عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 5 - 2013, 09:34 PM   #17


الصورة الرمزية جروح الم

 عضويتي » 2730
 جيت فيذا » 23 - 12 - 2012
 آخر حضور » 28 - 1 - 2018 (10:26 AM)
 فترةالاقامة » 4383يوم
مواضيعي » 7626
الردود » 27690
عدد المشاركات » 35,316
نقاط التقييم » 3126
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1
الاعجابات المرسلة » 30
 المستوى » $95 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور جروح الم عرض مجموعات جروح الم عرض أوسمة جروح الم

عرض الملف الشخصي لـ جروح الم إرسال رسالة زائر لـ جروح الم جميع مواضيع جروح الم

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

sms ~
؛؛ يالله أجعل وفاتـي في صـــلاة ؛؛


؛؛ بين سجده و تسبيح و ركــوع ؛؛


؛؛


؛؛ و اجعل آخر كلامي في الحيـاة ؛؛


؛؛ لفظ قول الشهاده في خشــوع ؛؛
MMS ~
MMS ~

جروح الم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ملف الخلافات الزوجية وطرق حلها



ما هو كفيل بأن يحقق له السعادة.

نحن لا نتكلم عن هذا السن بأنها مراهقة متأخرة؛ولكن ربما طفولة دفينة تظهر متأخرة0

وعلى الزوجين أن يختارا الألفاظ الحسنة والتأدب في المعاملة؛فإذا حادثت المرأة زوجها فلا تكن

جهورية الصوت تصرخ في وجهه؛ لأن هذا من الغلظة وسوء الطبع، ولتكن هادئة في كلامها خافضة

الصوت أمامه؛ولتنظر له بالمنزلة التي جعلها الله له عليها0

فكم جميلٌ أن تكلمه خافضة الصوت؛ لا تنظر إليه بحدة، ترمي ببصرها إلى الأرض مهابة له وحياءً

منه وإعظاماً له في صدرها، ولا يحسن بها أن يكلمها فتصد عنه؛أو تنشغل عنه بشيء آخر، وهو قد

يكون يتكلم بموضوع يرى انه من أهم المهمات0

وكم حري بالزوج أن يختار الألفاظ الحسنة وهو يخاطب امرأته؛ويضفي عليها صفات المدح تأليفاً

وترغيباً وتحبباً إليها؛ ولا يعيّرها ويذكر ما فيها على سبيل النقص، فإن تجميل اللسان نعمة؛ والقلوب

عند عالمها؛ وكم ألان اللفظ الحسن طباع الغلظة والقسوة؛فإذا بصاحبه مألوف لدي كل أحد0

ألم تر أن بعض الأزواج يمدح زوجته بما يراه الناس نقصاً؛ فإذا بها تستجمع السعادة في قلبها غبطة وسروراً، ولا ترى ذلك نقصاً ما دام أنه في عين زوجها كمالاً؛وفي ذلك يقول القائل:

وأنت التي حببـت كلَّ قصيرةٍ إليَّ.. ولم تشـعر بذاك القصائرُ فلماذا بعض الناس يتعلم جمال المنطق مع كل أحد إلا مع شريك حياته؛ الذي إن صفا عيشه معه فهي

السعادة العظمى والسكينة التي ليس فوقها مطلب؛ قال صلى الله عليه وسلم : " الكلمة الطيبة

صدقة.."

فابحث في نفسك.. هل رطبت لسانك بكلمة طيبة ترقق بها قلب زوجتك؟

وانظري في نفسك.. هل جعلتِ الكلام الطيب مدخلاً إلى قلب زوجك؟

هل إذا دخل المنـزل سمع كلمة جميلة؟

هل إذا طال غيابه عن المنزل جاءه هاتف يسأل عن حاله، ويسمع منه كلمة طيبة؟؛ أو رسالة توحي

إليه بالاشتياق؟!

وكم هو جميل أن تكون الابتسامة شعاراً بين الزوجين؛فإن للابتسامة أثراً بالغاً في تليين القلوب

ودفء المشاعر ألم يقل صلى الله عليه وسلم: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة"0 وقال جرير بن عبد الله البجلي: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، وما رآني

إلا تبسم" ؛وما ذاك إلا لأن للابتسامة تأثيراً في قلب من يلقاك، فكيف إذا كان المتبسم في وجهه

الشريك الذي لا تنفك عنه.

إن الرجل حين يطالب بامرأة تكون له كالأرض التي تقله فلا بد أن يكون هو كالسماء التي تظلها،

وأنت أيتها المرأة :كوني له أرضاً يكون لك سماء؛ وليس بالمستحسن ولا بالمعقول أن نطالب الناس

بشيءٍ نحن لا نمـتثلة0

ولربما وجد الإنسان صاحبه مقصراً في جوانب من عشرته ،فلا يقصر هو؛ لأنه يتعامل مع الله؛ولا بد

أن يعمل فيما يرضي الله عنه؛وحريٌّ بمن كان مراقبا لله فيما يعمل أن ينصره الله ويوفقه لكل خير0

انظري في نفسك..

هل كنت سكناً له.؟ يسكن إليك بعد نأى وفرقة،وجهد وتعب وشدة وبلاء، أم أنك نأيت بنفسك أن

تؤانسيه، وثقل عليك أن تتحملي بوح مشاعره0

إن كونك سكناً..ينبهك هذا إلى أن تكوني راحة له في جميع جوانبه؛بنشر الهدوء في المنـزل؛وإعداد

طعامه؛ونظافة بيته فلا يسمع إلا حسناً؛ولا تقع عينه منك إلا على حسن؛ وإذا أردت رجلاً تقر به عينُك،

فكوني قرة عين له.

