السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء
سألتهُ ؛ لو عاد بك الزمن إلى الوراء
أي خطأ كنت ستمنع نفسك من ارتكابه ؟
فأجاب بلا تردد ؛ ترك الجامعة !
ففي عامي الدراسي الثاني أساء لي الأستاذ الجامعي بكلمة جعلتني أتشاجر معه
وأقرر بعدهابتهور أنني قد اكتفيت من الدراسة وسأتجه للعمل ،
أعلم اليوم أن ذلك كان أغبى قراراتي على الإطلاق ، وددت لو أن أحداً أقنعني بالعدول عنه .
استوقفتني تغريده لأحدهم يقول فيها ؛
" لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء " .
تكون ردود أفعال البشر أحيانًا فادحة ،
يحرمون أنفسهم من كل شيء لأن شيئًا واحدًا فقط قد خذلهم !
لا تنفض يدك من الأمر برمته لمجرد أن أحد تفاصيله لا يعجبك ،
فهذا من نقص الحكمة ومن سوء تقدير المواقف .
حقاً لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء !
من خانك لم تقتل خيانته فرص الحب الأخرى التي ربما يكون أحدها أمام عينيك ،
الصديق الذي خذلك لم يلغ الصداقة التي مازال الكثيرون يستمتعون بدفئها ،
الموظف الذي آذاك لايبرر أن تترك وظيفتك الحالية بكل مميزاتها ،
الوطن الذي ظُلِمت فيه لا يعني أن تنفض يديك منه وتهاجر لاهثًا خلف هوية لن تجدها في أي مكان آخر ،
العيش في جلبابالأمس ليس السبيل الأمثل لنمضي في هذه الحياة !
علمني الوجع أن الكمال في الجنة ،
وأن علينا أن نتأقلم مع نقص الدنيا !
هذه دعوة لمداواة الجروح قدر الإمكان كي لا تزحف آثارها إلى أبعاد حياتنا الأخرى ،
الحياة أكبر من أن نختزلها في حدث واحد ،
كالبحر الذي مهما طفت على سطحه بعض الوريقات يظل عميقًا يكمن في أحشائه الثمين
و إنك حين تعطي الموقف أكبر من حجمه تتضاءل قيمتك كإنسان في مواجهته
وهذا من الضعف ، ولا مكان هنا للضعفاء.
م/ن