هل يجوز للمرأة ان تعرض نفسها على رجل للزوج ؟؟؟؟؟؟ إن زيادة ظاهرة العنوسة طردياً في العالم الاسلامي أمر يدق ناقوس الخطر ، وإن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن وتجاوزن سن الزواج المحدد اجتماعيا، بلغ مليونين ، وأصبحت هناك حاجة ملحة لحث الشباب من الجنسين على الزواج بكل الطرق الميسرة والممكنة
إحدى الثريات السعوديات عرضت نفسها للزواج ، فاعترض الكثيرون على أسلوبها في عرض نفسها ،ووصل الأمر إلى حد الاستهزاء والسخرية من بعض الكاتبات في الصحف ، وهذا يعد جهلاً بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية السمحة ،
فقد حث الإسلام الرجال أن يعرضوا بناتهم وأخواتهم على من يتوسمون فيهم الخير ،بقصد الزواج وذلك بأن يقول الرجل للرجل :إن عندي ابنه أو أختاً في سن الزواج ،فما رأيك في أن تأتي منزلي لتراها، فربما يؤدم بينكما؟
كما يجوز للفتاة التي تخشى على نفسها العنوسة ، أو الفتنة أن تعرض نفسها للزواج في مختلف وسائل الإعلام0
إن عرض الابنة على الرجل الصالح ورد ذكره في كتاب الله العزيز في قصة ابنتي النبي شعيب مع النبي موسى ، عليهما السلام في قوله تعالى :
(قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )0
أن من أروع القيم الحضارية في سيرة خير البرية ، عليه الصلاة والسلام ، أن خديجة بنت خويلد ، رضي الله عنها ن هي التي خطبت الرسول ن صلى الله عليه وسلم لنفسها ، لا العكس ، وكان زواج الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، دليلاً عملياً على هذا الموضوع ، إذ بدت له ، رضي الله عنها ، رغبتها في الزواج به ، لما رأت من سجاياه الكريمة وشيمه النبيلة ، فقد بعثت إليه تقول : يا ابن عم ، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك ، وحسن خلقكن وصدق حديثك ، وكانت رضي الله عنها ن يومئذ من أرفع نساء قريش نسباً ، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً ، فذكر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب وعمه أبو طالب حتى دخلوا على والدها خويلد ، فخطوبها إليه فزوجها ، وكانت خديجة حينها مطمحا لسادات قريش لكنها كانت ترفضهم لما كانت تعلم من كونهم يطمعون في ثروتها وإن كان الزواج شعارهم في الظاهر ( وما أكثرهم في زماننا) وهذا من رجاحة عقلها رضي الله عنها ، فقد عرفت بحكمتها كيف تختار الرجل المناسب ، والحقيقة أن الكلام حول خديجة رضي الله عنها يطول ،فلو جلسنا نكتب عن سيرتها لسطرنا فيها المجلدات رضي الله تعالى عنهايتبين لنا من هذا كله أن عرض المرأة نفسها على رجل ترى فيه الصلاح والأخلاق الفاضلة لا حرج فيه ، ولا ينقص من قدرها ، قد يقول قائل إن خديجة رضي الله عنها لم تصرح بذلك ، فأقول قد جاء الخبر بهذا وهذا ، فقد بوب البخاري في صحيحه على هذه المسألة فقال : "باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح" وأورد تحته حديثان أحدهما عن ثابت البناني قال كنت عند أنس وعنده ابنة له ، قال أنس : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها ، قالت : يارسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها ،واسوأتاه
فقال : هي خير منك ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها "
وقد يقول قائل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم والحقيقة أن الأمر مباح للجميع لدلالة أقوال العلماء على ذلك ، فقد قال ابن حجر في شرح هذا الحديث والذي بعده " وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه وأن لا غضاضة عليها في ذلك
وحفصة ،رضي الله عنها ، كان أبوها عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قد عرضها على عثمان ، رضي الله عنه ن فأخبره أنه لا حاجة له في النساء ، ثم عرضها على أبي بكر ، رضي الله عنه ، فسكت ، فوجد عمر في نفسه شيئا على أبي بكر ن رضي الله عنه ، فلما خطب النبي نصلى الله عليه وسلم ، حفصة ، أفصح أبو بكر ن رضي الله عنه ، عن السبب الذي جعله يمتنع عن أن يقبل حفصة عندما عرضها عليه عمر ، رضي الله عنه
،.
لكن ينبغي للمرأة أن تكون لبيبة ولا تعرض نفسها على كل من هب ودب ، ولتختر أهل الكرم والمروءة أخذا بقول من قال :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
هذا والله تعالى أعلم .
وسؤال المناقشه :ماذا لو عرضت المرأة نفسها على رجل من أجل الزواج.... هل هو أمر مشروع ولا حرج على المرأة فيه.. ؟أم أنه يعتبر من قلة الحياء.. ؟ وهل ينقص من قدر المرأة.. ؟