أوصى عبدالله بن جعفر ابنته عند زواجها؛فقال:

"إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق،وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء،وعليك بالكحل فإنه أزين

الزين، وأطيب الطيب الماء".

ونصحت أم ابنتها في ليلة الزفاف؛ فقالت:

"عليك بالقناعة والسمع والطاعة والعفة والوداعة؛راعي الأميال ؛حافظي على الأموال وساعدي في

الأعمال؛ اعملي ما يسره واكتمي سره ولا تعصي أمره؛ استري على عيبه وعلى جيبه وتوددي له في

شيبه؛ صوني لسانك ؛ وتخيري جيرانك واثبتي في إيمانك"0

فأين أنت أيتها الفاضلة من هذه الوصايا الثمينة لتعطيها لرجل؛قال فيه صلى الله عليه وسلم : "هو

جنتُك ونارك"0

وقبل أن يطالب المرء صاحبه بأمر؛ليتفكر في نفسه أين هو منه؟؛وهل يفعل تجاهه ما يريده منه؟

قال صلى الله عليه وسلم : " فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة؛فلتأته منيته وهو يؤمن

بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"0



بيوت.. في مهب الريح

يجب ألا نطالب بتحقيق المثالية الحالمة، في إيجاد بيت لا تمر به رياح المشاكل الزوجية؛ لأن دوام

الحال من المحال، ولا يعني ذلك أنه لا تبذل الأسباب التي تحول دون وقوع المشكلات وتكدير الحياة،

ولكن هذا حتى يوضع في الاعتبار أن لكل طريق عقبات وعوائق؛ولا بد من معرفة العائق حتى يُعرف

كيف تجاوزه؛ والتعامل معه0

قد قال البعض: " إن المشاكل هي ملح الحياة الزوجية؛ لما يحدث بعدها من القرب والمودة والألفة،

لكن إنْ تبين أن هذا القول صحيح،فلا بد ألا يزيد الملح عن قدره، لأنه سيولد الضغط التي سيؤدي بعد

ذلك إلى الهلكة0

كما ينبغي ألا تدفعنا مثل هذه الأقوال؛ إلى اختلاق المشاكل التي تكدر حياتنا؛ فلعل المشاكل تكون

ملحا؛عند مَن وجد بعد زوالها نتيجة حسنة،أما من رأى لها أثراً سيئاً؛ أو دماراً لأسرة فلا أتصور

أنه يحمد ما قام في حياته من المشاكل0 وعلى ذلك فالعاقل هو الذي يتجنب النكد في حياته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لأن النكد يقصر

الأعمار، ويذهب النضارة، ويزيد الهم؛ويزري بالعقل،ولا أحمقَ من امرئٍ يستطيع أن يجد أسباب

السعادة في حياته فيتركها؛ ويبحث عن طرق النكد فيسلكها؛ وكل جحيم يُتصَبَّر عليه- حتى يكون

الصبر لصاحبه سجية- إلا جحيم الزوجية فإنه لايطاق؛ وذلك أن الهم إذا دخل المنزل الصغير لم يجد

صاحبه له منفذاً ليطرده من خلاله؛فإذا به وقد استحوذ على قلبه، ثم ترى بعد ذلك نفسية

مضطربة؛ووجهاً عبوساً0

ولذلك ترى بعض الأزواج يخرج من منـزله؛وهو يفر فرار الباحث عن السعادة، التي يحاول أن

يقتنصها قبل أن تطير، فإذا رجع إلى منـزله تبخر حلمه وعادت كآبته؛ قيل لأعرابي : صف لنا شرَّ

النساء 0 فقال: "شرهن النحيفة الجسم،القليلة اللحم،لسانها كأنه حربة، تبكي من غير سبب؛وتضحك

من غير عجب،عرقوبها حديد؛ منتفخة الوريد،كلامها وعيد؛وصوتها شديد، تدفن الحسنات؛وتفشي

السيئات،تعين الزمان على زوجها؛ ولا تعين زوجها على الزمان،إن دخل خرجت؛ وإنْ خرج دخلت،

وإن ضحك بكت؛وإن بكى ضحكت، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دُلي لسانها

بالزور؛وسال دمعها بالفجور،ابتلاها الله بالويل والثبور؛وعظائم الأمور، هذه هي شر النساء"0

وتجد بعض الزوجات وهي تعيش حالة من الخوف والهلع والرعب؛مع زوج لا يعرف إلا الصراخ،ولا

يتعامل إلا بالوحشية، يجعل هذا السكن الآمن حالة من الاستنفار، إذا جاء لم يُفرَح به،وإذا ذهب ودّت

الزوجة والأبناء ألا يرجع0

فهو غير مأسوف على فراقه، ولا مفروح بلقائة0

والمصيبة أن تتحول حياته سيولاً جارفة من الإهانات والضرب التعذيب؛مع امرأة أثمن من ثمين

الجوهر0

وكم هي تلك الأمثلة التي تعيش حولنا؛تصور لنا حياة كثير من الزوجات؛اللاتي يعشن مع وحوشٍ في

جثمان إنس، نزعوا الرحمة من قلوبهم،وألقوا الرأفة من سجلاتهم؛ وعاشوا

رقيقين..شاعريين..حساسين.. مع كل البشرية إلا مع زوجاتهم وأطفالهم0

كتبت إحدى النساء تقول:

"في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ؛وكيف أبدأ وقلبي يتفطر حزناً،وجسدي ينزف ألماً؛وكياني

ينتفض؛لأن كل كلمة أكتبها تجسد لي ما أنا فيه من مأساة.

وأي مأساة؟! دعني أقول: رعب؛أو بمفهوم الأوضاع السائدة "إرهاب"0

أليس ترويع الآمنين إرهاباً؟ أليس الظلم إرهاباً؟!

