اشْتُهِر ثَوْب " الْنَّشْل " فِي الْسَّاحِل الْشَّرْقِي لِجَزِيْرَة الْعَرَب كَأَحَد المَلَابِس الْنِّسَائِيَّة الْقَدِيْمَة ، وَالَّتِي كَانَت تَرْتَدِيَهَا الْنِّسَاء وَيَتِبَاهِين بِهَا فِي دُوَل الْخَلِيْج كَالْبَحْرِين و قَطـــر وَالْكُوَيْت ، وَالْإِمَارَات وَالْمَنْطِقَة الْشَّرْقِيَّة بِالْسُعُوْدِيّة كَالْأَحَسَاء وَالْدَّمَام وَالْقَطِيف وَالْجُبَيْل.
وَيَتَّصِف ثَوْب الْنَّشْل بِالْاتِّسَاع حَيْث كَانَت تَرْتَدِيْه الْنِّسَاء فِي الْمُنَاسَبَات الْكَبِيْرَة ، كَالْأَعْيَاد وَحَفَلات الْزَّوَاج ، وَيَصْنَع عَادَّة مِن أَقْمِشَة حَرِيْريَّة سَادَة وَغَيْرِهَا مِن الْأَقْمِشَة الَّتِي تَزْدَان بِالْأَلْوَان الْجَمِيْلَة الْزَّاهِيَة ، كَالأحْمر وَالْأَزْرَق وَالْبَنَفْسَجِي وَالْأَخْضَر ، وَلَكِن الْلَّوْن الْأَسْوَد .. يَتَمَيَّز بِجَاذِبِيَّتِه عَن سَائِر الْأَلْوَان الْأُخْرَى وَتَفَضُّلِه الْكَثِيْر مِن الْنِّسَاء .
وَيُطَرِّز ثَوْب الْنَّشْل عَادَة بِنُقُوش ذَهَبِيَّة مُتَنَوِّعَة تَزِيْد مِن بَرِيْقِه وَجِمَالُه، حَيْث يَصْنَع بِشَكْل يُدَوِّي مِن قَبْل الْنِّسَاء وَالْحِرَفِيِّيْن مِن أَهْل قُرَى الْمِنْطَقَة .. بِاسْتِخْدَام الْإِبْرَة وَالْخَيْط بَعْد شِرَاء الْأَقْمِشَة الْخَاصَّة بِه مَن الْأَسْوَاق الْشَّعْبِيَّة ،
الَّتِي كَان تُجَّارُهَا يَجْلِبُوْن هَذِه الْأَقْمِشَة مِن الْبَحْرَيْن وَالْهِنْد، وَمَن الْمُتَعَارَف عَلَيْه أَن ثَوْب الْنَّشْل كَان يُبَاع بِأَسْعَار مُرْتَفِعَة جِدّا فِي ذَلِك الْوَقْت ، بَعْد أَن عُزِفَت الْنِّسْوَة عَن صَنَعَه لِاسْتِغْرَاقِه وَقْتا طَوِيْلَا لِلْانْتِهَاء مِن خِيَاطَتِه.