أيها الأصدقاء...
راق لي هذاالموضوع وحبيت اطرحه لكم
أيها الأصدقاء
تلقيت اليوم رسالة إلكترونية أخوية ومكالمة أخرى هاتفية تسأل عن أخباري ورسالة جوال تعبر عن الصداقة..
فيا أيها الأصدقاء بالمعنى الحقيقي للصداقة .. أيها الأصدقاء بالسمات الكاملة للصداقة .. لم تسعني الدنيا وقلبي كاد يطير من شدة الفرح فمازال هناك أصدقاء إذا غبت عنهم عبروا بصدقهم المعهود واهتمامهم الجميل..
جلست أحدث نفسي بكل صدق وأمانة عن أصدقائي وأقصد من عشت معهم جل حياتي، تذكرت حينها أصدقائي بل أحبابي كيف كنا نمضي وقتنا بكل سعادة وأخوة صادقة بعيداً عن مصالح الدنيا..
نظرت إلى الأسماء التي تعلق قلبي بها واحداً واحداً وعيوني تعانق السماء وتحلق في ما وراء الزمن الماضي وتمر بكل مراحل طفولتي وشبابي..
تذكرت صحبتي الذين ابتعدت عنهم بمشاغلي الدنيوية فربما نسيتهم بعض الوقت وهم أيضاً ربما نسوني أكثر، لكن التواصل الروحي لازال قائما بيني وبين أصدقائي هو أملي وحلمي في هذا الاتصال أن أفتح حساباً في بنك العلاقات مع الجميع..
مرت بي الأفكار مسرعة كقطار يجتاز المحطات مسرعا ليصل لنهاية المشوار تذكرت حينها بيتنا القديم وحارتنا ذات الطرق الضيقة وتلك الأزقة التي كنا نلهو بها فيفوح عبق عطرها في كل مكان تسمع فيها صباحا أصوات العصافير والبلابل وهي تغرد بصوت جميل ليبدأ الصباح بشمس مشرقة رائعة ويوم جديد كله سعادة..
قطار الذكريات أخذني بعيدا .. بعيدا وخفق قلبي حين تذكرت من لهم فضل علي في حياتي بنصهم وتوجيهم وتعاملهم فكيف كانت الدنيا معهم أجمل ما تكون..
فتشبث قلبي بمن أحبهم حتى تبقى الذكرى الجميلة لأبادرهم بالتواصل والسؤال وتبادل الزيارات فالجميع يعرف بأن أخلاقي وتربيتي لن تسمحا لي بالابتعاد عنهم فلم يسبق لي أن هاجمت أحدا أو أهنت أحدا أو تطرفت للحياة الشخصية لأي كان معتبرا أن التعامل هو أخلاق وتربية..
وبعدما تأملت أسم الوهاب تفاءلت كثيراً بأن الله سيبدلني خيراً ورزقاً كريماً لأني أعامل الوهاب من يهب الحياة الجميلة والسعادة الدائمة..
وابتسمت وتذكرت أني كنت أعامل الله بتواصلي ولا أرجوا منهم دنيا فانية، وعدت لحاضري وأن الدنيا مازلت بخير ومن تعرفت عليهم لاحقاً فيهم الخير والبركة..
وإذا كان الإخلاص والصدق والوفاء والحب والتلازم للأصدقاء واجبا فانه يجب عليكم - أيها الأصدقاء - أن تقبلوا العذر إذا اعتذر الصديق عن تقصير، والصفح إذا جاء ملتمسا الصفح لأمر غير صحيح، لأن كثرة العتاب، وشدة الحساب والتدقيق في سائر الأحوال يفسد المحبة، ويقطع حبل الصداقة..
الصديق بحق ذلك القرين الذي لا يفك ارتباطه بك حين تتغير أحوالك ويصدقك القول، فلا يكذب عليك في حبه، أو في قوله، أو أي أمر، ولا يتأثر ولا يتغير ولا يضعف حبه ولا يهتز..
فبعض الأصدقاء يتقلبون في كل حال ويتلونون في كل موقف ليس معنى ذلك أن نترك الأصدقاء لمجرد غفوة أو صغير هفوة فليس هناك معصوم..
ولا يسعني هنا إلا أن أشكر من جديد كل الأصدقاء الذين - اتصلوا بي - وراسلوني - وشجعوني على مواصلة الكتابة بعد انقطاع خارج عن إرادتي..
ومضة :
الصديق: ( هو الذي يصدقك الحب والقول والعمل.. وإذا حضر رأيت نفسك فيه وتحن إليك ، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك ).. |
|