نعم أنا أعيش هذه الحالة مع من يُفترَض أن يكون أقرب الناس إليَّ0

أليست المرأة سكناً للرجل؛والرجل سكناً للمرأة ؛كما تقول عقيدتنا؟

يا سيدي: لقد بدأت مأساتي مع زوجي باكراً،منذ ليلة الزفاف؛ليزرع في نفسي نبتة من الألم

والخوف؛حاولت أن أقضي عليها بعد ذلك بالتودد والتفاهم؛ولكن كان الوجه التجهم الذي لا

ينفرج؛والمعاملة الخشنة التي تؤكد على الاحتقار والمهانة هي زادي اليومي.

لم أكن كبيرة في السن بل كان عمري اثنين وعشرين عاماً؛وكان هو في الثلاثين؛ وظننت أن النضج

الفكري والعقلي؛سيرافقان تصرفاته..ولكن!!!

تعاملت كشغالة أو رقيق؛ فعليَّ أن أقوم بكل واجباتي التي تبدأ بإلباسه الثياب والحذاء؛ولا تنتهي

بوضع الطعام الذي يتناوله وحده؛فالرجولة والفحولة تمنعه من الأكل معي على طاولة واحدة؛ قبل أن

أنجب وحتى بعد الإنجاب، فلا أنا ولا أولادي نجرؤ على تناول الطعام قبل أن يتناوله0

هذا وجه واحد؛أما الوجوه الأخرى فعديدة..

فكثير ما يعود إليَّ في منتصف الليل؛ولا أجرؤ على السؤال؛لا عن مكان سهره؛ولا معَ مَن؟؛ولا عن

الرائحة التي تشير إلى أنها رائحة غير طيبة لشراب غير طيب؟!

عليّ فقط أن أخلع حذاءه وثوبه؛وأضع الطعام وأقف إلى جواره حتى ينتهي0

وعليَّ أن أصحو مبكراً لأوقظه؛فيستيقظ بعد معاناة وشتائم؛وربما أعزك الله:"بصق في وجهي"0

يا سيدي: أنا لا أبالغ!!؛فعجزي عن الفضفضة وخجلي؛منعاني من قول الكثير0

فأنا-ولله الحمد-امرأةٌ حسنة المظهر؛نظيفة مرتبة؛ولكنه لا يتورع في أن يقذفني كل لحظة بكلمة

جارحة؛وعندما أحاول الرد أو أطلب تسريحي؛لا أجد سوى اللكمات والركلات؛ والتبرير: هو الفحولة

والرجولة؛لا العشرة والمعاملة الحسنة0

تخيل إنه لم يكن ولم يزل لا يداعب أطفاله؛ وهن ثلاث بنات جميلات؛ويعايرني بهن أحياناً قائلاً:إنهن لا

يساوين ظفر ولد واحد0

البنات منكسرات حزينات دائماً؛رغم محاولتي احتضانهن والتخفيف عنهن0

صدقني أنا وبناتي نعيش في رعب؛ فكل حركاته في المنـزل لا تتسم بالهدوء ؛بل بالعنف، فعندما يريد

شيئاً لا يناديني؛بل يقذفني بأي شيء بجواره حتى أنتبه؛أو يغلق الأبواب بعنف؛أو يصفق لي كأني

خادمة؛وعندما يأتي بأصحابه إلى المنـزل؛عليّ أن أقف بالقرب من الباب لألبي طلباته.

أما عن حقوقي الزوجية فلا أستحقها؛بل يأخذ حقه وينصرف؛ضارباً بي عرض الحائط؛ولم يحدث

يوماً أن صفا وجهي وجسدي من كدمة أو ندبة أو جرح أو غيره0

البنات أحياناً يصرخن؛وهو لا اهتمام ولا ضمير؛أحاول أن أكتم في نفسي؛وأن أتحامل عسى أن

يستكين أو يهدأ..لا فائدة0

نسيت أن أقول لك إنني جامعية ومثقفة؛إذا كانت الثقافة تعني الوعي بما حولي؛ ومعرفة حقوقي

وواجباتي تجاه أسرتي؛بدءاً من الزوج الذي هو محور مشكلتي0

قد تسألني لماذا لم تلجئي إلى أهلك أو تطلبي الطلاق؛وأجيبك: حدث ذلك مراراً؛ وكان أهلي يضغطون

عليَّ للعودة له؛أو يأتي هو بعد فترة ليحادثهم ولا يحادثني؛ فيأمرني أبي بالذهاب معه؛فلا أستطيع

النطق بكلمة واحدة احتراماً له0

الخلاصة يا سيدي:أنني أعيش حالة من الإرهاب والرعب في منزلي الذي من المفروض أن أكون

آمنة به؛ومع زوج من المفروض أن يمثل لي الأمل والأمان أنا وبناتي ؛إنني أعيش في سجن لا

أستطيع الخروج منه0

المآسي كثيرة؛والخفايا مريرة؛والتفاصيل يمكن أن تملأ الصفحات؛وما بقي سوى السؤال التقليدي

الذي مهما كانت إجابته لن يقدم ولن يؤخر في لب مأساتي التي تتمثل في هذا الزوج؛ولكن الأمل

ومحاولة البوح دفعاني إلى الكتابة؛ فربما قرأ هو؛أو قرأت من هن في مثل معاناتي حكايتي؛ليدركن

مدى ما أنا فيه0

فهل أجد لديك ما يقال لي.؟ ربما خففت كلماتك عني"0

الله المستعان.. ماذا عسانا أن نقول سوى أن بعض القلوب قد خلت من رسوم الرحمة ومعاني الشفقة 0

