عزز المنتخب الأسترالي حظوظه في بلوغ نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل العام المقبل عندما سحق ضيفه الأردني بنتيجة "4-0" في المباراة التي جمعتهما اليوم الثلاثاء على ملعب دوكلاند في مدينة ملبورن الأسترالية في الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ليثأر بذلك المنتخب الأسترالي من خسارته أمام الأردن ذهابا "1-2".
وسجل أهداف المنتخب الأسترالي ماركو بريشيانو بالدقيقة "15" وتيم كاهيل "63" و روبي كروسه بالدقيقة "75" و لوكاس نيل بالدقيقة "85".
ورفع المنتخب الأسترالي رصيده إلى "10" نقاط ليتقدم للمركز الثاني خلف المنتخب الياباني المتأهل رسميا، فيما تراجع المنتخب العُماني للمركز الثالث برصيد "9 نقاط" وتجمد رصيد المنتخب الأردن عند النقطة السابعة.
وبات المنتخب الأسترالي بحاجة إلى تحقيق الفوز على المنتخب العراقي في مباراة تجمعهما يوم "18" يونيو الحالي في استراليا لإعلان تأهله رسميا لمونديال البرازيل، في حين لو نجح المنتخب العراقي في الفوز على استراليا فإنه سيمنح المنتخبين العُماني والأردني فرصة التأهل المباشر عندما يتواجهان معا بذات اليوم في العاصمة الأردنية عمان.
ولم يقدم المنتخب الأردني الذي دفع ثمن نواياه الهجومية المبكرة ، الأداء المأمول منه وتحديدا في الشوط الثاني من المباراة حيث غابت الروح القتالية ولم يقدم أبرز نجوم المنتخب الأردني الأداء المطلوب منهم.
وخالف المنتخب الأردني التوقعات عندما كشف منذ البداية عن نوايا الهجومية بحثا عن مفاجأة مبكرة تتوج لهدف يحبط من خلاله مخططات الأستراليين، حيث نسج لاعبو المنتخب الأردني هجمات هادئة ومنسقة هدفت إلى خلخلة دفاع استراليا.
وجسد لاعبو المنتخب الأردني بانظباطهم التكتيكي العالي والموزون حضورا قويا حيث أخذ سعيد مرجان وشادي أبوهشهش على عاتقهما دورا مزدوجا في عملية البناء والهدم وبمساندة واضحة من عدوس وعامر ذيب وعدي الصيفي والذين اعتمدوا في بناء هجماتهم على الإختراق من الأطراف لكن الرقابة اللصيقة التي فرضها دفاع استراليا لبوكاس نيل ولوكي ويلكشيير وساشا ومارك ملغان حالت دون وصول النشامى لمشاهد التهديد المباشر لمرمى مارك شوارزر وبخاصة أن وجود أحمد هايل بمفرده في المقدمة أفقده الخطورة إثر هروبه من الرقابة إلى خارج منطقة الجزاء .
مشاهد التهديد الأردنية استهلها أبو هشهش بتسديدة قوية تصدى لها شوارزر على دفعتين، ليأتي الرد الأسترالي قويا عندما بدأ بريت هلمان ومارك بريشكينو ومات مكاي وتيموتي كاهيل أكثر نشاطا مع مضي الوقت معتمدين على تبادل الكرات بصورة سريعة أدت إلى كشف دفاع المنتخب الأردني في أكثر من مرة، وتحديدا عندما وصلت الكرة لروبي كروسه وهيأها لبريت هلمان ليسددها من داخل منطقة الجزاء تصدى لها شفيع بحضور يحسد عليه.
ودفع المنتخب الأردني سريعا ثمن نواياه الهجومية عندما شن المنتخب الأسترالي هجمة مرتدة من الجهة اليمنى "ليلوح" الحكم المساعد برايته لوجود مخالفة لصالح لاعب استرالي ولم يحرك حكم اللقاء ساكنا رغم توقف عدد من لاعبي الأردن عن اللعب، لتصل الكرة لكاهيل ويعكسها داخل منطقة الجزاء وجدت ماركو بريشيانو يسكنها داخل الشباك معلنا تقدم استراليا بهدف السبق بالدقيقة "15".
