قصتنا اليوم هي السبب وراء هذا المثل والذي جاء في قصيدة لشاعر قديم يعرف بــ "اللوط".. وهو من شعراء بلي.. واسمه حمود بن موسى اللوط الوابصي البلوي.. وكان رجلاً كثير التنقل.. والسفر وله أشعار كثيرة بالحكمة والنصيحة والادعية..
كان حمود اللوط مع أحد أصدقائه المقربين ويقال له "ابن مثري" مسافرين من نجد إلى شمال الحجاز في رحلة العودة من زيارة جماعة لهم كانو راحلين لنجد يدورون المرعى الزين لحلالهم.. ويوم انهم قربوا من العلا وهي حد من حدود جماعتهم مع إحدى القبائل المعروفة.. قرروا انهم يزورون صديق لهم من هذه القبيلة.. وهو من فخذ يقال له الفقير.. ويعرف هذا الشخص بـ "أخو نعما".. وكان رجل مشهود له بالكرم.. إلا انهم يوم وصلوا له تفاجئوا بأن الرجل طردهم وقال لهم "امشوا" يعني لا تقعدون روحوا عني.. وهاوشهم لا خلى عنهم كلمة شينة ما قالها..
ومن ساعتهم راح حمود اللوط وابن مثري إلى جماعة يقال لهم المواهيب من فخذ الشواما من بلي.. وبعد أن حيوا فيهم وتهاوشو عليهم من اللي يذبح لهم.. وفاز فيهم شخص يقال له محمد السرحان.. وبعد أن قلطهم على عشاهم .. جادت قريحة حمود اللوط بما يلي:
قال الفقير امشـوا وحنـا مشينـا
والضيف ماله غير راي المعازيـب
مهو ردا بخو نعما، ردا حـظ فينـا
والحظ اضنه ياجع العصر ويطيـب
من يوم جينا اطلق لسانـه علينـا
ومن هاوش ضيوفه تراه اكبر العيب
لونه لفانـا مثـل مـا حنـا لفينـا
بقـدرة الله مـا نـرد المواجيـب
متخاسـر فلـة فراشـه عليـنـا
وبنه كمـا عـدٍ تـرده المواكيـب
من عندهم علـى الشوامـا لفينـا
أثري هل الحيزا شوامـا مواهيـب
ومحمـد السرحـان عيـا عليـنـا
وادعا لحوم الضان عندي صواليـب
أنـا وابـن مثـري عليهـا وتينـا
مثل الصقور مغـرزات المخاليـب
لامـا خذينـا حضنـا وانتهيـنـا
كما تنهي من الماء شلـخ النيـب
ويامـا خذيناهـم ويامـا انخذينـا
يوم نرد القفـث مثـل المشاهيـب
وكم ذود مصـلاح صميلـه طوينـا
وياما انحنينا دون عوج العراقيـب