث نقاط في مسيرته رفعت رصيده في الصدارة إلى 61 نقطة بفارق 7 نقاط عن الهلال الوصيف وقبل نهاية المسابقة بأسبوعين.
فوز الفتح الملقب بالنموذجي لم يكن صدفة ولا ضربة حظ، بل تحقق عن جدارة واستحقاق ، حيث توج الفريق باللقب قبل نهاية المسابقة بجولتين ، ولم يخسر سوى مباراة واحدة .
الفتح انتظر 55 سنة منذ تاريخ تأسيسه ، والذي كان في عام 1958 ، وبعد أربع سنوات من صعوده إلى الممتاز عندما تأهل من الدرجة الاولى إلى الممتازة عام 2009 ليحقق انجازا غير مسبوق في حضرة الأهلي الملقب بقلعة الكؤوس ، وتحت أنظار جماهير غفيرة احتشدت بها مدرجات ملعب الأمير عبد الله بن جلوي بالإحساء
بدأ الفتح المباراة بتشكيلته الأساسية غير منقوصة إلا من الحارس عبد الله العويشر، وحل مكانه محمد شريفي الذي يعتمد عليه التونسي فتحي الجبال في المباريات الأخيرة .
في المقابل أعاد الصربي أليكس مدرب الاهلي كامل المر إلى مركز الظهير الأيمن ،بعد ان كان يعتمد في المباريات الأخيرة على عقيل بلغيث ، وعاد فيكتور سيموس إلى التشكيلة الأساسية التي غاب عنها في الجولة الماضية بداعي الإيقاف.
اعتمد الفتح على تحركات ألتون جوزيه في خط الوسط كصانع ألعاب ، على أن يتبادل المقهوي والحمدان طرفي الملعب لخلخلة الدفاع خلف الكونجولي دوريس سالمو،الذي أعتمد عليه الجبال كرأس حربة وحيد ، فيما لعب الأهلي برأسي حربة هما عماد الحوسني وفيكتور سيموس ومن خلفهما تيسير الجاسم والبرازيلي برونو سيزار ومصطفى بصاص .
كانت البداية متوازنة بين الفريقين ، مع سيطرة نسبية للأهلي في العشرين دقيقة الأولى من المباراة ، في محاولة لمباغتة أصحاب الأرض بهدف مبكر، عن طريق اختراقات فيكتور وتحركات عرضية قصيرة للحوسني ، وقابل الفتح الرغبة الأهلاوية بتحفظ دفاعي لامتصاص فورة البداية.
عاب أداء الأهلي كثرة التمرير العرضي والبطء في نقل الكرة من الخلف إلى الأمام ، وافتقاد البناء الهجومي للدعم الفني من ظهيري الجنب ، مما دفعهم للتركيز على الاختراق من منطقة العمق ، التي يجيد الفتح إغلاقها بسيسكو والنخلي وينضم إليهما لاعب المحور شادي أبو هشهش.
في المقابل كان الفتح منطقيا ، ولم يندفع لاعبوه للأمام على حساب التأمين الدفاعي ، بل حافظوا على توازنهم ، وعدم تشتيت الكرة ، البدء الهجوم من أسفل إلى أعلى بالتمرير الأرضي القصير من الوسط إلى أحد طرفي الملعب حيث المقهوي أو الحمدان.
وكانت أفضل فرص الاهلي في هذا الشوط تسديدة فيكتور الصاروخية التي تألق شريفي في التصدي لها ببراعة، أعقبها فرصة ضائعة من دوريس سالمو وهو على بعد خطوات من عبد الله المعيوف حارس الأهلي .
في الدقيقة 29 يضع الكونجولي سالمو فريقه الفتح في المقدمة بهدف يعد أجمل أهداف المسابقة من ضربة خلفية مزدوجة.
بعد الهدف الفتحاوي اندفع لاعبو الأهلي للأمام للتعويض ، لكن محاولاتهم اتسمت بالحماس على حساب التركيز والبناء الجيد ، وتكفل بها كلها دفاع الفتح الصلب ، وشكلت في هذه الأثناء الهجمات المرتدة لأصحاب الأرض خطورة على دفاع الأهلي الذي ترك خلفه مساحات خالية .
مال الفتح إلى استهلاك الوقت واستغلال المرتدات ، حتى أطلق الدولي مرعي العواجي صافرة النهاية الشوط الاول بتقدم الفتح بهدف دون مقابل.
ضغط الأهلي منذ الوهلة الأولى من الشوط الثاني ، وحصل على ضربتين ركنيتين في الدقائق الخمس الأولى ، وبعد ست دقائق يدفع الأهلي بعبد الرحيم جيزاوي لدعم الهجوم على حساب بصاص ،لكن الأداء الأهلاوي لم يتخلص من البطء ، والاعتماد على الاختراق من العمق الذي عانى منه في الشوط الأول.
ورغم الضغط الأهلاوي إلا أن دوريس سالمو كاد أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة ، عندما حول رمية التماس التي وصلته من أبوشقرا برأسه لكن العارضة تصدت للكرة قبل أن يلتقطها المعيوف وينهي على خطورتها.
بعد دخول الجيزاوي شكل الأهلي جبهة هجومية ناحية اليمين بتقدم الظهير الأيمن كامل المر لينضم إلى الجاسم وبرونو سيزار ، وتبني استراتيجية هجومية مغايرة بالاعتماد على الكرات العرضية من الأطراف بمشاركة المر والحربي ظهيري الجنب بفاعلية في الهجوم.
في الدقيقة 63 دخل بدر الخميس بدلا من عماد الحوسني في محاولة من الصربي أليكس مدرب الأهلي لتنشيط هجومه .
ينشط الأهلي ويضغط بكل خطوطه ، وينوع هجومه من الأطراف والعمق، وتتعدد له الضربات الركنية ، ويسدد الجاسم من شبه انفراد في الشباك الجانبية .
تشهد الدقيقة 72 حالة من التوتر بين لاعبي الأهلي وخاصة فيكتور الذي يحتج بشدة على حكام المباراة بعد احتساب خطأ لمصلحة ألتون جوزية في منتصف الملعب ، ويشهر مرعي العواجي حكم المباراة البطاقة الصفراء لفيكتور.
حاول الجبال تعزيز وسط ملعبه ، فيجري تغييره الأول بدخول أحمد أبوعبيد بدلا من حسين المقهوي . في الدقيقة 83 يستعيد الفتح نشاطه ، ويسدد ألتون ويتصدى المعيوف ، وفي هذه الأثناء يرمي أليكس بأخر أوراقه بلاعب الوسط محسن العيسى بدلا من برنو سيزار.
ودخل ربيع السفياني في الدقيقة 89 بدلا من ألتون جوزيه وبعدها بلحظات كاد الأهلي ان يدرك التعادل لكن الكرة أخطأت الشباك إلى خارج المرمى.
كثف الأهلي الضغط بعد احتساب العواجي خمس دقائق وقتاً بدلا من الضائع ، ويقابله استبسال غير عادي لدفاع الفتح تزداد ضراوة الهجوم الأهلاوي كلما اقتربت المباراة من نهايتها ، حتى أطلق العواجي صافرة النهاية معلنا أن الفتح بطلا رسميا جديدا لدوري زين السعودي للمحترفين.