؛؛
نفسي
متى العودة الى بارئك وخالقك المنان ؟
الذي وضعك في جوفي
ويسر لك الجوارح كلها تقودينها الى الخير أو الى الآثام
نفسي لقد أهلكتني الذنوب
ومل الصبر مني
فمتى التوبة والرجوع الى الرحمن
لا تقولي بعد عام أو بعد أعوام
فإني لا أضمن حياتي أن تستمر ومن يضمن الأعمار ؟
لا تقولي إني صغير السن والحياة أمامي
فلما العجلة فإن العجلة من الشيطان
وكيف لا أعجل والأجل آت لا محالة
نفسي كفاك كبرا
فإنه من علامات الطغيان
كفاك أملاً
فإن الأمل أهلك من كان قبلك ولم تنفعهم الأماني والآمال
وإن كنت تحسبين أن الآجال تأتي إما بالأعمار أو بالأسقام
فكيف انتهى أجل ذلك الطفل الرضيع
وهو في أحضان أمه بلا ذنب ولا إثم كان
وكيف بذلك الشاب الذي يستيقظ أهله
فيجدونه في فراشه وقد رحلت روحه الى خالقها
وهو بكامل عافيته لم يشك يوماً من الأسقام
ألم تعتبري من هؤلاء
ألم تدركي أن الأعمار بيد الله
لا تحكمها سنون ولا شهور ولا أيام
متى الصحوة من هذا المنام
منام غلبت عليه شهوة الدنيا على ذكر الرحمن
ولا يسعني في الختام
إلا أن أقول لك يا نفسي
ارجعي قبل أن تندمي على الغفلة
وقبل أن تقبضك ملائكة شداد
إرجعي
فالله تواب واسع المغفرة
سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون