في العين سافرت في الخيال من ضفة لضفة أجتاز روعة الزرقة ..
بهدوء أمتطي متن جندول من الصمت خشية الإزعاج ..
أبحر في عباب نعمة بحذر وهـدوء وسلام يلازم الهناء ..
في بحر صفاء ونقاء يماثل زرقـة السماء ..
رأيت هناك الأسرار نعمةَ متاحـةَ غير خافية تحت الغطاء ..
عوالم من السحر والجمال والرحمـة التي تملأ الأرجاء ..
عيون خالية ضفافها من موانع الشقاء والجفاء ..
والمعاني هناك أليفة بريئة رقيقة مستقيمة كأثير الأضواء ..
تعمقت في ملكوت العين ونظرت في بهاء الروعة ثم تجمدت من الاستحياء ..
نظرت بعيداَ في العمق فلم أجد إلا مسافات تنادي بالإخاء ..
ثم توقفت إجلالاَ وتقديساَ لبحر يخلو من مرافئ الضوضاء ..
تعمدت أن أجتاز النعمة لأبلغ شواطئ العين ثم تأكدت بأني بذاك الغبـاء ..
فالعين بحـر من النعم يفقد السواحل وليس لها بـر من الميناء ..
بـل امتداد من الأسرار تلو الأسرار وآفاقها شهب تتسابق في الفضاء ..
هالني ركون الصمت في عوالم العين فتوقفت في حيرة أنظر للـوراء ..
لقد تعديت حـدود اللباقة عندما أوجدت نفسي في زمرة الدخلاء ..
وكـان اجتيازي لبحر العيون دون تأشيرة من الرقبـاء ..
ولكن رحمة العين تدفقت فيضـاَ من أهلها الكرماء ..
فلم ينالوني بالأذى فهم ذاك الغيـث يمطـر بالعطـاء ..
وتلك جنـة العيون من يجتازها يوماَ لا يشتكي أبداَ من الرمضاء ..
إنما لحظـة نعمـة تلازم العمـر حتى مشارف الفنـاء .