من ادَّعى أنه مؤمن وإن تكلّم باسم الإسلام لكن ليس له أمانة في الكلمة أو في المجلس أو في الحديث أو في المال أو في أي أمر فلا إيمان له لو أجرينا استطلاعاً على هذا المعنى على مجتمع المسلمين الآن بكم نفوز من المسلمين؟ ولذلك انتشر ما نراه الآن في مجتمعنا
هذه أوصاف النفاق وليست بأوصاف المسلمين فلا خروج لنا من هذه المحن ولا انتهاء لهذه الأمور إلا إذا نحَّى مجتمع المسلمين صفات النفاق وتحلوا بمكارم الأخلاق التي كان عليها الرفاق الذين هم مع النبي صلي الله عليه وسلم قد يكون هذا الأمر عسيرٌ على بعض الكبار لكن أين تربيتنا على هذا النمط للصغار؟
قد نتعشم في النجاح والفلاح لو ربينا صغارنا على هذه التعاليم وأنشأناهم على هذه الأخلاق الكريمة والصفات العظيمة التي كان عليها أصحاب النبي حتى أن سيدنا عبد الله بن مسعود قال (كنا نعرف الكذاب بعلامة في وجهه) تظهر علامة يعرفونها بقلوبهم
بالله عليكم لو وُجد مجتمع بهذه الصفات بم تنعتونه؟ إنها الجنة {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ{10} لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً{11} الغاشية
مجتمع القرآن هو النجاة لنا وهو الأمان لنا وهو المخرج لنا ومجتمع القرآن لا يكون إلا بتخلي أهل القرآن عن أوصاف النفاق والتحلّي بأوصاف المؤمنين التي ذكرها الكريم الخلاق في مُحكم آيات القرآن
[ثم بعد ذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يحشو القلوب بخشية الله وخوف مقام الله والرغبة في جناب الله ويجعل العبد في قلبه راداراً نورانياً يراقب مولاه لا ينظر بعين ولا يقدم يداً ولا يبدأ خطوةً إلا ويعلم علم اليقين أن الله يطلع عليه ويراه {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} المجادلة7
لو وصل العبد إلى هذه المراقبة الإيمانية أصبح مَلكاً وأعلى فيصير في هذه الدنيا الدنية لا يؤذي أحداً ولا ينظر حتى بحقد وحسد إلى أحدٍ بل يسعى إلى منفعة كل أحد لأنه يراقب الواحد الأحد الفرد الصمد لا يراقب الحكام ولا يراقب المخابرات ولا يراقب الشرطة التي حلَّت في كل الأماكن ولكن يراقب من يقول للشيء كن فيكون
ما أحوجنا إلى ذلك الآن نريد شرطة داخلية تجعل المرء يراقب رب البرية تطمئن إليه إذا قال لك كلمة فلا تحتاج إلى توثيق في شهر عقاري وتطمئن إليه إذا استودعته شيئاً لأنه أأمن من كل خزائن البنوك في الدنيا وهكذا ويكفيكم أن تعلموا أن نبيكم قبل نزول رسالته كان يُسمَّى الصادق الأمين يا ليتنا نتخلق بأخلاقه قبل رسالته