إن بعض الناس يتعامل وكأن الزواج شركة ستنتهي يوماً من الأيام بالربح أو الخسارة؛فإذا به يدخل

هذا المضمار وهو يريد أن يحقق ما يراه انتصاراً له؛ولو كان هذا الهدف طريقاً إلى دمار كثيرين0

إن أخطر ما يواجه الحياة الزوجية؛الجفاف الذي يخيم عليها؛حيث يجد أحدُ الأزواج عند الطرف

الآخر مشاعر متبلدة؛وعواطف متجمدة؛تؤدي إن استمرت إلى ضياع الأسرة؛وتشتت الشمل؛وإطفاء

نور المودة0

الذكيّ من الأزواج هو الذي يسعى إلى تغيير الروتين الممل؛وإذكاء روح البهجة والمودة في بيته0

فكم كان للمداعبة والتودد والترفق بين الأزواج؛دور كبير في إضفاء السعادة على بيت الزوجية0

تأمل..

كانت عائشة رضي الله عنها تشرب من الإناء؛فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على

موضع فيها ويشرب،وكان يضع رأسه في حجرها- وهي حائض-فيقرأ القرآن0

وكانت إحدى زوجاته نائمة بجانبه فحاضت- فانسلّت؛ فشعر بها النبي صلى الله عليه وسلم؛فقال:

أَنَفِسْتِ..؟- يعني:أحضتِ..؟- فقالت: نعم،فأدخلها في فراشه"0 فأي "ود" بعد هذا..؟وأي رحمة بعد

هذه..؟0

مع ما يقابل ذلك من ذكاء الزوجة؛وتحببها إلى زوجها؛تقول عائشة رضي الله عنها:كان الحبشة

يلعبون بحرابهم في المسجد؛ فيحملني النبي صلى الله عليه وسلم على ظهره لأنظر إليهم،فيقول :

انتهيت.؟ فأقول: لا0 حتى أعلم مكانتي عنده"0

والزوجة الطيبة هي التي تفعل ما يحب زوجها،وتتجنب ما يكره، ويجب أن تحفظ هذا؛ولا تحتاج أن

يكرر عليها ذلك في كل وقت.

أتتصورون أنه لو أدخل الزوجان على حياتهما شيئاً من اللين والرفق والتغيير،هل يبقى بعد ذلك

ملل؟!

إن المشكلة العظمى التي يعاني منها الكثير؛هي استكبار المرأة أن تعترف ولو لنفسها بحاجتها إلى

زوجها مع ما فيه،ومكابرة الرجل أن يقرَّ أن لزوجته دوراً لا يملؤه غيرها؛ولو وقف الزوجان أمام هذه

الحقيقة؛لتلاشت أمام ذلك كثير من الأوهام التي يتصورها الناس مشكلة وهي ليست كذلك0

ومع إقرارنا بوقوع المشاكل الزوجية، وأنه لا سبيل للحيلولة دون ذلك؛وعلى اختلاف درجات هذا

الخلاف إلا أنه لا بد من معرفة العلاج الذي تحمد عاقبته0

إن بعض الناس يتصور حين وقوع المشكلة أن الحل الوحيد هو فصل عرى الزوجية بالطلاق؛وفي

كثير من الأحيان تكون المشكلة المختلف عليها لا تستحق كل هذا، بل لو تفكر فيها لوجد ألا مشكلةَ

أصلاً0

إن مما يعين على علاج الخلافات الزوجية؛التروي والتجمل بالصبر؛فإنه مفتاح لكل خير؛وقائد إلى كل

فضيلة، قال صلى الله عليه وسلم:"ما كان الرفق في شيء إلا زانه،وما نزع من شيء إلا شانه"0

فالترفق وترك العجلة مطلب في جميع أمور الحياة؛فكيف بأمر تقوم عليه الحياة..؟!

وبالترفق والتروي يستجمع المرء شتات فكره،ويستحضر عقله،ولا يقدم على ما يدمر به حياته،في

لحظة طيش وعجلة0

تأملوا:

" اتفقت امرأة وزوجها على إجراءات الطلاق؛فقال الزوج: البيت لك؛لأنك يتيمة فلا أبَ لك ولا أم

،وأخوتك متزوجون وسيكون صعباً للغاية الحياة معهم،البيتُ لك؛وأنا سأقيم مع أخي0

فقالت الزوجة: لا؛ البيت لك أنت شقيت به كثيراً لتبنيه،سأحاول التأقلم مع زوجة أخي،وأعيش معها.

فيرد عليها الزوج: إذن خذي الأثاث؛ قالت: لا ،أنت أكثر حاجة للأثاث مني؛ فبيت أخي به كل شيء0

فرد الزوج: إذن اقبلي مني هذا المبلغ0ترد الزوجة: لا إن لي وظيفة معقولة؛ ولن احتاج للمال، أنت

أحوج مني.

وبينما تعد الزوجة حقيبتها لتغادر البيت، إذْ بالزوج يتأوه متحسراً؛ ويسألها: لماذا الطلاق إذن؟! لعدم

التوافق.!؛ لأني لا أفهمك ولا تفهميني.! ما هذا الكلام؟!!

ألا يكفي الزوجين أن كلاً منهما حريص على مصالح الآخر؟..

هل لا بد من وجود حب شديد أو توافق تام؟..

هل بعض خلافاتنا يعني : فشل علاقتنا؟.

كيف نكون فاشلين وكلانا يتمتع باحترام شريك حياته؛ويؤثره على نفسه؟!

أليس الاحترام المتبادل أهم من الحب الجارف؟

لم تنطق الزوجة.. ولم يحدث طلاق.. ولا زالا زوجين حتى هذه اللحظة..!"

