المفتاح الأول /
الإعتناء بالقرآن الكريم ...
القرآن الكريم له أثره العظيم في إصلاح النفوس وتزكيتها ، وهذا كان إهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه ، وخير شاهد على ذلك ما قاله جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة( 1 ) فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً ( 2 ) .
فالإعتناء بالقرآن تلاوة ، وحفظا ، وتدبرا ، مفتاح المفاتيح التي تبني النفس الإنسانية ...
ومن الوسائل العملية التي تساعد الإنسان في الإعتناء بكتاب الله عز وجل ما يلي :-
1- سماع شريط عن فضل القرآن وأهميته ، كشريط أنيس الروح للشيخ راشد بن عثمان الزهراني ) ، ( وشريط تاج الوقار للشيخ نبيل العوضي ) ، ( وشريط ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر " منوع " ) وكذلك ) القرآن يصنعك للشيخ محمد حسين يعقوب ) ...
2 - قراءة كتاب عن فضل القرآن وأهميته ، ( ككتاب مفاتيح تدبر القرآن للدكتور خالد اللاحم ) فهذا الكتاب نفيس جدا جدا جدا ثم بعد ذلك ، ( كتاب حفظ القرآن الكريم للشيخ محمد بن عبد الله الدويش ( ...
3- الانضمام إلى حلقة تحفيظ القرآن سواء كان ذلك في الحي أو البلدة التي يعيش فيها الإنسان ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) ( 3 ) ...
4- " أن يُحَسِّنَ نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ‘ ومنهج حياة متكاملة ، فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والإعتناء به " ( 4 )0
5- ”المحافظة على جو النص القرآني ‘ وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ، ويحرص على أن يحضر الإنسان كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر " ( 5 )0
6- أن يختار الوقت المناسب في جدوله اليومي وقتاً مخصصاً للقرآن ‘ وهذا الوقت غير أوقات الصلوات ...
فمثلا ... • لو خصص الإنسان مقدار ثلث ساعة يوميا ، تختص بتلاوة القرآن بتدبر ، ويصطحب معه أثناء القراءة تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير الكلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي من أجل الوقوف على بعض الآيات التي لا يعرف تفسيرها ، ويكون ذلك يوميا ، ويحاول الإنسان أن يزيد في هذه المدّة ولا ينقص عنها حتى يصبح ذلك شيء أساسي في أيامه كلها ... وكذلك • لو خصص وقتا مثل ذلك للحفظ ، فيحفظ كل يوم نصف وجه ، ويراجع ما حفظه خلال الأسبوع يوم الجمعة عند من يجيد التسميع والمتابعة أو أحد أفراد الأسرة ، وإن لم يوجد معين على التسميع فعن طريق أحد الأشرطة ... وكذلك • أن يخصص الإنسان أوقات محددة من أسبوعه لمتابعة قناة المجد للقرآن الكريم ، وأوقات أخرى لسماع إذاعة القرآن ... وكذلك • أن يحاول الإنسان استخدام المرتل الإلكتروني ، ويكون له أوقات محددة من أسبوعه في التعلم عن طريقه ...
7- أن يعوِّد الإنسان نفسه على سماع القرآن الكريم بتلاواته المتعدد ة ، فلا يكون سماع الأناشيد ، والمحاضرات ، أكثر من سماع القرآن ...
8- شراء مصحف مجود ، والتعلم عن طريقه ، كمصحف د 0علي الحذيفي ، والشيخ إبراهيم الأخضر ...
9- التخليه ... والتحليه --- وطريقة ذلك أن يتخلى الإنسان عن بعض الإعتقادات الخاطئة عن تعامله مع القرآن ، كأن يقول أنا غير قادر على تلاوة القرآن ... أو أنا غير قادر على المحافظة على جدولي الأسبوعي مع القرآن وهكذا من الخيالات المثبطة عن التعامل مع القرآن بإعتناء ، والواجب أن يحدث الإنسان نفسه بأنه يستطيع التخلي عن المعوقات التي تعيقه عن الإعتناء بالقرآن ، ويحدث نفسه بأنه سوف يحفظ ويتقن القرآن ... وغير ذلك من الشعور الذي يفضي إلى النفس حبّ القرآن والأنس به ...
10- صحبة أهل القرآن " وهذ خير معين على الإعتناء به "
12- الدعاء ، وكان ذلك هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول في دعائه ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) ...
يقول عبد الله بن مسعود / ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بِلَيْله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون.. وأنشد ذو النون: مَنََع القُرانُ بوعده ووعيده مُقَلَ العيون بليلها لا تهجعُ فهموا عن المولى العظيم كلامه فهمًا تُذَلُّ له الرقاب وتخضع