الهدف شكل صدمة للمنتخب الأردني في ظل توقيت الهدف حيث كان المطلوب المحافظة على نظافة الشباك لأكبر قدر ممكن من الوقت، مما دفع منتخب استراليا للبحث عن معاجلة المنتخب الأردني بهدف ثان مستثمرا حالة الإحباط لخصمه، وكاد كاهيل أن يفعلها عندما واجه شفيع لكنه سدد بجوار القائم الأيسر، فيما جاء رد الأردن على الفرصة بتسديدة لأحمد هايل مرت فوق العارضة.
وظهرت مع مضي الوقت الفوارق البدنية وعامل السرعة في بناء الهجمات بين المنتخبين والذي مال لصالح المنتخب الأسترالي، حيث نجح الأخير في فرض السيطرة على منطقة المناورة في ظل بعد المسافات بين لاعبي خط وسط المنتخب الأردني.
وعانى المنتخب الأردني من سوء في التصرف باللمسات الأخيرة فيما غابت انتاجية عدنان عدوس الذي يشارك لأول مرة ومال أداء عدي الصيفي للإحتفاظ الزائد عن الحد بالكرة مما منح المنتخب الأسترالي التعامل مع المحاولات الأردنية دون عناء ليتواصل غياب المنتخب الأردني عن مشاهد الخطورة المطلوبة، ولينتهي الشوط الأول بتقدم استراليا بهدف دون رد.
ودخل المنتخب الأردني الشوط الثاني بمساعي التعديل للإبقاء على حظوظ التأهل المباشر قائمة حيث أعلن عن بداية طيبة فرضت على المنتخب الأسترالي التراجع لتوفير التغطية الدفاعية، وشكل تقدم خليل بني عطية الإضافة الهجومية المطلوبة للنشامى ، ليعكس بني عطية كرة عرضية دكها أحمد هايل برأسه مرت فوق العارضة.
التقدم الهجومي للمنتخب الأردني منح استراليا الفرصة في الرد بهجمات مرتدة مستثمرين حالة الشرود الذهني لخط الدفاع الذي قاده بني ياسين ومحمد مصطفى وفتحي وبني عطية، لينجح المنتخب الأسترالي في خطف الهدف الثاني إثر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء وجدت تيم كاهيل غير المراقب يترجمها برأسه داخل الشباك بالدقيقة "63".
بعد الهدفين، قام مدرب منتخب الأردن عدنان حمد بإجراء أولى تبديلاته بالدقيقة "68" عندما دفع بياسين البخيت بدلا من عامر ذيب وبحمزة الدردور بدلا لعدي الصيفي بهدف اعادة الروح للقدرات الهجومية للمنتخب الأردني وبخاصة أن عنصر الروح القتالية الذي عادة ما يمتاز به منتخب الأردن لم يظهر بالصورة المطلوبة في هذه المباراة رغم أهميتها.
وانخفض المؤشر الهجومي للمباراة رغم أهميتها، لتغيب مشاهد الخطورة على المرميين لفترة ليست بالقصيرة قبل أن ينجح روبي كروسه في استثمار إحدى الهجمات ويطلق كرة أرضية قوية أخذت يدي شفيع وسكنت شباكه في الدقيقة "75" معلنا الهدف الثالث لأستراليا.
وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق واصل المنتخب الأسترالي هجومه ومن كرة عرضية سقط على إثرها شفيع أرضا كان لاعب استراليا لوكاس نيل يضع الكرة برأسه داخل الشباك معلنا الهدف الرابع الذي اعترض عليه لاعبو المنتخب الأردني لكن بدون نتيجة.
وقام حمد في سحب حارس المرمى عامر شفيع ودفع بأحمد عبد الستار بدلا منه تجنا من حصوله على بطاقة قد تحرمه من المشاركة في اللقاء الأخير أمام عُمان، لتمضي الدقائق بعد ذلد بدون مستجدات ويعلن منتخب استراليا فوزه برباعية دون رد.