إن هذه القصة المؤثرة، تبين إلى أي مدى كان التروي والترفق والتأني؛سبباً في بقاء رباط الزوجية

بين زوجين تصور كل منهما أنه بعيد بأفكاره ومشاعره عن صاحبه؛ فلما فتح أحدهما قلبه لصاحبه

فاحتواه،وأزال ما بينه وبينه من الحواجز؛فإذا به قريب جداً0

فلنتساءل : هل اتخذنا هذا الأسلوب منهجاً لنا في حياتنا الزوجية..؟

من تروٍ حين وقوع المشكلة؛وفتح القلب لاحتوائها؛واتساع الصدر لعلاجها0

لو عملنا بذلك لتبددت كثيرٌ من المشاكل؛وساد بعدها الأنس والسرور0

ومما يهون وقع المشاكل حين حدوثها النظر من باب المحاسن؛ولا يُنظر من باب الخطأ وحده0

فلو وقعت بعض الأخطاء من أحد الزوجين؛ التي لا تخل بالحياة الزوجية؛ولا تعتبر من القوادح

العظيمة؛فلا يُنظر إلى الخطأ نفسه،لكن ليَنظُر كم في صاحبه من المحاسن التي يجمل معها الصبر0

يقول أحد الأزواج: " زوجتي عندها نقص في بعض الجوانب التي تنفّر منها أحياناً، وأراها جوانب

سيئة،ولكن فيها من صفات الخير الكثير، فهي رقيقة القلب؛ فيها رحمة بوالدي وأولادي؛كريمة

سخية، ولذا فإني أتعامل معها من خلال هذه الجوانب الطيبة؛ لا الجانب السيئ؛ ولذا فإن حياتي

تسير على ما يرام"0

فلو نُظر إلى العلاقة الزوجية من خلال هذه الأبواب،أليس ذلك كفيلاً بأن يحقق الهدوء إلى حدٍّ بعيد؟؛

لا سيما إذا علمنا أنه من النادر أن ينعم العبد بحياة كاملة لا يرد فيها النقص0

على أنه ليس غريباً إن قلنا:إن المرأة مطالبة بالصبر أكثر في منزل الزوجية؛لأن ما يعانيه الرجل من

الضغط الخارجي نتيجة اختلاطه بالمجتمع ومعافسة شرائحه،يولِّد عنده شيئاً من الانفجار؛ وربما كان

ذلك في وجه الزوجة، فإنْ لم يجد امرأةً عاقلةً تقابل ذلك بالاتزان والعقل فسدت الحياة0

فلا يحسُن بامرأة أن تضحك في وجه زوجها وهو مغضب؛ولا يحسن بامرأة إنْ غضب زوجُها أن

تتركه ولا تسترضيه، فإن هذا مما يزيد غيظه؛ وكم من امرأة تبوأت منزلاً في قلب زوجها؛بسبب

توددها له وإرضائه؛حتى وإن كان غضب عليها وهو مخطئ في حقها..

قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟.. الودود الولود العؤود؛ التي إذا "ظُلِمت"

قالت: هذه يدي في يدك ،لا أذوق غمضاً حتى ترضى"0

وقال أبو الدرداء لزوجته: "إذا رأيتني غضبتُ فرضّني،وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم

نصطحب"..

خـذي العفـو مني تستـديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضــب ولا تنقريني نقـرك الـدف مــرة فإنك لا تدرين كيــف المغيــب ولا تكثـري الشكوى فتذهب بالقوى ويأبـاك قلـبي والقلــوب تقلـب فإني رأيـت الحـب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحـب يذهـب

وربما أحياناً يكون الدافع الذي يدفع بالزوج لاختلاق المشاكل؛إحساسه بالنقص حين يفتقد زوجته في

الوقت الذي يحتاجها فيه؛ فإذا داهمه الإحساس بالوحدة، والحاجة إليها إذ بامرأة بعيدة، إما في عمل

أو علاقات اجتماعية،أو على الأقل بفكر شارد؛لا يدري كيف يخاطبه، أو يحاوره0

ألا ترى بعض الزوجات أن زوجها في بعض الأحيان يتعلق بأي كلمة ليحدث مشكلة؟! أما دارت حول

نفسها متسائلة ؛ لماذا يفعل هذا؟

إنه يتصرف هذا التصرف؛يريد أن يسمع كلمة تسترضيه فيها،تحسسه أنه غال،وأن له مكانة عالية

عندها؛وحينما يجدها امرأة متبلدة لو صارحها في ذلك مشافهة لا تعي ما يقول؛يلجأ إلى أن يرسل

إليها هذه الرسالة ،وإنْ كانت عن طريق مشكلة0

ربما نصرح بما يخفيه كثير من الأزواج الزوجات؛أنهم كثيرا ما يستعملون هذا الأسلوب في

حياتهم؛لِلَفْتِ نظر شريك الحياة، لأن في داخلهم "طفلاً"؛ يحتاج إلى إشباعه بالعاطفة، وإن كانوا

يستحون أن يصرحوا بذلك؛لأنهم يرون أن هذا أمر طبيعي؛لا بد أن يفهمه قسيم الروح؛ دون تصريح

أو زيادة ذكاء0

ولكن هذا التصور خطأ..؛ وكثير من الناس كالصندوق المغلق لا يُدرى ما به؛فإذا وُجِد من يحسن فتحه

فإذا بداخله أصناف الجوهر0

إحدى النساء كانت تشتكى من زوجها أنه لا يسمعها كلمة جميلة؛رغم أن معاملته طيبة ويحترمها،

فقيل لها: لعله من النوع الذي يستحي؛وأُشير عليها أن تتصل به وتسأل عنه، قال: لم أتعود على هذا

