عرض مشاركة واحدة
قديم 2 - 7 - 2013, 08:46 PM   #240



 عضويتي » 5295
 جيت فيذا » 4 - 4 - 2013
 آخر حضور » 13 - 3 - 2020 (06:41 PM)
 فترةالاقامة » 4244يوم
مواضيعي » 6844
الردود » 33804
عدد المشاركات » 40,648
نقاط التقييم » 1241
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 2
الاعجابات المرسلة » 61
 المستوى » $98 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل sprite
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور سجات التهاويل عرض مجموعات سجات التهاويل عرض أوسمة سجات التهاويل

عرض الملف الشخصي لـ سجات التهاويل إرسال رسالة زائر لـ سجات التهاويل جميع مواضيع سجات التهاويل

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

سجات التهاويل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: غير مسجل لا تحزن



امهات المراثي
هناك ثلاثُ قصائد خلَّدتْ منْ قِيلتْ فيهم :
ابنُ بقيَّة الوزيرُ الشهيرُ ، قتلهُ عَضُدُ الدولةِ ، فرثاهُ أبو الحسنِ الأنباريُّ بقصيدتِه الرائعةِ العامرةِ ، ومنها :
عُلُوٌّ في الحياةِ وفي المماتِ

لحقٌّ تِلْك إحدى المُعجزاتِ

كأنَّ الناس حوْلك حين قاموا


وفودُ نداك أيام الصِّلاتِ

كأنَّك واقِفٌ فيهم خطيباً


وهمْ وقفُوا قِياماً للصَّلاةِ

مددت يديْك نحوهمُو اختفاءً


كمدِّهما إليهمْ بالهِباتِ

ولما ضاق بطنُ الأرضِ عنْ أنْ


يُواروا فيه تلك المكْرُماتِ

أصاروا الجوَّ قبرك واستعاضوا


عليك اليوم صوت النّائِحاتِ

وما لك تُربةٌ فأقولُ تُسقى


لأنَّك نُصْب هطْلِ الهاطِلاتِ

عليك تحيَّة الرحمنِ تتْرى



بتبريكِ الفؤادِ الرّائِحاتِ

لِعظْمِك في النُّفُوسِ تباتُ تُرعى



بحُراسٍ وحُفَّاظٍ ثقاتِ

وتُوقدُ حولك النيرانُ ليلاً

كذلك كُنت أيام الحياةِ

ما أجمل العباراتِ ، وما أجمل الأبياتِ ، وما أنْبَلَ هذهِ المُثُل ، وما أضخم هذهِ المعاني . الله ما أجْملها من أوسمةٍ ، وما أحسنها من تِيجان !!
لمَّا سمع هذه الأبيات عضدُ الدولة الذي قتلهُ ، دمعتْ عيناه وقال : وددتُ واللهِ أنني قُتلتُ وصُلِبْتَ ، وقيِلتْ فيَّ .
ويُقتلُ محمدُ بنُ حميدٍ الطوسيُّ في سبيلِ اللهِ ، فيقولُ أبو تمام يرثيه :
كذا فليجلَّ الخطبُ وليَفْدحِ الأمرُ


فليْس لِعَيْنٍ لم يفِضْ ماؤها عُذْرُ


تُوفِّيتِ الآمالُ بعد محمَّدٍ


وأصبح في شُغلٍ عن السَّفرِ السَّفرُ

تردَّ ثياب الموت حُمْراً فما دَجَى

لها الليلُ إلا وهي منْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

إلى آخرِ ما قال في تلك القصيدةِ الماتِعةِ ، فسمِعها المعتصمُ ، وقال : ما مات من قِيلتْ فيه هذهِ الأبياتُ .
ورأيتُ كريماً آخر في سلالةِ قُتيبة بنِ مسلمٍ القائدِ الشهيرِ ، هذا الكريمُ بذل ماله وجاههُ ، وواسى المنكوبين ، ووقف مع المصابين وأعطى المساكين ، وأطعم الجائعين ، وكان ملاذاً للخائفين ، فلمَّا مات ، قال أحدُ الشعراء :
مضى ابنُ سعيدٍ حين لم يبق مشرِقٌ

ولا مغرِبٌ غلاَّ لهُ فيهِ مادحُ

وما كنتُ أدري ما فواضِلُ كفِّهِ


على الناسِ حتى غيَّبتْهُ الصَّفائحُ

وأصبح في لحدٍ مِن الأرضِ ضيِّقٍ


وكانتْ به حيّاً تضِيقُ الصَّحاصحُ

سأبكيك ما فاضتْ دموعي فإنْ تفِضْ


فحسْبُك مني ما تجِنُّ الجوابِحُ

فما أنا مِنْ رُزْءٍ وإنْ جلَّ جازِعٌ


ولا بسرورٍ بعد موتِك فارِحُ

كأنْ لم يُمتْ حيٌّ سواك ولم تقُمْ


على أحدٍ إلا عليك النَّوائِحُ

لئنْ عظُمتْ فيك المراثي وذكْرُها

لقد عظمتْ مِنْ قبلُ فيك المدائحُ

وهذا أبو نواس يكتبُ تاريخ الخصيبِ أميرِ مِصْرِ، ويسجِّل في دفترِ الزمانِ اسمه فيقولُ :
إذا لم تزُرْ أرض الخصيبِ ركابُنا

فأيَّ بلادٍ بعدهنَّ تزورُ

فما جازهُ جودٌ ولا حلَّ دونه


ولكنْ يسيرُ الجودُ حيثُ يسيرُ

فتىً يشتري حُسْن الثَّناءِ بمالِه

ويعلمُ أنَّ الدَّائراتِ تدورُ

ثم لا يذكُرُ الناسُ منْ حياةِ الخصيبِ ، ولا منْ أيامِه إلا هذهِ الأبيات .


 توقيع : سجات التهاويل



رد مع اقتباس