؛ قيل لها : كما تريدين أن يكون لك لا بد أن تكوني له؛تقول: فلما كلمته بالهاتف؛وأخبرته أنني متصلة

لأطمئن عليه،أحس بمكانته عندي، فإذا به شخص آخر،وقد عشت أياما منعَّمة بسبب كلمة يسيرة لم

تكلفني شيئاً،لم أعرف أنها ستؤدي إلى هذا الأثر الجميل0

إن مسألة ترقيق القلوب علم من نوع خاص،وشفافية تمتلك المشاعر،وقد قيل: "ليس الملكُ مَن ملكَ

العبيدَ والعامة، بل من ملك الأحرار وذوي الفضائل"0

ومما يجب الحذر منه-حيث إنه من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى دمار الحياة الزوجية-"

المقارنة "؛سواء كانت من جهة الرجل؛حيث يتصور أن في النساء ما لا يوجد في زوجته، ولو نظر

في حقيقة أمره؛لربما وجد في زوجته مِن الصفات مَن تعجز عشرات النساء من اللحاق بها، لكن

المصيبة أن النفس دائماً تطمح إلى البعيد؛ وتتوهمه أنه جمع من الصفات ما لا يوجد عند غيره، وما

هو في واقع حاله إلا سراب وخدعة، وقد قال أهل الأدب:"النساء أشباه، وما يُرى في العيون

والقلوب من فضل مجهولاتهن على معروفاتهن باطل وخدعة، بل كثير مما يرغب عنه الراغب مما

عنده، أفضل مما تتوق إليه نفسه منهن،وإنما المترغب عما في رحله منهن إلى ما في رحال

الناس،كالمترغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس،بل النساء أشبه من الطعام بالطعام، وما في

رحال الناس من الأطعمة؛أشد تفاضلاً وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء"0

وقد تقارن المرأة حياتها بحياة غيرها، فلانة تسافر.. فلانة تفعل..وفلانة تفعل.. ؛

ولا تزال تكرر وتعيد وتزيد؛حتى يبغضها زوجها.

قد قالت العرب: "إن على راغب الزواج؛أن يبتعد عن أنواع من النساء : الأنانة والحنانة والمنانة"0

فالأنانة: هي التي تكثر الأنين والشكوى في كل ساعة وفي كل وقت؛بسبب وبلا سبب0

والحنانة: هي التي تحن على زوجها؛ولا ترضى بوضعها؛وتقارن بينه وبين غيره من الرجال0

والمنانة: التي تمن على زوجها، فتقول: فعلتُ من أجلك كذا وكذا0

وكم هدمت المقارنة من البيوت وجعلتها خاوية بعد استئناسها؛والمسلم يرضى بما كتب الله له أولاً،

وليثق أن من يقارن حاله بهم ينقصهم كثيراً مما عنده، لأن الكمال صعب، وقد يوجد عنده ما لو قارنه

بما عند غيره لحمد الله على حاله، ولأبى أن يدفع بما عنده بعشرات مما عند غيره0

فليست المسألةُ مسألةَ مادة وسفر؛وملابس ومعاصي؛بل المسألة راحة نفسية؛وبيت يقوم على المحبة

والمودة، فإذا توفر لي ذلك فما يهمني؟!

ولماذا أشغل نفسي بمراقبة الناس حتى أجلب لنفسي الأحزان والهموم؛ولست بطائل شيئاً0

لو وقعت المشكلة بين الزوجين فالعاقل والموفقة من جعلا مشكلتهما طيّ الكتمان والسرية، فلا

يظهران ما حصل لأحد؛ لأن المشكلة إذا كانت بين الزوجين فحلها يسير، فإذا خرجت أدلى كل بدلوه؛

فأفسد المودة؛وأبعد القريب؛وشتت الشمل0

ولذلك لا بد أن تكون هذه كالقاعدة من أول لقاء بين الزوجين: ألا يظهر الخلاف إنْ حصل بينهما لأحدٍ

كائناً من كان؛لأن بعض الناس يُفسد بتدخله أكثر مما يصلح؛حتى وإن كان قريباً للزوجة؛وفعل ذلك

بدافع الحمية0

وهنا أمر يفعله بعض الناس وهو:"إفساد المرأة على زوجها"؛وهذا من أعظم الآثام، فليحذر المسلم

أن يكون من أهل هذا الطريق فيبوء بالوعيد الشديد؛قال صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من خبب

امرأة على زوجها"؛أي: أفسدها0

فكم حدثت مشكلة صغيرة بين زوجين؛فلا زال بعض الناس ينفخ فيها حتى كبرت؛ تأتي امرأة فتقول: لا

تتنازلين ؛يفرض شخصيته عليك؛وهكذا من الكلام المفسد؛ حتى يدمر البيت0

وقد تكون الدافعة على الدمار أماً أو أختاً أو صديقة عمل؛فلا تكن المرأة ضعيفة عقل؛فتدمر بيتها

بكلام أناس ربما يحسدونها على حياتها0

ثم إن إظهار المشاكل مما يسقط هيبة الزوجين أمام الناس، وأمام الأولاد، فلا يحسن بامرأة ولا رجل

أن يتفاهما أو يتشادا في موضوع أمام الأبناء، لأن التنازل في مثل هذا الموضع صعب،ومن آثاره

سقوط شخصية أحدهما إنْ ضعف موقفه، وهذا مما يضر بالأولاد، فعند ذلك يدخل الخلل في

تربيتهم؛والمتضرر الأب والأم الذي أسقط أحدهما شخصية صاحبه أمام أولاده0

فإذا كان الأولاد لا يهابون أباً ولا أماً؛ فكيف ستفلح معهم التربية إذا غاب الطرف القوي؟.

وعلى الزوج والزوجة عدم التشدد في الرضا؛إن استرضى أحدَهما صاحبُه؛ فلا تستكبر المرأة

ويوسوس لها الشيطان 0

ولا يتعنّت الرجل كذلك؛فإذا أقرت بالخطأ فليكن صدره واسعاً؛ما دام أنه أمر لا يقدح بالدين أو الأخلاق 0

على أنه لا بد أن يُعرف؛أن المرأة سيئة الخلق ليس للرجل أن يمسكها؛لأنها تفسد أكثر مما تصلح .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاثة يدعون فلا يُستجاب لهم: منهم:رجل كانت تحته امرأة سيئة

الخلق فلم يطلقها"0

وعلى المرأة أن تعرف أن خدمة زوجها واجبة عليها، وواجب عليها أن تطيعه بالحلال " أما في

الحرام فلا"؛ولذا فالواجب عليها أن تقوم بالأعمال التي يحتاجها في بيته،وتتواضع له، وتترك

التعالي عليه، ولا تفسر ما يقوله لها : أنه من باب الإهانة، فلربما أمرها بفعل شيء في منزله أياً كان

هذا الشيء- لكن ليس فيه معارضة للدين أو قدح للأخلاق؛بل يدخل في عموم حقه عليه،فلا تستكبر

وتفسره بأنه كسرٌ لشخصيتها؛ ولعله من المناسب أن يُعرف أن مسألة الكرامة زائلة بين الزوجين إلى

حد بعيد؛فلا تفسر المرأة بعض ما يطلبه زوجها انه إهانة0

وكم هو مهم أن يُعرف: أن الحياة الزوجية لن تسير على ما يرام؛إذا كان كل من الزوجين يريد أن

يتصرف من منطلق القوة،وعليه فإنه لابد من وجود شخص ليّن؛ ولا شك.. إنها المرأة!!0

فإن كل عاقل يعرف أن لينَ الرجل وقوةَ المرأة؛يعتبر إيذاناً بهدم بيت الزوجية؛ فلا تسير الحياة

الزوجية إلا برجل قوي، وامرأة تعرف:" أنها أنثى ضعيفة"، ومن أجل ذلك جُعل الرجل قيما على

المرأة؛ لأنه قوي؛ والضعيفةُ تحتاج إلى ركن قوي؛تأوي إليه وقت الشدة، ولا يسرها أن يكون زوجها

ضعيفاً؛لا يقيم عجزها، ولا يسدّ حاجتها0

هذه هي الفطرة.. فلماذا الهروب والمكابرة؟!

على أنه لا يعني كون الرجل قوياً أن يكون ظالماً؛فقوةُ الشخصية لا تعني الظلم والقسوة0

أيها الزوجان مهلاً..

إن الزوجة الصالحة هي التي تعرف عظيم قدر زوجها؛وكبر حقه عليه، فلا تألوا جهداً في سبيل

راحته وسعادته؛ولتتأمل قوله صلى الله عليه وسلم:"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد؛لأمرْتُ المرأة

أن تسجد لزوجها".

إن هذا أعظم بيان لحق الزوج على زوجته؛وعجباً ممن تمر به هذه النصوص فلا يقف أمامها موقف

المتأمل الخائف ألا يكون قد عمل بها0

فعلى المرأة أن تحسن عشرة زوجها، فتحفظ سره، وتحافظ على ماله لأنها مستأمنة عليه، ولا تكشف

سترها لغيره، وترقق قلب أولاده عليه، وتترك الجلافة والغلظة؛ فلو أسدى إليها خدمة أو قدم لها

هدية "مثلاً"؛ فلتشكر صنيعه، ولتثني عليه خيراً، ولا تذم ما قدمه، ولا تقبح ما يفعله لأجلها

وأولادها،وعليها أن تبحث عن مواطن إرضائه فتسارع إليها0

ولتكن عوناً له على العفة والنأي عن الفتن؛ فلا تهجر فراشه وتنأى عنه بنفسها؛ قال صلى الله عليه

وسلم :"والذي نفسي بيده؛ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه؛ إلا الذي كان في السماء

ساخطاً عليها حتى يرضى عنها"0

ولتصاحبه في الدنيا معروفاً ؛فتأتي ما يحبه وإن كانت لا تحبه، وتُعرض عما لا يحبه وإن كانت تحبه،

محتسبة الأجر من الله سبحانه؛ ومستحضرة أنه ضيف عندها يوشك أن يرحل فلا تؤذيه بقول أو

فعل؛قال صلى الله عليه وسلم :"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين؛لا

تؤذيه- قاتلك الله-فإنما هو عندك دخيل؛يوشك أن يفارقك إلينا"0

ولتعلم أن أفضل النساء من تعظّم ما يفعله زوجها دائماً وإنْ كان صغيراً،وتثني عليه أمام الناس

بالخير وإنْ كان مقصراً، ولتثق أن ذلك مما سيعود عليها بالعاقبة الحسنة، وسيكون دافعاً لزوجها أن

يتحسس يوماً من الأيام ما تحبه وتألفه؛وتكون عنده بمنـزلة الهواء الذي لا يُستغنى عنه0

ولتكن نظيفة القلب له؛وإنْ قصر في حقِّها فلتكن ذكية في إيصال ذلك له بطريقة أو بأخرى؛دون جرح

له أو تأنيب، متحرية الوقت المناسب الذي يكون فيه خالي الذهن منشرح الصدر،لأنه ليس المقصود

من إيصال ما نريده للناس أن نخاصمهم فيه،بل المقصود هو تحقيق الهدف والثمرة في الحصول

على ما نريد،مع ضمان بقاء مسيرة الحياة دون عثرات0

وعلى الرجل أن يكون ودوداً رحيماً مع زوجته،يشكر ما تفعله من خدمة له في بيته،ورعاية لأولاده؛

وحفظٍ لسره،ويعينها على ذلك،ويعظمها أمام أولاده؛ويثني عليها خيراً، وينفق عليها النفقة التي

تجعلها لا تحتاج إلى غيره؛ولا يسبها سباً جارحاً يجرح حياءها وأنوثتها؛أو يصفها بوصف قبيح، ولا

يكسر شخصيتها أمام أولاده أو أهله أو أهلها،وليجعل خصامه إنْ حصل- بينه وبينها0

سئل النبي صلى الله عليه وسلم :"ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت،وتكسوها إذا

اكتسيت، ولا تضرب الوجه؛ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت"0

وليعلم أن كرامتها من كرامته؛ فكيف يكون هو من يهينها؟0

وعليه أن يحسن المعاشرة بالمعروف؛فيقومها على طاعة الله،ويمنع عنها كلَّ ما يخدش حياءها قولاً

وفعلاً ،مسموعاً ومرئياً، لأنها هي التي ستربي الأبناء،فتكون قدوة لبناتها، موجهة لأبنائها في

غيابه،وأكثر من يخالطهم؛ لانشغاله في أمر المعيشة والحياة0

وعليه أن يوقرها أمام أولاده حتى يهابونها ويوقرونها؛لأنه إذا كسر شخصيتها عصاها الأبناء؛وعند

ذلك يضيعون ويتيهون ويتصرفون بالسوء؛ لعدم جود من يخافون منه أو يعملون له حساباً0

وعليه أن يكون رقيقاً في تعليمه لها وتوجيهه؛دون تعنت أو غضب أو إذلال،قال صلى الله عليه

وسلم :"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً،وخياركم خياركم لنسائهم"؛

ولا نعني بالمودة أن يسلك بها طريق "الرفلات" من النساء؛اللاتي ما حوت البيوت شراً منهن،ممن

يقضين النهار في النوم، والليل في السهر مع الزوج تنتقل من مطعم إلى مطعم ؛ومكان إلى مكان، لا

تطبخ ولا تنظف؛ولا تعتني بزوج ولا تهتم بمنزل؛ بل تجد أن زوجها يستحي أن يدعو له ضيفاً في بيته

مخافة أن يطلع على نقصها البائن0

إذن لماذا تزوج المرء.. أَمِنْ أجل اسم الزواج فقط..؟!

على أنه مما لا يخفى أن الزوج يتحمل المسئولية العظمى بتعويده لها على هذه الطريقة السيئة؛ فكما

أن الرفق مطلوب؛ فإن الوسط محبوب0

ولا نعني بالرحمة والرقة أن يترك لها الحبل على الغارب، وأن يتهاون فيما لو اقترفت إثماً أو عيباً

في أعراف الناس، لكن المقصود..الرحمة في التعليم والتوجيه0

وعليه أن يكون رجلاً غيوراً عليها؛ويوقن ويعتقد من صميم قلبه أنها له وحده،فلا تتبرج ولا تخالط

الرجال الأجانب؛أو تكون خراجةً ولاّجة0

فكما أن منتهى السعادة عند المرأة أن يكون زوجها لها وحدها؛ولا تشاركها فيه زوجة أخرى، فكذلك

منتهى السعادة عندها؛حين تحس أن زوجها يغار عليها وأنها له وحده، فالرجل الذي لا يغار على

زوجته يجعلها تحس بالنقص؛حيث لا تجد رجلاً قوياً يخاف عليها0

وعليه أن يتقي الله فيها؛فلا يكشف سترها الذي كانت عليه عند أهلها؛فيطالبها بكشف الوجه؛أو رفع

الستر؛فإن هذه دياثة؛ ولا يجوز لها طاعته في ذلك،ومثل ذلك غير مأسوف عليه0

وليعلم الزوج أنه مهما حاول أن يبلغ الكمال في إصلاح زوجته؛فلا بد من النقص والخلل، وما دام

الخلل ليس في الدين ولا الأخلاق فيُصبر عليه، ومن المحال أن يجد امرأة كاملة ليس فيها نقص من

جهة0

قال صلى الله عليه وسلم :"استوصوا بالنساء خيراً؛فإن المرأة خلقت من ضلع؛ وإن أعوج ما في

الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تتركه لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء"0

وقال: "المرأة كالضلع؛إن أقمتها كسرتها؛وإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وفيها عوج" 0

وقال:"إن ذهبت تقيمها كسرتها؛ وكسرها طلاقها"0

هذا وليُعلم أن من تزوج فقد حصن نفسه بالعفاف؛فليتق الله ربه في أن يقترف الحرام؛وقد أبدله الله

خير لباس0

وليكن عفيفاً مقصوراً نظره إلى زوجته ؛وهي كذلك0

فإن الزواج فيه هدوء الغرائز والبعد عن مواطن الرذائل؛مع شخص هو لك وحدك، قد أذن لك فيه

أرحم الراحمين؛العالم بخبايا النفوس وحصائل الصدور0

فاحمدوا الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ،وليكن من شكرنا للحلال؛العفاف عن الحرام، قال

صلى الله عليه وسلم :"إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليق الله في النصف الباقي"0

نسأل الله سبحانه أن يقيم بيوتنا على السعادة، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين

،ونسأله أن يجعل ما قلناه خالصاً لوجهه الكريم؛ وأن يهدي به كثيرا من عباده0

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..


 توقيع : جروح الم






مواضيع : جروح الم



رد مع اقتباس